“ما يخالِف”، كما يقول أصدقاؤنا في الخليج!
التونسيون “متّفقون” على أن البلاد تواجه خطر “الفتنة”، ولكنهم مختلفون حول الأسباب! وزارة الثقافة التونسية تحذّر من “تواتر الإعتدءات السلفية” ومن “احتقان مذهبي غريب” عن المجتمع التونسي “المعروف بوسطيته”. لكن “الرابطة التونسية لمناهضة المد الشيعي” (!) تعتبر أن “المركز الثقافي الإيراني”، ومعه “جمعية أهل البيت الثقافية”، هو المسؤول عن “الفتنة” لأنه يعمل “على نشر التشيع في تونس عبر مخطط يقوم على رصد الاموال وتجنيد الاشخاص وتكوين خلايا نائمة ذات ولاء لإيران ولمراجع شيعية تشتغل حسب أجندات صفوية عنصرية”.
الشيخ عبد الفتاح مورو يرى “الفتنة” بمنظور آخر: فهي “فتنة حنبلية” تروّج لها السعودية وقطر لإبعاد تونس عن “المذهب المالكي”! وهو يقول: “هذا أمر خطير لا نرضاه (…) سيدخل علينا ارتباكا في وطننا (…) نحن لا مشكلة لدينا مع المذهب الحنبلي، لكن نحن في تونس لدينا وحدة المذهب المالكي، والإمام مالك أسبق (زمنيا) من الإمام بن حنبل”!
ويضيف الشيخ مورو أن “الدعاة السعوديين ينظمون في تونس “دورات تكوينية مغلقة” تستمر ثلاثة اشهر ويدفعون مقابلا ماديا للشبان الذين يتابعونها لانهم “ينقطعون عن أعمالهم” طوال الدورات.
“إفتونا”!
مد “سلفي” أم “شيعي” أم “حنبلي”؟
ماذا لو كانت “فتوى” حرية المعتقد، وحرية إعتناق أي مذهب وتغييره، وأي دينٍ وتغييره، هي الحل؟
الشفاف
*
وزارة الثقافة التونسية تحذر من “احتقان مذهبي” في تونس
وكالة الصحافة الفرنسية- حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان الثلاثاء من أن “تواتر الاعتداءات (السلفية) على التظاهرات الثقافية” في البلاد “ينذر باحتقان مذهبي غريب” عن المجتمع التونسي “المعروف بوسطيته”.
وقالت الوزارة “على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء (الخميس الماضي) على مهرجان الاقصى بمدينة بنزرت (شمال) وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والابداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله”.
واهابت الوزارة “بجميع الاطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة” ودعت إلى “محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها”.
مورو: الفتنة “وهابية” تصدّرها السعودية وقطر
وفي سياق متصل حذر الشيخ عبد الفتاح مورو القيادي البارز في حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تصريح لإذاعة شمس إف إم الخاصة من “فتنة” بسبب قيام دعاة سعوديين بتنظيم دورات لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس التي تعتمد المذهب المالكي.
وردا على سؤال حول نشر علماء ودعاة سعوديين الفكر “الوهابي”، قال مورو “نعم (هؤلاء) يأخذون شبابا ليس لديهم معرفة دينية سابقة وحديثي العهد بالصلاة ويعلمونهم قواعد الفكر الحنبلي (…) ويهيؤونهم لأن يصبحوا طابورا في بلدنا يدعو إلى استبعاد المذهب المالكي والفقه المالكي وإحلال المذهب الحنبلي محله”.
واوضح أن الدعاة السعوديين ينظمون في تونس “دورات تكوينية مغلقة” تستمر ثلاثة اشهر ويدفعون مقابلا ماديا للشبان الذين يتابعونها لانهم “ينقطعون عن أعمالهم” طوال الدورات.
وقال مورو “هذا أمر خطير لا نرضاه (…) سيدخل علينا ارتباكا في وطننا (…) نحن لا مشكلة لدينا مع المذهب الحنبلي، لكن نحن في تونس لدينا وحدة المذهب المالكي، والإمام مالك أسبق (زمنيا) من الإمام بن حنبل (…) هذا باب فتنة إياكم يا توانسة منه”.
المذهب الحنبلي: يديولوجية مغلقة لا تقبل العقل والاجتهاد”!
من ناحيته، قال كمال الساكري الباحث في الحضارة العربية والمتخصص في الاسلام السياسي لإذاعة شمس إف إم “نحن نعيش بداية فتنة حقيقية في تونس، إن للوهابية موطىء قدم ما فتىء يتعاظم في بلادنا بفضل البترودولار والأئمة الذين يبعثونهم” من دول الخليج.
وأضاف “ثمة أطراف خليجية مثل السعودية وقطر تمول عملية فتنة طائفية في تونس (…) والرمي بالبلاد في أتون معركة بين المذاهب”.
واعتبر أن المذهب الحنبلي “على الطريقة السعودية” هو “من أشد المذاهب انغلاقا وابتعادا عن العقل (…) وقد أصبح أيديولوجية مغلقة لا تقبل العقل والاجتهاد”.
وتوالت في الفترة الأخيرة اعتداءات لجماعات سلفية متشددة على التظاهرات الثقافية في تونس.
ففي 16 الجاري، هاجم 200 سلفي مسلحين بالسيوف والهراوات والحجارة مهرجان “نصرة الأقصى” بمدينة بنرزت (شمال) احتجاجا على حضور المعتقل اللبناني السابق في اسرائيل سمير القنطار الذي اتهمهوه بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما أسفر عن إصابة اربعة أشخاص بينهم ضابط أمن.
ومنع سلفيون في 15 اب/اغسطس فرقة موسيقية ايرانية من تقديم عرض في اختتام المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية بولاية القيروان (وسط غرب) بدعوى ان الفرقة “شيعية”.
وفي 14 منه منع سلفيون في منزل بورقيبة بولاية بنزرت (شمال) عرضا مسرحيا للممثل الكوميدي التونسي لطفي العبدلي بذريعة “استهزائه بالدين”.
وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة) حذرت من أن المجموعات السلفية “العنيفة والخارجة عن القانون والفالتة من العقاب تصول لتنشر الرعب وتعنف ماديا ومعنويا النساء والمثقفين والصحافيين والمبدعين والنقابيين والسياسيين ومناضلي حقوق الإنسان ولتعتدي على الحرية الأكاديمية وعلى المؤسسات التربوية ودور العبادة ومقرات النقابات والأحزاب السياسية مع ما رافق ذلك من توظيف للدين وتكفير للمواطنين وتخوينهم”.
*
منظمة غير حكومية تتهم المركز الثقافي الايراني بنشر التشيع في تونس
وكالة الصحافة الفرنسية- اتهمت الرابطة التونسية لمناهضة المد الشيعي (منظمة غير حكومية) الثلاثاء المركز الثقافي الايراني التابع لسفارة إيران بتونس بنشر المذهب الشيعي في تونس وطالبت الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية بإغلاقه “فورا”.
وقال أحمد بن حسانة رئيس الرابطة لإذاعة شمس إف إم الخاصة “ندعو الحكومة إلى الإسراع فورا بغلق المركز الثقافي الإيراني الذي يعمل على نشر المذهب الشيعي في تونس ضمن مخطط محكم (..) وإلى إيقاف كل البرامج الحكومية المشتركة بين تونس وإيران في مجالي التبادل الثقافي والتعليمي”.
وأوضح أن هذا المركز “يعمل بالاشتراك” مع الرابطة التونسية للتسامح (جمعية غير حكومية) “على نشر التشيع في تونس عبر مخطط يقوم على رصد الاموال وتجنيد الاشخاص وتكوين خلايا نائمة ذات ولاء لإيران ولمراجع شيعية تشتغل حسب أجندات صفوية عنصرية”.
ولفت إلى أن هذه الجمعية “في ظاهرها منظمة ثقافية وفي باطنها عقائدية مندسة في المجتمع المدني (التونسي)، ذات ولاء لدولة ايران وأهدافها معادية لهوية تونس (الدولة) السنية المالكية” محذرا من “زرع الفتنة الطائفية” في البلاد.
وفي 17 آب/أغسطس الجاري جرت بمدينة قابس (جنوب شرق) مواجهات بالهراوات والحجارة بين سلفيين متشددين ومجموعة شيعية خرجت في مسيرة بمناسبة “يوم القدس العالمي” الذي يتم إحياؤه سنويا في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
وأسفرت المواجهات عن “وقوع عديد الاصابات” بحسب مكتب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان (مستقلة) في قابس.
وأحرق السلفيون الذين احتجوا على تنظيم المسيرة علم دولة إيران.
وقال أحمد بن حسانة إن “جمعية أهل البيت الثقافية بتونس” الشيعية غير الحكومية هي التي دعت إلى تنظيم المسيرة بهدف “تحريض شيعة قابس على الخروج في مسيرة ظاهرها نصرة الاقصى وباطنها إظهار الاقتداء بايران والولاء لفكر الخميني” في إشارة إلى أن إيران كانت اول من أحيى يوم القدس العالمي سنة 1979.
من ناحيتها وصفت “جمعية أهل البيت الثقافية بتونس” في صفحتها الرسمية على الفيسبوك السلفيين الذين اعتدوا على المسيرة ب “الفئة الباغية التي تريد نشر الفتنة والتفرقة في مجتمعنا خدمة لأعداء الشعب من صهاينة ووهابية”.
وفي 15 اب/اغسطس منع سلفيون فرقة موسيقية ايرانية من تقديم عرض في اختتام المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية بولاية القيروان (وسط غرب) بدعوى انها “شيعية”.
وهاجم “أبو عياض”، زعيم “ملتقى أنصار الشريعة” وهو التنظيم السلفي الأكثر تشددا في تونس، الشيعة وتوعد بطردهم من تونس.
ويدين غالبية سكان تونس بالاسلام السني المالكي. وتعيش في تونس أقلية شيعية تتركز أساسا في قابس.
ولا تتوفر إحصائيات دقيقة حول عدد الشيعة في تونس لكن وسائل إعلام تقدرهم ببضعة آلاف.