(الصورة: قمة اللاءات الثلاثة في خرطوم شهرين بعد هزيمة العرب امام إسرائيل في 1967. خرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض)
*
١- التحليل السياسي بالتمني Wishful thinking، أي المبني على التمني وليس على الأمر الواقع والحقيقي. وأبرز من يتبنى التحليل بالتمني هو عبدالباري عطوان وطلال ابوغزالة وعبدالله النفيسي. وهذا يفسر فشل تحقيق غالبية تنبؤاتهم السياسية. رحم الله شوقي حينما قال: “وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي، وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا”.
٢- التحليل السياسي الشعبوي لإرضاء العقل العربي والجمهور العربي.
٣- التحليل بعقلية نظرية المؤامرة، والتي أصبحت سمة اساسية في التفكير العربي، فكل شيئ مؤامرة، بدءا من السياسة والحروب، مرورا بالأمراض والأدوية، وانتهاء بالكوارث الطبيعية كالزلازل. ومن خلال ذلك يتم التخليل والتفسير.
٤-التحليل بدوافع الكراهية. فالعقلية العربية تُعاني من فائض في الكراهية، وكذلك فائض في العنف نتيجة للتراث الديني. فهناك كراهية دينية، كراهية عرقية، كراهية لغوية، كراهية علمية، كراهية للغرب وأمريكا، وكراهية لغير المسلمين. ولهذا السبب يكون التحليل السياسي مشوّها.
٥- استخدام معلومات مزيّفة منتشرة بكثرة لدى الشعوب العربية. معلومات سياسية كاذبة، مختلقة، يتبجّحون بها.
٦- شيطنة وإسقاط الإعلام الغربي، المعروف بمنهجيته وموضوعيته في البحث وفي الشفافية، واتهام مراكز الأبحاث الغربية ووكالات الانباء أو الدوريات السياسية بالكذب، على الرغم من أن أي تحليل منطقي يقوم به كاتب عربي فإن مصدره يكون غربيا.
لذا أنصح كل كاتب عربي عقلاني أن لا يكلف نفسه عناء إظهار وجه الحقيقة في تحليلاته السياسية، لأن العقل العربي ملوث بنظريات المؤامرة ومحمولا بالمعلومات المزيفة والمتطرفة.
هذا هو الواقع الحالي لمعظم التحليلات السياسية , ولكن النصيحة للكتاب العقلانيين عدم اليأس, والاستمرار في تكليف انفسهم عناء اظهار الحقائق, فالعقل العربي ليس معطى ثابت, بل يمكن ان يتغير مع الزمن. ويمكن تسريع تغيره بجهود الكتاب العقلانيين.
مقال تحليلي اكثر من رائع