الرياض (رويترز) – عين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأمير محمد بن نايف وزيرا للداخلية يوم الاثنين في خطوة مهمة نحو جيل جديد من الزعماء من الأسرة الحاكمة بالمملكة.
والأمير محمد نجل وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف الذي توفي في يونيو حزيران وكان نائبا لوزير الداخلية مسؤولا عن الشؤون الأمنية لسنوات طويلة. وأشادت دول غربية بالأمير محمد لدوره في مكافحة تنظيم القاعدة.
وترفع هذه الخطوة الأمير محمد إلى دور شديد الأهمية بالنسبة لأسرة آل سعود الحاكمة وهو دور كان حتى تعيينه حكرا على الجيل الحاكم الحالي.
ويعمل بوزارة الداخلية أكثر من نصف مليون سعودي وتدير الشرطة والدفاع المدني والمخابرات الداخلية والسجون وسلطات الحدود وقوات الأمن بالمملكة.
وقال جمال خاشقجي المحلل السياسي السعودي إنه يعتبر الأمير محمد من الجيل الثاني من الأمراء الأكثر تقبلا لفكرة الاصلاح لكنه يجيد إقناع الجميع بأنه في معسكرهم. ورأى أن هذا ما يصنع السياسي الناجح.
وقال مرسوم ملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية “يعفى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية من منصبه بناء على طلبه” و”يعين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزيرا للداخلية.”
وقال الكاتب السعودي حسين شبكشي إن الأمير محمد يعتبر شخصية تقدمية تتمتع بالكفاءة وتعنى بالنتائج.
* * *
محمد بن نايف وزيرا للداخلية بدلا من احمد بن عبد العزيز
وكالة الصحافة الفرنسية- اعلن مصدر رسمي سعودي ان الملك عبدالله بن عبد العزيز اعفى وزير الداخلية الامير احمد بن عبد العزيز، الاخ غير الشقيق، من منصبه وعين مكانه مساعده للشؤون الامنية الامير محمد بن نايف.
وافادت وكالة الانباء السعودية نقلا عن مرسوم ملكي ان الملك عبدالله اعفى الامير احمد بن عبد العزيز “من منصبه بناء على طلبه”، وعين مكانه الامير محمد نجل ولي العهد الراحل الامير نايف الذي تولى وزارة الداخلية لعقود حتى وفاته في حزيران/يونيو وحل محله نائبه وشقيقه الامير احمد.
ويتولى الامير محمد منذ العام 1999 منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية وقاد عملية مطاردة القاعدة بعد الاعتداءات الدامية التي بداتها العام 2003 حتى العام 2006.
يذكر ان الامير محمد بن نايف نجا في 28 اب/اغسطس 2009 من محاولة اغتيال نفذها انتحاري فجر نفسه بمجلسه في منزله بجدة وقضى الانتحاري في العملية ولم يصب الامير الا بجروح طفيفة.
وصرح الامير محمد حينها ان هذه العملية “لا تزيدنا الا تصميما على استئصال الفئة الضالة كلها”.
وتستخدم عبارة “الفئة الضالة” في الخطاب السعودي للاشارة الى المتطرفين الاسلاميين من اتباع القاعدة.
وقد اعلن تنظيم القاعدة المتمركز في اليمن المسؤولية عن الهجوم، وهو الاول من نوعه منذ تفجير سيارة قرب وزارة الداخلية في الرياض العام 2004.
كما كان اول هجوم يتعرض له احد افراد العائة المالكة منذ بدء موجة الاعتداءات ضد الاجانب ومنشآت نفطية والتي خلفت اكثر من 150 قتيلا من السعوديين والاجانب.
وبهدف احتواء من تاثر ب”افكار الفئة الضالة” وابعادهم عن المتطرفين، اسس الامير ممد بن نايف قبل عدة اعوام مركزا “للرعاية والمناصحة” يحمل اسمه عمل على تخريج حوالى ثلاثين دفعة ضمت الاف الشبان “المغرر بهم”.
ويسمح برنامج اعادة التاهيل لهؤلاء بالعودة الى ممارسة حياتهم المدنية مع مواكبة اعادة اندماجهم في المجتمع.
ويعمل “مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية” في الرياض وجدة على اعادة تاهيل الالاف من المتشددين عبر برامج دينية واجتماعية ونفسية وتاريخية ودورات علمية ورياضية وفنية ومهنية وندوات خلال فترة زمنية يقضونها بالمركز.
وبرنامج اعادة التاهيل مخصص للسعوديين العائدين من معتقل غوانتانامو الاميركي ولمعتقلين سابقين بتهمة الارهاب ويتضمن دعما ماليا لاعادة اندماجهم في المجتمع.
ورغم اعلان مشجعي هذا البرنامج نجاحه، الا ان بعض التائبين يعودون الى ممارسة انشطة متطرفة.
وفي حزيران/يونيو 2010، اعلن مسؤول في البرنامج في وزارة الداخلية ان عشرة في المئة فقط ينخرطون مجددا في انشطة متطرفة بعد خروجهم من مركز اعادة التاهيل.