خاص بـ”الشفّاف”
ماذا دار بين الراعي وعون غداة صدور وثيقة بكركي ٢٠١٤؟
حسب محطة “أم تي في”، استقبل الراعي عون بحرارة وقال له امام الكاميرات :”حلوة المبادرة إحياء عيد مار مارون عنا.”
فأجابه عون: “كل سنة منمرق لعندك”
الراعي: “كنتو تروحوا ع براد”
عون:”لا مرة رحنا”
ساله الراعي مستفسراً: “آه كل شي رحته مرة وحدة؟”
فيجيب عون:”لا الحج الكبير كان مرة واحدة”
في الدقائق الاولى للقاء الذي دام نحو 40 دقيقة سال الراعي عون امام الكاميرات ايضاً:”ليش حامل وطيس هلقد ما دام عمر الحكومة ما رح يتعدى الشهر وبعد في شهر على التحضير للانتخابات الرئاسية؟”
فما كان من عون الذي بدا مربكاً من سؤال الراعي الا ان اجاب : “حامي وطيس لانو.. هلق منحكي بالتفصيل بعد شوي، بس في شي بهدد الرئاسة.”
بعدها سال الراعي- عون: “صحيح عرضوا عليكم المالية؟”
فالتزم عون الصمت وقال: “المالية مش هينة فيها عجز كبير والعمل الاهم اليوم هو باستخراج النفط.”
فأجاب الراعي:”على كل حال التركيز لازم يكون على انتخاب الرئيس لا يجوز الفراغ ولا التمديد عيب دايماً منضل لآخر دقيقة طيب ليش ليش منصير نضيع الوقت شهر وشهرين شو ناقصنا.”
وهنا اكتفى عون بالرد: “ايه”.
هذا ما دار في الحوار، ولكن عون خرج من اللقاء ليعلن تأييده لمذكرة بكركي الوطنية من دون ان يسجل اي ملاحظة على المذكرة على غرار تلك التي تفوّه بها نائب الاصلاح والتغيير حكمت ديب، حيث انتقد المذكرة قائلا “إنها لا تتضمن حق الدفاع المشروع عن النفس”! فاستبق ديب “مون جنرال”، وطالب بكركي بتأييد سلاح حزب الله للدفاع المشروع عن الدولة اللبنانية.
وما لم تكشفه عدسات المصورين ولم تكتب عنه اقلام الصحافيين خلال إعلان البطريرك الراعي عن المذكرة، هو حالة الاستياء التي ضربت قوى 8 آذار، وتحديدا تيار البرتقالة العوني، بعد الإعلان. فقد انسحب جميع مندوبي التيار العوني من الصرح البطريركي واجمين، ولم يدلِ أي منهم بتصريح او تعقيب، في حين خرجت وسائل إعلام 8 آذار من الصرح لتبث تقاريرها من الخارج، خلافا للعادة، حيث كانت اعتادت بث التقارير من داخل اروقة الصرح، على تلفزيون الليمونة، ومحطة بيار الضاهر والنيو تي في والمنار.
المعلومات تشير الى ان مبعث الخيبة العونية والالهية من مذكرة الراعي مرده الى انها جاءت مخيبة للتوقعات، والآمال التي بنيت على الراعي، ومجلس المطارنة.
عون كان يرتقب من أساقفة الموارنة، ان يسبغوا على وزارة النفط صفة “الميثاقية”، بدلا من تكريسهم مفهوم “حياد لبنان” في الميثاق الوطني. وهذا، في حين كان “الإلهيون” ينتظرون من الراعي ومجلس الاساقفة، الدعوة الى “عقد اجتماعي جديد”، فضلا عن تناول موضوع “التكفيريين” و”خطرهم على الاقليات في الشرق الاوسط”، بما يعطي “حزب الله”، مبررا لاستمرار قتاله في سوريا دفاعا عن مقام السيدة “زينب” و”مار مارون” على حد سواء بتكليف من الراعي.
وفي هذا السياق أشارت معلومات الى ان الفاتيكان كان حاضرا في مذكرة الاساقفة الموارنة وهو أشرف على مضمونها، وان المذكرة لم تكن لترى النور من
دون موافقة الدوائر المعنية في القاتيكان.
وتشير المعلومات الى ان تشديد المذكرة على حياد لبنان، ورفع هذا المفهوم الى مرتبة “الميثاقية” ليس وليد صدفة، او نتيجة تهديد طاريءللصيغة اللبنانية، بل يندرج في إطار اتفاق دولي على حياد لبنان، يجري العمل على تظهيره في الامم المتحدة، بحيث يصبح موقع لبنان في الشرق مشابها لوضع سويسرا في اوروبا، بقرارات دوليه ملزمة للبنانيين قبل سواهم.
وتضيف المعلومات ان الاتفاق الدولي بدأ بين الفاتيكان وفرنسا وبموافقة اميركية، ومن المرتقب ان يستكمل العمل على أخذ موافقة جميع الدول عليه، خلال سنتين كحد اقصى.
وهذا يتطلب وجود جهة لبنانية تحمل مشروع الحياد، فكانت بكركي، بطلب فاتيكاني، هي هذه الجهة.