في مقال نشرته اليوم، كشفت جريدة “لوموند” الفرنسية أن جهاز الإستخبارات الأميركي نقل إلى الأجهزة الأوروبية معلومات مثيرة للقلق مفادها أن “عملاء لـ”القاعدة” يتمركزون في أوروبا والولايات المتحدة” يخطّطون لارتكاب عمليات إنتحارية أو عمليات تفجير” ضد أهداف في لندن وفي مدن بألمانيا وإيطاليا وفرنسا. وتتوقّع “السي آي أي” أن تقع هذه العمليات في أوروبا، وفي الولايات المتحدة، خلال شهر أكتوبر.
وحسب المعلومات الأميركية، فإن شبكة مجاري باريس مستهدفة. فقد التقطت أجهزة التنصّت الأميركية في يوم 11 سبتمبر رسالة إلكترونية موجّهة إلى “صلاح قاسمي”، الذي ورد لقبه كـ”رئيس لجنة الإعلام” للقاعدة في المغرب الإسلامي، التي كان إسمها السابق “الجماعة السلفية للدعوة والجهاد” بقيادة عبد الملك دروكديل. وكانت الرسالة بالإنكليزية ولم ترد معلومات عن هويّة كاتبها. ويُفتَرَض أن يؤدي وقوع تفجير في مجاري باريس إلى إلحاق الفوضى بالمدينة. وتبدي الأجهزة الفرنسية تحفّظاً حول جدية مثل هذه العملية، التي سبق أن ورد ذكرها في ريبورتاج بثّته قناة “الجزيرة”.
وتفيد أجهزة الإستخبارات الفرنسية أن مثل هذه التهديدات ليست نادرة وأن الأجهزة الأميركية تنقل للأوروبيين ما يتوفّر لها من معلومات. وكانت أجهزة الأمن الفرنسية قد أعلنت حالة تأهّب في سبتمبر 2006، ولكن شيئاً لم يحدث.
مع ذلك، تفيد مذكرة سرية أعدّتها “وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب” (“أوكلات”) الفرنسية أنه ينبغي أخذ هذه التهديدات على محمل الجدّ بسبب التصريحات الأخيرة لأيمن الظواهري التي دعا فيها “قاعدة المغرب” إلى توجيه ضربات لفرنسا وللمصالح الفرنسية بمنطقة المغرب.
في نفس الإطار، ذكرت “لوموند” أنه تت ترحيل موظّف فرنسي يعمل في شركة “ميشلان” بالجزاير بعد تعرّضه لتهديد بالخطف, وسبق أن تمّ ترحيل موظفين فرنسيين في شركة “مطارات باريس” قبل أسابيع قليلة. وكانت عملية إرهابية ضد قافلة تابعة لشركة “رازيل”، في 21 سبتمبر، قد أسفرت عن إصابة مواطنين فرنسيين بجروح طفيفة. وتعتبر وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب أن هنالك تركيزاً “يدعو للقلق” على المواطنين الفرنسيين في منطقة المغرب وكذلك في ألغانستان حيث تعرّض مواطن فرنسي يعمل في منظمة إنسانية ألمانية لتهديد بالخطف.
وبسبب هذه التهديدات ضد مواطنين فرنسيين، فقد أفاد نائب مدير “أوكلات”، وهو “أموري دو أوتكلوك” أن الأجهزة الفرنسية تعتبر أن “التهديد الإرهابي الراهن بلغ أعلى المستويات”.
وتعليقاً على هذه المعلومات، قالت مصادر أصولية لـ”الشفّاف” أنه لا ينبغي المبالغة في ربط ما يجري بالجزائر بخطاب الظواهري وأن الأقرب إلى الحقيقة هو أن الجماعات الجهادية بالجزائر تسعى لخطف مواطنين أجانب لأسباب دعائية باعتبار أن خطف مواطنين جزائريين لا يُحظى بنفس التغطية الإعلامية الدولية. وتعتبر هذه المصادر أن تحوّل “الجماعة السلفية” إلى فرع للقاعدة في المغرب العربي هو نوع من زواج مصلحة بين “القاعدة” التي تريد الخروج من عزلتها، والجماعة الجزائرية التي ستستفيد إعلامياً من “ماركة” القاعدة. كما حصل مع الزرقاوي في العراق، الذي استفاد دعائياً ومالياً (عبر تزايد التبرّعات الخليجية) من “ماركة” القاعدة.
بيار عقل