استلفت نظري، منذ سنوات، أن أفضل كتّاب السعودية هم كاتباتها! و”عذراً”.. إذا لم أدخل في التسميات، ولكن الكاتبات السعوديات اللواتي شرّفن هذا الموقع بمقالاتهن منذ نشأته، سواءً ممن يكتبن في الصحافة الرسمية أو خارجها، كنّ يتميّزن بجدية، ورقي، وبحث معمّق لا نجدها دائماً في مقالات الكتّاب “الذكور”! هل السبب هو أن المرأة السعودية، التي تعرّضت لأبشع “محنة” تحقير وإذلال خلال سنوات صعود ما سُمّي “الصحوة” الأخوانو-سلفية” (“القرضاوية”، “الزندانية”..)، كانت مضطرة لبذل جهدٍ مضاعف لمنافسة الكتاب الرجال. ربما!
بين كاتبات السعودية تميّزت نادين البدير بـ”جرأة” في المواجهة تضاهي “صفاقة” الدُعاة السلفيين، و”السروريين”، و”الإخوان”، وما روّجوا لها من حقارات كنا نحرص، نحن الناطقين بالعربية الذين يعيشون في الغرب، على إخفائها عن بناتنا حتى لا يشعرن بإلإحتقار للناس الذين نشأنا بينهم..! وأولّها، طبعاً، قضية “المرأة”، الفخورة بنفسها، والمساوية للرجال! بعد 13 سنة، ما زال مقال “أنا وأزواجي الأربعة”، الذي يعيد “الشفاف” نشره، يحتفظ بنفس طعمه وقيمته! ومن حسنٍ الصُدَف أن تنشر “زيرة الرجال” روايتها (عن “مدبولي” بالقاهرة) في حين يرفع شعب إيران شعار “المرأة، الحياة، الحرية”! متى ترفع شعوب العرب، في القاهرة، وبيروت، وصنعاء، ودمشق، شعار “المرأة” (وليس شعار “أخت الرجال”!)؟
تحيات “الشفاف” لنادين، الكاتبة والمرأة : “زن، زندكَی، آزادی”!
بيار عقل
*
*
أنا وأزواجى الأربعة
ائذنوا لى أن أزف إلى أربعة.. بل إلى خمسة. أو تسعة إن أمكن.
فلتأذنوا لى بمحاكاتكم.
ائذنوا لى أن أختارهم كما يطيب لجموح خيالى الاختيار.
أختارهم مختلفى الأشكال والأحجام. أحدهم ذو لون أشقر وآخر ذو سمرة. بقامة طويلة أو ربما قصيرة. أختارهم متعددى الملل والديانات والأعراق والأوطان. وأعاهدكم أن يسود الوئام.
لن تشتعل حرب أهلية ذكورية، فالموحد امرأة.
اخلقوا لى قانوناً وضعياً أو فسروا آخر سماوياً واصنعوا بنداً جديداً ضمن بنود الفتاوى والنزوات. تلك التى تجمعون عليها فجأة ودون مقدمات.
فكما اقتادونى دون مبررات لمتعة وعرفى وفريندز ومصياف ومسيار وأنواع مشوشة من الزيجات، فلتأذنوا لى أن أقتاد بدورى أربعة.
هكذا رحت أطالب مرة بحقى فى تعدد الأزواج أسوة بحقه فى تعدد الزوجات. استنكروها، النساء قبل الرجال. والنساء اللواتى تزوج عليهن أزواجهن أكثر من المعلقات بأحادى الزوجة. والنساء المتزوجات أكثر من العازبات. كتب رجال الدين الشىء الكبير من المقالات والسؤالات حول عمق تعريفى للزواج وعمق تدينى وكتب القراء كثير من الرسائل أطرفها من يريد الاصطفاف فى طابور أزواجى المأمولين.
أصل الموضوع كان تعنتى وإصرارى على أحادية العلاقات. أصله رغبة جامحة باستفزاز الرجل عبر طلب محاكاته بالشعور بذاك الإحساس الذى ينتابه (وأحسده عليه) وسط أربعة أحضان.. ألم يمتدحه الرجال؟ ألا يتمنونه بالسر وبالعلن؟ لطالما طرحت السؤال حول علة الاحتكار الذكورى لهذا الحق. لكن أحداً لم يتمكن من إقناعى لم: أنا محرومة من تعدد الأزواج؟
كرروا على مسامعى ذات أسطوانة الأسئلة وقدموا ذات الحجج التى يعتقدونها حججاً.
قالوا إنك لن تتمكنى كامرأة من الجمع جسدياً بين عدة رجال، قلت لهم الزوجة التى تخون وبائعة الهوى تفعلان أكثر، بلى أستطيع. قالوا المرأة لا تملك نفساً تؤهلها لأن تعدد. قلت: المرأة تملك شيئاً كبيراً من العاطفة، حرام أن يهدر، تملك قلباً، حرام اقتصاره على واحد. إن كان الرجل لا يكتفى جنسياً بواحدة فالمرأة لا تكتفى عاطفياً برجل.. أما عن النسب فتحليل الحمض النووى DNA سيحل المسألة. بعد فترة لم يعد تفكيرى منحصراً فى تقليد الرجل أو منعه من التعدد، صار تفكيراً حقيقياً فى التعددية، التى نخجل نحن النساء من التصريح عن رأينا الداخلى بها.
التعددية التى انتشرت بدايات البشرية وزمن المجتمع الأموى والمرأة الزعيمة. التعددية التى اختفت مع تنظيم الأسرة وظهور المجتمع الأبوى وبدايات نظام الاقتصاد والرغبة فى حصر الإرث وحمايته.. لأجل تلك الأسباب كان اختراع البشرية للزواج. وجاءت الأديان لتدعم أنه مؤسسة مودة ورحمة وأداة تناسل وحماية من فوضى الغرائز.
كل الفوائد المجتمعية مكفولة به. وكثير من المصالح الدينية مضبوطة به. عدا شىء واحد. لم يحك عنه المنظمون. وهو دوام التمتع بالجنس.. ودوام الانجذاب داخل زواج خلق لتنظيم الجنس..
جاءت حماية الأمور المادية للمجتمع من اقتصاد وأخلاق على حساب الشغف الطبيعى بين الأنثى والذكر. ونسى المنظمون أن الزواج يستحيل عليه تنظيم المشاعر التى ترافق الجنس. لأن لا قانون لها ولا نظام. الجنس داخل مؤسسة الزواج واجب روتينى.. أحد طقوس الزواج اليومية. وسيلة إنجاب، إثبات رجولة، كل شىء عدا أنه متعة جسدية ونفسية.
يقول الرجال: يصيبنا الملل، تغدو كأختى، لا أميل لها جنسياً مثل بداية زواجنا صار بيتى كالمؤسسة، اختفى الحب.
ـ الملل.. أهو قدر طبيعى لمعظم الزيجات؟
فتبدأ ما نسميها (خيانة)، ويبدأ التعدد لا لأن الرجل لا أخلاقيات له لكن لأن الملل أصابه حتى المرض، والتقاليد وأهل الدين يشرعون له الشفاء.
أما المرأة فتحجم عن الخيانة، لا لأن الملل لم يقربها، بل على العكس فى الغالب هى لم تشعر بأى لذة منذ الليلة الأولى فى هذا الزواج التقليدى المنظم. لكن لأن التقاليد وأهل الدين يأمرونها بأن تلزم بيتها و(تخرس). هل كل المتزوجات فى مجتمعاتنا الشرقية مكتفيات جنسياً؟ بالطبع لا.
تخجل المرأة من التصريح بأنها لا تنتشي (أو لم تعد تنتشي)، وأن ملمس زوجها لم يعد يحرك بها شيئاً.. وتستمر بممارسة أمر تعده واجباً دينياً قد يسهم بدخولها الجنة خوفاً من أن تبوح برفضها فيلعنها زوجها وتلعنها الملائكة. “سيمون دى بوفوار” بقيت على علاقة حب بسارتر حتى مماتها لم يتزوجا ورغم مغامراتهما المنفردة بقيا على ذات الشعور الجارف بالحب تجاه بعضهما.
هل الأحادية فى أصلها الإنسانى خطأ؟ هل الحياة داخل منزل واحد والالتصاق الشديد هو سبب الملل؟ اختفاء عنصر التشويق.
هل صحيح أن الأجساد كلما ابتعدت يرسخ الانجذاب، وكلما اقتربت الأجساد حد التوحد اليومى ابتعدت الأرواح؟ هل من الغلط انتقالهما للحياة فى منزل مشترك؟ لماذا يدوم كثير من العلاقات خارج إطار الزواج لسنوات طويلة وحين يتم الزواج ينتهى كل ما جمعهما؟ حتى يقال (انتهت علاقتهما بالزواج) وكأنها فنيت.
هل هناك خطأ فى الزواج نفسه؟ هل يكون عقد النكاح المكتوب هو السبب.. تحويل المشاعر لأوراق تصادق عليها المحكمة والشهود لإبرام تحالف المفترض أن يكون روحياً؟ أهو اختلاط الحب والانجذاب بالالتزام القانونى والرسميات.. أم أن تدخل الأهل واشتراط موافقة جمع هائل من المجتمع والنظام ومختلف المعابد قد يفرغ المشاعر من روحها..
التعدد فى اعتقاد كثيرين هو حل لمشكلة الملل والسأم وتلبية لمشاعر الرجل، لكن فى احتكار الرجال للتعدد دون النساء تمييز وخرق لكل معاهدات سيداو. إذ كيف تلبى مشاعر المرأة؟
إما التعدد لنا أجمعين أو محاولة البدء برسم خارطة جديدة للزواج.. تحل أزمة الملل وحجة الرجل الأبدية. وحتى ذلك الوقت يبقى سؤالى مطروحاً: ما الحل إن أصابنى الملل من جسده أو شعرت أنه أخي؟
امرأة شاذة ومخالفة لكل قانون عرفه البشر وضعي كان ام سماوي
دعوة صريحة للدعارة والإباحية
حتى الحيوانات علاقاتها الجنسية منظمة ومقننة غرائزيا
اما امثال هذه من المنحرفين فهم دعاة فوضى الجنس بحجة
رفض التعدد
علما ان التعدد اصبح محدود جدا في مجتمعاتنا العربية والاسلامية
ولم يكن ولم يعد ولن يكون مشكلة او مظلمة ابداً
طرح رائع .. العلاقة المفتوحة أفضل حل
إلى جهنم وبئس المصير
وسحقاً لها
حتى النساء الكافرات
ما فكرن بما طالبت به هذه الحقيرة
التافهة..
الله يمحقها
ويفضحها في الدنيا
والآخرة.
لم تبرد السنوات سخونة جرأة الكاتبة ذات الاسلوب اللغوى المبسط نادين البدير والبعيد عن التقعير والتعقيد فمازال قلمها وعقلها وقلبها ووجدانها فى حالة الصمود الدائم الذى عهدناه بها ! نتمنى لها التوفيق والاستمرار فى كسر أقفال زنازين نساء العالمين العربى والاسلامى!