في بيروت التقوا اليوم، أهالي مئات من المعتقلين اللبنانيين في سجون “سوريا الأسد”، وناشطون سياسيون سوريون بينهم نائب دمشق محمد مأمون الحمصي، للتنديد باختفاء 18000 معتقل سياسي لا يُعرَف مصيرهم في سجون الأسد، وبينهم عرب وأكراد، وشيوعيون وإسلاميون وحتى.. بعثيّون.
وكان ممكناً أن يتّسع هذا اللقاء ليشمل أهالي المعتقلين في سوريا من بلدان عربية أخرى: فلسطين، الأردن، السعودية، اليمن، الجزائر، إلخ. سجون “سوريا الأسد” سجون قومية، من المحيط إلى الخليج.
*
وطنية – 30/8/2007 (سياسة) أحيت لجان “اهالي المعتقلين في السجون السورية” و”السورية لانقاذ حياة سجناء الرأي والضمير في السجون السورية” و”دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين “سوليد”، “اليوم العالمي للمفقودين”، في مؤتمر صحافي مشترك عقدته امام خيمة الاعتصام في حديقة جبران خليل جبران، مقابل بيت الامم المتحدة في وسط بيروت.
وطالب المجتمعون ب”تشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في جرائم التعذيب والاعتقال الاعتباطي والاخفاء القسري”. كما اعلنوا الاضراب عن الطعام ليوم واحد، “احتجاجا على اخفاء النظام السوري مصير زهاء 18,000 سجين سياسي سوري ولبناني وعربي”.
شارك في المؤتمر عن اللجنة السورية، المعارضون السوريون: النائب السابق محمد مأمون الحمصي، الدكتور أديب طالب، غسان مفلح، المحامي الياس حداد، الناشط في مجال حقوق الانسان الصحافي جهاد صالح، ايفا ابراهيم والحقوقي عزيز عيسى.
استهل المؤتمر رئيس لجنة “سوليد” غازي عاد، مذكرا باستمرار اعتصام الاهالي منذ سنتين وخمسة اشهر، امام مبنى الامم المتحدة. وقال: “انه يوم الذين حرموا من حريتهم خلافا لارادتهم وخلافا لكل القوانين الدولية. انه يوم الذين رفضت وترفض السلطات السورية الافصاح عن مصيرهم واماكن وجودهم والسماح للمؤسسات الدولية بزيارة السجون للكشف عن احوالهم الصحية”. مشيرا الى ان “السجون السورية وخصوصا فروع المخابرات والسجون السرية تفتقد الى الحد المقبول انسانيا من الرعاية الصحية، ما ادى الى اصابة العديد بامراض مستعصية وخبيثة تحتاج الى علاج فوري وضروري. فكل التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الانسان الدولية ولجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة، تؤكد انهم يتعرضون لادهى اساليب التعذيب الجسدي والنفسي ويحتجزون في سجون المخابرات تحت ظروف غير انسانية، خصوصا ان السياسة العقابية في السجون السورية التي تهدف الى اعادة التأهيل تحولت الى اداة للقصاص والانتقام”.
واضافت: “انه ايضا يوم الاهل والاصدقاء الذين يعيشون واليأس يأكل نفوسهم وهم ضحايا الالم لان احباءهم ضائعون ومهمشون. صحيح ان الظروف السياسية، محليا واقليميا، صعبة وخطيرة لكن وبالرغم من كل ذلك تبقى قضية المعتقلين اعتباطا والمخفيين قسرا من الناحيتين القانونية والانسانية من اهم المآسي التي تعيشها المئات من العائلات. فهي قانونية من حيث ان عمليات الاعتقال جرت خارج الاطر والاليات القانونية المعمول بها عالميا، وانسانية من حيث الظروف المأساوية التي يعيشها المعتقلون.
انه يوم لاعادة تذكير المجتمع الدولي والمنظمات المحلية والدولية بواجباتها في ايجاد حل عادل لهذه الجرائم المتمادية ضد الانسانية، ولا يمكن القبول بعد اليوم، وفقا للعهد الدولي لحماية كل الاشخاص من الاخفاء القسري، بمنطق التحجج بالظروف السياسية او الامنية للاستمرار في جرائم الاعتقال الاعتباطي والتعذيب والاخفاء القسري على يد الاجهزة الامنية السورية. لقد اكدت التقارير الصادرة عن لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في 6 نيسان 2001 وفي 28 تموز 2005 ان السلطات السورية ما زالت تمارس الاعتقال الاعتباطي والتعذيب والاعدامات غير القانونية في سجونها وانها لا تقدم معلومات دقيقة وواضحة حول مصير الذن تعتقلهم القوات السورية ثم تنقلهم الى سجونها. هذه التقارير تأتي مناقضة لما يصدر عن السلطات السورية بشكل رسمي”.
ولفت الى “تضامن وفد اللجنة السورية لانقاذ حياة سجناء الرأي والضمير في السجون السورية، ممثلة بالنائب السابق الحمصي”، وقال: “صحيح ان اللجنة هي في صلب المعارضة السورية لكن وجودها معنا اليوم هو للتضامن الانساني مع قضية محقة وعادلة خصوصا انهم قد اختبروا ويختبرون كل يوم مدى المعاناة وحجم المأساة ومدى الحاجة الى حل. واستنادا الى مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ومعاهدة تحريم التعذيب التي تحمي الحق في الحياة والحرية وتمنع الاعتقالات التعسفية، وتضامنا مع مطلب اهالي المعتقلين المعتصمين امام مبنى الامم المتحدة في بيروت منذ 11 نيسان 2005 وحتى اليوم بتشكيل لجنة دولية كاملة الصلاحيات للتحقيق في جرائم الاعتقال الاعتباطي والاخفاء القسري، تعلن اللجنة اضرابا عن الطعام ليوم واحد في خطوة تضامنية تهدف الى تأكيد ما يأتي:
1- مطالبة المجتمع الدولي الضغط على السلطات السورية كي تسمح بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى السجون والمعتقلات السورية كي تشرف بشكل فعال على الاحوال الصحية للمعتقلين ولتقديم العلاج الفوري للذين يعانون من امراض عضال وامراض مزمنة. عامل الوقت يفرض تحركا فوريا للمصابين بهذه الامراض ولا ينفع الاسف لاحقا.
2- مطالبة المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في جرائم التعذيب والاعتقال الاعتباطي والاخفاء القسري على يد المخابرات السورية والتي تعد جرائم متمادية ضد الانسانية”.
وختم: “خيمة الاعتصام مستمرة وحقنا في ان نعرف المصير، وفي ان لا يفلت من ارتكب هذه الجرائم من العقاب والمحاسبة وحقنا في التعويض المعنوي والمادي لضحايا هذه الجرائم ما زالت هي مطالبنا، ومن المؤكد ان تضافر جهود كل المعنيين سوف يؤدي بالنتيجة، ومهما طال الزمن، الى احقاق الحق”.
نائب دمشق مأمون الحمصي
وتحدث عن اللجنة السورية النائب السوري السابق المعارض محمد مأمون الحمصي مخاطبا اللبنانيين بالقول: “يا من كنتم شركاءنا في مأساة الظلم والتسلط. يا من تعيشون عذاب غياب ابنائكم واخوتكم في سجون النظام السوري. كما خاطب العرب بالقول: يا من افقدكم النظام السوري فلذة اكبادكم في سجونه. اتينا في هذا اليوم الى خيمة الاعتصام التي نتشرف فيها بالتضامن مع اهالي المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري والتي هزت ضمائر كل احرار العالم والتي عجز العالم عن رفع مصابها واعادة المفقودين الى امهاتهم واسرهم نتيجة تعنت وتجاهل النظام السوري لكل المطالبات والصرخات الانسانية التي صدرت من اجلهم من مختلف انحاء العالم.
ان الشعب السوري يقدر مرارة الظلم الذي لحق بكم وهو شريككم في هذا الظلم وهذه المعاناة المريرة وكلنا ضحايا الدكتاتورية التي ملأ الحقد والكراهية قلبها. وان رجالات سوريا في السجن الكبير والصغير يقفون اعظم المواقف متحدين التصفية الجسدية والخوف والرعب والخطر الذي تعيشه عائلاتهم، محرومين من اهم الحقوق الانسانية، حق الحياة ، حق الحرية، حق العلاج، حق السفر، حق القضاء العادل وكافة حقوق الانسان الاخرى”.
واضاف: “ان واجبنا الوطني والانساني يدعونا الى مواقف فاعلة لتسليط الضوء على الخطر الذي يداهم احرارنا جميعا في السجن الكبير والصغير ويدعونا الى تحمل مسؤولياتنا وحث العالم ليتحمل مسؤولياته في مواجهة هذا الخطر”.
واعلن “الاضراب عن الطعام في هذا اليوم “احتجاجا على اخفاء النظام السوري مصير حوالى ثمانية عشر الف سجين سياسي سوري ولبناني وعربي واحتجاجا على الاعتقالات المستمرة ومنع مئات المعارضين والمدافعين عن حقوق الانسان من السفر وتحت اي ظرف وآخرها منع سفر النائب السوري المعارض رياض سيف للعلاج وهو بحالة خطرة لاصابته بالسرطان ومنع داعية حقوق الانسان هيثم المالح من السفر ايضا. واحتجاجا على المعاملة اللاانسانية ضمن السجون بحق سجناء الرأي والضمير. واحتجاجا على حالات التصفية الجسدية المبرمجة التي يتعرض لاخطارها كل سجناء الحرية والضمير في سجون النظام السوري عربا وكردا ولبنانيين”.
وعدد اسماء سجناء “ربيع دمشق”، مؤكدا “ان هذه الخطوة التضامنية تؤكد على:
1- مطالبة المجتمع الدولي الضغط على السلطات السورية كي تسمح بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى السجون والمعتقلات السورية كي تشرف بشكل فعال على الاحوال الصحية للمعتقلين ولتقديم العلاج الفوري للذين يعانون من امراض عضال وامراض مزمنة. ان عامل الوقت يفرض تحركا فوريا لانقاذ المصابين بهذه الامراض والسعي من اجل رفع منع السفر لتلقي العلاج ولا ينفع الاسف لاحقا. ومطالبة المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في جرائم التعذيب والاعتقال الاعتباطي والاخفاء القسري على يد المخابرات السورية والتي تعد جرائم متمادية ضد الانسانية”.