في وقت نغّصت كورونا وتفشيها الجنوني في الداخل، معطوفة الى الازمة الاقتصادية – المالية الخانقة و”التخبيصِ” السياسي المتمادي فصولا، على اللبنانيين، فرحةَ الميلاد، حاولت بكركي “الانتفاضَ” لهم ولكرامتهم. فوجّهت انتقاداتٍ من العيار الثقيل الى المنظومة السياسية “تليق” بحجم “خطاياها”.
ويبدو أن هذا السقف المرتفع لم يَرُق لبعبدا!
ففي قرار مفاجئ، وغداة قول الراعي من القصر منذ ايام قليلة إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سبقه الى ابلاغه بأنه سيشارك في قداس الميلاد، أعلنت رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون اجرى اتصالا هاتفيا بالبطريرك الراعي مهنئا بحلول عيد الميلاد والسنة الجديدة، وابلغه اعتذاره عن المشاركة في القداس الاحتفالي في بكركي غدا بسبب الظروف الصحية الراهنة وتداعيات جائحة “كورونا”، وتمنى للبطريرك “ان يعيد الله العيد على لبنان واللبنانيين في ظروف افضل“.
لا ضمير: وكان الراعي وجه رسالة الميلاد الى اللبنانيين وجاء فيها “هناك من يريد أن يقضي على لبنان النموذج والرسالة والاستثناء عمدا أو جهلا. لكن رجاءنا وطيد بأن لبنان أقوى من كل هذه المحاولات. وقد أثبت ذلك في الماضي وسيثبته في الحاضر. سيقوم بالعزة والمجد. ونحن عازمون على مواجهة التحديات مهما تعددت وعظمت. نحن مصممون على إنقاذ لبنان الديمقراطي، الحيادي، المستقل. لبنان السيادة والشراكة والرقي.
وتابع “تعلمون أن مسؤولياتنا التاريخية والوطنية دفعتنا إلى القيام بمبادرة تهدف إلى حث المسؤولين على تأليف حكومة سريعا، منعا للإنهيار الشامل. ومنذ اللحظة الأولى كنا ندرك الصعوبات الداخلية والخارجية، ووجود أخرى خفية ومفتعلة تعيق التشكيل. لكننا أخذنا بالاعتبار مصلحة المواطنين ومآسيهم.
كنا نراهن على الضمير. وكان المبدأ ألا يتحكم أي طرف بمفاصل الحكومة خارج المساواة بين الطوائف. الشعب، ونحن معه، يريد حكومة اختصاص محصنة بوجه التسييس تتولى ورشة النهوض والإصلاح، وتعيد لبنان إلى منظومة الأمم. كنا في معرض إنتظار حكومة تصلح الدولة، لا في معرض تأليف حكومة يسيطر البعض من خلالها على مفاصل البلاد. كنا في معرض إنقاذ الشعب لا في معرض إعلان سقوط الدولة. لقد أسفنا كل الأسف لسقوط الوعود التي أعطيت لنا. فعاد تأليف الحكومة إلى نقطة الصفر.
أيها المسؤولون، فكوا أسر لبنان من ملفات المنطقة وصراعاتها، ومن حساباتكم ومصالحكم المستقبلية الخاصة. حبذا لو يبادر المعنيون إلى مصارحة الشعب في أسباب عدم تأليف الحكومة. فمن حقه أن يعرف واقعه ومصيره. ان لدى بعض المسؤولين الجرأة في الفشل، فليكن لدى البعض الآخر الجرأة في النجاح، وفي مصارحة الشعب. وختم “مع كل ما جرى نحن مستمرون في مساعينا بكل ما أوتينا من قوة وإيمان ومن ثقة الشعب وشبابه. من كان مؤتمنأ على التاريخ لا يتراجع أمام صعاب الحاضر. فمساعينا لا تهدف إلى تأليف حكومة وحسب، بل إلى إنقاذ لبنان، وسننقذه”.