– من واشنطن
ضاقت الخيارات أمام إيران بشأن مواجهة المقاطعة الدولية الوشيكة لمنتجاتها النفطية، ولم يعد أمامها سوى تصدير مشكلاتها شرقا نحو جيرانها العرب، وانفاق المزيد من الأموال على المراهقين العرب. وفي هذا الإطار تستضيف العاصمة الإيرانية طهران في ٢٨ و ٢٩ من شهر يناير الجاري مؤتمرا جديدا عن الثورات العربية ينظمه ما يسمى بـ”مجمع الصحوة الاسلامية”. وحسب منشور المؤتمر الذي وصلني عبر البريد الالكتروني فإن “مؤتمر الشباب والصحوة الاسلامية” يهدف لتبيان دور الشباب في انجاز الثورات وتحقيق اهدافها. وفي المقابل، فإن مقالي هذا والذي يليه يهدف إلى تبيان انتهازية إيران في استغلال الزخم العربي الثوري، وانتهازية بعض العرب في استغلال الحاجة الإيرانية لخدماتهم مدفوعة الثمن.
ففي سياق التحضير لزواج متعة مؤقت بين الانتهازية اليعربية والانتهازية الفارسية، دعت سكرتارية المؤتمر شباب العالم العربي لتقديم مقالات باللغة العربية وارسالها إلى طهران على أن يتم دعوة “اصحاب المقالات الافضل للمشارکة في المؤتمر، وتقديم الهدایا الثمينة للممتازين منهم في إطار الدورات السياحية والعلمية والدينية”.
لا أدري ما هي معايير المقالات الأفضل وما المقصود بالشباب الممتازين، ولكن بكل تأكيد ستكون معايير إيرانية وامتيازات صفوية. وكانت طهران قد استضافت في سبتمبر أيلول من العام الماضي أي قبل حوالي أربعة شهور فقط مؤتمرا مماثلا للصحوة الإسلامية رأسه آية الله علي خامنئني المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، وحضره أكثر من 600 شخصية من إيران وبعض دول المنطقة. لم نسمع حينها عن طلب مسبق للمشاركة بمقالات. ويبدو أن فكرة المقالات سوف تميز المؤتمر المقبل عن السابق، وقد تتولى المخابرات الإيرانية فرز الكتابات لتحليل توجهات الشباب قبل قدومهم.
ومن هنا تنبع الخشية من تركيز الإيرانيين هذه المرة على استقطاب المراهقين العرب، والخشية كذلك ألا يكون هناك مشاركين على قدر من النضوج السياسي في مستوى الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد الذي دعي للمشاركة في المؤتمر السابق، ولا في نباهة الزميلة الاعلامية منى صفوان التي يصعب برمجة قناعاتها لو شاركت مرة أخرى في المؤتمر المقبل. وقد يستبدل هذان الاثنان بالمراهق مدى الحياة علي سالم البيض أو بعض صغار السن من مراهقي جمعة الهدوء ضد النظام وجمعة الزحف نحو المنصة.
الخوف إذا يأتي على ومن نوعيات كهذه ممن لا يدركون حقيقة الصراع السعودي الإيراني وأخطاره على مستقبل اليمن ومستقبل المنطقة ككل. وأتمنى أن أكون مخطئا في مخاوفي ولكني أعرف أن الإيرانيين يحرصون على إشراك شخصيات بارزة لا غبار عليها في مؤتمراتهم من أجل التغطية على استهدافهم للصغار والمراهقين سياسيا وعمريا، بنفس الطريقة التي تستجلب السعودية إلى أراضيها بعض الغلمان من أجل التغطية على شرائها لشيوخ البلد وأعيانها ورؤسائها. والأخطر من كل ذلك هو التركيز الإيراني الكبير على اشراك أكبر عدد من اليمنيين المقيمين في أمريكا وأوروبا خصوصا أصحاب السوابق الذين يسهل شراؤهم بالمال، وبرمجة أنشطتهم وفقا لما تمليه عليهم طلبات المشتري.
ومما يثير الاستغراب أن أحد المروجين لمؤتمر طهران بين المهاجرين اليمنيين هو ضابط صف في الحرس الجمهوري مقيم حاليا في برلين. وكانت علاقته بالإيرانيين قد اتضحت عقب تأسيسه حزب ينشط داخل اليمن يصدر جريدة باسم الحزب تطبع وتوزع في ساحة التغيير و تسخر مضمونها للثورة على مكونات الثورة، والنقمة على الفرقة الأولى مدرع، وقد تهاجم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لذر الرماد على العيون ولكنها لا يمكن أن تتعرض لقائد الحرس بأي سوء.
ضابط الصف المشار إليه لم أتمكن من معرفة رتبته على وجه التحديد، ولم أعرف عنه سوى أنه كان أحد حراس مخازن الأسلحة في جبل نقم وكان من ضمن المكلفين بإيصال الأسلحة إلى الحوثيين خلال الحرب الثالثة أو الرابعة، قبل أن يفر من البلاد أو يكلف بمهمة خارجية.
هذا المكلف أسرّ لأحد أصدقائه مؤخرا بأنه مكلف أيضا بمهمة أخرى وهي انتقاء ١٥ شخصية يمنية على الأقل من المقيمين في أميركا وأوروبا لإحضارهم إلى مؤتمر طهران وترتيب زيارات لهم إلى وقم وغيرها. لكن المكلف إياه لم يفصح عن جهة التكليف هل هي إيرانية أم يمنية.
وبحكم تخصصي في الصحافة الاستقصائية ووجودي في الدولة التي يقيم فيها بعض المستهدفين، فقد تسنى لي التعرف على عينة من الضحايا، ووجدت أن ما يجمع بينهم بدرجة أساسية هو اعتقاد عنصري بغيض بأنهم من سلالة مقدسة، إضافة إلى رغبة مشتركة بينهم في البحث عن أدوار سياسية صوتية حتى وإن كانت فارغة المضمون، وأموال عجزوا عن الحصول عليها بطرق مشروعة أو اعمال شريفة .
الضابط الصغير في الحرس العائلي الذي أصبح في غفلة من الزمن رئيس حزب وناشر صحيفة وكاتب عمود بل ومحلل سياسي في قناة العالم الإيرانية، أصبح لديه مهمة تاريخية ينجزها ويروج لها وهي التحريض على كل من انضم للثورة، ولهذا عجزت عن معرفة الجهة الأكيدة التي تمول انشطته وتسمح له بتحمل تكاليف المعيش الباهظة في ألمانيا. وما زلت أذكر أني سافرت العام الماضي إلى مدينة فرانكفورت الألمانية ولم أتحمل البقاء فيها أكثر من يومين بسبب لهيب أسعارها ، هذا وأنا القادم من أميركا فما بالنا بالقادم من اليمن، إن لم يكن من أصحاب الأرصدة الكبيرة إياهم.
هناك مستفيدان رئيسيان محتملان من أنشطة ضابط الحرس الأول هو جهة عمله السابقة، والثاني هو الحرس الثوري الإيراني الذي يهمه اختراق شباب العالم العربي. ولكن من الصعب العثور على أدلة دامغة بشأن طبيعة ارتباط الشخص المعني بهاتين الجهتين او بإحداهما. وفي كل الأحوال، فإن ضابط الحرس الحالي أو السابق، لم يعد عسكريا ولا حارسا لمخزن سلاح بل منظرا كبيرا لمدرسة فكرية واسعة يتبعه قطاع أوسع من كبار المفكرين والجهابذة الذين وقع عليهم الاختيار لحضور مؤتمر المراهقين العرب.
ومن بين من اختارهم هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، عسكري آخر من نفس الفصيلة وهو خريج شرطة من محافظة لحج اليمنية برتبة رائد في أحد أجهزة الأمن. من المضحك في قصته التي يتداولها أبناء المحافظات الجنوبية في أمريكا أن والدته ادعت النبوة قبل سنوات وهاجرت إلى أمريكا فلحق بها ابنها الضابط ليس لإدخالها مصحة للأمراض العقلية، وإنما لمساعدتها في التبشير بدين جديد .
ولكن الأهم في القصة هو عودة هذا الضابط إلى اليمن بين الحين والآخر للقيام بجولات مكوكية بين صعدة وعدن محولا نفسه إلى ضابط ارتباط وتنسيق بين الحوثيين وبعض فصائل الحراك الجنوبي التي تتدرب في معسكرات حوثية على حمل السلاح.
انظم إلى ضابطي الحرس والأمن شخص ثالث من اللاجئين اليمنيين الجدد في الولايات المتحدة التي قدم إليها بعد تخرجه من احدى “حوزات” المنطقة وحصوله على لقب “حجة الاسلام”. لكن فقيهنا المفوه لم يرتدِ العمامة لاسباب لا تخفى على أحد، ولهذا لم نعرف هل عمامته سوداء أم بيضاء، ولكننا نعرف أن قلبه أسود وحقده دفين على كل مكونات الثورة باستثناء الحوثيين. وحسب مصدر عاش مع حجة الأسلام المشهور فإنه كان يحاول أثناء دراسته أن يقدم نفسه لجهات سعودية يبيعها تقارير عن المتشيعين الجدد من شباب السنة الدارسين في الحوزات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان، ولكن عروضه عادت إليه بلا فائدة. وعندما تسنى له القدوم إلى أميركا كلاجئ سياسي حاول بيع بضاعته الكاسدة لكن أحدا لم يلتفت إليه، فساءت حالته النفسية وأفرط في تناول المسكرات إلى أن سقط مغشيا عليه أكثر من مرة ليستيقظ في كل مرة داخل مستشفى مختلف عن المستشفى الذي نقل إليه أول مرة.
وعندما لم يجد مبتغاه لدى الأمريكان طار إلى القاهرة وبدأ هناك يقدم نفسه للمصريين واليمنيين بأنه صديق شخصي لزعيم يمني كبير. ولن اذكر اسم الشخص المعني ولا الأسماء الأخرى لأن الغرض ليس التشهير وإنما تبيان الدور المشبوه الذي يؤديه بعض العسكر وخريجي الحوزات الذين حولوا أنفسهم بقدرة قادر إلى صحفيين لا يشق لهم غبار ويرأسون تحرير مدونات لا يقرأها أحد ولكنها تدر عليهم ميزانيات يصعب معرفة أرقامها ولا يصعب معرفة الجهة المستفيدة من مضامينها. كتابات أخينا حجة الاسلام الصحفي رئيس تحرير مدونته الشخصية تكاد تنحصر في موضوع واحد لا يتغير أبدا وهو المشترخ وعلي محسن وحميد الأحمر وجريمة النهدين.
أما الشخص الأكثر خطورة من بين المجموعة كلها فقصته أطول من أن تروى في عجالة. ولهذا سوف أخصص له مقال الغد كاملا وربما أتبعه بمقالات لاحقة، ولن أذكر اسمه لأن الاسم لا يهم بقدر ما تهمنا الممارسات، لتنوير من يهمه الأمر بغض النظر عن هوية أصحاب تلك الممارسات.
* كاتب يمني
الجمهورية
مؤتمر في طهران للمراهقين العرب
يجب أن نعترف أن ألغرب تمكن من تسويق فزاعته التي أسماها ايران… لا أدري
ما الذي فعلته بكم ايران.. هل احتلت افغانستان والعراق فتزعزع امن العالم
من أجل الديمقراطية أم اعترضت تصويت انظمام فلسطين الى منظمات الأمم المتحدة.. لقد الف العرب الكذب حتى اصبحوا يصدقون اكاذيبهم.. وانجروا نحو الطائفية والعنصرية التي صدرها لهم الغرب … انها أمراض في النفوس واحقاد في القلوب حتى نعتوا ايران بالفرس وكأنها وصمة عار…
مؤتمر في طهران للمراهقين العرب
ليه ماتبطلوا هذه الاسطوانه المشروخه فلقد مللناها حتى بتنا نشك ان سبب تعادل برشلونه مع اسبانيول في الدوري الاسباني هو ايران ايضا…لكن السؤال الذي اتمنى ان يجيب عليه الاخ الكاتب..لماذا وصلك طلب من ايران..هل يعتبروك مراهق ام قصدهم مراهف بالكتابه؟!