جزيرة لنكاوي.. يسمونها جزيرة الاساطير، أو جزيرة الأحلام، تقع شمال غرب شبه الجزيرة الماليزية، قبالة تايلاند.
تتحدث أسطورة ماليزية أن فتاة كانت تسكن الجزيرة، وقد أرسل زوجها الى الحرب بعد زواجهما بأيام قليلة وقتل في المعركة دفاعا عن الجزيرة وبعد اشهر عدة حملت الفتاة ووضعت مولودها وسط نظرات من الشك والريبة واتهامها بالخيانة الزوجية، فكثر الحديث عليها فأمر الحاكم بربطها الى شجرة، وبقتلها بعد أيام، عقاباً لها على جريمة زنا لم ترتكبها!
وبعد تنفيذ حكم الاعدام بها نزفت دما أبيض، وهو ما اعتبره السكان دليلا على طهرها. لكن الجزيرة ظلت مهجورة وغير محمية لسبعة قرون لاعتقاد السكان أن لعنة “ماهتسوري” أصابت الجزيرة لتنتقم ممن ظلمها.
هذه الأسطورة تتكرر رغم اختلاف الزمان والمكان، في الكويت. لكن “ماهتسوري” هم الشيعة الذين اختلف الجميع على نسبتهم في المجتمع (20 %- 35 %)، الا أنهم يبقون أحد المكونات الرئيسة للمجتمع الكويتي، فهم ليسوا طارئين عليه، ولكنهم يمرون الآن بمنعطف جديد. فهم المطالبون دائما بإثبات الولاء لهذا الوطن وهم المتهمون باستمرار، دون النظر إلى براءتهم أو حتى إثبات التهمة عليهم.
وما حدث مؤخرا من عملية فرز طائفي في الانتخابات الأخيرة وما رافقها من رسائل على غرار (“لحقونا.. الشيعة كلونا”)، كان رد فعل على إحساس بالغبن لظلم طائفة وأخذها بجريرة عدد من أبنائها -وليسوا ممثلين عنها- شاركوا في تأبين عماد مغنية القيادي في حزب الله برغم اختلاف الأطراف الحكومية حول اتهامه باختطاف الطائرة الكويتية.
فالتعاطي الحكومي لم يكن على مستوى الحدث بالتعامل مع ممثلي الشعب أو حتى مع شخصيات اعتبارية أو دينية، وإفساح في المجال لأقلام لم تعِ أنها كانت معاول تهدم جدار الوحدة الوطنية، فكانت تخلط بين الموقف السياسي والمذهب لتنال من طائفة بقصد أو دون قصد ، ما دفع الشيعة الى الإحساس بالحاجة للتكتل. ولكن هل يحق لمن فرز الشيعة بالطائفية أن أن يتهمهم بها؟
التخبط الحكومي سواء بالتعامل مع هذه القضية، او حتى بتعيين أحد المؤبنين في منصب وزاري كمحاولة لتعويض الشيعة عما لحق بهم، هو الخطر والخطيئة ذاتها. فان كانت السلطة تنتهج مبدأ المحاصصة في إسناد المنصب الوزاري لطائفة وحصرها بمقعد او مقعدين، فان ذلك يعد مخالفة صريحة للدستور الذي لا يميز بين المواطنين.
فالشيعة ليسوا بحاجة لزيادة في المقاعد، وإنما الى إشعارهم بجدوى تلك الدماء التى قدمت لهذا الوطن، و أنهم شريك في صناعة مستقبله وليسوا مجرد متاقسمين لكعكته الوزارية. فكفاكم شكّاً بهم، لأنهم تزوجوا هذا الوطن زواجا كاثوليكيا لا طلاق فية وليس زواج متعة كما تظنون.
إن تخوين الشيعة وإعدامهم مجتمعيا وسياسيا، سيلحق بهذا المجتمع لعنة كلعنة “ماهتسوري” التي قد تستمر إلى الأبد، وليس لسبعة قرون فقط . أم انكم تريدون إراقة دم الشيعة ‘الأبيض’ لتقتنعوا بوطنيتهم!