نعوش “الشهداء” لن تنقذه، والحزب الكردي سيصبح ثالث قوة سياسية في تركيا
ماذا يجري في تركيا الآن؟
كل استطلاعات الرأي تظهر أن الإنتخابات الإستلحاقية التي فرضها الرئيس إردوغان لن تعطي “حزب العدالة والتنمية” أكثر من الأصوات التي حصل عليها في انتخابات ٧ يونيو. والأدهى، فاستطلاعات الرأي الأخيرة توشّر إلى أن “حزب الشعوب الديمقراطي” الكردي يمكن أن يسبق “حزب الحركة القومية” المعادي للأكراد ويتحوّل إلى “الحزب الثالث” في تركيا.
ورقة وحيدة يمكن لرجب طيب إردوغان أن يلعبها قبل هزيمته المعلنة في الإنتخابات البرلمانية المقبلة في ١ نوفمبر، وهي “ورقة عبدالله غول“! ولكنه لا يستطيع أن يلعبها لأن انتصار “غول” بات يعادل، هو أيضاً، هزيمة رجب طيب إردوغان. (الورقة الأخرى غير المعلنة هي تطرّف وتصعيد قيادة الكردستاني في “قنديل، الوثيقة الصلة بنظام طهران).
”الكابوس” الذي يواجهه إردوغان الآن هو أن الدستور التركي يفرض إشراك كل الأحزاب في الحكومة التي ستشرف على الإنتخابات الإستثنائية. وقد رفضت أحزاب المعارضة عروض داوود أوغلو لدخول حكومة الإنتخابات. كلها، باستثناء “حزب الشعوب الديمقراطي” الذي تهاجمه السلطة التركية، يومياً، بذريعه علاقته بـ”حزب العمال الكردستاني”. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن إردوغان يعوّل عل تطرف قيادة الحزب الكردستاني في “قنديل”، الوثيقة الصلة بطهران، لتحويل نُعوش الجنود القتلى إلى مكاسب انتخابية!
”الخسارة” التي سيتعرّض لها “حزب العدالة والتنمية” تظلّ نسبية. فهو سيظل أول حزب في تركيا. ولكنه سيعجز عن تشكيل حكومة بمفرده، وعن تعديل الدستور بالإتجاه “الإستبدادي السلطاني” المطلوب.
الجولة الثانية بداية النهاية لأسطورة إردوغان؟
راهن كثيرون على رجب طيب إردوغان وتجربة الإسلام السياسي “الإخواني” التركي القادر على التعايش مع “العلمانية”. حتى الصديق الراحل “العفيف الأخضر” أثنى على إردوغان بعد خطابه الداعي لـ”العلمانية” في القاهرة! ولكن تطور تجربة “حزب العدالة والتنمية”، وهي “الأرقى” على مستوى الشرق الأوسط، تثبتت أن “مبدأ الحرّية” و”مبادئ حقوق الإنسان”، ومبادئ ”التسامح” و”الوسطية” و”تداول السلطة”، ليست راسخة في ثقافة الإسلام السياسي. حتى في جمهورية “أتاتوركية” عضو في حلف شمال الأطلسي، وفي بلد مرشّح لدخول “الإتحاد الأوروبي”!
بيار عقل
*
في المقابلة التالية، التي نشرتها جريدة “حرية” التركية، يشرح “أوزير سينكار”، مدير شركة “متروبول”، الأسباب التي حالت دون تحسّن الوضع الإنتخابي لـ”حزب العدالة والتنمية”، كما تُثبت إستطلاعات الرأي الأخيرة.
يقول “سنكار” أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى ٣ نتائج ممكنة. أولاً، أن يحصل “حزب العدالة والتنمية” (إردوغان) على عدد من الأصوات لا يخوّله تشكيل حكومة من حزب واحد في انتخابات ١ نوفمبر. ثانياً، أن تطرأ زيادة على عدد الأصوات التي سيحصدها “حزب الشعب الجمهوري” مقابل انخفاض نسبة ناخبي “حزب الحركة القومية”. وأخيراً، أن تطرأ زيادة كبيرة في عدد الأصوات التي سينالها “حزب الشعوب الديمقراطي”(HDP) (الكردي أساساً). ومع أن مثل هذه الزيادة لن تغيّر وضعيات الأحزاب السياسية، فإنها ستكرّس “حزب الشعوب الديمقراطي” كحزب يملك ثالث أكبر كتلة في البرلمان.
حرّية: دخلت تركيا حالةَ نزاع مسلّح. وتتواصل هجمات “حزب العمال الكردستاني” المحظور، وتتوارد نعوش الجنود الشهداء كل يوم. إن “حزب العمال الكردستاني” هو محور ردود الفعل السلبية من الرأي العام، ومعه “حزب الشعوب الديمقراطي”. كيف يمكن، في مثل هذا المناخ، أنتتزايد أصوات “حزب الشعوب الديمقراطي”؟ من أين سيحصل على مزيد من التأييد؟
سينكار: في ٧ يونيو، أثبتنا أن نسبة ١٣ بالمئة من الشعب التي اقترعت لصالح “حزب الشعوب الديمقراطي” كانت تتألف من ١١ بالمئة من “الأكراد” و”الزازا” (أكراد لهم لغة خاصة بهم)، و٢ بالمئة من “الأتراك” الذين صوّتوا للحزب الكردي كخطوة استراتيجية ضد “حزب العدالة والتنمية”/إردوغان. إن الخطابات العنيفة للناطقين بلسان إردوغان والحكومة التي ابتدأت بعد ظهور نتائج الإنتخابات مباشرةً، متضافرة مع عمليات قوى الأمن، أدّت إلى ابتعاد الأكراد عن “حزب العدالة والتنمية” لصالح “حزب الشعوب الديمقراطي”، الأمر الذي جعلَ “حزب الشعوب الديمقراطي” الحزب الوحيد للأكراد. لقد أسفر الوضع الراهن عن بلورة ولاءات الأكراد، بما فيهم الذين لم يصوّتوا لـ”حزب الشعوب الديمقراطي” في انتخابات ٧ يونيو.
حرّية: هل يمكن أن تكون سياسات “حزب الحركة القومية” قد لعبت دوراً في هذه الزيادة؟
سينكار: يبدو أن “حزب الحركة القومية”، الذي زعمَ أن “حزب الشعوب الديمقراطي” هو حزب غير مشروع، قد دفع الأكراد الذين لم يصوّتوا لصالح “حزب الشعوب الديمقراطي” للإلتفاف حوله الآن. إن هذا التطوّر، الذي لم يتوقّعه “حزب الحركة القومية” هو أحد أكبر الأخطاء في المجالين العقائدي والسياسي. وستكون كلفة هذا الخطأ هي تراجع “حزب الحركة القومية” إلى مرتبة الحزب الرابع في البرلمان.
حرّية: ماذا عما أسميته “الأصوات الإستراتيجية” في انتخابات يونيو؟
سينكار: إبان الفترة المنصرمة منذ الإنتخابات وحتى الآن، ما زالت تلك الأصوات، وهي اصوات تركية وليس كردية، في موقعها لأن أصحابها يملكون المعرفة والخبرة الضرورية لفَهم اللعبة الدائرة في الساحة السياسية. أعتقد أن هذه الفئة من الناخبين تفهم التكتيكات التي تقوم بها الحكومة، وكذلك”قنديل” (أي قيادة “حزب العمال الكردستاني” في جبال قنديل) للتشهير بـ”دميرتاس” (زعيم ”حزب الشعوب الديمقراطي”). وبسبب هذا السلوك، فبدلاً من تراجع ”الأصوات الإستراتيجية” فإنها، وبالعكس، يمكن أن تتزايد!
حرّية: هنالك زيادة بنسبة ١،٧ بالمئة في مؤيدي “حزب الشعوب الديمقراطي”. من أين تأتي هذه الزيادة؟
سينكار: في التقييم الذي أجريناه، يتبين أن ٧٥ بالمئة منهم هم ممن سيقترعون لأول مرة، ومن الذين تم إلغاء الأوراق التي وضعوها في صناديق الإقتراع. وتأتي ٢٥ بالمئة الباقية من الأحزاب الأخرى، خصوصاً “حزب الشعب الجمهوري” و”حزب الحركة القومية”.
حرّّية: ما هي النتيجة التي ينبغي للحكومة أن تستخلصها من هذا التطوّر؟
سينكار: ينبغي أن تفهم الحكومة أن توجيه اتهامات جنائية لـ”حزب الشعوب الديمقراطي” أو اتخاذ إجراءات استثائية بهدَف خفض ناخبي “حزب الشعوب الديمقراطي” لن يعطي نتيجة، وأن النتيجة الوحيدة يمكن أن تكون اصطفاف كل الأكراد حول “حزب الشعوب الديمقراطي” ومعهم ناخبو ”الخيار الإستراتيجي”، ما يعني تحويل “حزب الشعوب الديمقراطي” إلى ثالث أقوى حزب في تركيا!
حرّية: ماذا عن الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد؟ هل يتزايد عدد الناخبين الذين لم يقرّروا لأي حزب سيقترعون؟
سينكار: كلا، إطلاقاً. إن نسبة الناخبين المتردّدين هي ٤ بالمئة. وتلك نسبة صغيرة جداً إلى حدّ أنه يمكن معرفة اتجاهاتها قبل أيام قليلة من عمليات الإقتراع.
حرّية: يمكن للمرء أن يتوقّع أن يزداد عدد ناخبي ”حزب الحركة القومية” طالما أن ”حزب العدالة والتنمية” تقاربَ مع مواقفه (المناوئة للأكراد). مما قد يعطي انطباعاً لبعض الناخبين بأن “حزب الحركة القومية” كان على حق من الأساس! كيف يمكن لـ”حزب الحركة القومية” أن يخسر أصواتاً في مثل هذا المناخ؟ كيف تفسّر انخفاض نسبة مؤيدي “حزب الحركة القومية” في استطلاع الرأي الأخير؟
سينكار: بعد أن خَسِرَ عدداً كبيراً من أصوات الناخبين الأكراد، اتّجه ”حزب العدالة والتنمية” (إردوغان) للبحث عن مصادر أخرى للأصوات: أي للناخبين الذين كان الإسلاميون خسروهم لصالح “حزب الحركة القومية”. ولاستعادة هؤلاء، اعتمد “حزب العدالة والتنمية” خطاباً وسلوكا قومياً يضاهي خطاب وسلوك “حزب الحركة القومية”، وذلك لأنه لم يجد مصدراً آخر للأصوات التي تُعوِزُه. وأدى ذلك إلى تنافُس حاد لاقتسام كتلة الناخبين القوميين بين الحزبين.
حرّية: ماذا كانت نتائج السياسة التي اعتمدها ”حزب الحركة القومية” بعد انتخابات يونيو؟
سينكار: إن سياسة ”حزب الحركة القومية” التي تسبّبت بحصول ”حزب العدالة والتنمية” على رئاسة البرلمان، وموقفه المتصلّب إزاء تشكيل حكومة إئتلافية، لم تُحظَ بتأييد الناخبين عموماً، بما فيهم ناخبي ”حزب الحركة القومية”. إننا نقوم، كل شهر، بقياس ”التأييد” الذي يحصل عليه زعيم كل حزب نتيجة لمواقفه العملية. وقد لاحظنا أن نسبة تأييد مواقف إردوغان وداووأوغلو ظلت على حالها. وتزايدت نسبة تأييد مواقف زعيم ”حزب الشعب الجمهوري” من ٢٩ إلى ٣١ بالمئة، في حين انخفضت نسبة مؤيدي مواقف بهشلي من ٢٩ إلى ١٧ بالمئة. وبناءً عليه، فمن الطبيعي أن يخسر “حزب الحركة القومية” قسماً من ناخبيه المحتملين.
حرّية: أي حزب يستفيد أكثر من النزاعات الحالية؟
سينكار: دفع القتال الدائر الناخبين الأكراد نحو ”حزب الشعوب الديمقراطي” بالدرجة الأولى. وأعتبر ذلك بمثابة حصيلة مؤكدة لاستطلاعات الرأي الأخيرة. إن الأكراد هم شعب يمتلك وعياً سياسياً، ويمتلك حساسية فائقة إزاء مسألة “الإثنية”. وبناءً عليه، فسيكون للنزاع تـأثير أكبر على الصراع الدائر بين الحكومة و”حزب العمال الكردستاني”، وكذلك على “حزب الشعوب الديمقراطي”.
حرّية: اعتمد ”حزب الشعب الجمهوري” سياسة ”معارضة بنّاءة” في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، لم تسفر سياسته هذه عن زيادة في أعداد ناخبيه. لماذا؟
سينكار: كان البرنامج الإنتخابي لـ””حزب الشعب الجمهوري” ناجحاً جداً. ولكن الدعاية للبرنامج ظلت غير كافية. إن أفضل تكتيك اتبعه هذا الحزب هو تجاهُل إردوغان كلياً، وتجنّب الدخول في سجالات معه أثناء المعركة الإنتخابية. وكان ذلك موقفاً سليماً لجأ إليه ”حزب الشعب الجمهوري” لأول مرة. مع ذلك، تبقى هنالك مشكلة: إن صورة ”حزب الشعب الجمهوري” في أذهان الجمهور لن تتغيّر إذا قام بتحسين خطابه في معركة انتخابية واحدة. وأعتقد أن ”كيليشداروغلو” وأعوانه يدركون ذلك.
حرية: رأيك، إذاً، هو أن على ”حزب الشعب الجمهوري” أن يستمر في سياساته الراهنة؟
سينكار: نعم. أقول لهم: استمروا في منحاكم الحالي الذي لا يحمل رسائل إيديولوجية لصالح نظام معيّن. المنحى الذي يراعي المشكلات الإقتصادية للشعب ويسعى لإيجاد حلول لها.
حرّية: هل ينبغي لـ””حزب الشعب الجمهوري” أن يشنّ حملة مناوئة لإردوغان؟
سينكار: لا ينبغي له أن يقوم بذلك. ينبغي أن يظل ”حزب الشعب الجمهوري” بعيدا؟ً عن أية سجالات مع إردوغان. إن الموقف الأسلم هو تجاهل وجوده كلياً، لأن ذلك سيدفع إردوغان لارتكاب مزيدٍ من الأخطاء. وأنا أنصح باستمرار الإعتماد على واضع البرنامج الإنتخابي لـ””حزب الشعب الجمهوري”. إن السياسات الصحيحة قد لا تحصد أصواتاً في الإنتخابات المقبلة، ولكنها ستؤدي إلى النجاح مستقبلاً.
الجنود المقتولون لا يأتون بأصوات لصالح ”حزب العدالة والتنمية
حرية: هل تصبّ نُعوش الشهداء في صالح ”حزب العدالة والتنمية”؟ لقد أظهرت إستطلاعات الرأي الأخيرة حدوث زيادة صغيرة في نسبة مؤيدي ”حزب العدالة والتنمية”. هل نجمت عن العدد المتزايد للشهداء الذين يسقطون كل يوم؟
سينكار: بلغت نسبة مؤيدي ”حزب العدالة والتنمية” ٤١،٧ بالمئة في استطلاع يونيو ٢٠١٥، وتظل تلك النسبة على حالها اليوم، ما يعني أن الأحداث الحالية لم تؤمّن لـ””حزب العدالة والتنمية” أصواتاً جديدة، وأنه لا ينبغي للمرء أن يتوقّع ذلك.
حرّية: يبدو أن الحكومة التي ستُشرف على الإنتخابات ستتألف من ”حزب العدالة والتنمية” و”حزب الشعوب الديمقراطي” (الكردي)! كيف سيؤثر ذلك على الحزبين؟
سينكار: سأقول أن الأقدار تلعب لعبتها. إن أولئك الذين يشكّكون الآن في شرعية ”حزب الشعوب الديمقراطي” كانوا هم أنفسهم من عزّزوا شرعيته إلى أعلى المستويات. وتلك هديّة ممتازة، وغير متوقعة، لـ”حزب الشعوب الديمقراطي”!
حرّية: هل يمكن للرسم البياني الذي وضعته بعد استطلاع الرأي الأخير أن يتغيّر بين اليوم وانتخابات شهر نوفمبر؟
سينكار: لا أتوقّع تغييراً كبيراً. في ظروف طبيعية، لا يمكن لحزبٍ واحد أن يشكل حكومة. ورغم كل الجهود التي يبذلها ”حزب العدالة والتنمية” لاستقطاب الجمهور، فسوف يستحيل عليه أن يكون قادراً على تشكيل حكومة بمفرده. أنا متأكد أن حكومة داوودأوغلو تدرك ذلك وتبحث عن حلول.
حرّية: ما هو الحل؟
سينكار: رأيي هو أنه كان من الأفضل لهم لو قبلوا بتشكيل حكومة ائتلافية. وما زلت أعتقد بأنهم يبحثون عن أعذار لتأجيل الإنتخابات سعياً لحلول بديلة. ولكن اعتقادي هو أن أية حلول لن تعطيهم النتائج الإنتخابية التي يرغبون بها.
حرّية: إذاً، فلن تستطيع تقديم أية نصيحة لـ”حزب العدالة والتنمية” لو افترضنا أنك أصبحت مستشاراً للحزب الحاكم؟
سينكار: يسعدني أنني لست مستشاراً لـ”حزب العدالة والتنمية”. أنا، فعلاً، لا أملك نصيحة أقدمها لـ”حزب العدالة والتنمية” حول ما يمكن له القيام به، أو ما ينبغي تجنّب القيام به، من أجل زيادة أصواته الإنتخابية. يبدو لي أن ”حزب العدالة والتنمية” وصل إلى نهاية حياته السياسية.
حرّية: ماذا عن عبدالله غول؟ ألن يتغير الوضع إذا ما تدخّل هو شخصياً في الإنتخابات؟
سينكار: أكيد سيتغير. الإستطلاعات تظهر أن تدخّل عبدالله غول سيجعل ”حزب العدالة والتنمية” قادراً على تشكيل الحكومة بمفرده.
حرّية: ها أنت وجدت الحل لـ”حزب العدالة والتنمية”! يبدو أن وضع ”حزب العدالة والتنمية” ليس ميؤوساً كما صوّرته؟
سينكار: حتى يومنا هذا، لا أعتقد أن السيد ”طيب إردوغان” سيقبل بـ”‘عبدالله غول” بأي شكل من الأشكال. وطالما الحال كذلك، فإن السيد ”غول” ليس خياراً متاحاً.
حرّية: هل تتوقّع انخفاضاً حاداً في نسبة مؤيدي ”حزب العدالة والتنمية”؟
سينكار: كلا. رأيي هو أنه لن يحدث انخفاض في نسبة مؤيديه. إن قاعدة ”حزب العدالة والتنمية” تتراوح بين ٣٨ و٤٠ بالمئة من الناخبين. ولن تتراجع هذه القاعدة إلا إذا حدثت أزمة اقتصادية حادة.
حرّية: تظهر استطلاعات رأي أخرى أن أصوات ”حزب العدالة والتنمية” ستنخفض إلى ما دون ٤٠ بالمئة؟
سينكار: هذه ألاعيب سياسية لن تؤثر سلباً في شعبية ”حزب العدالة والتنمية”.
أفضل موعد للإنتخابات
حرّية: هل موعد ١ نوفمبر ملائم لـ””حزب العدالة والتنمية”؟
سينكار: نعم. إنه موعد مناسب من زاوية إبعاد تركيز الناخبين عن الوضع الإقتصادي. ولكن ذلك لن يكون له تأثير كبير. أعتقد أن الجمهور تجاوز هذه الإعتبارات.
حرّية: إذا، لن تتغيّر توقعاتك حتى ذلك التاريخ؟
سينكار: لن تتغيّر الوجهة العامة إذا لم ترتكب أحزاب المعارضة أخطاء كبيرة جداً، وإذا لم تقوم بعض القوى المتحالفة مع أحزاب معارضة معينة بأعمال تهدف عمداً إلى تغيير نتائج الإنتخابات!
حرّية: هل يمكن أن يؤثر يوم العطلة في ٢٩ أكتوبر على التصويت في ١ نوفمبر؟ هل يمكن أن يكون ذلك بين أسباب اختيار يوم ١ نوفمبر؟
سينكار: يمكن أن يكون ذلك بمثابة كمين، إذ من المعروف أن أنصار ”حزب الشعب الجمهوري” يهتمون كثيراً بعطلاتهم.
حرّية: هل يمكن لمشاركة الرئيس إردوغان في المهرجانات الإنتخابية أن تكسبه، أو أن تُفقده، أصواتاً؟
سينكار: إن قوة ناخبي ”حزب العدالة والتنمية” تأتي من سمعة إردوغان ومن نظرة الجمهور له. وفي حين كانت نسبة الرضا عن سلوك إردوغان ٤٥،٦ بالمئة في نوفمبر ٢٠١٤، فقد انخفضت إلى ٣٨،٥ بالمئة اليوم. أما إذا ما قارننا مستوى شعبية إردوغان، فإن نسبة شبعيته في أغسطس ٢٠١٤ كانت ٥١،٤ بالمئة، وقد تراجعت الآن إلى ٤٠،٥ بالمئة.
حرّية: هل يمكن أن يترك إردوغان لداوود أوغلو إدارة العملية الإنتخابية؟
سينكار: لن يفعل ذلك لأن داوود أوغلو لا يملك المهارات والكفاءة اللازمة لإدارة هذه العملية.
اردوغان لن يخسر انتخابات اول نوفمبر علي الأقل فسيحصل لعدد مساوي للانتخابات الاخيره، السنه “بتشديد النون” في تركيا لن يخاطروا بالسماح “للعلمانيين” باستلام السلطه مره اخرى بِع انكشاف أجندتهم بتأييد السفّاح في دمشق…
مع احترامي للاستاذ عقل