المشكلة هي أن أيّاً من روسيا وإيران لا تريد استقبال بشّار الأسد
هل اتفق الأميركيون والأتراك على إقامة “منطقة حظر جوي” فقط في شمال سوريا، أم أن الإتفاق سيتوسع لإقامة “منطقة آمنة” داخل سوريا، ما يعني استخدام القوات البرية التركية داخل سوريا؟ والأهم، هل يمهّد الإتفاق لـ”ترحيل بشّار الأسد مع الإبقاء على النظام الحالي” للحؤول دون وصول “داعش” أو “النصرة” إلى دمشق؟ وهل هنالك شبه اتفاق مع روسيا وإيران حول “ترحيل الأسد وأسرته”؟
حسب معلومات رئيس تحرير جريدة “حرية” التركية “مراد يتكين” أنه “بعد محادثة هاتفية مع الرئيس التركي طيب إردوغان قبل يومين، قال الرئيس باراك أوباما لـلـ”بي بي سي” أن هنالك جانبين للإستراتيجية المناوئة لـ”داعش”. الأول هو وقف تدفّق المقاتلين الأجانب إلى سوريا ومنها و”تقليص” بيئتهم العملياتية وذلك، بالدرجة الأولى، بالتعاون مع تركيا والأردن.
الجانب الثاني أكثر أهمية: إخراج الأسد، والروس والإيرانيون يدركون أنه سيكون هنالك انتقال سياسي، قبل أن تجرّ سوريا المنطقة كلها لما سيصبح حرباً أطول وأكثر دموية”.
“وحسب مصادر ديبلوماسية تفضّل عدم الحديث علناً، فهنالك خطة أميركية يجري تنفيذها منذ أشهر لإرسال الأسد وعائلته إلى خارج سوريا، مع الإبقاء على النظام والحؤول دون حدوث فراغٍ في السلطة يسمح للجماعات المتطرفة بالسيطرة على البلاد. وتقول المصادر أنه تم عرض الخطة على الإيرانيين في مرحلة متأخرة من المحادثات النووية، ولكن المشكلة الكبرى هو أنه لا روسيا ولا إيران ترغبان في استقبال الأسد!”
ولكن حديث أوباما للـ”بي بي سي” يظهر أن المحاولات ما زالة جارية لإيجاد “حلّ بدون الأسد وأسرته” للحرب الاهلية السورية، مما يعني أن الوضع السوري بأسره ربما دخل مرحلة جديدة مع مشاركة تركيا في الضربات الجوية ضد “داعش”.
منطقة آمنة أم عازلة؟
تُبرز المحلّلة في جريدة “حرية”، فيردا أوزير، نقطة مهمة وهي أنه لا يمكن اعتبار المنطقة “آمنة” لأن ذلك سيقتضي “نزع سلاج” الجماعات الموجودة داخلها. وهذا ليس مطروحاً حالياً لأن تركيا تتردد في إرسال قوات برية إلى داخل سوريا.
بالمقابل، نقلت “رويترز” عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله، في مؤتمر صحفي، إن الأراضي التي تم تطهيرها من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا ستصبح “مناطق آمنة” بطبيعة الحال.
وأضاف “أيدنا دائما وجود مناطق آمنة ومناطق حظر طيران في سوريا. الأشخاص الذين نزحوا يمكنهم الانتقال لتلك المناطق الآمنة.”
وسعت تركيا منذ وقت طويل لإقامة “منطقة حظر طيران” أو “منطقة آمنة” في شمال سوريا لكن سعيها قوبل باعتراض من واشنطن التي تقول إن الضغط العسكري المباشر على الدولة الإسلامية هو السبيل الأمثل لإنهاء القتال في المنطقة وأزمة اللاجئين وليس إقامة “منطقة آمنة”.
ولم يعرف على الفور إن كان الاتفاق يتضمن إقامة منطقة آمنة أو عازلة.
حظر على وجود “داعش” و”النصرة”.. وطيران الأسد!
حسب جريدة “حرية” التركية، فالإتفاق التركي-الأميركي الذي يسمح للمقاتلات الأميركية باستخدام القواعد الجوية التركية في الحرب ضد “داعش” يشمل، كذلك، “منطقة حظر طيران جزئي” عبر الحدود الورية التركية.
وتضيف أن “خط الحدود البالغ طوله 90 كيلومتراً بين مارعة وجرابلس سيكون بعمق 40 إلى 50 كيلومتراً، مع احتمال أن يتم توسيع منطقة الحظر في المستقبل.
وسيكون وجود “داعش” و”النصرة” محظوراً ضمن منطقة الحظر. كما ستشارك طائرات التحالف في فرض الأمن في المنطقة “حينما تدعو الحاجة”.
ويمكن استخدام مدفعية الجيش التركي لتأمين المنطقة.
وبعد الإعلان النهائي عن “منطقة الحظر الجوي”، سيصبح طيران بشّار الأسد ممنوعاً من دخول المنطقة، وسيتم استهداف أية طائرات تحاول دخولها.