إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
في الفيديو المرفق (أدناه)، وهو يعود إلى يوم 10 يوليو، يهتف المتظاهرون في طهران “مجتبى مجتبى مهما فعلت لن تصبح يوماً القائد”! والهتاف مؤشّر إلى وعي الشارع الإيراني لمفاتيح السلطة الحقيقية في إيران. من هو “مجتبى خامنئي”؟
*
مجتبى خامنئي، النجل الثاني لمرشد النظام الإيراني علي خامنئي، هو الشخصية الاكثر جدلا في هرم السلطة الايرانية والاكثر اثارة للاسئلة نظرا للدور الذي يلعبه في رسم سياسات واتجاهات النظام.
اول مرة ورد فيها اسم مجتبى في الاوساط الايرانية في سياق فضيحة رجل الاعمال الشاب “شهرام جزائري”، اواخر بداية العام 2004، والكشف عن بعض الاسماء التي تلقت من هذا الرجل مبالغ مالية خيالية بمئات الاف الدولارات، والتي كان الهدف منها النيل من بعض الشخصيات الاصلاحية على ابواب الانتخابات البرلمانية ومساعي اقصاء الاصلاحيين عن الندوة البرلمانية. الا ان دائرة الاتهامات وتلقي الرشى تجاوزت ما هو مطلوب منها، فنالت من مجتبى كونه كان الشخص الذي تولى حماية اعمال “جزائري” وقدم له الدعم والتسهيلات للحصول على الصفقات التي يريدها، ومن ضمنها عمليات تبييض الأموال. فما كان من السلطة القضائية الا ان عملت على لملمة القضية وامرت بسجن “جزائري” وقدمته للمحاكمة العلنية مكتفية بتمرير بعض اسماء المتهمين الذين سرعان ما تمت تبرئتهم وعادوا لممارسة حياتهم العادية والمالية المشبوهة من دون خوف.
بعد هذه القضية، دخل اسم “مجتبى” في المحافل السياسية الايرانية اواخر العام 2004 خلال فترة التحضيرات للانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2005 والتي اوصلت محمود احمدي نجاد الى الرئاسة. حيث تولى تنسيق الخطط الممهدة لوصول احمدي نجاد الى الرئاسة بعد ان توصل هو ومجموعة من الشخصيات العاملة معه في مكتب والده، قبل سنة من الانتخابات، إلى ضرورة الاتيان بشخص “مطيع” يسمح لغيره باتخاذ القرار وقيادة البلد من وراء الستار.
عمل “مجتبى” في اللجنة الانتخابية للمرشح محمد باقر قاليباف (رئيس بلدية طهران حاليا، ورئيس قوات الشرطة والامن العام حينها، ورئيس القوات الجوية السابق في حرس الثورة الاسلامية)، ما اوحى بأن “المرشد” ومكتبه يدعمان قاليباف للرئاسة، في حين احتفظ “مجتبى” بكلمة السر الى الأيام الثلاثة الأخيرة قبل الإنتخابات والتي شهدت تحولا كبيرا في اتجاهات اصوات القوات العسكرية (حرس ثوري، جيش، بسيج) والتي صبت ككتلة واحدة لصالح الاسم الذي ابلغ لها (محمود احمدي نجاد).
يسيطر “مجتبى” على مقاليد مكتب والده الى جانب مدير المكتب “السيد محمد حجازي”، بحيث لا يمكن ان يمر شيء من القرارات او اللقاءات او أي شيء آخر من دون المرور بواحد من هذين الشخصين.
بنى “مجتبى” قدراته على امرين: سيطرته على مفاتيح القرار في بيت المرشد وتحوله الى مصفاة للتعيينات في اعلى المراكز الامنية والعسكرية في الجيش وحرس الثورة والقرارات المصيرية المتعلقة بسياسات ايران الاستراتيجية.
فقد تحول مع مرور الوقت وبموافقة والده الى الشخص الذي يسيطر على المؤسسة العسكرية وتعيين قياداتها انطلاقا من مبدأ الاكثر تبعية واطاعة وانسجاما مع توجهاته وتوجهات والده.
القرار الإقتصادي والعمولات
اضافة للسيطرة على مفاتيح القرار في ما يتعلق بالاقتصاد الايراني، خصوصا النفط والغاز اللذين يخضعان مباشرة لاشراف مكتب المرشد ولا احد يستطيع ابرام أي صفقة في هذين المجالين من دون موافقة مكتب المرشد، حتى وزارة النفط. اضافة الى حصول مكتب المرشد على نسب من مبيعات الصناعات الكبيرة في ايران، خصوصا صناعة السيارات التي تصل يوميا الى حدود 2500 سيارة، بحيث ان حصة المكتب من سعر كل سيارة تصل الى 1000 دولار على الاقل.
الملفّ النووي.. والخلافة
والاخطر في صلاحيات “مجتبى” يكمن في انه الشخص الرئيس الذي يملك مفاتيح القرار المتعلق بالملف النووي بعد والده ، اضافة الى امتلاكه لأسرار هذا البرنامج، في حين ان السياسيين الآخرين ليسوا سوى منفذين للسياسات التي يرسمها هذان الشخصان.
البعض يرى ان مساعي مجتبى للسيطرة على مفاصل النظام خصوصا الجانب الامني والعسكري وكذلك المسائل الاستراتيجية يهدف الى التمهيد لتولي السلطة ومقاليد القرار بعد والده.