“الشفاف”- خاص
رفضت مصادر رئيس الحكومة اللبنانية، طرح الرئيس فؤاد السنيورة، تشكيل حكومة تكنوقراط، برئاسة ميقاتي نفسه، تشرف على إجراء الانتخابات النيابية النيابية المقبلة، في العام 2013.
الرئيس السنيورة، وخلال كلمته في جلسة مناقشة الحكومة، طرح مبادرة سياسية عمادها استقالة الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة تكنوقراط، لا تهيمن عليها قوى 8 آذار، ولا تشكلها قوى 14 آذار، للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة.
وعزت مصادر قوى 14 آذار مبادرة السنيورة الى التخبط الذي تعاني منه الحكومة الحالية، فضلا عن أنها حكومة لون واحد، وفريق واحد، واخفقت في معالجة اي من القضايا التي اعلنت عن عزمها التصدي لها، خصوصا الملف الاقتصادي الاجتماعي، إضافة الى التزامها سياسة النأي بالنفس الايجابية لصالح النظام السوري.
والى التخبط الحكومي، فإن قوى 14 آذار لا تريد خوض الانتخابات في ظل هيمنة السلاح الذي أنتج هذه الحكومة، وتاليا فإن إستمرار مفاعيل الهيمنة حتى الانتخابات المقبلة يستتبع تشويها متعمدا في نتائج الانتخابات لن تتورع الحكومة الحالية عن الضلوع فيه.
وإذا كانت هذه هي الاسباب التي دفعت بقوى 14 آذار الى المبادرة الى طرح إستبدال الحكومة فإن الموقف في الجهة المقابلة في قوى 8 آذار، يبدو مرتبك. فكل مكونات الحكومة تريد إبعاد كأس الاستمرار في الحكومة عنها، ولكنها لا تستطيع ان تغامر باسقاط الحكومة اليوم، لأن القرار ليس عند هذه القوى مجتمعة، او أقله، هو بيد حزب الله، الذي حدد أمينه العام السيد حسن نصرالله آليات إسقاط الحكومة في لبنان، وليس فيها ما يبشر بقرب أجل الحكومة الميقاتية.
أما أوساط الرئيس ميقاتي فلها قراءة مختلفة، حيث وصفت مبادرة الرئيس السنيورة، بسياسة العصا والجزرة. فالجزرة هي تعويم الرئيس ميقاتي، من خلال دعم توليه رئاسة الحكومة المقبلة سلفا، اما العصا فهي الحؤول دون ترشح ميقاتي للانتخابات النيابية المقبلة في مسقط رأسه في طرابلس، ما يسهل الطريق امام تيار المستقبل للاستفراد بتمثيل المدينة نيابيا مجددا، حسب اوساط ميقاتي.
اوساط ميقاتي، اعلنت رفضها المطلق لمبادرة الرئيس السنيورة مشددة على ان ميقاتي يستحق خوض الانتخابات النيابية المقبلة أسوة بسائر رؤوساء الحكومات على مر العقود السابقة، وهو لم يخالف ايا من الثوابت السنية التي التزم بها: من تمويل المحكمة ذات الطابع الدولي، الى اخذ العلم من الحكومة بتجديد البروتوكول مع الامم المتحدة، وصولا إلى كشف عورات وزراء في الحكومة وتوقيف صفقات مشبوهة لاستجرار الطاقة الكهربائية، فضلا عن عدم مجاراته وزرائه في سياساتهم الكيدية لجهة إقصاء اللواء أشريفي والعميد وسام الحسن وسهيل بوجي وعبد المنعم يوسف، الى آخر السلسلة.
وتضيف ان ما قام به ميقاتي لا يستحق سياسة الإقصاء النيابي، بل على العكس من ذلك يجب ان تؤخذ هذه الانجازات على محمل ايجابي في مواجهة الاستحقاقات المقبلة، نيابية كانت ام سياسية.
تعليق واحد
مبادرة السنيورة: حكومة “التكنوقراط” تعوّم ميقاتي.. وتترك طرابلس لـ”المستقبل”!
نحو الهاوية
النظام السوري يبدو أنه يمشي وبوتيرة من التسارع إلى الهاوية المحتومة لكل الأنظمة الطاغوتية حين يأتيها الأجل؛ فيفلُّ حدَّها، وتأفُلُ شمسها، ويدعو داعي الرحيل بالأذان، والله وارث الأرض ومن عليها. ولكن الخطير أن رحلة موت النظام ليست منفردة، بل هو آخذ معه كما كان يفعل الفراعنة وأباطرة الصين في حفلة موتهم زوجاتهم والكهان. والحريق الآن يلتهم المجتمع والدولة والحزب والعائلة المالكة.
لا أحد يعلم على وجه الدقة من هم خلف الكواليس المتربعين على هرم السلطة والسلطة في دمشق الذين يدفعون البلد إلى الهاوية وينزف الدم مدراراً في كل ركن وزاوية.
يبدو أن العصابة قد اتخذت قرارها منذ اليوم الأول على السير بطريقة لا ترحم في وأد المعارضة. في بعض التسريبات جاءت التعليمات من نفس المراهق السياسي طبيب العيون الأعشى اسحقوا المعارضة بأي طريقة وثمن. وإذا كانت الخطة هي السير إلى الهاوية وجرف الموت ووادي الدموع فيجب توقع الأسوأ وأن الرحلة في أولها. نعم علينا أن نتوقع حرباً ضروساً وفظاعات لانهاية لها من الحرب الأهلية. حين بدأت الحرب الأهلية المذهبية في ألمانيا لم يصدق القوم أنها سوف تأكل الأخضر واليابس في ثلاثين سنة كالحة يموت فيها من الألمان ستة ملايين ونصف من أصل عشرين مليوناً من عدد السكان ويتخرَّب فيها ثمانون ألف قرية ومدينة. وحين بدأت الحرب الأهلية الأمريكية ظن القوم أنها نزهة لن تزيد عن أسبوعين إلى درجة أن بعض الجنرالات أحضروا زوجاتهم معهم لرؤية خيول الكرّ والفرّ وكأنها مباريات الكولوسيوم في روما في ساحات المجالدين، ودامت أربع سنين عدداً مات فيها ستمائة ألف من خيرة الشباب، ودمر الجنوب تدميراً وما زال يحمل البصمات حتى يومنا الحالي.
وحين اشتعلت الحرب الأهلية الإسبانية ظن القوم أنه قتال أيام فدامت ثلاث سنوات، أكلت فيها الحرب مليوناً ونيفا من الشباب من كل أوربا، وتربَّع الديكتاتور فرانكو على العرش الملكي بصولجان، وبنى له خصومه المعتقلون بالسخرة أعلى صليب في العالم.
وليست بعيدة عنا الحرب الأهلية اللبنانية حيث قتل الكل الكل وما يردعهم اليوم هو الذكرى الطازجة.
هل ستدخل سوريا أتون هذه النار اللظى نزاعة للشوى؟ لا أحد يعلم لأن الحرب وقرارها اليوم وتزويدها بالسلاح أصبح بأيد خارجية من إيران وعبدان ولبنان وسيبريا والقرم وموسكو وفي الطرف المقابل الكثير المتحمس لنفس الشيء.
كتبهاد.خالص جلبي ، في 26 أبريل 2012 الساعة: 01:10 ص
مهل القتل السورية!
في كل مسرحية هزلية من إعطاء النظام السوري مهلا جديدة لوقف العنف زاد عنفه وارتفعت وتيرة القتل. رأينا هذا مع الدابي وهو يدب في سوريا مع رهط من مبعوثي الجامعة العربية مغمضي العيون يشتريهم ويضللهم النظام السوري المدرب على كل فنون الجريمة والكذب. ونرى حاليا هذا مع مراقبي عنان بدون عناية يرافقهم فريق روسي من دببة سيبيريا. عجيب أمر نظام المافيا الروسية وهو يدعم نظام المافيا السورية. لا غرابة أليس كذلك؟ فالفارق بين روسيا وسوريا قلب مكان الكلمات فقط وتبقى الحقيقة واحدة. حسب روبرت فيسك يبدو أن أمريكا لا تريد لمس النظام السوري بأذى، والناتو مؤتمر بأمر كلينتون، والأتراك بدورهم مرتبطون بأشتون من بروكسل. فصار مثل سوريا مثل قصة الطاحونة حينما كنا نغنيها ونحن صغار، بفارق أن كل يوم يمر يقطف معه أرواح ستين أوثمانين أومائة من الشهداء البررة. كانت الأغنية ونحن نكررها ونلعب حينما كنا صغارا أننا نبحث عن المفتاح لفتح الطاحونة ولكن أين المفتاح فنكرر والمفتاح عند الحداد! أين الحداد؟ والحداد في الطاحونة! وماذا عن الطاحونة؟ والطاحونة مسكرة! الله إذا الطاحونة لا تعمل لماذا؟ والجواب؟ و»الميّه معكرة»، ثم نعمل رقصة مشتركة «هون مقص.. هون مقص.. والعروس ترقص دانس». هذا هو وضع سوريا الحزين الواعد إن شاء الله.روسيا تحتضن أباليس البعث السوري وتحافظ على الطفل السياسي المراهق. العجز العربي ينظر ويقول العين بصيرة واليد قصيرة. أصدقاء سوريا يتبركون بالتعاويذ ويلوكون الكلمات ويشجعون سوريا بكلمات طيبات والكل يكرر ممنوع التدخل الأجنبي. وشبيحة الأسد يستبيحون سوريا بالطول والعرض وقد أمنوا الحساب والعقاب، وأمريكا تسأل إسرائيل ماذا تقولين وهؤلاء الأوغاد حافظوا على حدودك آمنة مطمئنة ثلاثين عاما؟ يقول بنو صهيون ولماذا لا نمدد الفترة مع آل أسد ثلاثين عاما أخرى، ونحن لا نعلم الجديد من سيكون؟ ومن هو؟ وما لون عمامته؟ كل هذا يجري بعد أن أصبحت الحرب الدائرة في سوريا عالمية بامتياز يدور فيها عنان بين موسكو وبكين وطهران باحثا في عمائم الملالي في طهران ولحاهم الطويلة وأدعيتهم السمجة وأحاجي الصين وأباطرة الكرملين عن الحل، والدم السوري ينزف بغزارة. يكرر السوريون مالنا غيرك يا الله!كم سيدوم الطوفان؟ وكم سيحصد من الأرواح؟ وكم ستغرق الأرض بالدم وإلى متى؟ لا أحد عنده الجواب!!
ولكن يكرر الشعب السوري أن باب الحرية مضرج بالدم؛ فليس ثمة إلا طريقان العبودية أو الحرية. إما أن يحولوا سوريا جنة أو يذهبوا إلى الجنة.
د. خالص جلبي