الغارة السورية المفاجئة على بلدة “أعزاز” هل نجمت عن تعاون غير مسبوق بين “صحفي” وجهاز أمن حزب الله؟
المعلومات التي وردت لـ”الشفاف” تطرح أسئلة جوهرية حول خطورة تجاوز “الخيط الفاصل الدقيق” بين العمل “الصحفي” والعمل “الأمني” أو حتى “السياسي”! علماً أن هذا الخيط الفاصل الدقيق هو ما يحمي “الصحافة” حينما تتواجد في أماكن نزاعات خطرة! وللتذكير، فبعض الصحفيين الأميركيين فضّل الذهاب إلى السجن حتى لا يضطرّ إلى تزويد السلطات بـ”مصادره”!
أما بالنسبة لدور حزب الله، ونحن نفترض “حسنُ النيّة”، فإن الحزب يُفتَرَض أنه كان يعرف أن نظاماً إجرامياً مثل نظام بشار الأسد- نظاماً يسعى بكل الوسائل لإشعال الفتنة في لبنان- لن يتورّع عن “تصفية المخطوفين” لتحقيق أهدافه! فماذا تساوي حياة ١١ لبناني في نظر نظام أسقط ٢٦٠٠٠ قتيلاً مدنياً سورياً حتى الآن؟
ما يلفت النظر هو أن
حزب الله، مثله مثل “الجناح العسكري” المزعوم لعشيرة المقداد، لم يعلّق على غارة الطيران السوري على “أعزاز”! ولم يحتجّ عليها!
*
بعد اكثر من ثلاثة أشهر على اختطاف اللبنانيين في إعزاز في سوريا، عجز النظام السوري عن تحديد المكان الذي يحتجزهم فيه المدعو “أبو ابراهيم”، كما استعصى مكان إحتجازهم على عيون حزب الله، الذي هدد امينه العام الخاطفين بمقاتلتهم في “إعزاز وعلى مساحة “الامة العربية”! وهذا مع أن الحزب أرسل فرقة “كوماندوس” الى سوريا، محاولا الإفراج عن المختطفين وتسجيل “إنتصار إلهي” جديد.
لكن ما عجز عنه الحزب استطاعت القيام به مراسلة إحدى القنوات التلفزيونية و”مصوّرها”! (ملاحظة: يتحفّط “الشفّاف” عن ذَكر الأسماء لأسباب بديهية..!).
المراسلة دخلت الى الضاحية الجنوبية لبيروت لمتابعة قضية المختطفين إعلاميا، وتحولت بفعل ساحر الى مخبرة لدى “الحاجة حياة”، المتحدثة بإسم أهالي المختطفين في سوريا، حيث استطاعت “الحاجة” تجنيد الإعلامية، قبل وبعد رحلتها الميمونة الى “إعزاز”، التي قابلت أثناءها المختطفين والخاطفين على حد سواء وأخذت صورا معهم للذكرى المجيدة.
تضيف المعلومات انه بعد عودتها الى لبنان، طلبت منها “الحاجة حياة” ان تقابل اشخاصاً من حزب الله سألوها اذا كانت تعرف موقع الخاطفين ولو عبر موقع “غوغل” لتحديد الاماكن الجغرافية. فطلبت حضور المصوّر الذي رافقها في الرحلة، ونجحا معاً في تحديد مكان الخاطفين والمختطفين عبر “غوغل”.
وتضيف المعلومات انه، وبعد تحديد مكان المختطفين، ابلغ حزب الله القيادة السورية بـ”الإحداثيات”، ربما لاعتقاده انه بذلك يساعد نظام بشار في الإفراج عن اللبنانيين المختطفين.
المفاجأة كانت أن النظام السوري استخدم الطيران للإغارة على “إعزاز”، محاولا قتل اللبنانيين وخاطفيهم!