Middle East Transparent
15 مايو 2004
شفــــاف الشــــرق الأوســــط
شفــــاف الشــــرق الأوســــط
مسرحية
وهابي وصاروخ صيني
مسرحية من خمسة فصول
د. أنور عبد الله
شفــــاف الشــــرق الأوســــط
شخصيات المسرحية
1_ المطوع جريبيع: المرشد الديني وإمام مسجد المعسكر.
2_ الملازم الأول سعيد: ضابط مسؤول عن الوحدة العسكرية.
3_ العريف محمد.
4_ الجندي جعيثن.
5_ الجندي سمير الحربي.
6_ الجندي مطلق المطيري.
7_ الجندي الزهراني.
8_ المطوع أبو سيف (رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
9_ المطوع أبو فوزان: مطوع أهل بريده.
10_ المطوع أبو سلوم: مطوع أهل الحوطة.
11_ أم صالح: زوجة المطوع “جريبيع”.
12_ المقدم مفلح: قائد المعسكر.
13_ سالم “مؤذن المعسكر”.
الزمان : أثناء اشتداد الحرب العراقية _ الإيرانية، ما بين نهاية عام 1987 وأوائل 1988 م.
المكان: في قاعدة عسكرية بأطراف صحراء منطقة “نجد”.
المشهد الأول
ترفع الستارة عن مهجع جنود في قاعدة عسكرية حديثة في الصحراء، تحيطها سلسلة من التلال الرملية، على جهة اليمين في أقصي الزاوية ، ظهر بناء مسجد صغير، ترتفع مأذنته الشرقية عالية. للمسجد بابان، أحدهما يطل على المسرح والآخر في الخلف . أما الجهة اليسرى، فقد انتشرت فيها بعض المباني العسكرية الحديثة ، وتظهر الزاوية على يسار المسرح خالية لم تستغل بعد .. هناك في الوسط باب يؤدي إلى ساحة القاعدة العسكرية. وفي وسط المسرح يوجد عدة كراسي ومقاعد شرقية .. إلخ.
الجدران عارية من أية ألواح أو زينة ، ما عدا لوحة منظر طبيعي. يدخل جندي لاهثاً، يتبعه جندي ثان وثالث ثم العريف ، يرتمي كل واحد منهم على كرسي ، لحظات من الصمت.
الجندي الأول : (جعيثن) هذه ليست تمارين، هذه بهدلة يا جماعة.
الجندي الثاني : ( الزهراني) ربما بسبب الحرب بين العراق وإيران، فكلما اشتدت الحرب، كلما اشتد ضابطنا الجديد بتمارينه العسكرية الشاقة.
الجندي الثالث : (سمير الحربي) تتوقع يا عريف، بأن كل الوحدات العسكرية تتلقى نفس التمارين والتدريبات العسكرية الجديدة؟
ينهض العريف وهو يتطلع إلى وجوه الجنود، يخطو خطوات قصيرة ذهاباً وإياباً.
العريف : (محمد) هذه التمارين التي لم تتعودوا عليها من قبل ، ولا أنا بالرغم من قدمي في الجيش، لا تعود فقط لاشتداد الحرب بين العراق وإيران، بل بسبب مجيء هؤلاء الضباط الشباب، مثل ضابط وحدتنا الملازم أول سعيد _ يرفع صوته مفتخراً _ درسوا العلوم العسكرية، أخذوها دراسة وليست فراسة .[تعبير في الجيش السعودي يفرق بين من يأخذ رتبة عسكرية بدراسة أو من يأخذها بحكم الأقدمية ومركزه داخل القبيلة].
جعيثن : (مقاطعاً) وضابطنا القدامي “أبو محمد أبو إبراهيم ..، ألم يدرسوا ؟ أين هم الآن؟
العريف : (وهو يتطلع إلى الجهة اليسرى) متقاعدون عند أهلهم، كانوا ضباطا من “الغطغط” أو الأرطاوية. [الأرطوية اسم مكان في الصحراء ، استقرت فيه قسم من قبيلة “مطير” عام 1911، بعد أن دخلت في الدعوة الوهابية. والغطغط اسم مكان في الصحراء أيضاً استقرت فيه قبيلة عتيبة. ومن وسط هاتين الهجرتين تكون “جيش الإخوان _البدوي الشهير الذي لعب دوراً أساسياً في حروب توحيد البلد من 1911 إلى 1926].
جعيثن :ما معني ضابط غطغط يا عريف؟
العريف : يعني لم يتخرج من كلية عسكرية، ولم يدرس العلوم العسكرية الحديثة، بل إنهم خريجوا “الهجر _ البدوية”.
جعيثن : مطوع معسكرنا “جرابيع” يقول، أن كل العلوم موجودة في جامعة الإمام محمد بن سعود، فلماذا لم يدرسوا الضباط في هذه الجامعة المباركة، أحسن لهم؟
العريف : يا جعيثن، جامعة الإمام محمد بن سعود، جامعة دينية وليست عسكرية.
جعيثن : على أية حال، كنت مرتاحاً مع ضباطنا السابقين، كانوا متساهلين، يغضون النظر عن أشياء كثيرة، يعطون الأجازات بسهولة. عكس مسؤول وحدتنا الجديد، متشدد وصارم ويعاقب على ..
العريف : (مقاطعاً وهو يضحك) طبعاً،طبعاً تفضل الضباط التقليديين، لأنك جندي كسول ، تنفر من الانضباط العسكري ومن التدريبات الميدانية، ولهذا “تكرشت” من أكل اللحم والرز “البسمتي”_ يضحك بعض الجنود _ ليس أمامك يا جعيثن إلا التمارين الجديدة لتنقذ نفسك من الكسل والترهل.
يتقدم “جعيثن” ويقف أمام اللوحة المعلقة على جهة اليسار، جعيثن يهز رأسه ويتمتم بكلام غير مسموع.
العريف : عجبك المنظر يا جعيثن؟
جعيثن : (وهو يتأمل اللوحة) سيعجب المطوع جريبيع أكثر !
العريف : المطوع جريبيع، سيعترض المطوع جريبيع على هذه اللوحة أيضاً؟!
جعيثن : بالطبع، سيقلب الدنيا على رأسنا، وسيتهمنا اتهامات كثيرة _ جعيثن يرفع صوته مقلداً صوت المطوع _ ها انتم جلبتم تماثيل وثنية قرب المسجد.
العريف : ياجماعة، هذه لوحة وليست تماثيل: اللات أو العزى أو هبل.
سمير : من الأفضل يا جماعة، خلع هذه اللوحة بسرعة إتقاء شر “الفتنة” !
العريف : (مندهشاً) أي فتنة هذه يا سمير ، منظر طبيعي يثير في النفس البهجة والانشراح، تسمونه فتنة؟!!
الزهراني : مطوعنا يقول ، كل فن حرام أو مكروه _ يعد بأصابعه _ فن النحت، الرسم، الموسيقي، السينما _ يلتفت نحو العريف _ لا تورطنا الله يخليك.
جعيثن : أنا من رأي سمير يا عريف، يجب التخلص من هذه اللوحة، قبل مجيء المطوع، وقبل أن يتهمنا بالعودة إلى “الجاهلية الأولى” _ يضحك سمير والزهراني _.
العريف : (متخاذلاً) أعوذ بالله، كل تهمة تهون إلا تهمة العودة إلى “الجاهلية الأولى” _ يتطلع نحو جعيثن _ لست مسؤولاً عنها، الملازم سعيد هو الذي جلبها.
سمير : لا يهم من جلبها ، المهم التخلص منها بسرعة.
العريف : (يتفرس وجوه الجنود) أليس من الأفضل، التريث قليلاً لأخذ رأي الملازم سعيد؟
جعيثن : هذه مسائل متعلقة بأمور دينية وأخلاقية ، لا دخل للضابط بها، هي من شؤون مطوعنا، وما الفائدة من سؤاله ، بعد أن يراها المطوع؟
(يسمعون خطوات قادمة لحظات صمت).
الزهراني : ربما يكون المطوع _ يتقدم جعيثن نحو المنظر، يحاول خلعه. العريف يتطلع إليه بصمت، يدخل الملازم سعيد يؤدي الجنود التحية، يرتبك جعيثن ويترك اللوحة.
الملازم سعيد : اسمع يا عريف، عليك تنظيف هذا المكان _ يؤشر بيده نحو اليسار، يتقدم الملازم _ ثم تحفر هنا _ يضرب الضابط برجله _ حفرة كبيرة وعميقة 3 x 8 م، ستكون “مربضاً” أو مخبأ لسلاح خطير، وعليك من الآن أن تمنع أي إنسان من الاقتراب من هذه المنطقة .
العريف (متسائلاً) هل يشمل هذا، المطوع “جريبيع”؟
الملازم سعيد : عندما أقول يمنع أي كائن، يعني الكلام، المطوع وغير المطوع.
(يدخل المطوع _ بزي وهابي _ يسمع كلام الضابط).
المطوع جريبيع : ماذا قلت عني يا ملازم سعيد؟
الملازم : لا شيء _ المطوع يحاول الذهاب إلى جهة اليسار. الملازم مواصلاً : ُيمنع من الآن يا مطوع الدخول إلى هذه المنطقة. يؤشر الملازم بأصبعه نحو جهة اليسار من المسرح .
المطوع : (يلتفت بدهشة) تمنعني من دخول هذه البقعة الناشفة، أمرك عجيب أيها الملازم.
الضابط : ( وهو متجهاً إلى الخروج) لقد نبهتك أيها المطوع ! يختفي الملازم.
المطوع : ( ينظر إلى العريف) ماذا أصاب ضابطكم اليوم؟
العريف : هل شاهدت شيئاً غريباً في سلوكه؟
المطوع : (بحدة) ألم تسمع ما قال لي ؟ إنه يمنعني من الدخول إلى تلك البقعة الجرداء. هل اكتشفتم فيها بترول؟
العريف : (يضحك) لا، لا يا مطوع، لم نكتشف شيئاً _ يتقدم العريف نحو المطوع يضع يده على كتفه _ مع احترامي العميق لك ولمهماتك الدينية إنه يجب ..
المطوع : (مقاطعاً) لا تنس المهمات الأخلاقية
العريف: عفواً المهمات الدينية والأخلاقية، أحب أن أخبرك يا مطوع لا يحق لك بعد اليوم الدخول إلى تلك البقعة _ يؤشر العريف بأصبعه إلى أقصى اليسار من المسرح.
المطوع : ما هدف هذا الإصرار منك ومن ضابطك؟
العريف : (يتقدم نحو الجمهور) بصراحة يا مطوع الخير، سوف نجلب سلاح خطير، خطير وسنضعه هنا.
المطوع : (باندهاش) بس، كل هذا التصرف الخشن، من أجل جلب سلاح خطير _ المطوع يقلد العريف _ فأنا أعرف جميع الأسلحة من (البندق إلى الدبابة).
العريف : أعرف ذلك، ولكني أنفذ الأوامر.
المطوع : (بحدة) الأمر لله وحده يا عريف، استغفر ربك، إن من أغضب مرشده الديني، أغلق الله أمامه أبواب الجنة.
العريف : (مبتسماً) ها الله، ها الله يا مطوع، لا تفعلها ، أنا في ذمتك !! يتقدم المطوع نحو جهة اليسار ، مستطلعاً يلتفت يميناً وشمالاً يشاهد المنظر المعلق على جهة اليسار _ تأخذه الدهشة لحظات _.
المطوع : (بانفعال) ها الله، ها الله، هذا أنت يا عريف، أخرتها تماثيل ومناظر تثير روائح الشرك أمام المسجد، وتكذب علي أيضاً “سلاح خطير، خطير سيجلب هنا!”.
العريف : (مرتبكاً) دعني أفهمك يا مطوع.
المطوع : (بانفعال) اترك عنك هذا الرياء يا عريف؟
العريف : هذا منظر طبيعي، لا فيه روح ولا صورة إنسان أو حيوان . إنه منظر يثير البهجة و..
المطوع : (مقاطعاً) دع عنك زخرف الكلام، لا يثير في النفس البهجة والانشراح غير ذكر أسماء الله الحسنى.
العريف : إنه لا يتعارض والنواهي الدينية.
المطوع (بحدة) ماذا تقول يا عريف، هل جننت؟ هذا المنظر يتنافى والإرشادات الدينية، ويلهي قلوب الجنود عن ذكر الله المعبود. هيا يا عريف اخلع هذه الصورة الكريهة كفانا الله شرها.
العريف : كيف أخلعها والقيادة العسكرية هي التي وضعتها.
المطوع : لا تكذب علىّ يا عريف، فأنا منذ عشرين عاماً هنا ولم أر منظراً مثل هذا. هذه الصورة جلبها ضابطكم سعيد، أليس كذلك؟
العريف : صحيح إنه الملازم سعيد.
المطوع : إذاً فضابطكم هذا من أهل الخبر ضعيف الإيمان _ يضحك بعض الجنود _.
العريف : إذا سألني الضابط من خلع الصورة سأقول له “المطوع”.
المطوع : قل له كما تحب، المهم لا أود أن أري مثل هذه في المعسكر. يلتفت المطوع نحو جعيثن.
المطوع : (مواصلاً) آمل با جعيثن ألا توجد مثل هذه البدع في بيتك .
جعيثن : لا إن شاء الله، البيت الذي فيه صورة لا تدخله الملائكة.
المطوع : عفاك الله وكثر من أمثالك. ألا تعلمون ماذا قال رسول الله أثناء فتح مكة؟
سمير : ماذا قال يا مطوع؟
المطوع : قال رسول الله : يا علي لا تدع صورة إلا طمستها.
جعيثن : يا مطوع الخير، لقد مضي وقت وأنت تجادل العريف في هذه المسألة، ونحن جالسون هنا على احر من الجمر ننتظر حديثك لهذه الليلة._ تظهر علامات الرضي والارتياح على وجه المطوع.
المطوع : لقد صدقت يا جندي الإسلام، لنترك الجدل الذي نهي عنه الشرع ولنناقش أمور دنيانا.
جعيثن : عن أي موضوع سوف تحدثنا اليوم؟
المطوع : حديثنا اليوم يا جنود الإسلام، حديث هام جداً، إنه موضوع الساعة . فقد شغل غالبية مسلمي هذا البلد الأمين، وكثر حوله الكلام والحديث والجدل في الصحف والمجلات وفي الراديو والتلفاز وهو : إجازة أو تحريم أكل اللحوم المجمدة القادمة من الخارج.
جعيثن : أشهد إنه حديث الساعة يا مطوع، كل مرة أدخل فيها هذه المحلات التجارية التي يسمونها “برساكت”
يضحك _
العريف : سوبر ماركت يا جعيثن، خمسين مرة قلتها لك، سوبر ماركت وليست برساكت.
جعيثن : كل مرة أدخل “سوبر ماركت” قلبي يضرب ويدي ترتعش، أخاف أن أقع في لحم الخنزير، أو لحم غنم غير مذبوح على الطريقة الإسلامية. ولا أخفي عليك يا مطوع أنني اشتريت منذ أكثر من ستة أشهر لحم غنم من غير بلد إسلامي. وقد أكلته أنا وزوجتي وأولادي، هل سيغفر لي الله يا مطوع؟
المطوع : شيء مخيف أن يأكل المسلم لحوماً أو مأكولات من بلد غير إسلامية. ولكن مادمت تجهل هذا ، فإن الله يأخذ بالنوايا . فلا ذنب عليك في هذه الحالة.
جعيثن : الحمد لله، لقد طمأنتني يا مطوع .
المطوع : لهذا أن خصصت حديث الليلة عن اللحوم المستوردة من الخارج. فإذا كان اللحم المستورد من بلاد كتابية، فلا خشية ولا خوف من لك، لأن الله حلل لنا ذبائح أهل الكتاب. أما إذا كان اللحم قادماً من بلدان وثنية وشيوعية، فهو حرام قطعاً.
الزهراني : ما هي البلدان الوثنية؟
المطوع : بلدان مثل الهند ، التايلند، الفلبين.
جعيثن : ولكن يا مطوع ، هناك عشرات الألوف من العمال التايلنديين والفلبينين في بلدنا ولحوم بلدانهم منشرة.
المطوع : نعم متواجدين في بلدنا كـ”عمال” وليسوا قصابين أو بياعين ولسنا مضطرين لأكل اللحوم التي يأكلونها .
العريف : وإذا كانت اللحوم المستوردة من أمريكا وأوربا، فهل يحق لنا شراءها وأكلها أم لا ؟
المطوع : يحق لكم شراؤها وأكلها دون حرج، لأنهم من أهل الكتاب ما عدا لحم الخنزير.
العريف : ولكن الأمريكيين أعداؤنا في السياسة.
المطوع : أعداؤنا في السياسة شيء ، وأكل ذبائحهم شيء آخر. فقد حلل لنا النبي محمد ، ذبائح أهل الكتاب.
سمير : هل يجوز للمسلم استخدام سيارة مصنوعة من إحدى البلدان الشيوعية؟
المطوع : كل شيء قادم من البلدان الشيوعية، يجب تجنبه وعدم وضعه في بيت من يؤمن بالله واليوم الآخر، لأنه سيفسد البيت ويثير الفتن بين الزوج والزوجة، ويجلب كل أنواع الشر، فلا تدخله الملائكة، وتكثر في أركانه الشياطين والمردة. خاصة إذا كانت الحاجات مصنوعة في “الصين” بلد آجوج والماجوج . فكيف يحق لمسلم غيور على إسلامه أن يركب سيارة من صنع الكفار_ والعياذ بالله.
جعيثن ينهض ويسحب مسدسه من حزامه ، ثم يرميه على الأرض.
العريف : (بحدة ) ماذا تفعل يا جعيثن؟ إنضبط واحمل سلاحك.
جعيثن : لا ألتقط سلاحي حتى يعطي المطوع “جريبيع” فتوى دينية.
المطوع : على رسلك يا عريف ، لا تغضب قد يكون معه حق. لماذا ألقيت سلاحك هكذا يا جعيثن؟
جعيثن : هذا السلاح من صنع بلد شيوعي يا مطوع، وأخاف أن يصيبني مكروه منه.
المطوع : (باندهاش) أعوذ بالله، كيف وصل هذا السلاح اللعين ؟ الذي أعرفه ، أن السلاح في قواتنا المسلحة، من إنتاج بلدان أهل الكتاب “أمريكا، بريطانيا، فرنسا”.
العريف : ( متدخلاً) كيف عرفت أن هذا السلاح من صنع بلد شيوعي؟
جعيثن : ( يتقدم ويلتقط سلاحه ويخاطب العريف) انظر ما مكتوب هنا.
العريف : هذه كلمة “إنجليزية” وأنت لا تعرف اللغة الإنجليزية يا جعيثن.
جعيثن : صحيح أن لا أعرف ، ولكن جارنا الطالب عبد الله بن فوزان، قرأها لي.
العريف : ولكن عبد الله، طالب في مدرسة تحفيظ القرآن، ولا يعرف اللغة الإنجليزية .
المطوع : مادام عبد الله، طالبا في مدارس تحفيظ القرآن، فهو صادق ولا يجب تكذيبه.
العريف : طيب ماذا قال لك عبد الله يا جعيثن؟
جعيثن : قال هذه الكلمة “جيرمن” أحد بلدان المعسكر الشيوعي . (يتقدم العريف، ويمسك بالمسدس ويقرأ الكلمة ).
العريف : جيرمن ، تعني ألمانيا، وعلاقتنا معها قديمة وطيبة، تمدنا بالمكائن والمضخات ، وخاصة سيارات المرسيدس ، الأمراء والعلماء، يفضلونها دائماً، فهل يستخدمون سيارة شيوعية ؟!
المطوع : لا تتدخل في الشؤون الشخصية يا عريف، فما دمت متأكداً بأن “جيرمن” هي ألمانيا، وهي من أهل الكتاب لا داعي إذاً إتهامها بالشيوعية. وعليك أنت يا جعيثن أن تأخذ سلاحك وتحتفظ به ، بعد أن زالت الشبهة. هل هناك سؤال آخر؟
العريف : عندي سؤال.
المطوع : هات سؤالك يا عريف.
العريف : هل يحق لنا التحدث مع أهل القطيف ومخالطتهم؟
المطوع : من الأفضل للمسلم، عدم الاحتكاك بهم أو التحدث إليهم كثيراً، لأن القوم من بقايا قرامطة وروافض عصاة. لقد حاول علماؤنا الأجلاء منذ زمن طويل، إرجاعهم إلى الإسلام. ولم يفلحوا بعد . لذا نهي علماؤنا – حفظهم الله – عن مخالطتهم أو الزواج منهم. وإذا اضطررتم للكلام معهم، فاجعلوا كلامكم مختصراً ووجوهكم جادة عابسة، كي لا يتخيلونكم مهادنين في دينكم الحنيف ( يلتقط أنفاسه ثم يواصل): الله، الله، انتم جيش التوحيد، وعليكم المعتمد بعد الله لتوطين أركان الإسلام في هذا البلد.
جعيثن : وأهل الأحساء؟
المطوع : أهل الأحساء نصفان نصف عاطل، ونصف طيب، فاتركوا العاطل من الروافض وبقايا القرامطة والخوارج وتحدثوا مع النصف الطيب من أهل السنة .
الزهراني : هل يحق للمرأة أن ترد على التليفون في غياب زوجها ؟
المطوع : من المستحسن لها، عدم الرد، اتقاء “شر الفتنة” وإذا اضطرت ، يجب أن ترد باختصار، ووجه عابس و ..
العريف : (مقاطعاً) كيف ووجه عابس عبر التليفون _ ضحك _
المطوع : أعني بصوت جاد هكذا _ يقوم المطوع بحركة تشبيه، يرفع يده اليسرى إلى فمه _ بسم الله الرحمن الرحيم، أبو فلان غير موجود، وتغلق السماعة _ ينزل المطوع يده _ صوت المرأة يا جنود الإسلام عورة، يثير الرغبة والشهوة عند الرجال، فنبهوا زوجاتكم وأخواتكم وبناتكم ، أن لا يرددن على التلفون . إلا بشكل مقتضب جداً. سترنا الله وإياكم من كل عيب وعار.
(يدخل شخص بلباس مدني ينهض جعيثن)
جعيثن : (صارخاً) جاء المطيري من بانكوك ومانيلا (المطيري يضع يده على رأسه) والله اشتقنالك يا مطيري.
المطوع : ( يلتفت إلى الوراء) هذا أنت يا مطيري _ يهز المطوع رأسه _ كنت في بانكوك، وتقول لي ذاهب إلى مكة لأداء العمرة – يضحك بعض الجنود –
المطيري : – متلعثماً – والله يا مطوع، ذهبت خمس مرات إلى الحج ، وقلت هذه المرة أحب أشوف بلد ثاني.
المطوع : (بحدة ) اجعلها المرة السادسة، العاشرة، فهل هناك زيارة أفضل وأشرف من زيارة “مكة المكرمة” على وجه الأرض ، ألم أحذرك ، بأن لا تذهب إلى التايلند.
المطيري : صدقني يا مطوع، والله لم أدخل نادياً ليليا، ولم أزنِ، ولم أشرب خمراً، ولم أسمع موسيقي _ يضحك بعض الجنود _
المطوع : إذن لماذا ذهبت إلى هناك يا مطيري؟
المطيري : ذهبت لأصلي واهدي بعض الناس.
العريف : يمكنك أن تصلي في بلد الإسلام، هنا.
المطوع : وهل هديت أحد إلى الإسلام يا مطيري؟
المطيري : ” آيه بله ” _ باللهجة النجدية _ أشهد أني هديت رجلاً ونساءاً يا مطوع.
المطوع : كيف أهديتهم بهذه السرعة؟
المطيري : بسيطة، تزوجت ثلاثة نساء، واشترطت عليهن دخول الإسلام وكذلك أبائهن وأقاربهن.
المطوع : (باندهاش) بارك الله فيك، والله أنت “ولد هب ريح” لقد أهديت عشيرة كاملة إلى الإسلام. وهل أتيت بزوجاتك؟
المطيري : (مبتسماً) حينما قررت السفر من التايلند، وبكل أسف وحزن طلقتهن على سنة الله ورسوله _ يضحك العريف _
المطوع : اسمع يا مطيري، من علامات الساعة ، أن يطير الحديد _ وهذا ما حصل _ ويكثر الزنا والفساد _ وهذا ما هو ملموس في عالمنا _ ويبدأ طلبة العلوم الدينية، يكذبون على مطوعهم.
المطيري : (مقاطعاً) إنشاء الله أنا صادق ولا تقلب الدنيا علينا يا مطوع؟
المطوع : على أية حال ، لا يمكنك الدخول إلى المسجد إلا بعد أن تطهر نفسك.
جعيثن : سؤال أخير يا مطوع ، إذا تكلمنا عن الجن هل يسمعنا؟
المطزع : بالطبع، بالطبع، ألم تسمع أو تقرأ فتوى الشيخ (عبد الرحمن الجبرين) : نعم الجن يخالطون الإنس ويسمعون كلامهم ، ويتلبسون بالإنس، إذا تسلطوا كما يدل عليه الواقع، أنقذنا الله من شر الجن والمردة.
سمير : هل الساحر له صلة بالجن وما حكم الإسلام في الساحر؟
المطوع : لا شك في تحريم السحر، لأنه من عمل الشيطان ، فإن الساحر، بشر كغيره، ولكنه يستخدم الشياطين ومردة الجن_ لأغراضه الشخصية _ بعد أن يتقرب إليهم بالدعاء والذبح، والساحر مشرك وفي أعلي درجات الشرك، وحكم الإسلام فيه القتل.
العريف : وهل هناك مكان يتواجدون فيه؟
المطوع : الجن منتشرون في كل مكان، ولكن يقال أن مكانهم الأساسي ، بلاد كبيرة جداً متكونة من جزر عديدة، تسمي “آجوج وماجوج” بيننا وبينهم سور عظيم، يلعقون السور بألسنتهم من كثرتهم وهم يقولون بحيل الله، وقدرته _ يمد لسانه المطوع _ هكذا يا جنود. وعندما يصبح السور كـ”قشرة البصل” يقولون بحيلنا وبحيل ملك الجن، فيعود السور كما كان بقدرة الله جل ذكره. متي ينهار السور، يخرجون ويهيمون على وجوههم، وهي إحدى علامات الساعة.
العريف : هذا ما ينطبق على بلاد الصين.
المطوع : نعم الصين. انتبهوا منهم. فلا يحق لكم أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، أو شراء بضاعتهم النجسة. (يهم بالخروج) ومن منكم خالف ذلك فالإسلام منه برئ في الدنيا وفي الآخرة. يخرج.
لحظات صمت ، تظهر علامات الخوف على وجه الجندي جعيثن.
المطيري : يا جماعة الخير، كل ما أشاهد المطوع “جريبيع” أتخيل أن “ساعة القيامة” حانت، وأن زلزالاً عظيماً سيحدث في هذا البلد.
العريف : دع عنك كلام المطوع يا مطيري، وهات سواليفك ومغامراتك في بانكوك ومانيلا، لننتقل من عالم جريبيع، عالم الجن والمردة، إلى عالم الإنسان _ يعود التوازن إلى جعيثن ويبتسم للعريف.
الزهراني : هيا يا مطيري ، كلنا مشتاقون لحديثك _ يتجمعون حول المطيري ، يتطلعون إليه _ هيا.
المطيري : افتحوا الراديو أولاً حتى لا يسمع المطوع حديثنا.
يسدل الستار
المشهد الثاني
ترفع الستارة عن المنظر نفسه، ما عدا الجهة اليسرى من المسرح حيث يظهر القسم الأعلى من “الصاروخ” الجنود منتشرين على المقاعد يذاكرون، يدخل العريف ، ينهض الجنود.
العريف : مستعدون للدرس أيها الجنود؟
الزهراني : نعم، عريف .. (يسمعون خطوات، يدخل الضابط يتجه إلى الصاروخ، يقف بجانبه).
الملازم سعيد : تعال هنا يا عريف، اصطفوا أيها الجنود (مشيراً بسبباته إلى جهة المعينة _الضابط واضعاً يده اليمني على الصاروخ _ تظهر علامات الجد والحيوية على محياه _ مواصلاً _ اسمعوا جيداً، أصبحتم تملكون اليوم أحدث وأخطر سلاح وبه تعززت _ بلا شك – قدراتنا العسكرية وسوف يحسدنا كثير من الأعداء على هذا السلاح الفعال( يتوقف برهة ، ثم يواصل) : بالأمس شرحت لكم نظرياً خصائص هذا السلاح واليوم سنري عملياً ما قلناه البارحة انظروا جيداً، هناك ثلاثة أزرار ، كل زر له لون خاص. وبالتالي له مهمة محددة. الأول “الأخضر” هذا يشير الضابط بيده إلى مكانه _ مخصص فقط لتوجيه الصاروخ نحو الشمال أو اليمين، إلى الأعلى أو الأسفل، يحرك الضابط مقدمة الصاروخ. الزر الثاني “الأصفر”مخصص لتحديد مسافة الهدف سواء كان الهدف على بعد مائة كلم أو ستمائة كلم.
العريف : (مقاطعاً) سيدي، يصل مدى هذا الصاروخ إلى ستمائة كلم.
الضابط سعيد : يصل لأكثر من 1000 كلم ، فهو من صنف الصواريخ المتوسطة المدى، فباستطاعتك وانت هنا في “صحراء نجد” أن نضرب مدينة جدة على البحر الأحمر. وإذا وجه الصاروخ نحو الشرق، فإنه يضرب أي نقطة في المنطقة الشرقية: القطيف، البحرين، بل يصل حتى داخل الأراضي الإيرانية أو العراقية. أما الثالث “الأحمر” فهو معد لإطلاق الصاروخ.
العريف : ما هي القوة التدميرية لهذا الصاروخ؟
الضابط : يستطيع أن يدمر نصف مدينة صغيرة، أو ما يعادل ثلاث أو أربع هجر من “هجر بدونا”
جعيثن : أعوذ بالله، هذا زلزال؟
الضابط سعيد : نعم زلزال، ولكنه صغير، يدمر مثلاً نصف مدينة “البكيرية” لهذا أكرر عليكم قبل كل شيء المحافظة على “سرية السلاح ومكانه” في قاعدتكم. وعليكم أن تهتموا بحراسته وصيانته، فأنتم تعلمون جيداً، أن شبح الحرب العراقية _ الإيرانية أخذت تحوم حول سواحلنا . من هنا يجب أن تكونوا يقظين وماهرين في استخدامه، لضرب الأهداف في الوقت المناسب، عندما نتلقى الأوامر من القيادة العسكرية.
العريف : إنه لشرف عظيم، أن يكون هذا السلاح الجديد في وحدتنا العسكرية، سوف نضعه في حدقات عيوننا.
الضابط : إذاً قوموا بواجبكم المطلوب، وبرهنوا على حرصكم واهتمامكم (يتجه نحو الباب)
العريف : ملازم سعيد _ يقف الضابط عند باب الخروج _
الضابط : ماذا تريد أيها العريف؟
العريف : نعم، يهمني أن أعرف البلد الذي أنتج هذا السلاح العظيم.
الضابط : اطمئن إنه ليس من أمريكا أو بريطانيا كما تعودنا، إنه سلاح صيني.
العريف : (باندهاش) الصين الوطنية؟
الضابط : لا الصين الشعبية.
الجندي جعيثن : (بعفوية) أعوذ بالله.
الضابط سعيد : تعال هنا يا جعيثن (يتقدم جعيثن) ماذا قلت؟
جعيثن : (مرتبكاً) الصين ترعبني.
الضابط سعيد : لماذا ترعبك الصين؟ ولم ترعبك أمريكا، أو بريطانيا؟
الجندي جعيثم: (متلعثماً) لا أعرف، لا أعرف يا سيدي، ولكن المطوع يؤكد لنا بأن كل سلاح، بل كل بضاعة قادمة من البلاد الشيوعية حرام لمسها، وتجلب الكوارث، خاصة إذا كانت قادمة من بلاد “جوق وماجوق”.
العريف : (مبتسماً ومصححاً كلام جعيثن) يقصد “آجوج وماجوج” أي بلاد الصين.
الضابط : (بلهجة صارمة) أحذرك يا جعيثن، أن تكرر هذه الكلمة مرة أخرى، المطوع له مهماته الخاصة بقيام الصلاة وإعطاء الدروس في التربية الدينية، والخلاقية. ولا يحق له التدخل في الشؤون العسكرية، ولن يحدد مصادر السلاح لقيادة الجيش، وأنتم تعرفون جيداً أن 99% من مصادر سلاحنا تأتي من امريكا والغرب، فهل هم “مسلمون”.
جعيثن : كلا.
الضابط : وهل تعتقدون ، أنهم يبيعون السلاح لوجه الله؟
جعيثن : طبعاً لا.
الضابط : عندما اشتدت الحرب العراقية _ الإيرانية، وأصبح من الضروري امتلاك صواريخ صغيرة ومتوسطة المدى، رفض الغرب، ورفضت صديقتنا الأولي “أمريكا” تزويدنا بمثل هذا السلاح، لسواد عيون “إسرائيل” في حين وافقت الصين الشعبية بيعنا أفضل صواريخ “أرض _أرض”، في حين لم تجمعنا مع هذا البلد علاقة دبلوماسية كبقية بلدان العالم.
العريف : صحيح، إنه موقف مشرف من الصين (يكف عن مواصلة كلامه، مصغياً لوقع خطوات تقترب من خلفه .. يدخل قائد المعسكر “المقدم الركن مفلح” يأمر الضابط جنوده بالاستعداد ويؤدي التحية العسكرية)
الملازم سعيد : هذا هو موقع الصاروخ.
(يتقدم المقدم نحو الصاروخ، يتطلع إليه _ لحظة صمت _ )
المقدم مفلح : هل استكملتم المسائل الفنية المتعلقة بأمنه؟
الملازم سعيد : بالطبع.
المقدم مفلح : هل فهم الجنود جيداً خواص هذا الصاروخ؟
الملازم سعيد : هذا ما كنت أنا بصدد شرحه لهم _ المقدم لا زالت نظراته ثابتة على الصاروخ _ فجأة يلتفت المقدم نحو الملازم سعيد_
المقدم : هل أنت مسرور لوجود هذا الصاروخ في وحدتك؟
الملازم : بكل تأكيد، أحياناً أتخليه امتداد لجسمي على الأرض إنه رمز للتحدى، إنه اللغة التي تفهمها “إسرائيل” إذا ما حاولت الاعتداء علينا بالسلاح الأمريكي سنردعها بالسلاح الصيني هذا .
المقدم مفلح : أراك متفائلاً كثيراً يا ملازم سعيد؟
الملازم سعيد : تفاؤل مبني على الواقع _مشيراً إلى الصاروخ _
المقدم مفلح : لا أشاطرك هذا التفاؤل.
الملازم : ولم ؟
المقدم : هل فكرت بالضغوطات الخارجية ، وأثرها ، أخشى “مثلاً” من تدخل إسرائيل أو أمريكا ، بحجة المحافظة على التوازن العسكري في المنطقة. وأن هذا الصاروخ الصيني الاستراتيجي، يخل بالتوازن حسب مفهومهم، وستجد إسرائيل الحجة الواهية، لتقوم بضربة خاطفة، على المواقع الصاروخية وتحطمها بحجة الدفاع عن النفس.
الملازم : (مقاطعاً بحزم) وفي هذه الأثناء سنطلق هذا الصاروخ عليهم.
المقدم مفلح : يكون قد فات الأوان، أو ستأتينا الأوامر بتفكيك الصاروخ الصيني وإلقاءه في المستودعات.
الملازم : من أين تأتي هذه الأوامر؟ وهل هناك طرف في هذا البلد له مصلحة لتجريد الجيش من سلاح فعال؟ وهل سيتخلى الجيش بسهولة عن سلاحه، بعد كل هذا.
المقدم : أود أن أشاطرك التفاؤل ، ولكن خبرتي الطويلة في هذا الجيش تمنحني استنتاجاً آخر. على أية حال، هذا السلاح بين يديك الآن يا ملازم سعيد، اسهر عليه وكن يقظاً أكثر من جنودك، (يخرج المقدم).
الملازم : هيا يا جنود وليأتي كل منكم بغصن شجرة لتمويه الصاروخ جيداً ( يخرج الجنود _ الثلاثة _ يلتفت الملازم نحو العريف)
الملازم : (مواصلاً) وأنت يا عريف محمد، ما هو شعورك، لوجود هذا السلاح الفعال في وحدتك العسكرية؟
العريف : شعوري ، مثل شعور ذلك البدوي الذي صمم على دخول المعركة دون حصان أو عدة حرب، وفجأة توفرت له جميعها، فما أسعده آنذاك؟!
الملازم : أحسنت يا عريف (يدخل الجنود الثلاثة ويضعون أغصان الشجر فوق الصاروخ، يخرج الضابط سعيد،لحظات صمت )
جعيثن : لا أعرف ماذا أقول يا عريف، لو سألني المطوع ، ماذا يوجد تحت هذه الأغصان؟
العريف : قل له مخبأ سري.
الجندي جعيثن : سيزداد فضولاً وإلحاحاً.
سمير الحربي : نقول له هذا “سر عسكري” لا يحق لنا البوح به.
جعيثن : ولكني في الحقيقة ، خائف من المطوع لو علم، أعرف أنه ما إن يتوصل إلى معرفة وجود سلاح صيني أو سلاح شيوعي ، حتى يثور كالبعير.
العريف : أفضل حل، لتجنب المشاكل معه، أن لا ندعه يراه. (يسمعون وقع خطوات )
جعيثن : أظن أنه قادم، استعدوا يا جنود لاستقباله، في وسط الصالة لا تدعوه يذهب إلى جهة اليسار (يدخل المطوع جريبع يسود الوجوم لحظات على الحاضرين)
المطوع : (وهو يتطلع في وجوه الجنود) ما بالكم واجمون هكذا؟
العريف : لا شيء ، ولكن فاجأتنا زيارتك قبل موعد الدرس.
المطوع 🙁 يتلفت يميناً وشمالاً لحظات ويتمتم مع نفسه) : سبحان الله.
العريف : (معلقاً) ماذا يا مطوع .
المطوع : سبحان الله، كنت فوق سطح المسجد قبل قليل وشاهدت يا عريف “ماسورة كبيرة” مرتفعة في الساحة هنا (يشير المطوع بأصبعه تجاه الصاروخ) قلت في نفسي ، ماذا يفعلون بهذه الماسورة التي تشبه المزراب.
العريف : (بهدوء) تتوهم يا مطوع .
المطوع : لا لست متوهماً، (يحاول أن يتقدم نحو وجهة اليسار، يقف العريف أمامه حائلاً)
العريف ( ملحاً) اجلس يا مطوع ، هات الشاي يا زهراني.
(يخرج الزهراني)
المطوع : (مستغرباً) تمنعني يا عريف !! أنا كنت فوق السطح وشاهدت ماسورة طويلة مرتفعة نحو السماء، أطول من مزراب جارنا القديم نزلت من السطح وبعد ساعة صعدت، اختفت الماسورة ، ورأيت مكانها شجرة
(يضحك جعيثن)
المطوع : تستهزئ بيّ يا جعيثن، تهزأ بشيخك ومربيك؟
جعيثن : حاشا لله ، أن أضحك عليك يا شيخ، وإنما ضحكت هكذا.
(يتقدم المطوع ، خطوتين نحو اليسار ثم يلتفت نحو “الشجرة” ها هي)
المطوع :ها هو الشيء الذي كنت “أراه” وأنا فوق سطح المسجد، سبحان الله، يا جماعه، كيف ظهرت هذه الشجرة بسرعة، وأنا بعيني هذه _ يؤشر على عينيه _ شاهدت مكانها ماسورة كبيرة.
العريف : (متداركاً) هذه شجرة عيد ميلاد.
المطوع : ماذا تعني بعيد الميلاد؟
العريف )متلعثماً) أعني عيد ميلاد ضابط الوحدة.
الجندي جعيثن : (يتقدم نحو الجمهور) راح بداهية عريفنا.
المطوع : ( باندهاش وبغضب وهو يهز رأسه) عيد ميلاد الضابط، منذ متى وهذا الضابط يحتفل بعيد الشرك هذا؟ ألا يعلم هنا والحمد لله، لا نؤمن إلا بالعيدين. والاحتفال بأي عيد سواهما، حتى بعيد ميلاد الرسول الأعظم محمد، لأنه بدعة، فكيف يتجرأ هذا الضابط ويحتفل بعيد ميلاده في بلد المسلمين وقرب المسجد، آخ يا حيف (يبدو الوجوم والسكون على وجوه الجنود ) المطوع مواصلاً: إذن ضابطكم هذا من أهل الخبر ضعيف الإيمان.
جعيثن : لا، لا يا مطوع، فلا هو من أهل الخبر، ولا من أهل الدمام، إنه من أهل العارض.
المطوع : (مندهشاً) معقول رجل من “أهل العارض” أهل الدين والحمية، وأنصار دعوة السلف، يقوم بهذا العمل الذي تشم منه رائحة الشرك _ والعياذ بالله _
الجندي جعيثن : (يتقدم نحو المطوع) اسمع يا مطوع، أحب أن أقول لك الحقيقة .
المطوع : (مقاطعاً) حتى أنت يا جعيثن تلميذي الوفي “تخفي” عني بعض الأشياء والأمور؟
جعيثن : أنا في الحقيقة ، لا أخبئ شيئاً ، وأنا دائماً صريح كما عهدتني، ولكن العريف كان يمزح معك، حينما ذكر لك، بأن هذه الشجرة ، هي بمناسبة عيد ميلاد الضابط. الضابط بريء من كل ما قاله العريف.
المطوع : (يلتفت نحو العريف) ألا تعلم يا عريف “احنا أهل العارض” احنا وهابيون، لا نمزح ولا نفرح ولا نحزن، ولا نحب مثل هذه الحركات الجاهلية.
العريف : أعرف هذا طبعاً.
المطوع : إذاً ما معني وجود هذه الشجرة؟
العريف : هذه شجرة تمويه، غطاء للتمويه على العداء وووو.
المطوع : سامحه الله، وهل تعتبرني من الأعداء؟
العريف : (متراجعاً) معاذ الله، ولكن العسكريين، مهمتم حماية الوطن من العداء ، وكذلك حماية الأسرار والمعدات العسكرية.
المطوع : (يتقدم نحو الصاروخ) ماذا تخبئون تحت هذه الشجرة؟
العريف : (يضع يده على كتف المطوع) تعال هنا يا مطوع (يدخل الزهراني يحمل الشاي)
المطوع : (مواصلاً) الشاي يا مطوع.
(بحدة) تمنعني حتى من رؤية الشجرة؟
العريف : بصراحة يا مطوع، تحت هذه الشجرة، سلاح خطير، ممنوع على الإنسان العادي معرفته، خذ الشاي.
المطوع : والله لا أشرب الشاي ، حتى تخبرني، هل أنا في نظرك، إنسان عادي ؟ إمام مسجدكم، وحلال مشاكلكم ، إنسان عادي؟؟
العريف : عندما أقول إنسان عادي، أعني به “مدني” وأنت رجل دين مدني يا مطوع الخير.
المطوع : وهل تعتقد أنكم أيها العسكريون أكثر انضباطاً وسرية من رجال الدين؟
العريف : لم أشك في أمانتك وانضباطك يا مطوع الخير. ولكن المسألة ، أوامر عسكرية، وتقليد عسكري، يجب عدم “البوح بالسر العسكري” لأي كائن كان.
المطوع : اسمع يا عريف ، ليس هناك “سر” غير “سر عظمة الله جل جلاله” وقد ذكر الله في كتابه العزيز:( إنما يخشي الله من عباده العلماء) ولم يقل جل ذكره: أنه يخشى الجنود والضباط (يضحك جعيثن والزهراني)
العريف : لقد ذهبت بعيداً يا مطوع، المسألة مسألة انضباط عسكري، وليس طعناً في شخصك.
المطوع : وها هناك أكثر انضباطاً مني؟ أقوم بالصلاة في مواعيدها المحددة، آتي إليكم في المواعيد المحددة، محافظاً على أسراركم الشخصية، ومشاكلكم الزوجية، وما أكثرها.
العريف : وأنا أيضاً يا مطوع، مواظب على الصلاة في مواقيتها؟
المطوع :صدقت والله، وهذا ما يحيرني، انك رجل مواظب على الصلاة، ومطيع إرشادات مطوعك ولكن هذه المرة خرجت على المالوف.
العريف : (متراجعاً) المسألة ليست بيدي، إنها الأوامر تأتي من فوق. ولقد أكد علينا الضابط، بعدم السماح لأي شخص بالاقتراب من هذه الشجرة.
المطوع 🙁 مبتسماً) الله عز وجل وحده، الذي قال لآدم وحواء لا تقربا هذه الشجرة ! فهل يتخيل ضابطكم نفسه في الجنة ؟
العريف : دعني أفهمك يا مطوع، يدخل جندي يؤدي التحية.
الجندي : الضابط يدعوك يا عريف، يخرج العريف مع الجندي، لحظات صمت، المطوع يتطلع إلى الجندي جعيثن.
المطوع : والآن يا جعيثن، خلا لك الجو، هيا أخبرنا عن هذا السلاح، ودعني أراه.
جعيثن : غالي وطلب رخيص، بس يا مطوع لا أستطيع معصية الأوامر.
المطوع : تخاف من العريف، وتعصي أوامر المطوع، وإمام المسجد، كيف تلقي الله “غداً” وأنت عاصي الأوامر الدينية.
جعيثن : إنشاء الله، أقابل ربي، وأنت راض علىّ يا مطوع، ولكن اخاف من مخالفة الأوامر.
المطوع : لا تخف، سوف أقف بجانبك، ولن يصيبك مكروه (لحظات من الزمن تظهر علامات التراجع على وجه جعيثن)
جعيثن : سأخبرك يا مطوع، لأن ضميري يؤنبني.
المطوع : لهذه الدرجة، ماذا تنتظر إذاً؟ هيا تكلم.
(جعيثن يتقدم نحو الصاروخ ويرفع بعض الأغصان، يتطلع المطوع بدهشة إلى الصاروخ _ تارة يمسك لحيته وتارة يضع يده على رأسه)
المطوع : (مندهشاً) سبحان الله، سبحان الله، ما هذا الذي يشبه أنابيب شركة أرامكو.
جعيثن : هذا صاروخ (قالها بصوت هادئ) وصل إلينا تواً من الخارج.
المطوع : (متسائلاً بصوت هادئ) سري وخطير (يهز رأسه) نعم الأمريكان ينتجون دائماً أسلحة خطيرة.
جعيثن : (يتحرك نحو الجمهور) هذا الذي يؤلم قلبي ويعذبني.
المطوع : ألهذا الحد أثر عليك هذا السلاح.
جعيثن : (يتذرع) يا ربي ساعدني على ..
المطوع :(مقاطعاً) ماذا أصابك يا جعيثن، إن شاء الله خير؟!
جعيثن )يستعيد توازنه) المصيبة يا مطوع، لو أخبرتك، أخاف أن تصرخ وتخرج عن طورك وينفضح الأمر.
المطوع :(يتململ) أعدل يا وليدي.
جعيثن : هذا سلاح أسمه صاروخ، صاروخ.
المطوع : (بتعجب) لم أسمع ولم أر مثله من قبل، تقصد صفارة كبيرة للإنذار.
جعيثن : (ضاحكاً) لا يا مطوع، هذا سلاح خطير، تستطيع ، وأنت هنا أن تضرب إيران أو إسرائيل أو اليمن.
المطوع : صحيح ما تقوله يا جعيثن، أم تسخر مني؟ كيف يقطع هذه المسافات الطويلة.
جعيثن : نعم يقطع كل هذه بأقل من ربع ساعة.
المطوع : يا سلام، وهل يطير لوحده أم تحمله طائرة؟
جعيثن : نعم يطير (يؤشر بيده ) يطير هكذا، ثم يسقط على الهدف ليهشم رؤوس الأعداء؟
المطوع : (بلهفة) كم رأساً يهشم هذا الصاروخ؟
جعيثن : الصاروخ لا يعد بالرؤوس، بل يحطم مئات البيوت دفعة واحدة، يحرق ويهدم نصف مدينة (بريدة) مثلاً.
المطوع : أعوذ بالله، هذا سلاح أم غضب الله _ يتابع – _ سالمة (يا بريدة) سالمة _ متسائلاً _ كم متر يطير هذا الصاروخ؟
جعيثن : (بلهفة العارف) كم متر !!؟ قلت لك يطير عشرات، مئات كم يا مطوع.
المطوع : (مقاطعاً) لا يمكن أن أصدق بأنه يقطع هذه المسافات.
جعيثن : (شارحاً) إنه يطير لوحده، نعم لوحده، بعد أن نضغط على زر الإطلاق.
المطوع : وإذا أطلقته ورجع علينا من منتصف الطريق، كما يقول الشاعر ” مكر مفر مدبر مقبل معاً”.
جعيثن : هذا يطير، ويظل يطير يا مطوع حتى يصل الهدف وينزل عليه كالصاعقة.
المطوع : كيف عرفت كل هذا يا جعيثن؟
جعيثن : شرح لنا ضابط الوحدة.
المطوع : أخطر من الطائرة؟
جعيثن : بألف مرة .
المطوع : ألهذا الحد يا جعيثن.
جعيثن : نعم يا مطوع الخير، الطائرة تحلق في السماء ويراها الصغير والكبير، ثم تنزل، أربع خمس قنابل وترجع، أما هذا الصاروخ، فلا يري بالعين المجردة، إنه ينزل عليك مثل غضب الله _ في الليل أو النهار _ وقوته تساوي أضعاف أضعاف القنابل التي تسقطها الطائرة، ويترك حفر في الأرض بعمق خمسة أو عشرة أمتار وسعتها ربما عشرين متر.
المطوع : أعوذ بالله، هذه كارثة؟ على كل حال يا جنود مبروك عليكم هذا السلاح، تستطيعون به “ردع” الخميني إذا ما تحرش بنا.
جعيثن : طبعاً ، طبعاً نحن بهذا السلاح لا نخاف من أحد.
المطوع : لم تخبرني بعد، أهو أمريكي أم ألماني؟؟ أم بريطاني؟
جعيثن (يتقدم نحو الجمهور ) هذا ما أخاف منه.
المطوع : (مستغرباً) لماذا تخاف يا جعيثن، بعد كل ما حكيته لي؟ من أين اشتريتم السلاح. أو من الذي قدمهه لكم هدية؟
جعيثن : مثل هذا السلاح لا يقدم هدية.
المطوع : حسناً من أين اشتريتم هذا السلاح؟
جعيثن : أفضل أن لا أخبرك.
المطوع : (بلهجة حادة) جعيثن، والله لن أخرج حتى تخبرني.
(جعيثن صامتاً، لحظات تمر)
المطوع : أقسم بالله العظيم، إذا لم تخبرني، سأحلف بالطلاق.
جعيثن : (مقاطعاً) لا تفعل ذلك يا مطوع.
المطوع : أمرك عجيب يا جعيثن، لقد شوقتني لمعرفة هذا البلد.
جعيثن (بصوت خافت) من الصين.
المطوع : (يهز رأسه) وأخيراً من (التايوان) ماخبرناهم يصنعون أسلحة فتاكة، كل ما نعلم انهم يصنعون ملابس وأحذية.
جعيثن : لا يا مطوع، هذا السلاح من صنع (يتطلع إلى وجه الزهراني، سمير، ثم يخفض رأسه إلى الأرض) إنه من الصين الشيوعية.
المطوع : (منفعلاً وبصوت عال) ماذا أسمع، هالله، هالله، سلاح شيوعي مقابل المسجد! آخر زمن يا جربيع سلاح من بلد الجوق وماجوق، بلد الكفر الأول، تضعونه في أرضنا الطاهرة، بلد الإسلام وموطن الرسول آه ياحرة قلبي.
جعيثن : خفض صوتك يا مطوع؟
المطوع : ألم نناقش منذ أشهر مسألة اللحوم أو البضائع القادمة من الخارج. وأعطينا فتوى بأن اللحوم والبضائع القادمة من بلدان غير كتابية حرام. وها أنتم تقترفون خطأ شنيعاً، إذ خرجتم علنا عن فتوى “هيئة كبار العلماء” وتجلبون السلاح من بلد شيوعي، فهل قلّت الأسلحة من البلدان الكتابية.
جعيثن : خفض صوتك، أرجوك، لقد وعدتني بأنك لا تنفعل.
المطوع : صحيح وعدتك، ولكن في الأشياء الطبيعية، ولست أعلم بأنك ستمس معتقدي، وإيماني لهذه الدرجة يا جعيثن، والله لو جلبتم خنزيراً أمام المسجد لهان الأمر، ولكن لا أقبل على الإطلاق ، بوجود سلاح من بلد كافر “بقرب المسجد” والله يا جعيثن ما خاب ظني، وأنا فوق سطح المسجد لقد شممت رائحة كريهة جداً ، قلت يا ربي من أين جاءت هذه الرائحة؟ والآن فهمت من هذا الماسور _ يؤشر بأصبعه على الصاروخ ويضع طرف غترته على أنفه _ إنها رائحة كريهة يا جعيثن. إنها رائحة الشرك والعياذ بالله.
جعيثن : (مرتبكاً) لا أشم رائحة يا مطوع؟
المطوع : يدل هذا على ضعف الإيمان في نفسك. اسمع يا جعيثن، أنا المرشد وإمام المسجد، إني أحذرك أن تضع يدك على هذا السلاح “النجس”.
جعيثن : (يتراجع) لماذا يا مطوع ؟
المطوع :أخاف أن تصاب ، بمثلما أصاب الله به قوم أبرهة الحبشي، فينهش لحمك، وينقطع نسلك، وتصبح ملعوناً في الدنيا والآخرة.
جعيثن : (خائفاً) ما العمل يا مطوع؟
المطوع :أفضل حل، لهذه البلبلة، أن اذهب حالاً إلى الرياض، لأبلغ رئيس “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بأن هناك سلاحاً من بلد كافر من الطراز الأول “الصين” والعياذ بالله موجود أمام بيت الله في قاعدة الإمام “محمد بن سعود”. وسوف يتدارس العلماء الأمر. ولن أعود إلى هنا إلا ومعي الفتوى الدينية بقلع هذا السلاح المشؤوم من هذه الأرض الطاهرة.
جعيثن : كم يوماً ستغيب؟
المطوع : على الأكثر أسبوعاً واحد، على أي حال، أشكرك يا جعيثن على إخباري ، قبل أن تحل بنا الكارثة.
جعيثن : كارثة !؟
المطوع : لنفرض انطلق الصاروخ سهواً، أو على سبيل التجربة، أنا متأكد، أن هذا الصاروخ سيطير رأساً وينفجر في “بيت الله الحرام” عندها ستحل الكارثة وتنجح المؤامرة. فما عجز عنه أبرهه، استطاع “آجوج وماجوج” تحقيقه بنكبة المسلمين.
جعيثن :مستحيل ، عندما نوجه الصاروخ نحو هدف معين، لا يذهب ويضرب هدفاً آخر. نحن الذين نتحكم به.
المطوع : لا تجادل يا جعيثن في شيء لا تفهمه، هل نحن صنعنا الصاروخ؟
جعيثن : لا.
المطوع : وهل اعطونا الصاروخ لوجه الله؟
جعيثن : لا.
المطوع : إذاً هناك، هدف خفي، القصد منه تفجير “بيت الله الحرام”.
(يدخل العريف)
المطوع : (موجهاً كلامع للعريف) الآن فهمت يا عريف ، لماذا تمنعني من الوصول إلى هذا المكان، حتى لا أكتشف “الماسور الصيني” لقد أصبحت اشك في إسلامك يا عريف. (يدخل الضابط سعيد: يشاهد المطوع وهو منفعل)
الضابط سعيد : ماذا جرى لك يا مطوع؟
المطوع : (يهز رأسه) هذا أنت أيها الضابط، ألم تجد غير ماسورة “الشر” هذه تجلبها إلينا (يؤشر نحو الصاروخ)
: هذا العلم يا مطوع.
المطوع : العلم إنشاء الله، تجده عند مشايخنا وبس.
الضابط سعيد : هذا علم، وذاك علم آخر
المطوّع: (بتحدٍ) ماذا تقصد.
الضابط : أقول إن العلم عند مشايخنا -حفظهم الله وأطال عمرهم- هو من “العلوم الدينية” وصناعة الصاروخ علم من نوع آخر.
المطوع : لا تحاول أيها الضابط، أن تقلل من علوم علمائنا الكبار. وتظهر علوم الصين، كأنها العلم المكنون. ألا تعلم، بأن ليس هناك علم أفضل وأشرف من العلوم الدينية. وإذا أراد الله سبحانه وتعالي خيراً لإنسان ، فقهه في الدين.
الضابط : فهمت كلامي بشكل سيئ يا مطوع، العلوم الدينية شيئاً والعلوم العسكرية والإختراعات العلمية شيء آخر.
المطوع : (يتطلع إلى العريف والجنود) ألم أقل لكم بأن “ضابطكم من أهل الخبر”.
الضابط : (بحدة) ماذا تعني بأهل الخبر؟
المطوع : أعني أن هناك أنواعاً وأصنافاً من الأسلحة الحديثة المشهورة بمتانتها وقدرتها، تنتجها بلدان “أهل الكتاب”، فلماذا تركتم هذه المرة طريقكم المعتادة واشتريتم أسلحة من بلدان غير كتابية “شيوعية” أيعني هذا أن الفكر الأحمر بدأ يغزو الجيش والحرس الوطني، أم بداية تهاون في شؤونكم الدينية على طريقة أهل الخبر؟
الضابط : (منفعلاً) اسمع يا مطوع، لا تتدخل في كل شيء إلى درجة التطفل، فهل نصبت حالك مدافعاً عن الأسلحة الغربية، أم أنك مطوع ترشد وتربي الجنود على قاعدة السلف الصالح؟
المطوع : (مقاطعاً) إنشاء الله تجدني دائماً على نهج السلف الصالح.
الضابط : (بحزم) حسناً لقد رأت قيادتنا العسكرية ضمن هذه الظروف الصعبة تنويع مصادر الأسلحة وضرورة إمتلاك أسلحة أكثر فاعلية ، لهذا اتجهنا إلى الصين لشراء صفقة صواريخ، ولست أنا الذي عقد هذه الصفقة، بل القيادة العسكرية العليا، هي التي وقعت هذه الصفقة (الضابط مواصلاً بعد أن خفف من لهجته) لا داعي للإنفعال والتهكم يا مطوع، أنت تتهمني بأني من “أهل الخبر” ولم أر شيئاً مكروها عند “أهل الخبر”.
المطوع : ألا تعلم بأن شراء أسلحة من الصين الشيوعية ، خرق فاضح لتقاليدنا وأعرافنا، هي بمثابة “بدعة” وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الضابط: ما هذا التسرّع يا شيخ، في إطلاق الأحكام فهل شراء السلاح بدعة.
المطوع : طبعاً سلاح من بلد شيوعي، يصبح بدعة، ثم من أمركم بهذا. ألست أنت القائل، بأن ليس هناك علاقات دبلوماسية مع الصين. فكيف تمت إذاً هذه الصفقة ومن وراءها؟!
الضابط : ماذا تريد منا أن نفعل الآن؟
المطوع : أقلع هذا الماسور ، وألق بع خارج أرضنا الطاهرة.
الضابط : انتظرنا سنين طويلة، لكي تزود قواتنا المسلحة بصواريخ من هذا النوع. وها هي بعض أمانينا تتحقق ، ثم تأتي أنت وتطالب بعدم استخدام هذه الصواريخ لأنها قادمة من بلد شيوعي. اتق الله يا مطوع، هذا صاروخ ، وليس فروجاً أو عجلاً يذبح على الطريقة الإسلامية (يضحك العريف)
المطوع : (بحدة) أشم من كلامك يا ملازم سعيد شيئاً من التهكم والاستهزاء. نحن والحمد لله، لا نطلق أي حكم ، إلا بعد دراسة القضية من جميع الجوانب الفقهية على نهج السلف الصالح.
الضابط : (بحدة) كل شيء جديد تجهله يصبح عندك بدعة يا مطوع وكل شيء غير معروف بدعة.
المطوع : (مقاطعاً) نحن لا نقول إلا علي بينة.
الضابط : (بصوت عال) أول ما دخل التلفون واللاسلكي إلى البلد، قلتم هذا “جهاز مخاطبة الشيطان” وحرمتموه سنين طويلة. والآن يوجد في بيت كل مطوع أو مرشد ديني أكثر من جهاز تليفون!!.
وعندما دخلت أول سيارة قلتم هذه “بدعة” . والآن كل رجل دين منكم يملك سيارة فاخرة. وحرمتم آلة التصوير، وهجمتم على أول محطة التلفزيون في الرياض وحطمتم الأجهزة. والآن لا يخلو بيت من جهاز “فيديو” إذن كل اختراع أو حاجة حضارية جديدة لا تعرفونها ، تضعون حكم “الفيتو” عليها، بكونها “بدعة”.
المطوع : (منفعلاً) بس، بس، لا تمعن في تجريح العلماء والمشايخ بهذا الشكل.
الضابط : ليس من أخلاقي تجريح أحد، وإنما أردت بهذه الوقائع، امتحان ذاكرتك وأن تترك روح التعصب الأعمى، نحن أحرار يا مطوع في تنويع مصادر أسلحتنا ومن حقنا أن نشتري من أي بلد يقبل شروطنا ونوعية السلاح الذي نريده.
المطوع : على كل حال، إذا كانت قيادتك هي التي أمرت بدخول هذا السلاح. فأنا أيضاً لي قيادتي الروحية العليا سوف أطرح عليها الموضوع، لآخذ رأيها الفقهي بالمسألة، ولنرى من ينتصر أخيراً، أهل الإيمان أم اهل الخبر؟
الضابط : لا داعي أن تصل الأمور إلى مثل هذا التحدي يا مطوع (يسمعون صوت الآذان)
المطوع : حان وقت الصلاة يا جماعة، ولنترك النقاش.
(يتجه الجميع نحو المسجد)
يسدل الستار
المشهد الثالث
المنظر نفسه: ترفع الستار عن ثلاثة جنود بلباسهم العسكري منتشرين في كل المكان. يدخل العريف.
العريف : (صارخاً) تجمع ! يهرول الجنود نحوه، يقفون وقفة استعداد عسكري (العريف يتطلع إلى وجوه الجنود
مواصلاً _ حعيثن عليك اليوم تنظيف غرف النوم، وأنت يا سمير حراسة الصاروخ، والزهراني يأتي معي لتنظيف السلاح _ يدخل جندي رابع يؤدي التحية)
الجندي مطلق : وصل المطوع إلى المعسكر يا عريف، ومعه وفد من رجال الدين.
العريف : (معلقاً) إذن بدأت “المعركة” يا جنود.
جعيثن : هل تسمح لنا بالبقاء يا عريف لمعرفة ما يدور بينهم وبين الملازم سعيد.
العريف : بالطبع، إن الوفد جاء أساساً ليتحدث معكم.
الجندي مطلق : عريف تعتقد أن القيادة العسكرية ، ستتراجع عن قرارها وتتخلى عن الصاروخ الصيني إبعاداً للفتنة !!
العريف : (باندهاش وبصوت عال) أي فتنة هذه ؟ الصاروخ كتلة من حديد إنه سلاح، قررت قواتنا المسلحة شراءه ، مثلها مثل بقية البلدان، ومع ذلك، لا أدري ماذا سيحصل؟ ولكن الشيء الذي أعرفه جيداً ، أن المطوع جريبيع “رجل متزمت لا يعرف التراجع”، وراح تتعقد الأمور أكثر، وتصبح الدنيا ظلمة.
(يدخل المطوع “جريبيع” ومعه ثلاثة من رجال الدين، يرتدون الثياب القصيرة على طريقة “الإخوان” الوهابيين واضعي الغترة البيضاء على رؤوسهم دون عقال على الطريقة الوهابية النجدية).
المطوع جريبيع : السلام عليكم يا إخوان (يردون عليه التحية) _ مواصلاً _ هذا هو شيخنا الصالح المطوع “أبو سيف” (يشير إلى الشخص الواقف في الوسط) وعلي يمينه الداعية “أبو فوزان” مطوع أهل بريده، وعلى يساره “أبو سلوم” مطوع أهل الحوطه.
جريبيع : (بلهجة خطابية ) يا جنود الإسلام إنها لساعة مباركة ، أن يوجد بيننا المطوع “أبو سيف” رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخريج جامعة الإمام محمد بن سعود. إنه والله قد استلهم العلم من جذوره، لا تصعب عليه مسألة فقهية إلا ووجد لها تفسيراً منطقياً.
العريف : (يتقدم) حيا الله المطوع أبو سيف، وحيا الله جامعة الإمام محمد بن سعود.
المطوع جريبيع : اسمعوا يا جنود الإسلام، في الأسبوع الماضي (يدخل الملازم سعيد بصحبة قائد المعسكر المقدم مفلح، يقفان على جنب، يتطلع إليهما المطوع ثم يواصل حديثه) في الأسبوع الماضي، حصل بيني وبينكم حديث طويل عن الصاروخ، وقد حصل ما حصل من سوء تفاهم بيني وبين الضابط سعيد (يتطلع إليه) وعلى أثر ذلك ذهبت إلى الرياض لأخذ الرأي والمشورة من علمائنا الكبار”أهل الحل والعقد” وكانت اجاباتهم
واضحة وصريحة وحاسمة، أزالت غشاوة الجهل عن أعيننا ، وأنقذتنا من حالة الجهل التي كنا نناقش بها المسألة.وإني أسحب كلامي ، الذي قلته لكم بشأن “الصاروخ الصيني” بعد ما تأكد لي من أمور وأسرار عظيمة كنت أجهلها آنذاك. وها هو شيخنا الجليل “أبو سيف” جاء بنفسه ليخبركم بما توصل إليه علماؤنا الكبار من رأي صائب وحكيم بشأن “الصاروخ الصيني” (ينسحب المطوع “جريبيع” إلى الوراء ويقف بجانب الجنود فاسحاً المجال ليتقدم المطوع أبو سيف)
المطوع أبو سيف 🙁 يتقدم إلى الوسط _ أمام الجنود يتكئ على عصاه الغليظة وعلي يمينه يقف الضابطان . بلهجة خطابية واعظة ) بسم الله أولاً وأخيراً، وصلي الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ومن اتبعه إلى يوم الدين :إخواني جنود الإسلام، حفظم الله وصانكم من كل زلل. أما بعد: فيا جنود الله، أشكروا هذه النعم التي أنعمنا الله بها دون سوانا، وحافظوا عليها، لأنكم حماة الدين والملة والمدافعون عن الأماكن المقدسة. أيها الإخوان أخبرني مطوعكم “جريبيع” بوقوع سوء فهم بينكم وبينه بشأن موضوع الصاروخ.
المقدم مفلح 🙁 يهمس في أذن الملازم سعيد بصوت مسموع) ، يتخيل نفسه وهو متكئ على عصاه هذه كأنه “قس بن ساعدة الأيادي”. يضحك الملازم ، يتنبه المطوع أبو سيف.
المطوع أبو سيف : (مواصلاً حديثه) أنتم تعلمون جيداً ، أن أرضنا الطاهرة غسلتها السماء وكرمتها بخطي رسول الرسل والأنبياء، ولا يمكن أن يوضع بهذه الأرض الطاهرة ما يدنسها فما بالكم بسلاح شيوعي _ والعياذ بالله _ أمر لا يمكن تخيله، فما بالكم بقبوله؟!
الجندي جعيثن : (متدخلاً) يعني هذا يا شيخ، يجب علينا أن نتخلص من الصاروخ !
المطوع أبو سيف : لا تستعجل يا عسكري، في إطلاق الأحكام، على مثل هذه الأمور المعقدة، لا يمكن أن يبت بها شخص لوحده وبشكل مرتجل. لقد تدارس علماؤنا الكبار _ كثر الله من أمثالهم _ هذه المسألة من جميع النواحي، والوجوه الفقهية. ثم أعطوا فتوى دينية تجير استخدام السلاح القادم من الصين فقط، وإدخاله إلى أرضنا الطاهرة.
العريف : (مستفسراً) لماذا يجوز استعمال السلاح القادم من الصين فقط يا مطوع أبو سيف؟ ونحن كما علمنا المطوع “جريبيع” بأن الصين بلد شيوعي (يهز أصبعه) أحمر أحمر ..
المطوع أبو سيف : ما قلته صحيح، ولكن نحن لم نستورد هذا الصاروخ المبارك، من أي بلد شيوعي آخر: روسيا أو كوبا، بل استوردناه من الصين الشيوعية بالذات (يتطلع في وجوه الجنود ثم يواصل كلامه) استوردناه لحكمة ربانية.
المقدم مفلح : (مقاطعاً) حكمة ربانية ! أية حكمة ربانية، هذه يا مطوع، يجوز شراء الصاروخ من الصين، ولا يجوز العلاقات الدبلوماسية معها؟! ثم لماذا لا نشتري الأسلحة أيضاً من روسيا.
المطوع أبو سيف : اسمع أيها الضابط، هناك فرق كبير بين الصين الشيوعية، وبين روسيا الشيوعية، “سر” لم يكتشف بعد. ومتي كشفت لك هذا “السر الإلهي” ستوافقني إنشاء الله دون جدل، وهذا يعود بفضل جهود علماؤنا ومشايخنا الأجلاء. فقد كانوا السباقين دون غيرهم من المسلمين، في كشف هذا “السر” لما يتمتعون به من علم غزير، وخلق عظيم، وهو دائماً مصدر افتخار واعتزاز أهل الدعوة في هذا البلد.
المقدم مفلح : (منفعلاً) والله أنك حيرتني يا مطوع الخير، كيف يوجد هناك سر إلهي في صناعة عسكرية، وفي بلد غير إسلامي ويفهم هذا “السر” رجل دين في “السعودية” ولا يفهمه رجل دين آخر في مصر، الجزائر ، تونس.. إلخ.
المطوع أبو سيف :على رسلك أيها الضابط، لا داعي لأن تنفعل في الأمور الفقهية. ومع ذلك دعني أفهمك.
(يتطلع نحو الضابط _ مواصلاً _ ) لقد قررت السلطة أهل الحل والعقد ، في هذا البلد شراء صاروخ من الصين دون غيرها من بلدان العالم أجمع، تيمناً وتبركاً وتأكيداً وتطبيقاً لقول الرسول الأعظم.
المقدم مفلح : (باستغراب) ماذا قال رسولنا محمد (الجميع يردد صلي الله عليه وسلم)
المطوع أبو سيف : قال في حديثه الشريف (يتطلع المطوع في وجه الضابط سعيد) “اطلبوا العلم ولو في الصين” ألم تقرأ هذا الحديث النبوي، أو الحكمة الربانية، أيهل الملازم سعيد؟
الملازم سعيد : نعم قرأته.
المطوع أبو سيف : هذا يعني أنك نسيته الآن، مثل بقية المسلمين في شتي أنحاء العالم، مما يدل تماماً على ضعف الإيمان والتهاون الكبير بوصايا رسول الله (يتوقف لحظة ثم يواصل) ومرت مئات السنين ولا أحد من المسلمين حاول أن يتنبه، أو يحلل أهمية هذا الحديث الشريف. وأخيراً انتبه علماؤنا الكبار في “نجد” قبل غيرهم من علماء المسلمين وتصدوا بجد لدراسة وفهم هذا الحديث الشريف، الذي لا ينطق عن “هوى” وأكدوا في النهاية على أخذ النص الحرفي لهذا الحديث الشريف بعين الاعتبار. فطلبنا العلم من الصين، دون غيرها من البلدان الشيوعية، فجاءنا هذا الصاروخ المبارك، جاءنا هذا السلاح العجيب، وهي إحدى علامات “قرب الساعة”كما هو مذكور في الكتب الدينية (يتجه المطوع نحو الصاروخ، يرفع بعصاه بعض الغصان التي تغطي جسم الصاروخ، ينحني المطوع ويشم الصاروخ) رافعاً رأسه إلى السماء: والله يا إخوان، أشم رائحة زكية، إنها البشائر الأولي لرائحة الجنة التي وعدنا بها رسول الله.
الملازم سعيد : يا شيخنا، النبي محمد، قال هذا من قبل ألف وأربعمائة سنة، وقالها آنذاك، ليؤكد على أهمية العلم للمسلم، أو المؤمن، يحثه على طلب العلم، ولو كان في أقصى أركان المعمورة، فضرب بالصين مثلاُ لبعدها الجغرافي، لا أكثر ولا أقل.
المطوع أبو سيف : (محتداً) هذا تحليل عسكري ، يدل على ضعف الإيمان في قلبك، عندما قال رسولنا الكريم “أطلب العلم ولو في الصين” يعني أطلب العلم الحديث والقديم، فصين الأمس هي صين اليوم. ولكن أهمل المسلمون عبر التاريخ هذه الحكمة النبوية الشريفة، يعني إهمالهم لهذا العلم المخزون في الصين، وهو “سر دفين” في أرضهم، وأخيراً، وبعد مئات من السنين، تنبه قادتنا ، وعلماؤنا الكبار لهذه “الحركة النبوية ” فاتجهوا رأساً إلى الصين، وأتوا بجوهر “علمهم” وقدموه لنا نحن أتباع ملة محمد. ومع أول إشارة أطلقناها نحوهم، فهموا بسرعة “ماذا نريد” فأرسلوا لنا “الأمانة التاريخية” (يؤشر بعصاه نحو الصاروخ)
الملازم سعيد : كان هذا (يشير الضابط إلى الصاروخ) مقصد نبينا عليه السلام، عندما قال “أطلب العلم ولو في الصين”.
المطوع أبو سيف : نعم، نعم، بكل تأكيد (قال هذا وهو يهز رأسه ويضرب الأرض) الأنبياء والرسل لهم إشاراتهم المقتضبة في علوم الغيب. وهنا يأتي دور العلماء قي التفسير والشرح للعامة، والدليل على أن في الأمر “سراً إلهياً” فقد بادر الصينيون بإعطائنا خبراتهم العلمية الطويلة ، من أول طلب قدمناه إليهم، بالرغم من عدم وجود أية علاقة دبلوماسية أو عسكرية معهم، ورغم معرفتهم، ببغضنا لهم والشيوعية، ومع ذلك ردوا لنا “الأمانة التاريخية”.
المقدم مفلح : لماذا لم تطلبوا هذا الصاروخ أو “الأمانة التاريخية” من قبل؟!
المطوع أبو سيف : (تعلو وجهه ابتسامة خفيفة وشعور داخلي بالانتصار) هذا أيضاً جانب من “السر الإلهي” فهذا الصاروخ أو بالأصح “الأمانة التاريخية” ينتظر بدوره الظروف الداخلية والخارجية الملائمة لعودته !
المقدم : (بتهكم ) يخيل لي بأنك فسرت ظهور الصاروخ، وكأنه ظهور المهدي المنتظر، الذي ينتظره المسلمون بفارغ الصبر. وضح كلامك أكثر يا شيخ.
أبو سيف : أقول بصراحة، لما طغى حاكم إيران “الخميني” وهم باعتداء متكرر على البلد، تارة يحرك جماعته في القطيف وتارة يستغل موسم الحج، وأخرى يضرب البواخر في الخليج ولا أحد يردعه، فأصبحت “أرضنا الطاهرة” مهددة أكثر من أي وقت مضي. عندها حانت اللحظة التاريخية لجلب “صاروخ النبوة” . ولما وصل إلى أرضنا وأصبح بأيدي جنود الإسلام _ حفظهم الله ” (يتطلع المطوع إلى الجنود مبتسماً) سرعان ما خف التوتر في الخليج، ولم نعد نسمع ضرب البواخر كالسابق.
المقدم : (بحدة) خف التوتر، يا شيخ بفعل انتشار، الأسطول الأمريكي في الخليج، قبل وصول “صفقة الصواريخ الصينية” هذه.
أبو سيف : (محتجاً) انتبه إلى كلامك أيها الضابط، فكلمة “صفقة” تقال في وسط رجال الأعمال والتجارة وفي مجال البيع والشراء. ولا يجوز إطلاقها على حديث نبوي شريف. أثبتت الأحداث والوقائع صحته. فها نحن طلبنا العلم من الصين، وجاءنا ما كان مكتوباً لنا في اللوح المحفوظ.
(أبو سيف يلتفت نحو المطوع جريبيع ) هذا المقدم من أي قبيلة؟
جريبيع : (يتقدم خطوات ويهمس في أذن أبو سيف) من قبيلة “جهينة” في الحجاز.
أبو سيف : الآن فهمت لماذا هو متعب في النقاش، فقبيلة جهينة، كانت من إحدى القبائل التي لاقي منها رسول الله كثيراً من الأذى . استمرت هذه الخصلة بين صفوفهم إلى يومنا هذا.
الملازم سعيد : لا أعرف بأي حق تميز بين بضاعة وبضاعة. فالبضاعة القادمة من الصين “أمانة تاريخية” ولماذا لا تكون السيارة القادمة من اليابان أيضاً “أمانة تاريخية”؟!!!
أبو سيف : (محتداً) لا، لا، هذه مقارنة ساذجة، وتحريف خطير لـ “حديث نبوي شريف” ألم تسأل نفسك أيها الملازم، لماذا هذا السلاح الفعال، وصل إلينا قبل الجميع؟ كيف تقدم الصين على إعطاء مثل هذا السلاح إلى دولة لا تقيم معها علاقة دبلوماسية، ولا تكن احتراماً لأيديولوجيتها الملحدة. (تظهر علامات الارتياح على وجوه المطاوعه الجنود على السواء) _ مواصلاً _ سوف، أسوق إليك دليلاً آخر على “السر الإلهي” ألم ينهِ رسول الله عن أكل لحم الخنزير؟
الملازم سعيد : نعم لقد نهي الإسلام عن ذلك.
أبو سيف : (مبتسماً) حسناً، بعد ألف وأربعمائة سنة، اكتشف الأطباء بأن لحوم الخنزير تساعد على “مرض السرطان”
الملازم سعيد : (مندهشاً) ما هذه المقارنة الغريبة يا شيخ؟ هناك فرق كبير بين الصاروخ الصيني وبين لحم الخنزير.
المطوع جريبيع : (يتقدم ) أود أن أخبرك يا شيخنا، بأن الضابط سعيد، من اهل الخبر، يجادل دائماً.
أبو سيف : واضح جداً أنه من “أهل الخبر” إذا لم يكن من أهل القطيف.
المقدم مفلح : (يحاول الملازم سعيد أن يتكلم يمنعه المقدم مفلح هامساً في أذنه): لا تجادل وهابي؟ دعه يتكلم؟
أبو سيف : تشك بما قلته لك، سوف أضرب لك دليلاً آخر وأكشف لك عن “سر إلهي” ربما يزيل الغشاوة عن عينيك، ويعزز أركان الإيمان في قلبك.
الملازم : (يتقدم نحو الجمهور) كم سراً إلهياً يملك هذا الوهابي؟
أبو سيف : (يتقدم نحو الجمهور خطيباً) وقف المسلمون قديماً وحديثاُ حائرين ومندهشين في تفسير الآية الكريمة ” لا تنفذون إلا بسلطان” . ولم يعطوا جواباً شافياً ومقنعاً. ولقد حاول بعض الأتراك سابقاً أن يفسروا بطريقتهم الخاصة، بمعني ألا يتم الصعود إلى السماء، إلا في عهد سلطان تركي! وسقطت الدولة العثمانية، وتشتت شمل المسلمين. ولم يطر السلطان إلى السماء. وأخيراً، ولكي يتم الله سبحانه وتعالي نوره ولو كره الكافرون. وليخرس أقوال المشككين، الزنادقة والدهريين، ممن درسوا في الغرب أو تأثروا به ، طار الأمير المسلم سلطان (يؤشر بيده اليمني نحو السماء) ابن الأمير المسلم سلمان ، من تربة هذا البلد الطاهر الأمين، واقتحم السماء بفضل الله جلت قدرته، مثلما اقتحم أجدادنا مشلرق الأرض ومغاربها وهم رافعي راية الإسلام.
(الملازم سعيد يتطلع بوجه المقدم مفلح والخير يهز كتفه)
المطوع جريبيع : (متدخلاً) الله، الله يا شيخ لا فض فوك، لقد أثلجت قلوبنا، وقلوب جميع المسلمين بكلامك هذا ونورتنا بهداية من علمك وأخرست كلام المشككين، كثر الله من أمثالك.
(تظهر علامات الرضي والارتياح على وجوه الجنود ورجال الدين)
الملازم سعيد : على رسلك يا شيخ، أجدادنا، غزوا العالم من هنا ( يضرب برجله على الأرض) وعلى خيول وجمال عربية، فمن أين غزا الفضاء الأمير سلطان؟
أبو سيف :أولاً، حسن ألفاظك يا سعيد، فهذا ليس بفضاء (يؤشر بعصاه نحو السماء )إنه سماء، عالم وملكوت الله العلي القدير. ثانياً لا أعرف من أين انطلق الأمير سلطان، فهذا لا يهمني، والشيء الذي يهمني هو، مدي تطابق الآية الكريمة مع الواقع: اسمه سلطان، ومن بلد الإسلام، ومهد الأنبياء، ومن عائلة مشهود لها بحماية الدين ومقدساته.
الملازم سعيد : يا مطوع الخير، سلطان اقتحم السماء من أرض غير عربية، من الغرب. والمركبة الفضائية، ليست من صنع علمائنا في الرياض، أو القصيم، بل هي من صنع الغرب أيضاً. الأمير سلطان كان فيها سائحاً لا أكثر. فيمكننا أن نقول أول سائح “سعودي” أو مسلم يصعد إلى الفضاء _ عفواً _ إلى السماء.
أبو سيف : اسمع أيها الضابط، أراك تجادل كثيراً، وقد نهي الله ورسوله عن الجدل في الدين. نحن لا يهمنا من أين انطلق سلطان، من أمريكا أو أو حضرموت (يضحك الجندي جعيثن، يتطلع إليه المطوع مبتسماً، ثم يعود مخاطباً الضابط) المهم على المسلم العاقل ، أن يتمعن بصدق تطابق الآية مع الاسم والفعل. فأول مسلم اقتحم السماء من جميع المسلمين هو “سلطان” كان سائحاً مفتشاً، لا يهمني. ربما هذه أيضاً “حكمة وهداية من الله سبحانه وتعالى” في تسخير علوم الغرب لتسهيل مهمات المسلمين ولم لا يا أخ؟ فقد سخر الله الجن والإنس في خدمة “النبي سليمان”.
المطوع جريبيع : الله، الله، يا شيخ، لقد دحضت أفكار الضلال والشر، وأخرستها بعلمك الغزير.
أبو سيف : (مبتسماً) يا جنود الإسلام ، تحققت في هذا البلد، وفي فترة قصيرة جداً أربعة أشياء، أو أربعة أمور عجيبة، أشبه بالمعجزات، ولم يحظ بها أي بلد إسلامي، أو غير إسلامي، وهي:أولاً انفجار خيرات باطن الأرض، هي بلا شك هبة من الله لعباده الصالحين. ربما استجابة العناية الإلهية لدعاء “عجائز أهل الرياض” حين دعين الله للإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، حينما مر بموكبه، ليوزع هباته وعطاياه على فقراء أهل الرياض. لقد دعت له النساء قائلات:( الله يفتح لك خزائن الأرض) ، فضحك الإمام وتساءل بدهشة حينها قائلاً:
( هل هناك مجنون يترك أمواله تحت الأرض حتى آتي أنا وآخذها) وأخيراً اكتشف الأمر بنفسه، وقال كلمته الشهيرة، في مجلسه العامر بعد أن تفجر البترول في أرضه: ( إن الله سبحانه وتعالي، استجاب لدعاء عجائز أهل الرياض).
جريبيع : (مقاطعاً) الله يرحم أمهات المسلمين (يردد الجميع) آمين.
أبو سيف : (مواصلاً) أما المعجزة الثانية، هي كما أخبرتكم صدق نبوة نبينا محمد، ليسخر علوم الصين لأبناء المسلمين. والثالثة ، هي اقتحام ولدنا الأمير سلطان، أعز الله به الإسلام والمسلمين السماء وعاد سالماً ، وهو الآن بمثابة آية بينة، ساطعة في شوارع الرياض يشهد “بصدقها” الجميع . وأما المعجزة الرابعة ، فهي ترتبط بحياتنا الآن. وما نحن فيه من نعم وخير، ازدهرت فيه حياتنا التجارية والعمرانية والدينية، بسبب انفتاح السماء علينا بخيراتها الوافرة، فحافظوا على هذه النعمة، التي خصنا بها ، وحدنا دون سائر المسلمين، فلا تكفروا بهذه النعم، ولا تفسقوا، فتكونوا من الخاسرين. والآن يا إخواني أشرفت على نهاية حديثي معكم، وقبل أن اغادر معسكركم أود أن أحقق أمنية عزيزة طالما كنت أحلم بها.
المطوع جريبيع : أبشر بالخير يا شيخ، ما هي أمنيتك هذه؟
أبو سيف : (يتطلع إلى الجميع _ لحظات صمت_ ) أمنيتي أن أري أثراً من آثار النبوة، ألا وهو “سلاح رسول الله”.
المطوع جريبيع : أبشر بالخير يا شيخ.
الملازم سعيد : سلاح نبينا في معسكرنا !!؟
(يتطلع أبو سيف إلى الضابط، يرفع عصاه نحو الصاروخ، تظهر علامات الدهشة على وجه المقدم مفلح وسعيد)
الملازم سعيد : هذا صاروخ صيني.
أبو سيف : (يهز رأسه) لا، لا، أنت غلطان يا أخ سعيد، هذا صاروخ النبوة، ودع عنك “الشك” والعياذ بالله.
الملازم سعيد : ( يتقدم نحو الجمهور) لقد فقه المس-ألة بسرعة وأصدر فتواه!
(يتقدم المطوع أبو سيف ووراءه المطاوعة الثلاثة، والجنود نحو الصاروخ، يرفع الجنود الأغصان عن الصاروخ).
العريف : (مرتبكاً يخاطب الضابط) إنهم يحاولون كشف الصاروخ.
المقدم مفلح : (يهز كتفيه) ما عسانا أن نفعل، لقد أفتى بقدسيته، وارتبط بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .( يضحك العريف والملازم سعيد).
أبو سيف : ( يقف أمام الصاروخ، يتطلع إليه باندهاش _ لحظة صمت_ بتعجب ) يا الله، ما أروعه، وما أضخمه، حقاً إنه سلاح يثير الرهبة والخوف في قلوب الأعداء. أشهد أن مكة والبيت العتيق ، سيكونان في مأمن وإلى الأبد. لقد صدقت يا رسول الله، طلبنا العلم من الصين، وجاءتنا “الأمانة التاريخية” التي وعدتنا بها. لنحمي بها ديننا وأرضنا المقدسة من شر الشرق والغرب . فلا خوف بعد اليوم، لا من الخميني، ولا حتى من أمريكا، بلاد الشرك والشر.
تعتقد يا شيخ، أننا بهذا الصاروخ ، نستطيع أن نمنع أمريكا من دخول بلدنا يوماً ما.
أبو سيف : وهل تشك في هذا. لقد منعنا الأمريكان من النزول، في أرضنا عام 1945، ونحن آنذاك لا نملك غير الإيمان الصادق وسيوف “مثلمة”. فما بالك اليوم، ونحن مسلحين “بسلاح النبوة الشريف” سنقلب الأرض على أي عدو يحاول ، أو يفكر أن يطأ بقدمه أرض الإسلام (يتقدم نحو الصاروخ ) يا جماعة، يا أخواني أشم رائحة النبوة، رائحة النصر إنشاء الله.
أبو سويلم : (يتقدم نحو الصاروخ وينحني برأسه، لحظات ثم يرفع رأسه) أشهد أنها رائحة النبوة، يا أبو سيف ! ولكن قل لي يا شيخ، ماذا يوجد في بطن هذا الصاروخ؟
المقدم مفلح : محشي، بمادة شديدة الانفجار.
أبو فوزان : (متدخلاً) لا، لا، لقد ذهبت بعيداً أيها الضابط، فهذا ليس من صنف الصواريخ العادية ، إنه محشي بـ”سر النبوة” ربما محشي “بغضب الله” على أعدائه.
المطوع جريبيع : ( يتقدم المطوع جريبيع، يلمس بيده الصاروخ، ثم ينحني على الصاروخ _ لحظات صمت _ يسمعون بكاء جريبيع ، يتطلعون بوجوه بعضهم بحيرة ظاهرة). يا حسرتي عليك يا رسول الله، تحرم نفسك من هذا السلاح الطاهر ، ولم تضرب به، معاقل المشركين في مكة، وتمنحه لنا لماذا يا قرة عيني، لم تستخدمه في معركة أحد، ضد كفار قريش؟
أشهد أنك المثل العلي في الأثرة (يجهش في البكاء) أتتركهم يجرحونك في المعركة، أنت والصحابة، رضوان الله عليهم.
أبو سيف : (يتقدم ويطبطب على كتف جريبيع) على رسلك يا مطوع ، “إنها حكمة إلهية” اقتضت أن يدخل رسول الله معركة غير متكافئة. إنها امتحان حقيقي من رب العباد إلى المسلمين لمعرفة صدق إسلامهم.
جريبيع : ( يرفع المطوع جريبيع رأسه، يمسح دموعه بطرف غترته البيضاء، يتطلع إلى الجنود ) صدقت والله يا شيخ أبو سيف ، انه امتحان من الله لعباده الصالحين .
أبو سيف : ( يلتفت إلى الجنود) والآن يا جنود رب العزة والجلال، هل أصبح الأمر واضحاً من مسألة دخول هذا السلاح إلى أرضنا الطاهرة؟
الجندي جعيثن : نعم يا شيخ، لقد تبددت الأوهام والشكوك، وأصبح موقف “الشرع” واضحاً من هذه المسألة ، ونحن فخورون بسلاح نبينا محمد عليه ألف الصلاة والسلام.
أبو سيف : إذن أترككم في رعاية الله وحفظه. وأترك بين أيديكم “سلاح رسول الله” “الأمانة التاريخية” إياكم والتفريط أو التهاون ، كونوا مستعدين لضرب الأعداء (المطوع أبو سيف متجهاً للخروج)
الملازم سعيد : سؤال يا شيخ؟ يقف أبو سيف ويتطلع إلى الملازم.
أبو سيف : هات ما عندك أيها الملازم.
(يؤشر بأصبعه نحو السماء) انظر إلى هناك، يا مطوع الخير. (يتحرك المطوع ، ويقف بجانب الملازم ، وينظر إلى السماء) أتعرف ما هذا؟
أبو سيف : أري “نجمة” تلمع هناك؟
الملازم سعيد : هذه ليست “نجمة” إنها طائرة “آواكس” . هل قرأت عنها في كتب الحديث أو التفسير؟ أصدقنا الخبر أيها المطوع؟
أبو سيف : (يتطلع في الوجوه باسماً وهو يهز أصبعه) لا، لا، أيها الضابط. هذا ليس بطائرة وإنما نجم منجوس.
الملازم سعيد : نجم منجوس؟! قال وهو يتطلع إلى الجمهور.
أبو سيف : نعم، نعم. فالعرب القدماء “أي أجدادنا” يسمون الليلة التي يدخل فيهل القمر في نجم منجوس ليلة الوكس وهي ليلة منحوسة. قال الزاجر “هيجها مثل ليالي الوكس”.
الملازم سعيد : (محتداً) هذا ليس نجم منجوس هذه طائرة منجوسة واقفة هناك و ..
أبو سيف : (مقاطعاً) هل سمع أحدكم بطائرة واقفة، أهي حمار أم جمل، هل تسخر منا يا سعيد؟!
الملازم سعيد : أنا لا أسخر ولا أمزح، وهي غير واقفة، كما توهمت، بل هي تتحرك ببطء، على ارتفاع عال، تتخيلها وكأنها واقفة.
أبو سيف : (متراجعاً) لم أسمع بهذه الطائرة العجيب “وكس .. وكس”.
(يضحك العريف والجنود)
الملازم سعيد : (متدخلاً) آوكس، آوكس يا شيخنا.
أبو سيف : (يتطلع إلى رفاقه) هل احد منكم سمع بخصائص هذا الطائر العجيب؟
أبو فوزان : سمعت من مشايخى رحمهم الله ، أنهم قالوا ، يظهر يوماً ما في السماء طائر أسمه “عين الرحمة” يراقب البشر ويكون إحدى علامات الساعة، وربما يكون هذا الطائر هو “ويكس ويكس” والله أعلم.
أبو سويلم : وأنا سمعت من مشياخي الثقات ، بأن هدهد “النبي سليمان لازال حياً ، ومتى ما ظهر بين الحجاز واليمن، يكون إحدى علامات الساعة، والتي تسبق ظهور الدجال ، والله أعلم.
الملازم سعيد : هذا ليس طائراً، وليس من علامات الساعة بل هي طائرة أمريكية، اسمها (آوكس، آوكس). هي طائرة خاصة للتجسس والتصنت.
أبو سيف : أعوذ بالله لقد نهانا الشرع الحنيف عن التجسس والتصنت وسوف أطرح الموضوع على علمائنا الكبار ، ومتى ما تأكدنا فعليا، بأنها طائرة تجسس على المسلمين. فهذا الصاروخ المبارك ( يؤشر بعصاه نحو الصاروخ) كفيل بضربها ( يلتفت نحو الضابط ) ألم أقل إنها ليلة منجوسة.
صوت المؤذن : الله أكبر، الله أكبر.
أبو سيف : حان وقت الصلاة يا جماعة.
(يتوجهون نحو الباب)
يسدل الستار
المشهد الرابع
(الظلام مخيم على القاعة العسكرية، الساعة حوالي العاشرة ليلاً ، نور ضعيف في مهجع الجنود، الجنود منتشرون بأوضاع مختلفة، جعيثن والزهراني كل منهما منهمكاً يقرأ كتاباً، الجندي سمير والمطيري في أقصي الزاوية ، من جهة اليسار يسمعان “الراديو” . العريف مستلق في الوسط، ينظر إلى الجندي الزهراني. آخر ينظر إلى الجندي الزهراني).
العريف : (وهو مستلق) ماذا تقرأ يا زهراني؟
الزهراني : أقرأ كتاب “تعليم شروط الصلاة وآدابها”.
العريف : (مبتسماً) كل هذا العمر ، ولم تحفظ بعد شروط الصلاة؟ (يضحك بعض الجنود)؟
الزهراني : (مدافعاً) شروط الصلاة وآدابها ليست من الأمور السهلة يا عريف. هذا كتاب بكامله خصصه الإمام الشيخ محمد عبد الوهاب عن “آداب الصلاة”.
العريف : كل شيء أصبح في هذا الوقت، صعباً ومعقداً (ثم موجهاً حديثه إلى الجندي جعيثن) وأنت يا جعيثن ماذا تقرأ؟
جعيثن : أقرأ بعض الفتاوي الدينية، لعلمائنا الكبار.
العريف : هات، نورنا يا جعيثن، ببعض الفتاوى.
جعيثن : (ينهض جعيثن ويقرأ وهو واقف ) اسمعوا هذه الفتوى: امرأة تسأل، ما حكم الإسلام في لبس الكعب العالي؟
العريف : (ضاحكاً وقد أنزل رجليه، وهب واقفاً، ناقلاً نظره بين جعيثن والزهراني) أكيد هذه المرأة من أهل الخبر.
جعيثن : لا يا عريف ، إنها من أهل الرياض.
العريف : (يتقدم بعض الخطوات) ها الله ، هاالله، انتقلت العدوى إلى أهل الرياض !! العدوى، سريعة الانتقال في هذه الأيام ؟ ماذا تقول يا جعيثن؟
جعيثن : في الحقيقة ، لا أحب أن أري زوجتي ، أطول مني ، فتوى العلماء تناسبني يا عريف.
الزهراني : أنت تحرم الكعب العالي يا جعيثن؟
جعيثن : لم أقل هذا، إنما قلت، لا أريد أن تكون زوجتي أطول مني، فسرها يا زهراني كما تحب.
العريف : واصل يا جعيثن، وأسمعنا فتوى أخرى.
جعيثن : جندي يسأل: هل يجوز للحارس، أن يجمع ، صلاة العشاء والفجر.
العريف : (ضاحكاً ، يتقدم بعض الخطوات، يهز أصبعه بوجه جعيثن) أعتقد هذا الجندي كسول جداً ، يحاول أن يتهرب من صلاة الفجر، ربما يكون هذا الجندي ، هو انت يا جعيثن، أصدقني الخبر؟
جعيثن : (محتجاً) لا يا عريف، لقد أخطأت ، هذا “حربي مثلك” من وحدة “بدر العسكرية” واسمه قاعد بن نهير.
العريف (متراجعاً ، يتكلم وهو يمشي بخطوات قصيرة، يتطلع نحو الجنود) على كل حال قد يتهرب بعض “الحروب _ الحربيون” من الصلاة، إلا أننا لا نهرب في المعارك يا جعيثن.
جعيثن : أخذتك الحمية “القبلية” يا عريف ( الجندي الزهراني وسمير بجانب الراديو، يرفع صوت الراديو فجأة ..)
سمير : اسمعوا آخر أخبار الحرب العراقية _ الإيرانية.
المذياع : أعلن ناطق عسكري عراقي، عن قيام عدة أسراب من الطيران العراقي، بضرب أهداف معينة في المدن التالية: طهران، تبريز، أصفهان ، عيلام غرب .. رداً على الهجوم الإيراني البري الواسع النطاق ، على المنطقة الجنوبية ، كما اعترف الناطق العراقي ، بسقوط صاروخ على مدينة بغداد ، أدي إلى تدمير ، أحد أحيائها كاملاً.
جعيثن : سمعتم “صاروخ” طلع من طهران لبغداد، ومسح حياً كاملاً، يا جماعة ، إيران ، ستدمر بغداد بهذه الصواريخ، تعتقد يا عريف ، صاروخنا مثل الصاروخ الإيراني؟
العريف : لا ، يا جعيثن، الصاروخ الإيراني صغير، وصاروخنا مداه أبعد، وقوته التدميرية أكبر بكثير.
جعيثن : (متحمساً ويصفق بيديه) عاش صاروخ رسول الله .. يدخل ضابط المعسكر، يتطلع إلى جعيثن(الجنود يؤدون التحية)
الضابط : (بلهجة آمرة) ماذا تقول يا جعيثن؟
جعيثن : لا شيء، لا شيء.
الضابط : سمعتم آخر الأخبار ، إيران أطلقت صاروخاً على بغداد، وأن حارة كاملة قد دمرت، وترك حفرة بعمق خمسة أمتار، وقطرها أكثر من عشرة أمتار.
سمير الحربي : هذا زلزال والعياذ بالله.
(الزهراني يقرب الراديو، يرفع الراديو من جديد، بيان عسكري)
المذياع : رداً على الصاروخ الإيراني الواحد والعشرين، على مدينة بغداد ، أطلق العراق لأول مرة “صاروخ الحسين” على كل من طهران وأصفهان.
العريف :لقد بدأت حرب الصواريخ.
الضابط سعيد : هذا ما كنا نخشاه، الحرب في اتجاه تصعيد شامل.
جعيثن : أي الصواريخ أقوى ، الإيراني، العراقي ، أو صاروخنا؟
الضابط : في الحقيقة ، كلها من نفس الفصيلة، لكن الاختلاف في المدى ، وحجم الحشوة التدميرية. فالصاروخ الإيراني، من صنف الصواريخ القصيرة المدي، يتراوح مداه ما بين 250 كم إلى 350 كم، والعراقي الذي ضرب مدينة اصفهان، يتراوح مداه ما بين 550 كم إلى 650 . أما صاروخنا فمداه ما بين 650 كم إلى 1200 كم.
جعيثن : (متحمساً) يعني “صاروخ رسول الله” أقوي الجميع. (يحس جعيثن بالخطأ ، ويحاول أن يصحح ما قاله، لكن الضابط يبادره)
الضابط : (بحدة) من قال لك أنه “صاروخ رسول الله” ؟ النبي محمد صاحب رسالة سماوية ، وليس مهندس صواريخ ولا هو من اهل بكين؟
جعيثن : لا، لا، استغفر الله، إنه النبي العربي الأمي.
الضابط : حسناً، هذا الصاروخ من صنع الصين، ويحق لهم أن يحمل اسمهم، واسم بلدهم، ويحق لهم أن يفخروا وعليك، بل وعلينا جميعاً، أن نعترف ، ونشكر لهم بادرتهم الطيبة، تجاه بلدنا في هذه الظروف الصعبة “ظروف حرب الصواريخ” فهمت؟
جعيثن : ( واقفاً بالاستعداد الحربي) نعم فهمت، هذا الصاروخ، صاروخ صيني.
العريف : ما العمل، إذا وقعت علينا أحد هذه الصواريخ خطأ؟ هل نرد عليهم بالمثل؟
الضابط : هل جننت يا عريف، لا يحق لنا إطلاق هذا الصاروخ، إلا بأمر من القيادة العليا في البلد. لأن هذا يعني قيام حرب شاملة.
جعيثن : يعني لا نطلق الصاروخ ، إلا بأمر الملك أو الشيخ ابن باز.
الضابط : (بانفعال) ابن باز، ما دخل الشيخ، ابن باز في الشؤون العسكريةن يا جعيثن؟ أنت جندي في الجيش، أم عضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!
جعيثن : (متلعثماً ) سيدي، المطوع جريبيع يقول لنا، لا صوت يعلو على صوت “الشرع” والشرع متمثل بالشيخ ابن باز.
الضابط : الجيش، يتلق أوامره فقط من هيئة الأركان العامة، وشيخنا الجليل ابن باز _ أطال الله عمره – رئيس هيئة كبار العلماء ، والرئيس العام لمجلس الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والرئيس التأسيسي لمجلس المجمع الفقهي الإسلامي، و ..
جعيثن : (مقاطعاً بتعجب) الله، كل هذه المناصب لشيخنا، ابن باز، وأنا ما أدري؟
الضابط : كلها مناصب دينية ، لا علاقة لها بالجيش ، أو السلطة السياسية، وعليك أنت ، أن تأخذ أوامرك من العريف فقط، لا من المطوع.
جعيثن : أثناء “التمرد” في “بيت الله” طلب الجيش فتوى من الشيخ ابن باز حتى يقتحم “المسجد الحرام”.
الضابط : (مبتسماً) صحيح، وهذا استثناء ، لأنهم “مسلمون” خافوا أن يقتحموا “بيت الله” دون فتوى دينية، ولكن عندما يؤمر الجيش بالتحرك أو اقتحام معاقل العدو، أو بناء خنادق أو متاريس، فلا يحتاج لفتوى دينية، نحن نمتثل لأوامر عسكرية ، تأتي من هيئة الأركان، ويجب عليك أن تميز بين أوامر عسكرية وفتاوى دينية.
العريف : (متدخلاً) الجندي جعيثن، طيب القلب، مخلص وشجاع، مشكلته، أنه ما إن يري المطوع جريبيع حتى يفقد انضباطه العسكري، ويعترف له بكل شيء.
جعيثن : (محتجاً) أنا أحترم المطوع، وأتقيد بإرشاداته .
الضابط : حسناً ، تقيد أيضاً بالأوامر العسكرية، وإياك أن تخلط بين الاثنين، ولا تنس أنك “مسلم” لا يحق لك أن تجثو على ركبتك أمام المطوع، كما يفعل “المسيحي” أمام الكاهن.
جعيثن : سيدي ، حتى الأمراء الكبار ، يلتزمون بفتوى الشيخ ابن باز.
الضابط سعيد : كلنا نلتزم بالفتاوى التي تتعلق بالأمور الدينية والفقهية: تحريم الخمور ، المخدرات، الزنا ، صيام شهر رمضان، الأعياد الدينية. هذه فتاوى لا علاقة لها بالشؤون العسكرية( يتجه نحو الباب الرئيسي) كونوا أكثر يقظة، فالحرب اشتدت على ضفاف الخليج العربي، والصواريخ أخذت تتكاثر وتنهمر (يختفي).
العريف : (بلهجة آمرة) إلى المضاجع “أيها الجنود ، حراسة الصاروخ هذه الليلة من نصيب جعيثن، تصبحون على خير.
(ظلام دامس ، يسلط نور خافت على الجهة اليسرى، جعيثن جالس على كرسي بقرب الصاروخ، حاضناً بندقيته، ورجلاه ممددتان على كرسي آخر، لحظات)
صوت : هكذا يجلس الجندي المسلم في حضرة “النبوة”؟! هكذا يحرس الجندي المسلم “الأمانة التاريخية”.
جعيثن :(ينهض فزعاً ، وهو يتمتم) أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم. يقف مستعداً أمام الصاروخ.
صوت : ماذا تحرس يا جعيثن؟
جعيثن : (بارتباك وهو منتصب القامة ) أحرس صاروخ رسول الله.
صوت : أتعلم ما وظيفة هذا الصاروخ المبارك؟
جعيثن : نعم الدفاع عن الوطن ضد الأعداء.
صوت : (بنبرة أقوى) أي وطن يا جعيثن، أي أعداء؟
هذا السلاح الرباني ، وضع خصيصاً لخدمة الجهاد في سبيل الله.
جعيثن : نعم في خدمة الجهاد المقدس.
صوت : مهمة هذا السلاح الرباني، ضرب معاقل الكفر والزندقة داخل البلد وخارجه.
جعيثن : من هم الكفار في داخل البلد؟
صوت : اسأل أهل العلم، اسأل المطوع “جريبيع” (يختفي الصوت، حركة من جهة اليمين، يظهر سمير يتقدم، يحس به جعيثن)
سمير : كأني سمعت حركة وأصوات.
جعيثن : لم أسمع شيئاً (صوت أقدام)
سمير : أش، أش، ألم أقل لم بأني سمعت حركة في الخارج (يسمع صوت صرير الباب) حركة الأقدام تقترب أكثر فأكثر.
العريف :(ينهض صائحاً) ولع النور يا زهراني، سبحان الله من يكون القادم في آخر الليل _ إضاءة كاملة –
الزهراني : من تتوقع أن أن يكون غير المطوع “جريبيع” يا عريف.
سمير : ولكنها ليست خطوات رجل واحد. اسمع زين يا عريف.
العريف : صدقت يا سمير، ربما المطوع جاء راكباً حصانه.
سمير : (غامزاً) هذا أنت يا عريف “بدوي أصيل” لا تميز بين خطوات الرجل وحافر الحصان.
(تقترب الخطوات أكثر ، يدخل المطوع، ويقف في منتصف الباب وبحركة تثير الضحك، يؤشر بيده إلى شخص آخر لحظات ، يتقدم المطوع نحوهم، بينما يبرز شبح أسود عند الباب ، يتقدم الشبح وكأنه خيمة سوداء متنقلة، يتطلع الجنود بدهشة لوجود “امرأة” في المعسكر.
العريف : (مرتبكاً ومسرعاً نحو المطوع) خير إن شاء الله يا مطوع، من تكون هذه المرأة؟
المطوع : ( وهو يلهث) هذه أمكم أو أختكم ، هذه زوجتي ، أم صالح.
العريف : حيا الله أبا صالح وأم صالح. خير ، ما سر زيارتكم؟
المطوع : أعرف سبب دهشتكم يا أولادي ، وإن شاء الله خير ( المطوع يلتقت أنفاسه ) منذ وصول سلاح رسول الله إلى هنا ، وأمكم أم صالح عقلها وقلبها معلقان به. طول الليل تبكي وتتوسل بي لأصطحبها، لتري “صاروخ رسول النبوة”.
(العريف يتطلع باندهاش في وجه المطوع والجنود )
مواصلاً : أرجو أن لا تحرموا “أمكم” من تحقيق رغبتها ، ولا تنسوا الحديث النبوي ” الجنة تحت أقدام الأمهات”.
جعيثن : (يتقدم نحو أم صالح) استريحي يا أمي على هذا الكرسي، إن شاء الله يكون خيراً ، ولا تأخذي في خاطرك، لن تعودي إلى البيت إلا بعد أن تتحقق أمنيتك.
أم صالح : الله يكثر من أمثالك يا جعيثن، والله أبو صالح دائماً يذكرك ويقول عنك “جندي شهم ومطيع، ومواظب على الصلوات الخمس” (تقف لحظة) والله يا أولادي ، منذ دخلت معسكركم وقلبي يخفق بشدة، هيبة ورهبة من المكان.
العريف : (مقاطعاً) يا أم صالح، كل إنسان يدخل قاعدة عسكرية ضخمة كقاعدتنا، تأخذه الرهبة.
أم صالح : (محتجة) لا، لا، لم تأخذني الرهبة من الجيش، بل لشعوري بأني في حضرة النبوة، بقرب سلاح النبي.
العريف : يا أم صالح، هذا سلاح صيني، وليس سلاح نبينا محمد (أم صالح تردد صلي الله عليه وسلم والجميع يرددون) .
المطوع : أترك عنك كلام الضابط يا عريف. ودع أم صالح تتشرف برؤية السلاح المبارك.
جعيثن : أتبعيني يا أم صالح.
(تنهض أم صالح، يرفع الغطاء تدريجياً عن الصاروخ، أم صالح تتطلع بتأمل واندهاش ، تارة ترفع الحجاب وترة تتركه على وجهها، لحظات صمت)
أم صالح : (بصوت عال) سبحان الله خالق الخلق ، وهو على كل شيء قدير، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(الجميع يرددون آمين) الله، الله، ما أكبر سلاحه.
جعيثن : هذا سلاح صيني، ولكنه صنع حسب نصيحة وتوجيه نبينا محمد.
أم صالح : أشهد أنه سلاح نبينا الكريم.
جعيثن : صح، صح، هل تعرفين الصين يا أم صالح؟
أم صالح : أخبرني أبو صالح، بأنهم المذكورون في القرآن الكريم بـ”آجوج ومأجوج” وأن بيننا وبينهم سوراً عظيم.
جعيثن : صدقت يا أم صالح، وصدق القرآن الكريم.
أم صالح : كيف يحمل هذا السلاح الكبير؟
جعيثن : هذا السلاح لا يحمل، هذا يطير، هكذا (يؤشر بيده) ثم يقع على رؤوس الأعداء فيسحقهم سحقاً.
أم صالح : (ترفع يدها اليمني عالياً) يطير، يطير، (تنحسر أكمام العباءة السوداء، وتظهر يد وذراع أم صالح).
المطوع جريبيع : (صارخاً) أستري، أستري، يا امرأة؟!
أم صالح: ماذا حدث لك يا أبا صالح. هؤلاء مثل أولادي، وما فيهم واحد من “أهل الخبر أو القطيف”.
المطوع : (متراجعاً) صدقت والله يا أم صالح، كلهم أولاد حمولة معروفة ومشهود لها بمكارم الأخلاق.
(تتقرب، وتنظر باندهاش إلى الصاروخ _ لحظات صمت_)
أم صالح : صدقت والله العظيم يا أبو صالح، إني أشم رائحة ذكية، رائحة الجنة، سبحانك اللهم سبحانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، بعث إلينا بالحق، ونحن له تابعون صادقون. وها هي إحدى مكارم ونبوءات نبينا محمد بين أيدينا لتشد من أزر المسلمين _ إن شاء الله _ (تلتفت نحو الجنود) لن أنسى هذه الليلة المباركة يا جنود الإسلام، سأكون أول امرأة مسلمة شاهدت “سلاح رسولنا الأعظم”.
(يسمعون خطوات قادمة من الخارج)
العريف : (بارتباك) ربما جاء ضابط الخفر، في دورة تفتيش اعتيادية.
المطوع : (بهدوء) على رسلك يا عريف، ليس الضابط، القادم هذا هو المؤذن سالم، أخبرني، بأنه متشوق لرؤية صاروخ النبي، وأنه سيمر هذه الليلة.
العريف : (يضرب كفاً بكف، ويتحرك بخطوات قصيرة سريعة، وهو يتطلع إلى الجنود) عجيب والله، تحولت قاعدتنا إلى متحف !.
أم صالح : (تتدخل ) هدئ من روعك يا عريف، ودع المسلمين يتمتعون بمشاهدة سلاح نبيهم، ولا تنسي أنه مؤذن المسجد بيت الله.
(يدخل المؤذن سالم بحركة مسرحية، وهو يرتدي الزي الوهابي التقليدي، يتجه رأساً إلى الصاروخ يقف أمامه لحظات متفحصاً).
المؤذن سالم : (يخاطب الصاروخ) كل مرة أصعد للمئذنة، أشعر بشيء غامض يشدني إلى جهة اليسار ، وأشم رائحة طيبة جداً. وبعد الآذان، يعود الشعور الخفي إليّ من نفس الجهة. تحيرت والله يا جنود الإسلام ، فأنا مؤذن هذا المسجد منذ أكثر من عشر سنوات، لم تصادفني حالة واحدة، وها هي تتكرر خمس مرات في اليوم. أخيراً اكتشفت السر أنه رائحة سلاح نبينا، رائحة النبوة، التي لا يمحو الزمن آثارها الخالدة.
العريف : (بيأس ونبرة حزينة) يا سالم. اتق الله، هذا صاروخ صيني وليس نبوياً.
المؤذن سالم : (مواصلاً تجلياته) نحن “أهل الرس” شرفنا الله بخاصية دون العالمين، ننام طويلاً، ثم نستيقظ على بينة أو آية أو نبوءة، نام أجدادنا ثلثمائة وأربع سنوات في كهفهم المشهور، ثم استيقظوا ، ولم يصدقهم الناس وها نحن الأحفاد نستيقظ اليوم، بعد ألف وأربعمائة سنة، ونطلب العلم من الصين، لتأتي “الأمانة التاريخية” مصانة بالعناية الإلهية. سبحانك اللهم سبحانك.
العريف : (يتقدم نحو الجمهور) المؤذن من أهل الرس”لا حول ولا قوة إلا بالله. ضاع السر العسكري(يضرب يداً على يد) غداً أهل الرس وأهل العارض كلهم في قاعدتنا.
المطوع : هذا فخر لنا يا عريف، أهل العارض وأهل الرس، مقر دعوة السلف، وجنود الإسلام و .. (يسمعون حركة في الخارج، لحظات صمت).
العريف : (بعصبية محركاً يديه) هيا يا مطوع، أسرع في إرسال أم صالح قبل أن يدخل الضابط وتحصل فضيحة في المعسكر.
المطوع : (مخاطباً أم صالح) هيا يا أم صالح. اذهبي من هذه الجهة (يشير بيده نحو جهة اليمين من المسرح) باب المسجد مفتوح.
أم صالح : (باندهاش) ماذا؟ أتطلب مني يا أبو صالح قطع هذه المسافة دون محرم؟ لابد أن تصطحبني إلى هناك.
المطوع : (بهدوء) يا بنت الحلال ، المحرم لمن أراد السفر لثلاث أيام، وليس لخمسين خطوة من هنا. هيا واذهبي.
أم صالح : (تتحرك وهي تتمتم مع نفسها بصوت عال) أصبحت يا جريبيع متساهلاً في أمور دينك مثل “أهل الخبر”.
(لحظات صمت)
المطوع : (يلتفت نحو الجنود) الآن ذهبت أمكم، ولم تبق عندي من أمنية غير أن تشرحوا لي يا جنودنا الأبطال، صفات هذا الصاروخ النبوي المبارك . كيف يعمل؟ ومن علمكم عن صفاته المباركة؟ أوجدتم لوحاً مكتوباً فيه التعاليم. وبأي لغة؟
(العريف صامت وكذلك الجنود، ينظر إليهم المطوع بفضول)
جعيثن : مستعد أن أشرح لك هذا، إذا وافق العريف.
(المطوع مبتسماً يثبت عينيه في وجه العريف ، لحظات )
العريف : اسمع يا مطوع، بالرغم من أن هذا ممنوع ، ولكن لثقتنا العالية فيك، لأنك المرشد الروحي والثقافي لمعسكرنا، فستجدنا _ إن شاء الله _ ملتزمين في الدين، مثلما نحن ملتزمون في الأمور العسكرية.
المطوع : (مبتسماً) بارك الله فيكم، لم أزرع البذرة في أرض سبخة؟
العريف : قمنا بعدة تجارب، على هذا الصاروخ العجيب.
المطوع : أي بله، عجيب، كيف، وهو سلاح نبينا؟!
العريف : (مواصلاً) فوجدنا فاعليته أقوى من صواريخ العراق وإيران.
المطوع : (رافعاً يده اليمني ويهزها في الهواء) بالتأكيد أقوى، وهذا ما حوله أدني شك، ولكن أخبرني يا عريف، كيف حال المدن التي ضربتموها؟
العريف : (وهو يخطو بعض الخطوات نحو الجمهور ) نحن يا مطوع، نقوم بتجربة أي سلاح يصل إلينا من مدافع ( يعد بأصبعه) ودبابات، راجمات صواريخ، حتى الصواريخ البعيدة المدى نجربها في أهداف وهمية كاذبة.
المطوع : ( يتطلع إلى العريف) ماذا؟ وضح أكثر.
العريف : أقول لك “أهداف كاذبة” ، يعني نضع أهداف في الصحراء ، مكونة من الخشب أو الحديد، ثم نطلق عليها الصاروخ، فتتحول _ في لحظات _ إلى كومة من الرماد.
المطوع : (بتأسف ) يا خسارة يا عريف، ما كنتم تفعلونه سابقاً في الأسلحة التقليدية، تفعلونه مع صاروخ رسول الله.
العريف : هذه الطريقة المتبعة في “فحص” أو تجربة، أي سلاح جديد.
المطوع : (بحماس) هذا سلاح نبوي مبارك، وليس سلاحاً تقليدياً.
(العريف صامت)
المطوع : (يضرب يداً بأخرى) آخ، آخ، تسمعون بقوة الحرب العراقية _ الإيرانية، وإسرائيل تضرب المسلمين في لبنان وفلسطين ، والمجاهدون الأفغان _ حفظهم الله _ يقاتلون أهل الكفر والإلحاد هناك، وأنتم تضربون بسلاح النبوة، أهدافاً وهمية؟ يا حيف، يا حيف؟
العريف : ماذا تريد أن تفعل يا مطوع ؟
المطوع : اضربوا ( بصوت عال) على الأقل أهدافاً حية، تشرف سمعة وسمو هذا السلاح المبارك، تبذرون الأموال الباهظة في بناء البيوت الخشبية وغيرها، ثم تضربونها بالصواريخ النبوية. أهذه أعمال عقلاء؟ ألهذا السبب جلبنا “صاروخ رسول الله” من الصين؟ ألهذا الغرض أتينا “بالأمانة التاريخية؟!! أم أنه بداية حقيقة للجهاد في سبيل الله؟
العريف : التجارب لابد منها، فهذه قاعدة عامة ومشتركة بين جميع الجيوش في العالم. فكل سلاح يجرب أولاً، في أهداف كاذبة على سبيل التجربة والامتحان.
المطوع : (يتململ) كلامك هذا صحيح، وينطبق على جميع الأسلحة التقليدية، ولكن لا يحق لكم يا عريف، أن تجربوا “سلاح رسول الله” (ويؤشر بأصبعه إلى الصاروخ) في أهداف كاذبة. فهذا _ والعياذ بالله _ الشك الظاهر بصحة وبقدرة الصاروخ النبوي المبارك . من تكون يا عريف، حتى تشك “بسلاح رسول الله”؟
(الجنود يرددون صلي الله عليه وسلم)
العريف : ماذا تطلب منا يا مطوع؟
المطوع : أطلب منكم ، من الآن وصاعداً، أن تستخدموا سلاح رسول الله في مكانه الصحيح، في الجهاد في سبيل الله، وأن تبعدوا عن التمارين الوهمية هذه.فهل يمتحن سلاح رسول الله؟ هل تعتقد أنه سلاح صنع “قطر”؟! إنه من نفحات النبوة، صنع حسب إرشادات وتوصيات نبينا الأعظم (المطوع يلتقت أنفاسه).
(مواصلاً) لقد قمت بأثم كبير يا عريف، بإثم لا يمكنك التخلص منه، إلا بصوم سنة أو عتق رقبة أو إطلاق صاروخ واحد على أهداف حية، من أهل الكفر والزندقة.
العريف : أما الصوم سنة، فصحتي يا مطوع لا تساعد، أما عتق رقبة، فعندي “مربية تايلندية” تساعد زوجتى، إذا أمرت عتقتها. أما إطلاق صاروخ فلم نسمع به، لا في مسند الإمام أحمد ، ولا مسلم ولا البخاري، وضح لنا ذلك.
المطوع : مثلاً، تستطيع الآن، أن تضرب بهذا الصاروخ المبارك أهدافا حية ، تعطي الصاروخ قيمته، استكمالاً لخط الرسالة المحمدية وأهدافها.
العريف : (مستفسراً) ما هذه الأهداف الحية؟
المطوع : أقصد، ضرب مدن الكفار والمرتدين، بهذا السلاح المبارك، لردعهم ومن ثم هدايتهم للطريق المستقيم.
العريف : من نضرب أولاً؟
المطوع : آواه، آواه، (بصوت عال) ألا تعرف من نضرب أولاً يا عريف؟
العريف : فهمت، يجب ، أن نضرب إسرائيل.
المطوع : إسرائيل بعدين، ليس هذا وقتها ، الذي يجب أن نضربه بصاروخ رسول الله وبسرعة ، هو الخميني.
العريف : هل جننت؟
المطوع : (بكل هدوء) لماذا هذا الغضب يا عريف. هل تحولت إلى “رافضي” وأصبحت من جماعته أم أنك تأثرت بأفكار غربية؟ ألم تر ما فعل بنا في السنة الماضية في “مكة المكرمة” ؟ يضربنا في عقر دارنا ، ويحمل الفتن والتخريب، ويهيج الحجاج ضدنا.
العريف : أحداث مكة ، نوع من الشغب، يحدث في كل مكان، الخميني لم يضربنا بالصواريخ والقنابل، حتى نرد عليه يا مطوع .
المطوع : ( باستغراب ) كل ما فعله هذا الخميني ، ولا يستحق العقاب بعد: مجازر مكة، ضرب بواخرنا في الخليج العربي، تشجيع أهل القطيف على العصيان والتمرد. ونحن للأسف ساكتين. (مستدركاً) هذا على أية حال حصل، قبل أن نستلم “صاروخ البركة، صاروخ النصر، صاروخ النبي”، والآن جاء دورنا. فما رأيك يا عريف؟ أم دخل الشك في نفسك؟
العريف : (منفعلاً) اسمع يا مطوع، لا أسمح لأحد أن يشك بصدق إيماني ومعتقدي، واستعدادي للدفاع والتفاني في سبيل بلدي والإسلام. ولكن طلبك يا مطوع ليس بهذه البساطة “إطلاق صاروخ مدمر” يتم بأمر الملك، أو رئيس هيئة أركان الجيش وليس بأمرك يا مطوع “جريبيع” مع احترامي وتقديري الكبيرين لك. فأنت رجل مدني، غير ملتزم بالأوامر العسكرية، ولا تعرف مفهوم الانضباط ، ولا تقدر ظروف الآخرين.
المطوع : أفاً لك، يا عريف. حولتني إلى رجل عادي متسكع في الشوارع والأزقة ، لا مسؤولية دينية ، ولا مسؤولية ثقافية وأخلاقية. سامحك الله يا عريف.
العريف : (متراجعاً) دعني أوضح لك يا مطوع، أنا لم أقصد بأنك رجل متسكع وغير مسؤول ..
(يقاطعه المطوع )
المطوع : (منفعلاً) لا، يا عريف، لا تحاول تلطيف الأمر، لقد فهمتك على حقيقتك، شاهدتم، وسمعتم يا جنود الإسلام، كيف يتخاذل العريف أمام الخميني، هذا إذا لم يقع تحت تأثير نفوذه ودعايته.
العريف : (بصوت عال) لا، لا، يا مطوع، فلست _ والحمد لله _ من المتخاذلين ولكن طلبك، جنوناً كاملاً.
المطوع : سامحك الله، أنا مجنون كامل، حث المسلمين على الجهاد، في سبيل الله، أصبح في هذا الزمن الرديء جنوناً.
العريف : (بهدوء) حث المسلمين على الجهاد المقدس شيء ، وما تطلبه مني شيء آخر. رجال الدين الكبار، وخطباء الجمعة يحثون المسلمين، على الجهاد الأكبر والأصغر، ولكن لم نسمع أن طلب أحدهم مثل طلبك الغريب “إطلاق صاروخ على المدن الإيرانية” أتدري ما سيحدث لو لبينا رغبتك يا مطوع ؟
المطوع : ( يهز رأسه ويحرك يديه) خير، إن شاء الله ، ماذا سيحدث؟
العريف : ستقوم حرب صريحة ومكشوفة، مع إيران.
المطوع : والله نحن لها يا عريف. نحن مشتاقون للجهاد في سبيل نصرة الإسلام، نحن مشتاقون لنهج السلف الصالح ( المطوع يضرب برجليه على الأرض، ويهز يده في السماء، بطريقة الهوسة النجدية ويردد شعار الإخوان الوهابيين) “هبت هبوب الجنة وينك يا باغيها” ، “هبت هبوب الجنة وينك يا باغيها”.
(يتحمس الجندي جعيثن والجندي الزهراني، يرددان مع المطوع الشعار الوهابي الشهير ” عدة مرات” المطوع يقف ويأخذ نفسا، ثم يواصل صرخات الحرب المقدسة)
(صبي التوحيد، أنا أخو من طاع الله. يردد الجنود صبي التوحيد، أنا أخو من طاع الله، يتحمس العريف ويدخل معهم في الهوسة، ينظر العريف إلى المطوع وهو يبتسم)
المطوع : من قال هذا يا عريف ؟
العريف : قاله عبد المحسن الفرم “رئيس قبيلة حرب”.
جعيثن : لهذا أخذك الحماس والحمية يا عريف؟
المطوع : إذاً يا صبي التوحيد، لبي رغبتنا الآن.
العريف : ( يحس بالخطأ) الهدوء، الهدوء يا جماعة، اذهب يا زهراني وانظر هل هناك أحد قادم إلينا (يتقدم زهراني نحو الباب ، يلقي نظرة ثم يعود ، وهو يهز رأسه علامة النفي)
(مواصلاً) اسمع يا مطوع، هات لي ورقة من أحد العلماء ، أو من رئيس هيئة الأمر بالمعروف، وسوف أطلق هذا الصاروخ كما تحب وتشتهي.
المطوع : أنا لم أطلب منك الدخول في حرب مكشوفة مع إيران، أو العراق، بل طلبت منك ، أن نجرب هذا السلاح المبارك على بعض المدن الإيرانية، وسوف يتوهم الخميني وأركانه بأنه صاروخ عراقي، أليست الحرب مشتعلة فيما بينهم؟
العريف : ( مندهشاً) ولكن هذا عمل جبان، يتنافى وأخلاق الصحراء وتعاليم ديننا الحنيف.
المطوع : (صارخاً) أنا جبان يا حريبي؟ وصل بك الأمر إلى هذا الحد؟
العريف : لم أقل أنك جبان، حاشى الله، أعني إطلاق الصاروخ على الإيرانيين، وإيهامهم بأنه صاروخ عراقي، عمل غير شريف ويتنافى مع الدين والأخلاق والقيم البدوية (لحظات صمت).
المطوع : ما رأيك أن نجرب صاروخ النبي، هذا على إسرائيل ؟
العريف : ساعة البركة، والله حين يهبط الصاروخ “المبارك” على رؤوس الصهاينة في “فلسطين” المحتلة.
المطوع : إذاً، ماذا تنتظر يا عريف؟ هيا اضرب واحد على الأقل للتجربه.
العريف : (منتبهاً) ماذا أنتظر؟ طبعاً أنتظر أوامر من قيادتنا العليا. إسرائيل عندها “الرادرات” القوية. وإذا أطلقنا هذا الصاروخ “المبارك” سرعان ما تعرف إسرائيل مصدره ومن أين جاء.
المطوع : (بكل برود) خير إن شاء الله، وإذا عرفوا ماذا سيحدث؟ نقول لهم انطلق الصاروخ خطأ، أو انطلق من تلقاء نفسه “القدر قادر” مثلما أسرى الله بعبده ليلاً إلى المسجد الأقصى، أسري بهذا الصاروخ النبوي لتأديب قوى الشرك والطغيان.
جعيثن : سوف يعاقب العريف أشد العقاب على فعلته.
المطوع : ثم ماذا ؟ سجن، أسبوع، شهر، لا شيء أمام “انطلاق” صاروخ النبوة.
جعيثن : ربما فصل أو طرد من الجيش.
المطوع : إذا طردوك من الجيش، سأفتح لك “بقالية” يا عريف، فالأعمال متوفرة في هذا البلد والحمد لله.
(العريف صامتاً لحظات)
العريف : (يهز رأسه ويتطلع نحو الأفق) إنكم تهذرون فعلاً، إذا أطلقنا صاروخ على إسرائيل، يعني دخلنا الحرب معها ومع أمريكا. والأمريكان موجودون في الجيش كمستشارين عسكريين، سيعطلون كل شيء في لحظة واحدة. فالمفاتيح الأساسية بيدهم. وسيعطوننا درساً قاسياً ، لا تنس هذا يا مطوع الخير.
المطوع : كل ما أفتح نافذة أو مخرج تواجهني يا عريف بسلسلة من العراقيل.
العريف : أراك يا مطوع، تغض النظر عن الخبراء الأمريكان في قواعدنا العسكرية.
المطوع : صحيح الأمريكان موجودون في الجيش، أما في الحرس الوطني فلاوجود لهم، وقاعدتنا والحمد لله، ليس فيها أحد من الجانب ولهذا يمكننا أن نجرب الصاروخ بعيداً عن الأعين.
(لحظات صمت)
(مواصلاً) على أية حال ، إذا كان ضرب إسرائيل يثير حفيظة الأمريكان فإن ضرب إيران _ مثلاً _ لا يثير حفيظتهم.
العريف : المسؤولية، المسؤولية كبيرة وخطر جداً يا مطوع، المشكلة أنك تختار أهدافاً مستحيلة، لو ضربنا إيران، وعرفت فيما بعد، هل تعتقد بأن جيشنا قادر على الصمود أسبوعاً واحداً أمام الجيش الإيراني؟
المطوع : (بحدة) يصمد وينتصر بإذن الله.
العريف : اترك غرورك والكبرياء يا مطوع، أنا عسكري وأعرف منك والله ما صمدنا أمام “العتيبي” في مكة، وطلبنا النجدة من قوات أجنبية، تريد منا هذه المرة أن نصمد أمام جيش الخميني، اسكت واتركها مستورة يا مطوع .
المطوع : كلامك صحيح قبل وصول “الصاروخ النبوي” أما الآن فقد اختلفت الأمور بعد وصول “الصاروخ الرباني” المبارك (لحظات صمت، يتحرك المطوع نحو الجمهور وهو يعبث بلحيته. يقف فجأة ويتطلع بالعريف مواصلاً ) وصول الأمانة التاريخية (يؤشر على الصاروخ ) تحثنا على البدء بعمل ما (لحظات صمت) لماذا يصمد الجيش العراقي أمام إيران ونحن لا نصمد؟
العريف : وهل وصل بك الغرور يا مطوع ، بأن تساوي قدرات الحرس الوطني مع الجيش العراقي أو المصري أو السوري، فهذه البلدان منذ زمن وهي تبني جيوشها، أما نحن فقواتنا متواضعة جداً ، لازال ينقصها الكثير، الكثير من العدة والعدد والخبرات القتالية.
(المطوع مطرقاً رأسه، يتمشى ذهاباً وإياباً، وهو ماسكاً بلحيته السوداء، تبدو على محياه علامات القلق والانشغال بتفكير ما ، لحظات )
المطوع : (صارخاً) وجدتها، وجدتها، يا عريف الخير.
العريف : (باندهاش) ماذا وجدت يا مطوع؟
(المطوع يضرب يده على كتف العريف، يمشيان باتجاه الجمهور يقفان على حافة المسرح.
المطوع : ما رأيك أن نجرب صاروخاً واحداً على أهل القطيف؟
(العريف يفتح عينيه باندهاش ويتراجع إلى الوراء)
(مواصلاً) نعم نضرب أهل القطيف، فهم روافض وبقايا قرامطة ويتعاطفون مع الخميني.
العريف : ماذا دهاك يا مطوع ، لماذا هذا الإصرار والعناد؟ كيف يسمح لك ضميرك بضرب أهل القطيف، فهل يعقل أن يضرب عسكري إحدى مدن بلده، على سبيل التجربة؟
المطوع : (مقاطعاً) على رسلك يا عريف، فلست أفضل من أبي بكر خليفة رسول الله.
العريف : (باندهاش) ما دخل الخليفة أبو بكر بأهل القطيف (يضحك الجنود).
المطوع : (بحدة ) ألم يضرب الخليفة أبو بكر ، جماعة مسيلمة الكذاب هنا في نجد ( يضرب بعصاه الأرض) لكي يثبت جذور الإسلام ويقضي على المرتدين .
العريف : (يتطلع نحو الجمهور وهو يهز يده اليمني) مسيلمة فين، وأهل القطيف فين، ليس هناك وجه شبه بين رجل ادعي النبوة وامتنع هو وجماعته عن دفع الزكاة ، وبين مواطنين مسالمين مسلمين آمنين في بيوتهم في القطيف .
المطوع : (مقاطعاً) هل تعتبر أهل القطيف مواطنين مسلمين؟!
العريف : طبعاً يا مطوع، ماذا أصاب عقلك؟ وهل وصل فيك التعصب الديني لهذه الدرجة؟
المطوع : (بصوت هادئ وهو يتطلع إلى الجنود) هذه سوء تربية “ضابطك الشاب” الذي يؤكد على حقوق المواطنة، فهل ضابطك يفهم أكثر من علماءنا الأجلاء ، فهم ينظرون لأهل القطيف بأنهم “فرقة مارقة” وأنا أتبع وأهتدي بأقوال علمائنا.
العريف : ألا تؤمن يا مطوع جريبيع بحقوق المواطنة؟
المطوع : طبعاً لا أؤمن. أنا مسلم ، أؤمن فقط بحقوق المسلم كما أقرها الشرع، أما المواطنة فهي كلمة غربية، تغلب الطابع الدنيوي على الديني ، وتكريس هيمنة الفكر الغربي الوضعي _ كفانا الله شره _ على كتاب الله سنة رسوله، نحن مسلمون يا عريف، كلنا سواسية أمام الشرع وأمام الله عز وجل.
العريف : (مبتسماً) حسناً، أهل القطيف مسلمون ومتساوون أمام الشرع وهم أبناء بلدك، فلماذاهذه التفرقة الطائفية؟
المطوع : احتفظ بقناعاتك يا عريف،أما قناعاتي وقناعة مشايخي، فهي تختلف _ والحمد لله _ عن رأيك الأعوج هذا . وعلى كل حال ، لننهي النقاش بحل وسط.
العريف : ما هو الحل الوسط هذا ؟
المطوع : إذ ترفض ضرب أهل القطيف، فما رأيك أن نجرب هذا الصاروخ على أهل البحرين؟ فهم بقايا قرامطة وروافض وهم ليسوا من بلدك يا عريف .
العريف : (يتأفف) لا حول ولا قوة إلا بالله يا مطوع، لماذا تبحث عن الشر؟
المطوع ك (بانفعال) أنا أبحث عن الشر؟! هدفي الأساسي ، قطع دابر الشر. والدليل على ذلك إلحاحي باستخدام “الصاروخ المبارك” في ضرب أهل البحرين، هو قطع الشر والفساد من جذوره.
العريف : ما هو الشر القادم من البحرين يا مطوع؟
المطوع : ألم تعرف بعد بأن البحرين أصبحت مركز شر علينا ؟ ألم تسمع بعد بوجود السينما وبيوت الدعارة وتعاطي الخمور والناس في تلك الجزيرة متساهلون في دينهم، فانتشر الفساد ورفع الروافض والشيوعيون والقرامطة رؤوسهم من جديد؟ كل ليلة جمعة، بدل أن يذهب شبابنا إلى المساجد لقراءة القرآن، نراهم يذهبون آلاف مؤلفة إلى البحرين لتعاطي المحرمات، إنها والله يا عريف ” شوكة بخاصرتي”، لنضربهم صاروخ واحد فقط للتأديب ولك ثواب الله في الدنيا والآخرة.
العريف : (يهز رأسه ساخراً) ثواب ! (لحظات صمت، ثم يواصل بصوت عال) الثواب يا مطوع ، يأتي بالأعمال الصالحة: صدقة الفقراء ، مساعدة المحتاجين، نصرة المظلوم ، ولا يأتي بصاروخ مدمر؟!
جعيثن : والله يا مطوع ، لو أطلقنا صاروخاً واحداً على أهل البحرين لأغرق الجزيرة كلها في البحر.
المطوع : (مندهشاً ) ألهذه الدرجة ، قوة صاروخ نبينا محمد؟
العريف : (بهدوء) يا مطوع، دع كل طائفة تعمل بطقوسها الدينية.
المطوع : أهذه حرية؟ هذه فوضى ، ألم يطالب آباؤنا “الإخوان” من الملك إبن سعود بإرجاع أهل القطيف إلى “الإسلام” ؟
العريف : كل العالم عرف، أننا على خطأ بهذا التعصب.
المطوع : اسمع نصيحتي يا عريف ، واتكل على الله واضرب صاروخ النبي على أهل القطيف أو البحرين وأنا أضمن لك دخول الجنة !
العريف : (يتطلع ساخراً في وجوه الجنود) يا جماعة، هل سمع أحدكم بأن طريق الجنة سيكون معبداً بعد الضرب بالصواريخ؟! ما هذه الليلة السوداء، طلع الفجر، وأنت لازلت هنا يا مطوع، اتركنا ننام بسلام. (يتقدم العريف نحو الجمهور قائلاً) صدق من قال “لا تجادل وهابياً”.
المطوع : ماذا تقول يا عريف، تكلم نفسك؟
العريف : لا شيء ، لا شيء، (يخرج ..)
(المطوع يعبث بلحيته وسط المسرح، _ذهاباً وإياباً _ يتطلع تارة إلى الزهراني وتارة أخرى إلى “جعيثن” يتجه بحركة مفاجئة إلى جعيثن)
المطوع : وأنت يا جعيثن ما رأيك؟
جعيثن : (بارتباك) ماذا تريد مني يا مطوع؟
المطوع : تعرف ماذا أريد ولا تدع هذه الليلة تمر دون أن نجرب معاً “صاروخ النبوة” . أتذكر أين قتل ابن عمك “سالم” قبل عدة سنوات؟ يا حسرتي على ذلك الجندي الشجاع.
جعيثن : (بصوت خافت حزين ) قتل في مدينة القطيف، أثناء المظاهرات التي شهدتها تلك المدينة.
المطوع : المهم يا جعيثن ، يجب أن تأخذ بثأره.
جعيثن : كيف أخذ بثأري؟ كيف أعرف قاتل إبن عمي؟
المطوع : ستأخذ بثأرك إنشاء الله، عن قريب، وبهذا السلاح الذي وصل إلينا ، إنه “سلاح الرحمة والنقمة” ولا تدع الفرصة تفوتك . هذه المرة ستأخذ بثأرك (يتوقف قليلاً ، يتفرس بعمق في وجه جعيثن، تظهر علامات التشجيع والتحمس على وجه جعيثن)
سأذهب إلى القطيف يوماً ، لأنتقم من القاتل.
المطوع : والله إنك غريب الأطوار يا جعيثن، قبل قليل تقول، أين لي أن أعرف قاتل ابن عمي؟ والآن تود الذهاب إلى القطيف لتبحث عنه. ولم كل هذه المشقة ، تقدر أن تأخذ ثأرك بما يريحك ويريح قلوب الملايين من المسلمين الموحدين، وما عليك إلا أن تطلق وسط هذا الظلام “صاروخ رسولنا الأعظم” ليقوم بالواجب (يتقدم المطوع نحوه ويهمس في أذنه) هيا نجرب يا جعيثن هيا، خير البر عاجله.
(لحظات صمت)
جعيثن : (يهز رأسه) والله إنها فكرة جيدة، بل خارقة ! ولكن يا مطوع من يضمن لنا أن هذا الصاروخ يضرب القطيف؟ إذا انحرف قليلاً عن هدفه، وسقط على “قصر الإمارة” في الدمام. ماذا سيحدث؟
المطوع : (بهدوء) اطمئن، اطمئن يا جعيثن ، صاروخ النبوة لا ينحرف أبداً ، فهو يطير ويتبع رائحة الكافرين ، ليسقط عليهم فجأة. عليك أن تضبط المقاييس بدقة وتقيس المسافات بوضوح، ثم اتكل على الله وأطلق دون تردد.
الزهراني : لا تفعل ذلك يا جعيثن أحذرك؟
المطوع : (ينظر إلى الزهراني) وأنت من تكون يا زهراني حتى تحذر؟
جعيثن : (مقاطعاً) لا أستطيع يا مطوع، انظر يدي، إنها ترتجف كلما وضعت يدي على لاصاروخ المبارك.
المطوع : هي رجفة رهبة واحترام وتقدير لهيبة رسولنا الأعظم، لا تعيقك عن الهدف المنشود.
جعيثن : لماذا يا مطوع، لا تأتي بورقة أوامر من الشيخ ابن باز. حينها أطلق الصاروخ.
المطوع : أنا أعطيك الأمر، ألا يكفيك أمر إمام المسجد، وهو يشاطرك الشعور والمسؤولية، وهل هناك في المعسكر من هو أعلم من إمام ومرشد المعسكر؟
جعيثن : تعتقد أنهم لا يعرفون مصدر الصاروخ؟
المطوع : أضمن لك أنهم لا يعرفون من أين جاءهم، أو سيتهمون إيران، سيعتقدون بأن جاءهم من إيران، التي “أرادت حرق البترول” فحرقتهم !
جعيثن : (يتقدم نحو الصاروخ) نتكل على الله ونطلق صاروخ واحد.
المطوع : طبعاً صاروخ واحد.
جعيثن : (وهو متكئ على الصاروخ) ما رأيك نضرب صاروخين؟
المطوع : (يبتسم) لقد تحمس أخيراً “صبي التوحيد” اثنين كثير على أهل القطيف يا جعيثن.
جعيثن : أقصد صاروخ على أهل القطيف وآخر على أهل الكويت؟
المطوع : لماذا لأهل الكويت؟
جعيثن : سمعتك تقول مرة “إن أهل الكويت ضعيفي الإيمان” أسوأ من أهل الخبر ! وهم يحاولون تطبيق نظام ديمقراطي وكأن الإسلام غير ديمقراطي. إذ ما رأيك نضربهم بصاروخ للتأديب؟
المطوع : صحيح قلت هذا، ولكنهم لا يستحقوا هذا العقاب الصارم، ولا تنس هناك أيضاً “حنابلة _ موحدون” يعيشون في الكويت وعندما ينفجر صاروخ رسول الله، سيشمون رائحة “النبوة” وسيعرفون مصدر الصاروخ.
جعيثن : (مستعداً) إذاً نضرب صاروخ واحد على مدينة القطيف فقط.
المطوع : توكلنا على الله يا جعيثن _ يفرك المطوع يديه _ صاروخ واحد يكفي، وليسمع العالم صوت صاروخ نبينا، وليعرف أهل القطيف والإحساء ، لقد جاءهم عقاب في الدنيا قبل الآخرة.
(يدخل الضابط سعيد ووراءه العريف _ يرتبك الجندي جعيثن_ )
(مواصلاً) سنعطي درساً قاسياً للكفرة ! ينتبه المطوع، يلتفت إلى الوراء.
الضابط سعيد : (بلهجة صارمة، وهو يضرب على كتف المطوع ) اسمع يا مطوع جريبيع، هذه آخر مرة أراك فيها هنا.
المطوع : (المطوع يتقدم نحو الجمهور) أنا هنا دائماً أيها الملازم ، أقوم بواجباتي الدينية، مثلما تقوم أنت بواجباتك العسكرية.
الضابط سعيد : لقد خرجت عن مهماتك الأساسية، وبدأت تتدخل في الشؤون العسكرية وتطلب من الجنود إطلاق صاروخ، بعد أن تحدد لهم الهدف. سأخبر قيادتي العسكرية عن كل هذا.
المطوع : وماذا ستكتب في تقريرك هذا؟
الضابط سعيد : سأذكر ما فعلته هذه الليلة، محاولاتك المتكررة للتأثير على الجنود لإطلاق صاروخ على مدينة القطيف، فهل يعقل أن يحث رجل دين على ضرب مدينة آمنة بالصواريخ؟!
المطوع : (بهدوء) وأنا أكتب بدوري ، تقرير عن سلوكك وسأشرح ما أعرفه عنك وستري من ينتصر، القانون العسكري أم الشرع.
الضابط سعيد : (بحدة) ألم تطلب من العريف إطلاق الصاروخ على إيران أو مدينة القطيف؟
العريف : (متدخلاً) والبحرين يا سيدي.
الضابط سعيد : والبحرين أيضاً، حليفتنا وعضو في مجلس التعاون الخليجي.
المطوع : صحيح، وهل في هذا الطلب غرابة؟
الضابط سعيد : ضرب المدن بالصواريخ، أمر ليس فيه غرابة.من تكون أنت ، إمام مسجد أو رئيس هيئة أركان الجيش؟
المطوع : لا تسخر يا ملازم، أنا ولله الحمد من الموحدين، على مذهب السلف الصالح، أقوم بما يمليه علي قلبي وضميري.
الضابط سعيد : (بلهجة صارمة) لقد تجاوزت وظيفتك أيها المطوع ( لحظة صمت، ثم يتابع الضابط كلامه) تحث الجنود على إطلاق صاروخ مدمر على القطيف، لماذا هذا العداء لأهل القطيف؟
المطوع : إنهم متأثرون بأفكار “الخميني” ، وهم قتلة أخي في أحدث القطيف عام 1979.
الضابط سعيد : (بحدة) الثأر، كان يؤخذ بالسيف بالبندق، وليس بإطلاق صاروخ.تزهق آلاف الأرواح، وتهدم مدينة بكاملها لتثأر لأخيك، ألم تفكر أيضاً بالثأر لابن عمك في أحداث “مكة” لأنه عتيبي من قبيلتكم؟!
المطوع : (لحظات صمت) تعيرني بالعتيبي، الذي تمرد في بيت الله الحرام، لقد نال جزاء عمله، غفر الله له وإلى جميع المسلمين.
الضابط سعيد : لم يقتل أحد أخاك، وإنما قتل أثناء أحداث الشغب والمظاهرات وتداركت الحكومة الأمر سريعاً، وهذا يحصل في جميع البلدان.
المطوع : على أية حال أيها الضابط، لا أخرج من هنا ، حتى أجرب بنفسي “صاروخ رسول الله”.
الضابط سعيد : (يبتسم) أترك إمامة المسجد والتحق بالقوات المدرعة والصاروخية.
المطوع : (بحدة) لا، مستحيل، أن أترك المسجد وإن شاء الله أجرب الصاروخ هذه الليلة.
الضابط سعيد : (باستغراب) هذه الليلة؟!
المطوع : (بلهجة الواثق) نعم هذه الليلة، وسوف توافقني على فكرتي والهدف إنه هدف يستهويك أيضاً.
الضابط سعيد : أوافقك على ماذا؟ من هم ضحاياك هذه المرة؟
المطوع : (يتقدم نحو الضابط) هناك هدف مشترك بيننا، يمكننا أن نجرب به “صاروخ النبوة” وسننال الثواب والأجر من رب العالمين، إنشاء الله وندخل الجنة من أوسع أبوابها.
الضابط سعيد : (باندهاش) ندخل الجنة من أوسع أبوابها، لم نسمع بأحد من قبل بأنه دخل الجنة على أكتاف صواريخ مدمرة؟
المطوع : لا تستهزئ بي أيها الملازم، فأنا أطرح عليك هدف مضمون وواضح، وإن قيادتك العسكرية، لا يمكنها أن تحاكمك أو تعاقبك، كما وإن قيادتي الدينية العليا، سيسرها سماع الخبر، سقوط هذا الصاروخ على ذلك الهدف.
الضابط سعيد : (يتململ) وضح لي الأمر، أيها المطوع، من هم ضحاياك؟
المطوع : (مبتسماً) ما رأيك أيها الضابط الشهم بضرب “أهل عدن” كل المواصفات متوفرة بهم والحمد لله _ يعد بأصبعه _ أولاً: إنهم شيوعيون والجهاد مقدس بحق الكفرة.ثانياً (يرفع أصبعين من يده اليسرى _ لا خوف منهم، لا عدة لديهم ولا عدد. ثالثاً (يرفع ثلاثة أصابع معزولون) لا أحد يحميهم لا إيران، ولا أمريكا، ولا روسيا . رابعاً: (يرفع أربع أصابع ) القيام بمثل هذا العمل ، هو بمثابة الجهاد الأكبر والأصغر.
الضابط سعيد : (يقاطعه بانفعال) ألا تخجل من كلامك يا مطوع؟ أنت رجل دين أم فرعون، ترومان أم ..
المطوع : (يقاطعه) من يكون ترومان هذا؟
الضابط سعيد : رئيس أمريكا في ناهية الحرب العالمية الثانية، أول من استخدم القنبلة الذرية في العالم (يواصل كلامه بطريقة توبيخ وتأنيب) وأنت يحلو لك كارثة إنسانية أخرى بحق اليمنيين، أليسوا عرباً، أليسوا مسلمين ، أليسوا إخواننا؟ إنك رجل مريض يا مطوع، قتلك الهوس والتعصب الديني (يلتفت إلى العريف) أمل من الآن، لا أحب أن أري هذا الشرير هنا، إنه فعلاً شرير بثوب ديني.
(يخرج الضابط ، لحظات صمت)
المطوع : أنا شرير – أيها العسكري- يختفي الضابط، يلتفت المطوع نحو الجنود) سمعتم ما قاله ضابطكم، أمضيت عشرين عاماً في إمامة المسجد وهداية الناس وحل مشاكلهم، أخيراً في نظر ضابطكم “شرير” آخ، آخ يا حيف ألم أقل لكم بأن هذا الضابط من ” أهل الخبر” (الجنود صامتون ، يتجه المطوع نحو الباب الخارجي وهو يتمتم مع نفسه) يا حيف، يا حيف.
يطفئ النور
يسدل الستار
المشهد الخامس والأخير
(ترفع الستارة عن نفس المجموعة من الجنود ، منتشرين داخل الصالة ، يسود الصمت لحظات)
أحد الجنود : الساعة السابعة صباحاً، ليس من عادة الملازم سعيد التأخر حتى هذه الساعة.
جعيثن : ربما يكون محتجاً على سلوك المطاوعة.
الجندي سمير : (متسائلاً) من سينتصر في هذه المعركة، المطوع أم الضابط؟
العريف : (ناهضاً من مقعده) طبعاً سينتصر الجيش.
جعيثن : لا أوافقك الرأي يا عريف.
العريف : (يتطلع نحوه) لماذا يا جعيثن؟
جعيثن : لأني أشك (يتحرك داخل الصالة، ثم يواصل كلامه بلهجة الواثق) أي نعم، أشك كثيراً فالذي سينتصر هم قادة الإسلام.
العريف : (بانفعال متوجهاً نحو الجمهور) ونحن بوذيين يا جعيثن؟ ألسنا مسلمين مؤمنين بالله وبالرسل وباليوم الآخر، ثم ما دخل قادة الإسلام في هذه الحادثة.
جعيثن : لا أشك في إسلامك يا عريف، ولم أقل أنك من “أهل الخبر” بل أقول أن رجال الدين _ عندنا _ متكاتفين، هزيمة أحدهم، تعني هزيمتهم جميعاً. ولا تنس أنهم قادتنا وموجهينا وسيقفون بجانب المطوع.
العريف : نحن لم نتدخل في الشرع، والكل يعلم أنه “وقف” على العلماء _ حفظهم الله _ فهم حراسه الأمناء . ولكن المطوع تجاوز حدود مهنته وبدأ يطلب بإلحاح _ منا جميعاً _ إطلاق صاروخ مدمر وكأنه يطلب أن يجرب “بندق صيد” (يضحك بعض الجنود).
جعيثن : باختصار، يا عريف، بعد قليل سنعرف النتيجة، إحساسي يخبرني أن المطوع سينتصر.
الزهراني : عجيب والله “المطوع” يتغلب داخل الجيش على قائد وحدة عسكرية.
لا تعجب يا زهراني، المطاوعة يداً واحدة.
سمير : تصفح كل وجه، فما بالك بمطوع دخل في ذهنه، أن هذا “الصاروخ” هو من نفحات النبي. سيأتي ومعه كل الجهاز الديني وجامعة الإمام محمد بن سعود، بطلابها وأساتذتها أيضاً. فمن سيقف بجانب ضابطنا؟ (ويتطلع سمير إلى العريف مستفهما)
العريف : العلم عند الله. ولكن من المؤسف حقاً، إن صحت هواجسكم وانتصر المطوع ستكون هزيمة شنيعة لكل عسكري.
الزهراني : (بحماس) أي بله، والله إنها تمس كرامتنا، إذا حصل حادث لقائد وحدتنا “إنه ضابط طيب وحقاني”.
العريف : (يحدث نفسه وهو يمشي وسط المسرح) آه يا ملازم سعيد ، تتحدث دائماً عن بناء الجيش، في عالم لا يحترم إلا القوي، وجيش قوي يشرف تاريخ البلد. كنت تهمس في أذني “المطوع” له وظيفته والضابط له وظيفته، ولا جيش قوى دون انضباط صارم، يضع حداً للترهل. وأخيراً ها هي أحلامك تتبخر.
هل سيعاقب الملازم إذا سارت الأمور بغير صالحه؟
الزهراني : (يتأفف) أعتقد ، على أكثر تقدير، يجمد ترقيته لمة سنة أو نقله من وحدتنا إلى حدود الأردن.
سمير : ملازم سعيد ، لا يستحق كل هذا ، أتمني أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد من الأفضل أن تأتي “لجنة” لتحل الخلاف بين المسجد والمعسكر (يضحك العريف).
العريف : (باتجاه الجمهور) حلوه، والله حكاية الخلاف بين المسجد والمعسكر، أي خلاف هذا يا سمير، المسألة كلها قائمة على امتناع الضابط من تحقيق رغبة المطوع في إطلاق الصاروخ والضابط قام بتنفيذ واجبة العسكري، لا أكثر ولا أقل.
سمير : (بلهجة واثق) كلمة واحدة من المطوع “تطير” الضابط من منصبه.
العريف : (يهز رأسه مستغرباً) كلمة واحدة من المطوع “تطير” الملازم سعيد؟
أهو رجل دين أم رئيس هيئة أركان الجيش؟ وهل الملازم سعيد تابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
سمير : (مؤكداً) نعم كلمة واحدة يا عريف، يكفي أن يخبر المطوع أبو سيف بشكوك الملازم بـ”صاروخ النبي” وبالحديث النبوي.
العريف : ماذا تقول يا جعيثن؟
جعيثن : (بهدوء) الضابط سيفصل من الجيش.
العريف : (باندهاش) وهل سيسعدك هذا يا جعيثن؟
جعيثن : (بعفوية) طبعاً لا ، ولكنني أعرف ما يدور برأس جريبيع؟
العريف: : )يهز يده) لهذا السبب تسايره، أليس كذلك؟
جعيثن : (مدافعاً) في الحقيقة، أنا لا أسايره، بل أهابه لأنه يمثل الشرع.
العريف : (محتداً) ونحن نمثل الشر، ألسنا مسلمين صادقين .(لحظات صمت).
(مواصلاً) كيف توصلت “بأن الضابط” سيفصل من الجيش؟
جعيثن : من شخصية المطوع وطريقة تعامله مع الآخرين، فهو لا يحب الجدل في أمور الدين ويكره النقد، يراه تجريحاً له، والضابط سعيد، أكثر من مرة، وجه نقد للمطوع، فلا أستبعد أنه يضمر شراً للضابط وينتظر الفرصة المناسبة ليحاسبه على طريقته الخاصة.
العريف : (متهكماً) ما سمعنا بأن “المطاوعة” يحاكمون الضباط، لجان الانضباط العسكري فقط لهم الحق في مراقبة ومحاكمة الضباط.
الزهراني : كلام جعيثن صحيح، سيستغل المطوع “المسألة” ويتهم ضابطنا بكونه “ضعيف الإيمان” ويثير البلبلة بين الجنود، ويتحدث بأفكار قادمة من الخارج، تعارض السلف الصالح.
العريف : (حائراً) لنفترض أن كلامكم صحيح، والمطوع ضخم الأمر لدي رؤسائه لغرض في نفس “يعقوب” _ على رأي المثل _ لكن علماءنا الكبار يختلفون عن المطوع “جريبيع” في معالجة الأمور.
الزهراني : لا تستغرب يا عريف، المطاوعة في بلدنا لا يختلفون ولا يتحملون التحدي ولو كان بسيطاً.
(يدخل الملازم سعيد بملابس مدنية، يرتبك الجنود والعريف، لحظات صمت رهيبة)
الملازم سعيد : (بصوت خافت) _ جئت لأودعكم _ يتطلع إليهم بمودة، ثم يواصل حديثه ، يعز علي وداعكم بعد هذه السنين.
العريف : (بصوت حزين) كنا دائماً نتمنى أن تكون لنا قائداً ومرشداً، وإذا اقتضت الأمور بنقلك من وحدتنا إلى مكان آخر ، فهذا لا يمنعنا من زيارتك، حقاً يعز علينا فراقك.
الملازم سعيد : (يحاول التماسك) لا عليك أيها العريف، لم أعد واحداً منكم، تمت إقالتي من الجيش.
العريف : )يصفق بيديه) فعلها “الوهابي” أخيراً (يضحك بعض الجنود العريف يوجه كلامه للضابط سعيد) تترك الجيش هكذا ، دون ذنب، آخ يا جريبيع، والله سأكسر رجله إذا حاول دخول ..
الملازم سعيد : (يقاطعه) لا تتعب نفسك يا عريف، فقد تم نقله.
العريف : إلى أين نقل المطوع جريبيع؟
الملازم سعيد : إلى الرياض.
العريف : ها حصل على الترقية، بعد فعلته الشنيعة (ثم يسأل الضابط) من هو المطوع الجديد لمعسكرنا؟
الملازم سعيد : لا أعرف.
العريف : آمل أن لا يكون خريج من جامعة الإمام محمد بن سعود.
(يدخل المقدم مفلح، العريف يأمر الجنود بالاستعداد ، يؤدي له الجميع التحية العسكرية . يتقدم نحو “الملازم سعيد ” يأخذه على جنب، باتجاه الجمهور.
المقدم مفلح : لقد بذلت كل جهدي يا سعيد، لمنع القرار، ولكن لا فائدة، المطوع، كتب فيك تقريراً مطولاً، جدالك في ما نهي عنه الشرع خاصة في “رحلة الأمير سلطان إلى الفضاء” ، وضعف الإيمان وأخيراً الاستهانة بأولياء الأمر وآراء العلماء ، وإمامة محمد بن سعود ..
سعيد : (مقاطعاً) لم أقل كذباً ، فالتاريخ يذكر بوضوح، بأن محمد بن سعود، كان أميراً وليس إماماً، فالإمام آنذاك صاحب الدعوة محمد بن عبد الوهاب.
المقدم مفلح : هذا صحيح “بيني وبينك” فالأمير _ رحمه الله _ كان لا يقرأ ولا يكتب.
سعيد : حسناً ، رجل لا يقرأ ولا يكتب، كيف يكون إماماً؟
المقدم مفلح : ومع ذلك، ما يجب أن يقال أمام رجل “وهابي” متعصب، بأن العلم، تحت “أقدامه” (يبتسم سعيد)
سعيد : ما يؤلمني حقاً، هو كيف وافقت قيادة الجيش على أقوال المطوع؟
المقدم مفلح : قيادة الجيش، لا تقف أمام العلماء وإرادة رجال الدين. والضباط صنفان، إما مهادن ومساير أو مكتف بما غيره في “قلبه” !!!
سعيد : أبهذه العقلية يتم بناء جيش حديث، قادر على درء الأخطار.
المقدم مفلح : من قال لك أن هذا ما نريده فعلاً؟
سعيد : ماذا تريد قيادة الجيش إذاً؟
المقدم : جيش صغير، منسجم مع معالم الدولة الحديثة. وليقال أيضاً لدينا جيش مثل بقية دول العالم.
سعيد : لماذا “صفقات العصر” من الأسلحة، “صفقة العصر” من بريطانيا، صفقة العصر من فرنسا، صفقة العصر من أمريكا، طائرات “فانتوم” ميراج، تورنيدو، صواريخ .. ‘لخ
المقدم : للدعاية والتخويف بأننا “قلعة أسلحة” مثل ما نحن قلعة أو بالأصح “بحر بترول” (يبتسم المقدم مواصلاً) ولا تنس بأن مثل هذه الصفقات تفسح المجال للسرقات الضخمة (يقف ليلتقت أنفاسه) لمعلوماتك وقبل أن تغادرنا يا سعيد سأبوح لك بسر عسكري، لثقتي بك، ولو خالفت الأوامر العسكرية.
سعيد : ما هذا السر؟
المقدم : وصلت أوامر من القيادة العليا تطلب منا تفكيك “صاروخ رسول الله”.
سعيد : (مندهشاً) هكذا يسمي في التقرير العسكري “صاروخ رسول الله”؟
المقدم : (بصوت عال) نعم، هكذا بالحرف الواحد، يجب تفكيك “صاروخ رسول الله” خوفاً من الفتنة. ويلقي في المستودع للصدأ والفئران حتى يأتي عليه “النسيان” .
جعيثن : (يلتقط الكلمة الأخيرة، يطلق صيحة) يا خسارة الصاروخ، (يلتفت المقدم إلى جعيثن).
(مواصلاً) ماذا وجدوا داخل الصاروخ يا سيدي؟
المقدم : (بابتسامة خفيفة) ماذا تتوقع غير مواد شديدة الانفجار.
جعيثن : (يتقدم نحو الجمهور بشكل آلي) كنت أظن أنه محشي بقوة إيمانية عطره، ما إن ينفجر، حتى تفوح منه روائح طيبة تنعش قلوب المؤمنين، وتأخذ بخناق الكفار والملحدين وتحيلهم إلى جثث هامدة، أليست هذه من علامات “الساعة” أه، آه يا جريبيع (يتجه نحو الباب الرئيسي وهو يصيح: آه ، آه يا جريبيع.)
سعيد : (يلتفت نحو المقدم) من الذي خلق البلبلة في ذهن الجنود؟ (يتقدم سعيد نحو الجمهور) لا أخفيكم كنت متحمساً لهذه الصواريخ ، ولكني لم أقدر تأثير “جريبيع” وأهميته في الجيش. واليوم أشعر بالملل والخوف معاً ، كيف يمكن بناء جيش حديث في بلد يأمر فيه المطوع “جريبيع” . ماذا سيحدث لو تعرض بلدنا للعدوان؟
المقدم : (يتقدم نحو سعيد) اطمئن يا سعيد “دع القلق والوسواس” لا أحد يجرؤ على مهاجمتنا ، فلهذا البلد “بيت ” يحميه.
سعيد : (بانفعال) بيت الله، لم يمنع النبي محمد من أن يكون له جيشه القوى ولا خلفائه من بعده ولا ..
المقدم : (يقاطعه مبتسماً) لم تفهم ما أعنيه يا سعيد، أقصد “البيت الأبيض” وليس “البيت العتيق” في مكة.
سعيد : (يتطلع بالأفق وكأنه يخاطب نفسه) آمل أن لا يأتي هذا اليوم، إنه عار، عار، عار، يختفي.
يسدل الستار
انتهت
متى نرى مسرحية الخمس والمتعه ؟
هذه المسرحيه هي نسيج من الخيال ولا مشكله لدينافي ان ينسج احد المخبولين قصة من خياله ولكننا نريد ان نرى مسرحية تتناول واقع الخمس والمتعه عند الشيعه فوالله ان دين الشيعه وخرافاتهم هي افضل مجال على الواقع يمكن ان تنسج حوله القصص والمسرحيات وللاسف ولقع الشيعه هو واقع مضحك ومبكي ولا يهون السرداب والمسردب .
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
نحمد الله على امن هذا البلد الامن ونحن كوهابين كما تسموننا لانعرف مذهب غير مذهب رسول الله واصحابة مذهب اهل السنة والجماعه اهل السلف رحمهم الله عز وجل كما من كلام الكاتب يتضح الحقد الدفين لمملكة التي تضع من القران دستورا ويكفي ان يلقب اعلى سلطة حاكمه بخادم الحرمين وليس بسيد لان السيد الله تعال الله عما يقولون
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
الحمد لك يارب العالمين الذي اعميت عيون الملاحده حتى أظلمت الدنيا في وجوههم فلم يتبيّنوا النور من الظلام .
اللهم أدم علينا نعمتك التي انعمت بها علينا حين ارسلت لنا رسولا هاديا ومن عند انفسنا عربي قرشي هاشمي وجنبتنا الملاحده واربابهم
الحمدلله رب العالمين
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
رائع بل اكثر من رائع
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم …. يحاول الكاتب تحقير العربيه السعوديه للاسف و لاكن اتمنى ان تلقوا نضره على جيوش الشيعه و الجيش الاردني و الجيش السوري و ولا البناني يا عيني و احكموا جيش عندو دين ولا جيش بدون مبادء و دين و اخلاق و حتى شرف ما في …….. الله يديم الوهابيه فوق رئووس كل المذاهب الله يقوي عزائمهم€
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
مساكين والله مساكين
نحمد الله انا في مملكة الخير
تحكم بشرع الله
لكن نعرف انا محسودين على النعمة
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
شعرت برغبة في ممارسة الشذوذ الجنسي مع خنزير
عندما قرأت كلام المفتي
إن حضور القمة فرض
والغياب عنها إثم
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
مسرحية جميلة جدا , وللاسف الشر انتصر في الاخير . تحياتي من عدن
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
عمل رائع يكشف جانبا من جوانب مملكة الظلام التى تقوم على حلف لعين بين البيت السعودى والوهابيين مروجى أكثر التفسيرات ظلامية للإسلام وهى التفسيرات التى جلبت للمسلمين ما يعانون اليوم منه من سمعة مقترنة بالعنف والدم … Tarek Heggy
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
مسرحية رائـعة لكونها من الواقع التعيس الذي تعيش مملكة الظلام والبدائية ،وقد استمتع بها جدا .
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
هيه.. أنت يا من تنعتنا بالضلاميه، هل تعيش في النور؟
حقاً، كل ذي نعمة محسود. وكل حاسـد يشاطر أبليس اللعين في ظلاميته السرمديه، فيخيل اليه ان الكل يعيش ايضاً في ظلام.
المسرحيه ليست الا ضرباً من المماحكه الثقافيه لفكر كان يروجه بعض السفهاءانذاك, حقيقة، الفضل للكاتب ولكن ليس لوحده، حيث اثبت وبجداره انه يستحق اللقب “سفيـــه” والدليل موجـود بين ايديكم.
اما المنـع المضروب على هذه المسرحيه هـو بعينه ما يقصده الانجليز عندما قالوا:
childern must be watched not heard.
وترجمته “يجب مراقبة الاطفال لا الأستماع إليهم.
مروري كان ضـروري،،،،
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
لم أقرأ كل المسرحية ولكني مررت على الكثير من الفقرات ، من العنوان حتى الخاتمة يتبين لي و بشكل واضح انه المسرحية أروع مما كنت اتوقع .
لذلك سوف اعود من البداية لأقرأها جيدا
لانها تستحق القراءة
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
بصراحة هذه المسرحية را ئعة , فهي تعبر عن مدى تخلف البعض في تفسير الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة و ذلك طبعا لخدمة الحكام المستبدين و المتشددين الجهلة الذين لازالوا يعيشون في الماضي , أتمنى أن يهتم بها أحد المنتجين في مصر و يعرضها كمسرحية
مسرحية “وهابي وصاروخ صيني ” الممنوعة في السعودية
خفيفة الظل وتعبر عن فكر البوليس الدينى بمملكة الوهابيين الظلامية