إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
خاص بـ”الشفاف”
عيد الفصح الذي احتفل به المسيحيون الكاثوليك أمس هو عيد “قيامة” المسيح من الموت بعد صلبه.
لكن، استغرق المسيحيون أنفسهم عدة قرون قبل أن يجرؤوا على تمثيل ربهم على الصليب. وكان لا بد من الانتظار حتى حوالي عام 430 حتى يظهر أول تمثيل معروف للصلب، على باب كنيسة القديس سابينا في روما (الصورة أعلاه).
حتى ذلك الحين، كان يتم تمثيل يسوع كـ”راعٍ”، أو ك”شافٍ” من الامراض، أو كـ”مُبشِّر”، ولكن ليس كـ”مصلوب”.
شيئًا فشيئًا، أصبح “الصليب” الرمز المسيحي بامتياز. كيف؟
لعب (القديس) بولس الطرسوسي (توفي حوالي عام 67) دورًا حاسمًا في تطوير “لاهوت الصليب”. فقد كتب في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: “نُبَشِّر بالمسيحٍ مصلوباً، لليهود عثرة، وللأمم جنون” (1 كو 1: 23). بهذه الصيغة، يسلط الضوء على كيف أن “صلبَ المسيح” يخلق قطيعةً مع المفاهيم الدينية الكلاسيكية لحوض البحر الأبيض المتوسط.
لكن “راديكالية” (تَطَرُّف) “لاهوت الصليب” عند بولس الطرسوسي لم تكن دائماً مفهومة جيدًا. بل إن عدة تيارات من المسيحية فضلت تجنّب الإشارة إلى الموت على الصليب. وفي بعض الأناجيل التي لا تعترف بها الكنيسة والتي انتشرت داخل الحركات الغنوصية في بداية العصر المسيحي، فإن المسيح لم يمُت. وهذا موجود كذلك في القرآن: “فما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم”.
أين المشكلة؟
المشكلة هي أن فكرة “صلب الإله” هي فكرة إستثنائية لم يسبق لها مثيل، وربما لم يعرفها أي دينٍ آخر حتى بعد المسيحية!
كما تشير رسالة بولس الطرسوسي فإن “صلبَ المسيح” كان “عثرة” (“فضيحة”) لليهود لأنهم كانوا ينتظرون مسيحاً قوياً، مسيحاً سيفرض إرادة الله لصالح شعب إسرائيل”..
وبالنسبة للوثنيين، فإن هذا “المسيح المصلوب” هو “جنون” لأنه “في العالم اليوناني، فالألوهية هي مصدر الانسجام”. إنها هي التي تجمع الكون معًا. ولذلك فإن صلب الله غير مفهوم على الإطلاق.
اعتمدنا في “المعلومات العامة” أعلاه على المقال التالي لجريدة”لوموند” الفرنسية: