مراد قره يلان لـ«الحياة»: هزائم الأكراد سببها الخيانات وحركة أوجلان باتت نظاماً اجتماعياً

0

رئيس اللجنة التنفيذية لـ«حزب العمال الكردستاني» اتهم «العدالة والتنمية» بخداع الأكراد واتباع نهج أخطر من السياسة التركية التقليدية …

كردستان العراق – هوشنك أوسي الحياة – 31/08/07//

في منطقة جبال قنديل المحاذية للحدود العراقية – التركية ينشط مقاتلو «حزب العمال الكردستاني». وفي الآونة الأخيرة كثّف هؤلاء نشاطهم السياسي وعملياتهم العسكرية مستفيدين من المناخ السياسي الجديد في تركيا ومن وصول ممثلين أكراد للمرة الأولى الى مجلس النواب التركي في الانتخابات الأخيرة. كذلك ساهم نمو المشاعر القومية الكردية في شمال العراق في التعاطف مع الطروحات التي يقول بها حزب العمال وهو ما دفع حكومة رجب طيب اردوغان في أنقره، وفي اكثر من مناسبة، الى تحذير القادة الأكراد في العراق من عواقب هذا التعاطف الذي بلغ حد توفير الغطاء للعمليات الكردية عبر الحدود، بحسب الاتهامات التركية.

ويتناول هذا الحديث مع مراد قره يلان رئيس اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني، الذي اجري في منطقة وجود قوات الحزب، مواقفه من التطورات السياسية الأخيرة في تركيا وطبيعة علاقاته بالأحزاب الكردية العراقية. كما يتطرق الى العلاقة مع النظام السوري، ويقارن بين ما كانت عليه في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد وما هي عليه اليوم. ويرد على الاتهامات المتعلقة بعلاقة الأكراد بإسرائيل ويقول ان من حقهم إقامة العلاقات التي تنسجم مع مصالحهم ولا تضر بمصالح الآخرين.

> كيف تقرأون نتائج الانتخابات النيابية التركية الأخيرة؟
– هذه الانتخابات كانت محطة مهمة بالنسبة الى تركيا وبالنسبة الى شعبنا. فقد تلقت السياسة التقليدية التركية، القائمة على إنكار وجود الشعب الكردي ضربة قاصمة. وأثبتت فشل هذه السياسة العنصرية. وفي المنطقة الكردية في تركيا، انحصر الصراع بين حزبين، الأول يمثِّل الأكراد، والثاني: يمثِّل الدولة التركية، وهو حزب «العدالة والتنمية». وهذه هي المرَّة الأولى التي يدخل فيها الأكراد البرلمان على شكل كتلة نيابية، على رغم المضايقات والعراقيل حيث تمكَّنوا من إيصال 22 نائباً للبرلمان.

> هناك من يعتبر أن أهم نتيجة لهذه الانتخابات هو أن الحركة الكردية تمكنت من إيصال النائبة صباحات تونجل، التي كانت في السجن، الى البرلمان، في سابقة سياسية، فضلاً عن أن عدد البرلمانيات الكرديات هو 8؟
– في السابق، كانت هنالك امرأة واحدة هي ليلى زانا، لكن الآن هناك 8 نساء. وأود إضافة شيء آخر، فنظراً لصغر سن صباحات تونجل، ووفق الدستور التركي، أصبحت كاتبة رئيس الجلسة الأولى، الذي كان أكبر النواب سنَّاً. وهذا أزعج السلطات التركية. إذ كيف لفتاة كردية «إرهابية» قادمة من السجن الى البرلمان أن تشارك في ديوان الهيئة الرئاسية لجلسة القَسَم؟ هذا مؤشِّر على أن حركتنا أحدثت انقلاباً نوعياً في بنية المجتمع الكردي، ما يمكن اعتباره ثورة اجتماعية أزالت الكثير من العادات والتقاليد البالية.

> هل تعتبرون أن حزب «العدالة والتنمية» يسير ضمن النهج المعادي لحركتكم؟
– ثمة فارق، هنالك نهج رسمي للدولة، محتواه عنصري يدعو الى العنف. ونهج آخر، موازي للأول، يرتكز على العنصرية والدين، لكنه لم يخرج من إطار الدولة. هذا النهج يتقاطع مع النهج السابق في معاداة القضية الكردية. والفارق بين النهجين، أن رموز هذا النهج، لم تأت من الخنادق التقليدية للدولة. لكنها تود خداع الأكراد من طريق الدين والإغراءات المالية. فالأصوات التي حصل عليها «العدالة والتنمية» في كردستان، تفوح منها رائحة الخداع عبر استغلال الدين، وشراء الأصوات. يعني أن هذا النهج هو أخطر من النهج التقليدي الذي يجاهر بعدائه للشعب الكردي.

> ماذا تنتظرون إذاً من حكومة رجب طيب اردوغان؟
– نأمل منها بأن تعتبر وجود النوَّاب الأكراد في البرلمان بمثابة يد السلام الممدودة إليهم، بغية إيجاد حل عادل للقضية الكردية في إطار تركيا ديموقراطية. ونتمنى أن يصبح هؤلاء البرلمانيون وسيلة لفتح حوار مع الجانب التركي، وصولاً لتحقيق هذا الهدف. حتى الآن، لا يوجد حوار كردي – تركي. الموجود حالياً، هو قمع واضطهاد تركي للأكراد. ولا حوار تركياً إلا مع الكردي الذي يتبرَّأ من هويته القومية. ومصلحة تركيا تكمن في أن تجد القضية الكردية حلاً ديموقراطياً سلمياً عادلاً. وعلى رغم أن هذه الآمال ضعيفة في الحكومة الجديدة، لكنها تبقى قائمة. وكطرف كردي، سنعطي فرصة جديدة لحكومة «العدالة والتنمية». أما إذا بقيت السياسة التركية على حالها، فسنواجهها بمقاومة عارمة، أضعاف ما رأته منا في السنوات السابقة.

> تتهم تركيا الأحزاب الكردية في كردستان العراق بدعمكم. ما صحَّة هذه الاتهامات؟
– هذا الاتهام عارٍ من الصحَّة، ويرمي لجرِّ الأكراد الى دوامة الاقتتال الداخلي. والأحزاب الكردية العراقية تقول للأتراك: ينبغي أن تحلُّوا هذه المشكلة ضمن حدودكم، وليس في كردستان العراق. وحين يسمع الأتراك هذا الكلام يعتبرونه تأييداً لنا.

> إذاً، ما هي طبيعة علاقاتكم مع أحزاب كردستان العراق؟
– لا توجد حالياً بيننا خلافات.

> هل هناك علاقات سياسية واقتصادية في ما بينكم؟
– حزب العمال حركة تعيش على هذه الأرض، وليس معقولاً ألا تكون له علاقات مع المحيط المحلي والإقليمي والعالمي. لسنا فقط في جبال قنديل. وهذه الجبال ضمن حدود دولة، وخاضعة لاعتبارات خاصَّة. وإن قلت لك: علاقاتنا جيدة جداً ومتينة، فهذه مبالغة. وإن قلت لك: لا توجد أيَّ علاقات، فهذا أيضاً غير صحيح. لدينا علاقات طبيعية. أعني لا توجد علاقات دعم ومساندة ماديَّة أو سياسية من أي جهة.

> هل أنتم جاهزون لهذه العلاقات مع الأحزاب الكردية العراقية؟
– نرى أنه يجب أن يكون هنالك إطار قومي وطني ديموقراطي جامع للأكراد. وفي هذا المسعى، نناشد الأطراف الكردية كافة في كردستان الالتئام تحت سقف مؤتمر قومي كردي واحد. وقد لا تتوافر حالياً شروط عقد هذا المؤتمر. لكنه يبقى هدفاً نضعه نصب أعيننا، ونسعى الى تحقيقه.

> أليست لديكم مخاوف من أي التفاف كردي عليكم، نتيجة صفقة مع الأتراك، بخاصة أن التاريخ القريب لعلاقات الأحزاب الكردية في كردستان العراق مع تركيا كانت بهدف محاربتكم؟
– قد تنتهي المساومات بصفقة جديدة تستهدف حركتنا وقيادتنا. وقد تمخَّضت تلك المساومات عن مؤامرات كثيرة طاولتنا، لكنها باءت بالفشل. ومنها القرصنة الدولية التي طاولت قائدنا عبدالله أوجلان، وعلى رغم ذلك، ما زالت حركتنا ناشطة وفاعلة بقوَّة، في طول كردستان وعرضها. وما زال حزبنا رقماً صعباً، لا يمكن تجاهله في المعادلات الإقليمية والدولية. وقناعتنا أنه يُفترض أن تنأى الأحزاب الكردية بنفسها عن سيناريوات تستهدفنا. ونحن متأكِّدون أن اشــــتراك أي حزب كردي في سيناريو كهذا، سيكون محل إدانة وشجب كردي عارم.

> كان تعاطي «الاتحاد الوطني الكردستاني» (بزعامة جلال طالباني) معكم، ومنذ اعتقال أوجلان سنة 1999 وحتى فترة قريبة، يشير إلى أنه كان يدعم الفارين والمناوئين لكم، ألا يعني هذا تنسيقاً مع السلطات التركية ضدكم؟
– ينبغي أن تطرح هذا السؤال على «الاتحاد الوطني»، هم المعنيون بالإجابة. نحن نتطلَّع دوماً لعلاقات طــــيبة مع الأطراف كافة، ونأمل بأن يرى كل طرف أخـــطاءه في التعاطي مع الآخر. وعلى رغم أنني لا أستطيع إعطاء ضمانات حيال أي حركة كردية، لكن لا أودُّ أن أفكِّر، مجرَّد تفكير، باشـــتراك حركة كردية في سيناريو يســــتهدفنا، لأن ذلك سيكون كارثة وجريمة بحق الشـــعب الكردي. وأود الإشارة هنا إلى أن كل الانتفاضات الكردية السابقة، من دون اســـتثناء، لم تُُهزم على يد القوى المستعمرة لكردستان. بل كانت نتيجة دور خياني كردي.
نقطة أخرى أود التطرُّق لها: لقد اتخذت الدولة التركية قراراً جديداً بإزالة كردستان من الوجود. وكخطوة أولى لتحقيق هذا الهدف، يجب تصفية حزب العمال، من ثمَّ كردستان الجنوبية (كردستان العراق). ولأجل ذلك، وضعت تركيا هدفين مرحليين نصب عينيها: الأول تصفيتنا. والثاني، تعطيل المادة 140 من الدستور العراقي والاستفتاء في كركوك. وبهذا الخصوص، يعتبر الأتراك انهم ارتكبوا أخطاء كبيرة بتقديم المساعدة لبعض الأحزاب الكردية في مواجهة حزب العمال. لأنها شكلَّت أساساً لقيام دولة كردية. وينبغي برأيهم عدم تكرار هذا الخطأ.

> ماذا عن طبيعة علاقاتكم السابقة مع النظام السوري، وهل كانت فعلاً على حساب غض النظر عن أوضاع الأكراد هناك؟
– لقد بدأت علاقاتنا مع العالم العربي بالعلاقة مع الشعب الفلسطيني وحركته التحررية. ثم بدأت علاقاتنا مع سورية. ولم تكن هذه العلاقات على حساب أي جهة. بل استفادت من التناقضات بين تركيا وسورية وقتها. كما لم تكن قائمة على أساس قناعات سياسية مشتركة. كانت هنالك مشاكل المياه ومشكلة لواء الاسكندرون. أعني، علاقاتنا مع سورية كانت نظيفة، لم تدعمنا سورية مادياً، ولم نطلب منها ذلك. في شخص الرئيس الراحل حافظ الأسد، كانت هنالك حنكة وصمود مشرِّف في مواجهة الضغوط الخارجية، وعلى رغم كل الإغراءات الكبيرة، بغية تسليم قيادتنا لتركيا. إلا أنَّه لم يخذل قيادتنا. ونحن نثمِّن عالياً تلك المواقف، ونذكرها دوماً.

> يعني علاقاتكم لم تكن مع حزب البعث أو مع النظام السوري؟
– لا، لم تكن مع حزب البعث. كانت علاقاتنا ودية مع آل الأسد. وحين قالوا لقائدنا اوجلان: إن وجودك يهدد سورية، قرر الخروج من هناك. كان الرئيس حافظ الأسد صديقاً للشعب الكردي، وليس فقط لحزب العمال. في تلك الفترة كانت سياسته مرنة مع الأكراد السوريين أيضاً، وعلاقاته مع الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي في كردستان العراق طيبة وودِّية. ونعتبر حقبة حكم حافظ الأسد بمثابة فترة إيجابية، قوامها الصداقة والمودَّة للشعب الكردي. وينبغي ألا ينسى الأكراد ذلك. من جانبنا، لا زلنا حتى هذه اللحظة، نقدِّر ونثمِّن عالياً مواقف الرئيس حافظ الأسد. ونرغب بأن تعود الحرارة لتلك العلاقات، على الأسس السابقة نفسها.

> هناك اتفاق أضنة بين سورية وتركيا، والتي كان فتحاً في العلاقات التركية – السورية على الصعد كلها، بما فيها الاستخباراتية، وبموجبها تمَّ تسليم العشرات من كوادركم للسلطات التركية. كيف يمكنكم أن تعيدوا المياه الى مجاريها في ما يتعلَّق بعلاقاتكم مع سورية؟
– هذه رغبتنا، ولا أجزم بحدوث ذلك. من جانبنا، نحن مهيأون لهذا الأمر. اتفاق أضنة وقِّعَ في زمن الرئيس حافظ الأسد. لكنه لم يجد تطبيقاته العملية إلا بعد وفاته. لم يتخذ حافظ الأسد ضدنا أي إجراء. ولكن بعد وفاته، بدأت السياسة السورية تتراجع انسجاماً مع اتفاق أضنة. ومن الأهمية أن نشير الى أن بعض كوادرنا القيادية السابقة في سورية أساؤوا الى هذه العلاقات آنذاك. واتضح في ما بعد أن هؤلاء كانوا يودون إقحام حركتنا في صدامات مع دول المنطقة.

> أتقصد عثمان أوجلان ومجموعته؟
– نعم، أثناء وجودهم باسمنا في سورية، كانوا يهدفون الى دق آسافين بيننا وبين سورية. لكن، النظام السوري أيضاً علَّق آمالاً كثيرة على تركيا. سورية أمام خيارين: إما صداقة النظام التركي أو صداقة الأكراد. سورية في عهد حافظ الأسد كانت صديـــقة للأكراد. والنقطة المحورية التي تسبــــبت في الإساءة لعلاقاتنا بسورية هي انزلاق النظام نحو العلاقات الاستراتيجية مع تركيا وتخلِّيه عن صداقة الشعب الكردي.

> هناك تنسيق تركي – إيراني ضدكم، على كل الصعد، ومنها الأمنية والعسكرية. والجيش الإيراني يقصف على الدوام جبال قنديل، ويقوم بحملات تمشيط مشتركة مع الجيش التركي؟
– هذا صحيح. لكن لم يصل أحد الى نتيجة عبر ممارسة الضغوط علينا. وما تتميز به حركتنا أننا لا نقبل العلاقة مع أحد، تحت الضغط أو الإكراه.

> وماذا لو كانت باللين، هل تقبلون بها؟
– يمكن ذلك، إذا كانت فيها مصلحة مشتركة. ينبغي أن يعلم الجميع حقيقة أن الضغوط لن تدفعنا نحو التنازلات، بل ستزيدنا إصراراً. وفي حال اشترك الأتراك والإيرانيون في الهجمات علينا، فقرارنا هو المقاومة. وليست لدينا مواقف أو نيات مسبقة من إيران ترتكز على ضرورة الدخول في صراع معها. ومن هنا، نحذِّر الجمهورية الإسلامية بضرورة إيقاف هجماتها علينا، ونطالبها بحل القضية الكردية في إيران بالسبل السلمية.

> هل تعتبرون أميركا ضمن الفريق المتآمر عليكم؟
– أميركا حالياً لا تجد مصالحها في هذا الأمر، ولها حساباتها الخاصة لحماية مصالحها. فهي لا تتعاطى معنا كالسابق، حين كانت خارج المنطقة. حالياً هي هنا، وتتابع المشهد عن كثب. لماذا تشن أميركا هجوماً علينا؟ ما الخطر الذي يشكله حزب العمال على المصالح الأميركية؟ حزب العمال يطالب بالحقوق الطبيعية المشروعة للأكراد. هل يشكل هذا خطراً على المصالح الأميركية حتى تأتي أميركا من وراء البحار لمحاربتنا؟

> لكن أميركا كانت وراء اعتقال أوجلان وتسليمه الى تركيا. حينها أيضاً كان حزبكم ينادي بالأهداف نفسها. ما السبب في تغيير السياسة الأميركية حيالكم؟
– صحيح، حينها حاولوا تصفية حركتنا بالعنف. لكن فشلوا، حتى بعد اعتقال القائد. لكنهم يجهلون حقيقة أن الحركة الأوجلانية باتت نظاماً اجتماعياً وليست حزباً تقليدياً ينتهي باعتقال زعيمه. في ما بعد، عرفت أميركا هذه الحقيقة. لذا نعتقد بأنها لن تتسرَّع في اتخاذ قرارات جديدة معادية لنا. أميركا دولة عظمى، براغماتية، وتحتاط للمستقبل. وتركيا تود أن يبقى الصراع مفتوحاً مع الأكراد لنصف قرن آخر. لكن أميركا ليست مضطرَّة لأن تدعم تركيا إلى ما لا نهاية، وتأتي بجنودها الى هذه الجبال لمحاربتنا.

> كيف تنظرون للوجود الأميركي في المنطقة؟
– يبدو أن أميركا لم تكن تعي عمق المشاكل في المنطقة، وخروجها منها سوف يزيد من موجة العنف ويعقِّد المشاكل أكثر. مجيء أميركا الى المنطقة له جوانب إيجابية وأخرى سلبية.

> هل أنتم جاهزون لعلاقات مع أميركا؟
– نحن مستعدون للعلاقات مع أيٍّ كان. من دون أن تكون على حساب استقلاليتنا.

> كثيراً ما توجَّه انتقادات للعلاقات الكردية – الإسرائيلية. كيف تنظرون الى هذه العلاقات؟ وهل هي في مصلحة القضية الكردية؟
– ينبغي أن نسلِّم بأن إسرائيل باتت إحدى حقائق المنطقة. وينبغي أن تحترم شعوب المنطقة حقوق بعضها في الوجود، ويجب على كل من حركة التحرر الفلسطيني وإسرائيل أن تلتزما بهذه النقطة. لسنا ضد العلاقات، إن كانت على أساس حل المشاكل بالسبل السلمية والاحترام المتبادل. نحن مع العلاقات التي لا تضرَّ بمصالح الشعب الفلسطيني. والأكراد قوة إقليمية في المنطقة، ومن حقهم إقامة العلاقات التي تنسجم مع مصالحهم، ولا تضر بمصالح الآخرين.

> تتهم السلطات التركية الزعيم الكردي أوجلان بأنه يوجه المعركة السياسية والعسكرية ضد تركيا من معتقله في جزيرة إمرالي، ما مدى صحَّة ذلك؟
– لقد ترك القائد أوجلان إرثاً فكرياً ونضالياً، يمكن أن تعتمد عليه حركتنا لمئات السنين. ومرافعاته الأخيرة هي في متناول الشعب الكردي، وهي بمثابة برامج ومشاريع فكرية سياسية واجتماعية، يمكن التأسيس عليها. ولا حاجة أن يدير أوجلان الحركة من معتقله. كما أن اتساع رقعة حركتنا على كل الصعد، يحول دون أن يديرها إنسان من معتقله. كيف يمكن لشخص، وعبر لقائه بمحاميه لمدة أقل من ساعة، وتحت الرقابة الصارمة، أن يدير حركتنا؟

> يوجه أوجلان انتقادات لاذعة للتجربة الكردية في كردستان العراق، ويشبهها بإسرائيل، وأنتم ذكرتم أن إسرائيل باتت حقيقة شرق أوسطية ينبغي الاعتراف بها، ومن جهة أخرى، تصرحون مراراً بأنكم ستدافعون عن المكتسبات الكردية في كردستان العراق، ألا تعتبرون ذلك تناقضاً بينكم وبين أوجلان؟
– لا، لا يوجد تناقض في الأمر. القائد أوجلان أيضاً يدعو لحماية مكتسبات الأكراد في كردستان العراق، وطرح أربعة أسس لأجل ذلك. أولاً عقد مؤتمر وطني كردي. ثانياً، توحيد القوى العسكرية الكردية. ثالثاً، إقامة كونفيديرالية ديموقراطية. رابعاً، توحيد الشعب الكردي. صحيح أنه يشير إلى مكامن الضعف والخطر، وعدم وجود استقلالية في الإرادة السياسية الكردية ويحذّر الأحزاب الكردية في كردستان العراق من تبعات ذلك. إلا أنه يحذّر تركيا في الوقت عينه من خطورة الاستمرار في معاداة الشعب الكردي.

(الحياة)

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading