مقابلة جريئة للمناضل الكردي، الناطق بلسان تيّار المستقبل الكردي، الأستاذ مشعل التمو (الذي يرحّب “الشفاف” بعودته إلى الحرية.. والكتابة!). يطرح مشعل التمو بوضوح موقفه المطالب بـ”إسقاط النظام”، ويحلّل مواقف بعض الأحزاب الكردية المخالفة، ويشرح كذلك أسباب امتناع الأمن السوري عن إطلاق النار عن المتظاهرين الأكراد حتى الآن!
وفي هذه المقابلة يعلن المعارض الكردي مواقف جريئة من قضية السلام مع إسرائيل ومن مسألة إستعادة الجولان، وأيضاً من قضية الدين في المستقبل السوري.
*
20 تموز (يوليو) 2011 – لقاء أجراه موقع «كردووتش» مع مشعل التمو (مواليد 1957) حول دور المعارضة الكردية في الثورة.
مشعل التمو هو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا، وقد حُكم عليه في أيار (مايو) 2009 بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة لنشاطه السياسي، وأُفرج عنه في حزيران (يونيو) 2011 قبل انتهاء مدة حكمه. ويدعم تيار «المستقبل» الذي يقوده تمو التظاهرات المناوئة للنظام، ويطالب بإسقاطه.
كردووتش: منذ منتصف آذار (مارس) لم تتوقف المظاهرات المناهضة للنظام في سوريا. هناك حتى الآن ما يزيد عن 1500 قتيل و10000 معتقل. إلى أين تتجه سوريا؟
مشعل التمو: قد يكون العدد الحقيقي للقتلى و المعتقلين أكبر من ذلك بكثير، فنحن نتعامل هنا مع دولة مخابراتية أمنية حيث لا يُعلن عدد ضحايا عنف الدولة. هناك أعداد كبيرة من المفقودين وأخشى أن الكثير منهم قد قُتل. ونحن نعرف أيضا أن هذا النظام مسؤول عن مقابر جماعية. ستتكشّف حقائق كثيرة ومفزعة حول طريقة عمله بعد سقوطه، ولكن مهما حدث فإن أكثرية الشعب قررت أن تستعيد حريتها وسوف تنجح في ذلك. فالنظام قد يقتل ويعتقل الآلاف، يسلب مدنا أو يسويها بالأرض، لكنه لن يستطيع أن يمنع الشعب عن قراره بتغيير النظام.
كردووتش: منذ زمن لم نسمع عن أي تحرك لأحزاب المعارضة. إلا أنها بدأت في الأسبوعين الأخيرين بتنظيم نفسها. ما سرّ ذلك؟
مشعل التمو: يجب ألّا ننسى أن النظام السوري حارب هذه المعارضة في الـ 45 سنة الماضية وحرمها حرية التحرك. لقد كان عمل المعارضة حتى الآن غير شرعي رسميا ودفع أعضاؤها ثمنا باهظا لذلك من ملاحقة واعتقال. ليس لدى المعارضة خبرة في العمل المرخص حيث أننا نعيش في بلد يملك القرارَ فيه حزب واحد ويُقمع فيه تعدد الآراء. هزائم كثيرة عاشتها الأحزاب المعارضة وانتهى المطاف بأعداد كبيرة من أعضائها إما في السجن أو خارج البلاد. لقد كان العمل المعارض صعبا في هذه الظروف. وعليه ضعُفت هذه المعارضة إلى حد بعيد. ولكن الأمور تغيرت الآن. فكوادر أحزاب المعارضة بدأت تتعلم كيف تتواصل فيما بينها، والشعب أيضا بدأ يتعلم التعبير عن رأيه واحترام الآراء المخالفة. تلك الظروف الصعبة أخرت كثيرا هذه اللحظة التي وجدت المعارضة فيها نفسها وشرعت في رصّ صفوفها. وفي نفس الوقت لا يرزح جيل الشباب السوري تحت مخاوف الجيل الأكبر. هذا الجيل هو من سيبني سوريا.
كردووتش: أحزاب المعارضة ليست ضعيفة فقط، بل منقسمة أيضا. لقد انعقدت في الأسابيع الماضية مؤتمرات عدة بعضها في الداخل وبعضها في الخارج. ومن بينها كان مؤتمر أنطاليا الذي قاطعه عدد من أحزاب المعارضة. في 27 حزيران (يونيو) أعلن عن تشكيل تحالف مؤلف من 8 أحزاب عربية و5 أحزاب كردية، بينما بقيت تجمعات أخرى، كتلك المشاركة في إعلان دمشق، بعيدة عن ذلك. وأنت أسست مع شخصيات أخرى لجنة جديدة. كيف يمكن تجميع قوى المعارضة المنقسمة؟
مشعل التمو: هذا صحيح. بيد أنني أعتبر كل هذه اللقاءات والتجمعات خطوة ضرورية وصائبة. يجب علينا أن نعرف مع من يمكننا العمل وعمّن يجب أن نبتعد. وعلينا أيضا أن نفكر بسوريا ما بعد النظام. فنحن نحتاج إلى دستور جديد وصياغة جديدة لعلاقاتنا بالخارج وأِشياء كثيرة أخرى. كل عمل المعارضة الآن يصب في هذا المجرى. قد يصح القول أن هناك مشاكل تشق صفوف المعارضة بيد أن هناك مطلب تجمعها: التحرر من النظام الحالي.
أما هدف التجمع الذي أسستُه مع شخصيات أخرى فهو التحضير ل«مؤتمر الإنقاذ الوطني»* بهدف تقديم بديل عن النظام. ولا يضم هذا المؤتمر أحزابا بالدرجة الأولى، بل جيل الشباب الذي يقود الثورة، وعليه فإني أظن أننا سنقدر على جمع الكثير من التجمعات المعارضة.
طبعا لن نستطيع جمعهم كلهم، ولكن أهمهم سيكون موجودا، مثلا بعض الأحزاب الكردية وبعض المجموعات من إعلان دمشق ومجموعات أخرى. ما يوحدنا اليوم هو العزم على دعم الإنتفاضة و رفض التحاور مع النظام الحالي. سوف نتحاور يشفافية بشأن سوريا الجديدة التي نريدها مدنية ديمقراطية عبر منح كل الأعراق و القوميات حقوقها. مؤتمرنا مفتوح لكل من يشاركنا هذا الهدف. الجلسات لن تكون مغلقة بحيث يستطيع الجميع المشاركة.
كردووتش: بخلاف الناشطين الشباب لم تطالب أغلبية أحزاب المعارضة حتى الآن برحيل الحكم. هل تريدون الجلوس مع هؤلاء إذا ماكان سقوط النظام أحد مطالبكم الأساسية؟
مشعل التمو: يزداد عدد المطالبين بإسقاط النظام يوما بعد يوم. فكلما قتل هذا النظام واعتقل كلما ازداد عدد الأحزاب المعارضة والأشخاص غير المسيسين المطالبين بإسقاطه. حاليا يتصاعد عدد الناس الذين يظنون أن السلطة فقدت كل الشرعية، وبالكاد هناك من يريد التفاوض معها.
كردووتش: هل لديكم خطط لما بعد بشار الأسد؟ وهل قدمت المعارضة مشاريع لدستور جديد مثلا، أو قانون أحزاب؟
مشعل التمو: المعارضة كلها متفقة الآن على صياغة دستور جديد. ويفترض بهذا الدستور أن يعكس التنوع الثقافي للشعب السوري، ويجب أن تقَرَّ مشاريع لقوانين أحزاب وانتخابات وإعلام. هذه هي أسس الدولة المدنية الحديثة. أعتقد أن النجاح سيحالف أولئك الذين يريدون دولة حديثة مدنية، والخطوة الأولى في هذا الطريق هي الدستور الجديد.
كردووتش: كيف ترى المعارضة العلاقة بين الدولة والدين؟
مشعل التمو: إعجابنا بهذا أو عدمه لا يغير في الأمر شيئا: غالبية المجتمع السوري متدينة. إنهم متدينون، ولكنهم ليسوا متطرفين. ونجاحات أردوغان أثرت بهؤلاء الناس أكثر من أي شئ آخر. هؤلاء الأشخاص والمجموعات الذين نسعى معهم لتنظيم «مؤتمر الإنقاذ الوطني» يريدون إظهار إنفتاح دينهم تجاه الأفكار والتصورات الحديثة. نحن بحاجة إلى دستور جديد تقدمي أما الدين فيجب أن يبقى دوره ثانويا.
كردووتش: ما تزال أوروبا والولايات المتحدة متحفظتين في ما يخص العقوبات على سوريا. لماذا؟
مشعل التمو: هم يخافون أن تعم الفوضى بعد تغيير النظام، كما يخشون من حرب أهلية تغرق الشرق الأوسط في فوضى شاملة في حال رحيل نظام بشار الأسد. لكن بمرور الوقت سيزداد الغرب قناعة أن تغيير النظام لن يساهم في تثبيت استقرار سوريا فقط، بل استقرار المنطقة بأسرها، وبنفس المقدار ستتصاعد الإنتقادات الموجهة للنظام.
كردووتش: ماذا يتوجب على الأوروبيين والأمريكيين القيام به في هذا الظرف؟
مشعل التمو: يستطيعون أن يقوموا بالكثير. يمكن لهم أن يفرضوا حصارا اقتصاديا ويمارسوا ضغطا سياسيا أكبر، كما يمكنهم دعم المعارضة أيضا. إلا أننا لا نريد تدخلا عسكرياً من الخارج، فمشاكلنا نريد حلها بأنفسنا. إلا أن الأمريكيين والأوروبيين يستطيعون المساهمة في إيقاف النظام عن القتل التعسفي للشعب عن طريق خطاب بَيِّن وعقوبات واضحة.
السلام هو خيار المعارضة، حتى مسألة الجولان ينبغي حلها سلمياً في نظر المعارضة
كردووتش: كيف ستكون العلاقات مع اسرائيل في حال تغير النظام في سوريا؟ كيف سيتم التعامل مع مسألة الجولان؟ كثيرا ما نسمع من المعارضة أن سوريا خدمت المصالح الإسرائيلية ولم تطلق رصاصة واحدة في الـ 40 سنة الأخيرة في الجولان. هل يعني هذا أن المعارضة ستخوض حربا مع اسرائيل لاسترجاع الجولان؟
مشعل التمو: كلا. السلام هو خيار المعارضة الحالية. حتى مسألة الجولان يجب حلها سلميا في نظر المعارضة. يجب أن يكون هناك اتفاقية سلام مراقبة دولياً. لا نريد استغلال هذا النزاع اعلاميا لكي نحول الأنظار عن مشاكلنا الحقيقية. علينا التعامل جديا مع مشاكل سوريا الداخلية.
كردووتش: تمارس تركيا، وعلى رأسها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الضغط الأكبر على سوريا. وهناك من يقول أن تركيا قد تتجاوز الحدود مع سوريا و تفرض منطقة حماية للاجئين على الجانب السوري. ماذا تقول المعارضة في هذا الشأن؟
مشعل التمو: تركيا دولة لها مصالحها وهي ترغب بالإضطلاع بدور جديد ومهم في الشرق الأوسط. هي تريد أن تكون عامل القوة في المنطقة ولذلك كان موقفها واضحا لا لبس فيه. ولأن تركيا لا ترغب في الوقوع مجددا في أخطاء الماضي وقفت إلى جانب الشعب السوري. بيد أننا لاحظنا مثلا أن تركيا كانت أكثر انخراطا في الأزمة السورية قبل الإنتخابات من ما بعدها. نحن نأمل أن يزداد الإهتمام التركي بقضايا الشعب السوري. الحدود التي تجمع تركيا بسوريا تبلغ تقريبا 800 كيلومتر وهو ما يفسر الإهتمام التركي بالأزمة السورية. فالأكراد يتواجدون على طرفي الحدود ولا تريد الحكومة التركية مشاكل إضافية في هذه المناطق. كما أنها تريد أن تلعب دورا في المرحلة الانتقالية. أما منطقة الحماية على الحدود، فيتطلب تحقيقها قرارا من الأمم المتحدة ولا يمكن لتركيا أن تقوم بهكذا خطوة لوحدها، بل تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي. إلا أننا نأمل أن يسقط الشعب النظام قبل أن نصل إلى هذه المرحلة.
كردووتش: أكثر من ثلاثة أشهر تقتل القوات الأمنية المتظاهرين. ويخشى البعض من تكرار أحداث حماه عام 1982. إلى متى يمكن استمرار الوضع على ماهو عليه؟ هل ممكن إندلاع حرب أهلية؟
مشعل التمو: لن تتكرر أحداث حماه مرة ثانية، فنحن نعيش في عصر مختلف تماما. و الشعب اليوم كله يحتج ويتظاهر، وليس فقط في هذه المدينة. لكن السؤال المركزي هو: إلى متى يستطيع الجيش السوري المشاركة بقتل متظاهرين. والحال اليوم أن جنودا ينشقون عن الجيش لعدم قبولهم إطلاق النار على المتظاهرين. الجيش سينقسم إذا ما استمر الأمر على هذا الشكل. حاليا هناك احتجاجات في المحافظات ال 14 في سوريا. ويمكن للجيش أن يقتل 10 أو 20 متظاهر يوميا و يعتقل مئة آخرين. إلا أن ذلك لن يخمد هذه الثورة.
كردووتش: أي دور لعب الإضراب عن الطعام الذي قام به معتقلو سجن عدرا والذي شاركت به شخصيا بخصوص الثورة؟
مشعل التمو: من المؤكد أن هذا الإضراب كان أحد عوامل اندلاع الاحتجاجات التي عمت البلاد. لم يكن الوضع السياسي العام يحتاج إلى أكثر من شرارة لكي يعبر الشعب عن عدم رضاه. كنا واعين لذلك وأردنا أن نقوم بدورنا. وعندما بدأنا الإضراب كان هدفنا أن ندفع الشارع للإحتجاج ضد النظام.
كردووتش: تبدو أحزاب المعارضة بعيدة عمّا يحدث. جيل الشباب هم من يقوم بالتعبئة للتظاهر عبر الأنترنت. ما سبب انكفاء هذه الأحزاب برأيك؟
مشعل التمو: يجب ألا ننسى أن الكثير من هؤلاء الشباب هم ناشطون وأعضاء في تلك الأحزاب. إلا أنك على حق في أن هذه الأحزاب لا تلعب دورا أساسيا في هذا الحراك. أعتقد أن عليها أن تدعم الثورة بشكل أوضح وهو ما علينا العمل عليه. الشباب الذين يقودون هذه الثورة منظمون وعلى تواصل دائم فيما بينهم. إنهم شديدو الإندفاع ويعملون بشكل احترافي ويعرفون بدقة ما يريدون. لقد قرروا أن على هذا النظام الرحيل.
كردووتش: طالما اعتُقدَ أن الأحزاب الكردية هي الأحسن تنظيما وأنها ستلعب دورا حاسما في إسقاط النظام، لكن الواقع كان غير ذلك. حتى أنتم لم تدعوا للتظاهر حتى الآن. ماهو سبب ذلك؟
مشعل التمو: هذا صحيح للأسف. المعارضة الكردية كانت الأكثر تنظيما في سوريا، كما أنها كانت على الصعيد الحزبي فعالة جدا. في بداية الثورة كان يمكن الأحزاب الكردية أن تلعب دورا حاسما، بيد أنها ضيعت هذه الفرصة. فمن ناحية تعامل النظام بذكاء كبير مع الأكراد، ومن ناحية أخرى ساهم بعض المسؤلين الأكراد بإضعاف المعارضة الكردية. بعض الأحزاب الكردية لم تتخذ موقفا واضحا من النظام حتى الآن. والبعض الآخر يعتقد أنه من الأفضل التحاور معه. طبعا هذا أضعف المظاهرات في المناطق الكردية وأدى إلى قلة عدد من يخرج إلى الشارع نسبيا.
ولكن هذا لا يعني أن الأكراد لن يحصلوا على حقوقهم. الشباب الكردي يشارك بفعالية ويساهم بشكل حاسم في الثورة السورية. ونحن في تيار المستقبل الكردي في سوريا, حزب يكيتي الكردي في سوريا و حزب آزادي الكردي في سوريا شاركنا منذ البداية في التظاهرات وسوف لن نتوقف. والأعضاء الشباب في تيارنا يتظاهرون تماما كما هو حال أعضاء الأحزاب الأخرى من الشباب وأيضا المستقلين. نحن قررنا – كما في كل سوريا – أن يقود هذه التظاهرات الشباب. لقد تظاهرت حركة المستقبل ويكيتي وآزادي في وقت لم يكن يجرؤ أحد فيه على التظاهر العلني. يسعدنا أن شبابنا يتولى دورا هاما في الثورة.
كردووتش: ألا تختبئ المعارضة الكردية والعربية خلف هؤلاء الشباب؟ أنتم تريدون صناعة مستقبل البلد ولكنكم تبقون في هذه المرحلة الحرجة على مسافة من الحراك وتتركون المسؤولية كلها لجيل الشباب. أليس في ذلك تناقض؟
مشعل التمو: بالنسبة لنا في حركة المستقبل لا يشكل لنا ذلك تناقضا. نحن نشارك في التظاهرات، والأحزاب الثلاثة التي مررنا على ذكرها أصدرت بيانات دعت فيها إلى التظاهر. نحن نتصرف بهذا الشكل لأننا نريد لشبابنا أن يكونو فاعلين وأن يتخذوا قراراتهم باستقلالية عنا. إننا نكنُّ لهم كل الإحترام.
كردووتش: تيار المستقبل الكردي في سوريا خرج من تحالف الأحزاب الكردية الـ 12، لأنه رأى أن الأحزاب الأخرى مترددة جدا في دعم الثورة. ماهو سبب اختلاف موقفكم عن بقية الأحزاب؟
مشعل التمو: تركنا التحالف بسبب موقف بعض الأحزاب من النظام السوري. كانو يريدون أن يلتقوا مع السلطة وأن يتحاوروا معها، وهو ما رفضناه وقلنا أن لاحوار مع نظام يقتل شعبه. هناك بعض الأحزاب الكردية التي ما زالت مقتنعة بجدوى الحوار مع النظام. نحن لا نشارك هذه الأحزاب رؤيتها ولا يمكننا العمل إلا مع من يرفض الحوار مع النظام. يجب أن تصب كل جهودنا في مجرى إسقاط النظام، وهو ما نقوله علنا. لقد تبنينا في هذا الأمر الموقف الذي تبناه الشباب في الشارع. أغلب الأحزاب الكردية لا تتبنى هذا الموقف. في هذا الشأن هناك خلافات سياسية. علينا نحن الأكراد – أحزابا وتجمعات أهلية – أن نلعب دورا هاما في هذه المرحلة المفصلية من الثورة. وهذا مشروط بتوحيد مواقفنا والإنخراط أكثر في الثورة. نعمل على تحقيق هذا الهدف. نحن نشيطون على مستوى سوريا. ومن جانب آخر علينا أن نرعى مصالحنا كشعب مستقل ونقدم أنفسنا كأكراد. اليوم تُحدد معالم مستقبل سوريا.
كردووتش: هل سيضعف موقف الأحزاب الكردية بسبب ترددها في دعم المظاهرات والثورة؟
مشعل التمو: من الطبيعي أن يضعف موقفهم. ولايكمن سبب ذلك في عدم وضوح رؤيتهم وموقفهم من الثورة، بل أيضا لعدم وضوحهم حيال النظام. إنهم لا يمتنعون فقط عن دعم الثورة، بل يعملون ضدها.
كردووتش: كيف يمكن فهم إطلاق النار على المتظاهرين في جميع أنحاء سوريا باستثناء المناطق الكردية؟
مشعل التمو: لقد كان للنظام تجربة مع الأكراد. عندما أطلق النار على متظاهرين في المناطق الكردية في عام 2004، خرج مئات الآلاف من الأكراد إلى الشارع دون استثناء دمشق وحلب. قتل المحتجين يزيد من لحمة الناس، والسلطة تعرف تماما أنه في حال قتل متظاهر كردي في المناطق الكردية سيخرج مئات الآلاف إلى الشارع. سيتحد الأكراد في حالة كهذه مهما كانت الأحزاب والهيئات السياسية الكردية منقسمة. هذا هو سبب عدم تدخل قوات الأمن في المظاهرات في المناطق الكردية. هم يعرفون أن في حالة كهذه سيتظاهر أكراد دمشق وحلب، وهو ما لا يريدونه في كل الأحوال.
* تم انعقاد «مؤتمر الإنقاذ الوطني». انظر إلى الخبر الذي أفادت به «كردووتش» في 19 تموز (يوليو) 2011.
07 تموز (يوليو) 2011