في برقية سرية مؤرخة في 6 إبريل/نيسان 2009، بعنوان”رجل أعمال يعرض خدماته كمحاور سياسي”، تنقل السفارة الأمريكية في دمشق وقائع لقاء رجل أعمال سوري بمسؤولين من السفارة.
تبدأ البرقية التي ترجمتها “زمان الوصل” بوصف ترحيب “رجل الأعمال الشيعي البارز والرئيس التنفيذي لشركة نحاس” بضيوفه، في مكتبه بالبرامكة، عارضاً جهوده في “الدفاع عن الولايات المتحدة وسفارتها” طوال السنوات الماضية.
وتتابع البرقية: ابن صائب المدعو صبيح، والذي يلقبه أبوه بـ”ولي العهد”، كان حاضراً اللقاء، ومعه شكري علي مدير العلاقات الدولية بالشركة.
وحسب البرقية، فقد ادعى نحاس أنه جزء من “الرباعية” السورية التي تجتمع بانتظام لمناقشة الشؤون الدولية، أما الثلاثة الباقون فهم، وليد المعلم وزير الخارجية، ومحمد ناصيف خيربك، مساعد نائب الرئيس للشؤون الأمنية، وآصف شوكت، رئيس الاستخبارات العسكرية.
ووصف نحاس أعضاء هذه المجموعة كلهم بأنهم “مناصرو أمريكا”، بما فيهم و-بالخصوص- شوكت وناصيف!، قائلا إن المجموعة تشكل الفصيل المعتدل الذي عارض المتشددين داخل النظام البعثي.
وتمضي البرقية: وكدليل على أنه محاور ووسيط سياسي، ادعى نحاس بأنه مارس تأثيره على صانع القرار في كل من دمشق وواشنطن، في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية بدمشق خلال سبتمبر 2006، حيث رفض سفير سوريا في واشنطن “عماد مصطفى” إصدار تأشيرات لـ 7 ضباط أمن أمريكيين للتحقيق في الهجوم، وتقدير الوضع الأمني للسفارة.
وأكد نحاس أنه اتصل بـ”الرباعية”، ومارس تأثيره، إلى أن اتصل وليد المعلم بالسفير مصطفى وأمره بإصدار التأشيرات.
وادعى نحاس أنه اجتمع بـ”الرباعية” لمناقشة السلوك غير المثمر لسفير دمشق في واشنطن “عماد مصطفى”، وأنه أقنعهم بضرورة استبدال مصطفى، وروى نحاس كيف “تآمر” مع الرباعية على وضع مخطط لإبعاد مصطفى بشكل يحفظ ماء وجهه، ومن ثم إرسال سفير سوريا في لندن “سامي الخيمي” ليملأ المقعد الشاغر في السفارة بباريس، ومن ثم نقل “مصطفى” إلى لندن.
لكن الحكومة السورية، حسب نحاس، قررت ملء الشاغر في فرنسا، قبل أن يتسنى تنفيذ المخطط المتعلق بنقل “مصطفى”.
ترجمة: زمان الوصل – خاص