بعض الناس “عينهم ضيقة”، يصرّون على “الحكي بالسياسة”، ويركّزون على “الدستور اللبناني”، و”اتفاق الطائف”، واحترام القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وانهيار الليرة والبلد، وهجرة الشباب، وغير ذلك مما يسميه مقال المركزية “القضايا الوطنية الكبرى”! لكن مصالح الناس لا تنتظر.. “يا شباب”!: أليس أفضل الآن “غض النظر” عن “سلاح الحزب”، وحروبه في سوريا والعراق واليمن وجنوب لبنان؟ هذه كلها قضايا “لاحقة”: الآن، المهم هو “الفساد”، ثم “النفايات”، وخصوصاً “بواخر الكهرباء”!
وحتى “فساد الحزب” في المرفأ، والمطار، والحدود البرّية، وصولاً إلى “الكبتاغون”.. هذا كله يمكن أن ينتظر طالما أن “الحزب الإيراني” “رضخ” ووافق على إعطاء حقيبة “سيادية” للقوات!
ألم يتفق ديغول والماريشال بيتان في ١٩٤٠ (حسب رواية مزعومة!) على وضع “السياسة” جانباً، والإهتمام بحالة “المجارير” في فرنسا المحتلة؟ ألم يحصل ديغول على “حقيبة سيادية” في حكومة “بيتان”؟
صحيح أم لا؟ أما أصحاب “العيون الضيقة”، و”المستقلين”، و”جماعة ١٤ آذار البائدة”، فما هي.. “أحجامهم”؟ لا حصّة لهم، وليس لهم حتى أي.. “صوت تفضيلي”!
..
مبروك الغزل… وبالأفراح!
الشفاف
*
المركزية- ما فرّقته الاستراتيجيا والقضايا الوطنية الكبرى جمعته المسائل السياسية “الصغيرة” والملفات الحياتية. بهذه العبرة يُمكن توصيف العلاقة بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية”، والتي ظهرت في شكل واضح
في الحكومة الاخيرة، حيث كانا في الخندق نفسه في مقاربة ملفات كثيرة، خصوصاً الحياتية منها لعل ابرزها ملف الكهرباء لناحية معارضة خيار البواخر والتمسّك بادراة المناقصات.
ولم تقتصر “الاشارات الايجابية” التي تتجمّع في سماء الحزبين على القضايا الحياتية فقط، انما ظهرت في المشاورات القائمة لتشكيل الحكومة، من خلال بيانات كتلة “الوفاء للمقاومة” ومواقف اكثر من مسؤول في الحزب لجهة الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس الحجم التمثيلي الحقيقي لكل فريق سياسي انطلاقاً من النتائج التي حققها في الانتخابات النيابية، وضرورة عدم إقصاء اي مكوّن عنها.
وجاء موقف نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان منذ ايام عن اننا تبلّغنا كحزب عدم وجود “فيتو” من قبل الثنائي الشيعي على حصولنا على حقيبة سيادية، بعدما سرت معلومات عن ان الحزب و”حركة امل” يرفضان تسلّم “القوات” حقيبة سيادية من الحقائب الاربع، ليؤكد ان “الغزل السياسي” سيّد الموقف بين الحزبين اللدودين على رغم التباعد الاستراتيجي. فهل هذا الغزل هو البداية لرحلة الالف ميل بينهما على رغم تباعدهما استراتيجياً؟ وهل يؤسس لما يُشبه التفاهم السياسي طالما ان القواسم المشتركة تتراكم، خصوصاً في مجلس الوزراء والمجلس النيابي؟
مصادر “حزب الله” اكدت لـ”المركزية” “ان لا شيء يُمكن وصفه بـ”التطور” على خط العلاقة بيننا وبين “القوات”، وقالت “صحيح ان قضايا عدة جمعتنا بـ”القوات”، خصوصاً داخل مجلس الوزراء وفي اللجان النيابية المشتركة، خصوصاً ملفات لها علاقة بمكافحة الفساد ووقف الهدر، الا ان هذا لا يعني اننا نقترب من لتوقيع تفاهم سياسي بيننا. هذا امر طبيعي يحصل بين الاحزاب والقوى السياسية حتى لو لم تجمعها القضايا الاستراتيجية والوطنية الكبرى”.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت القواسم المشتركة بين الحزب و”القوات” قد تؤسس لاتّفاق سياسي، اجابت مصادر “حزب الله” “لا نريد استباق الامور، لكن “انشالله” لمَ لا”.
كرم: من جهته، اكد امين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم لـ”المركزية” “ان بمجرّد التلاقي بين “القوات” و”حزب الله” في كثير من الملفات التي تُطرح امّا على طاولة مجلس الوزراء او داخل اللجان النيابية، فإن مسافات التباعد تتقلّص اكثر“.
وقال “صحيح اننا نختلف في المسائل الاستراتيجية الكبرى، الا ان هذا لم يُشكّل عائقاً امام تلاقينا في قضايا عدة، خصوصاً داخل الحكومة، ولا مانع لدينا ان يكون هناك تفاهم بيننا حول ملفات سياسية عدة غير مرتبطة بالقضايا الاستراتيجية الكبرى، خصوصأً تلك المرتبطة بمحاربة الفساد ووقف الهدر.