الكاتب:عبدالعليم الحجار
في أعقاب توجيه القضاء الفرنسي تهمة «الفساد النشط» إلى رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية تسونيكازو تاكيدا في ما يتعلق بالطريقة التي تم من خلالها منح طوكيو استضافة وتنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020، قبل أيام، سلطت تقارير إعلامية الضوء على أن تاكيدا تربطه علاقات تعاون وثيق الصلة مع الشيخ أحمد الفهد عضو اللجنة الأولمبية الدولية الموقوف طواعية منذ نوفمبر الماضي كي يواجه اتهامات وجهها إليه القضاء السويسري بخصوص تزوير أشرطة فيديو ذات صلة بشأن سياسي داخلي كويتي (أشرطة الفتنة).
وإذ أشارت تلك التقارير إلى أن تاكيدا بات مهددا بالإيقاف على ذمة إتهامات بالفساد على غرار الفهد، فإنها حرصت على إبراز أن المسؤولين الأولمبيين تجمع بينهما علاقات شخصية ثنائية لافتة للأنظار منذ سنوات عدة، وهي العلاقات التي ظهرت إلى العلن في مناسبات كثيرة كان من بينها تحالفهما وتبادلهما التهنئة علنا في أعقاب التأثير على مجريات التصويت في انتخابات مجالس أولمبية دولية وقارية ومحلية.
كما حرص تاكيدا على توجيه دعوات رسمية إلى الفهد كي يشارك في مناسبات يابانية محلية، بما في ذلك ظهورهما جنبا إلى جنب في مراسم قص شريط افتتاح المتحف الألمبي في مدينة سابورو اليابانية في فبراير 2017.
وفي منتصف يوليو 2011، عبر تاكيدا، عضو «أنوك» والمجلس الأولمبي الآسيوي، لوسائل إعلام عن امتنانه وشكره للفهد على ما قدمه من مساعدات شخصية للحركة الرياضية اليابانية في أعقاب تضررها من الزلزال والتسونامي اللذان ضربا شمال غرب اليابان في ربيع ذلك العام.
وبينما لم تصل تلك التقارير إلى حد رصد حدوث تعاون مباشر بين المسؤولين الأولمبيين في ما يتعلق باتهامات الفساد الفرنسية ذات الصلة باستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020، فإنها أشارت إلى أن تاكيدا بات قوسين أو أدنى من الإيقاف على ذمة تحقيقات قضية فساد، لينضم بذلك إلى الفهد وثلاثة أعضاء أولمبيين موقوفون حاليا، هم الأيرلندي باتريك هانلي، والناميبي فرانكي فريدريكس، وعضو الشرف البرازيلي كارلوس نوزمان.
وكان المصدر القضائي أكد بأن تاكيدا اتهم في 10 ديسمبر من قضاة تحقيق فرنسيين مكلفين النظر بدفع مليوني يورو (2,3 مليون دولار) قبل اختيار العاصمة اليابانية لاستضافة الأولمبياد.
وأكد المسؤول الياباني (71 عاما) في بيان أنه تعاون مع السلطات القضائية الفرنسية وخضع لجلسة استماع في باريس بتاريخ غير محدد.
وأضاف: «أوضحت أني لم أشترك في مخالفات مثل الرشوة أو الفساد»، معتبرا أن «أي وقائع جديدة» لم تظهر خلال الجلسة.
وشدد تاكيدا على تعاونه «مع التحقيقات لتوضيح الشكوك».
وترتبط التحقيقات الفرنسية التي انطلقت في 2016 بعملية دفع تمت على مرحلتين لصالح شركة «بلاك تيدينغز» التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، والمرتبطة ببابا ماسا دياك، نجل الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك.
وتم الدفع قبل وبعد عملية التصويت التي أجرتها اللجنة الأولمبية الدولية عام 2013 وفازت فيها طوكيو على حساب مدريد وإسطنبول.
وتمت مساءلة تاكيدا، نائب رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020، من القضاء الياباني في 2017 حول الموضوع بناء على طلب من قضاة التحقيق الفرنسيين.
ورفض متحدث باسم مكتب يوشيتاكا ساكورادا، وزير الدولة لألعاب طوكيو في حكومة شينزو آبي الحالية، إعطاء تعليق على الموضوع، وقال: «لا نستطيع التعليق على أمر لم نبلغ به».
وأعلنت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان ان «لجنة الأخلاقيات فتحت إجراء، ستستمر في متابعة الوضع».
ولفت البيان الى أن تاكيدا، عضو اللجنة الدولية منذ 2012، «يستمر في الاستفادة من قرينة البراءة».