خاص بـ”الشفّاف”
وقد سبقته إشارة أولى في ١٣ نيسان/أبريل ٢٠١٥، حينما اتخذ الرئيس بوتين قراراً، في ذروة المفاوضات بين إيران والغرب في “لوزان”، بإلغاء قرار رفع الحظر عن تصدير “صواريخ إس-٣٠٠” الذي اتخذه سلفُه دميتري مدفيديف في العام ٢٠١٠.التخوّف الروسي يلتقي مع امتعاض “الحرس” الإيراني الذي لن يرفع اتفاق فيينا أنواع الحظر عليه وعلى قادته، والذي يتخوّف بدوره من مراهنة فريق روحاني-ظريف (-رفسنجاني؟) على الغرب. أي أنه “مناورة ديبلوماسية” يعبّر فيها فريقان، واحد إيراني والآخر هو الدولة الروسية، عن امتعاضهما من اتفاق فيينا ولكن.. مع استبعاد أن تسعى موسكو، أو “الحرس”، لإسقاط اتفاق فيينا، أي لإلغائه!فلا تستطيع روسيا ولا “الحرس” أن يتحمّلا مسؤولية إلغاء الإتفاق الذي يمكن أن يتسبّب بتوجيه ضربة عسكرية، إسرائيلية أو أميركية، لإيران! (سلاح الطيران الإيراني مجهّز بمقاتلات أميركية كانت “حديثة”.. في العام ١٩٧٧!) ولكنهما قادرتان على “التصعيد” في ميادين مختلفة، وخصوصاً “الحرس” الإيراني الذي يقاتل في اليمن وسوريا والعراق ولبنان والبحرين..!
مخاوف موسكو سياسية
كان “الشفّاف” قد نقل في يوم إعلان الرئيس بوتين رفعَ الحظر عن تسليم صواريخ “إس-٣٠٠” لإيران تحليلاً لوكالة “روسيا اليوم” الحكومية (بعنوان: التسليم بعد ٨-١٠ سنوات!: ما وراء قرار روسيا برفع الحظر عن صواريخ “إس-٣٠٠” لإيران؟) جاء فيه أن “ثمة رأي مفاده أن روسيا الاتحادية ترسل، على هذا النحو، إشارة محددة لطهران، تحذّرها من الإقدام على تقارب وثيق جدا مع الغرب. ويعتقد ألكسي أرباتوف، رئيس مركز الأمن الدولي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أن موسكو تلمح “إلى عدم رغبتها بتحول طهران كليا باتجاه التعاون مع الغرب”.
ويستدرك ألكسي أرباتوف قائلا إن الغرب “لا يستطيع تقديم الكثير مما تستطيع تقديمه روسيا”. وهذا، بالدرجة الأولى، يتعلق بمنظومات السلاح. وإذا أقدم الغرب على خطوات من هذا النوع، فستكون محل شجب قاس من طرف إسرائيل، وأنظمة الحكم الملكية في الخليج !
وأضاف ألكسي أرباتوف تتخوّف من أن إيران، “من أجل مصالحها، ستلحق الضرر بروسيا الاتحادية. فعلى سبيل المثال، قد تدخل سوق النفط والغاز ما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار، وبذلك تبدو أمام الغرب مصدرا بديلا عن روسيا الاتحادية”!
إن هذا التخوّف الروسي من دور إيران المقبل في سوقي النفط والغاز يلقي ضوءاً، بالمناسبة، على التقارب الروسي-السعودي الحاصل في الآونة الأخيرة، والذي كان أحد تجلّياته استثمار سعودي بقيمة ١٠ مليار دولار في صندوق استثمارات سيادي روسي!أية صواريخ، ومتى؟
من جهة أخرى، فالإعلان عن أن سليماني ناقش تسليم صواريخ إس-٣٠٠” في موسكو يبدو “فزّاعة” إعلامية.
فحسب “روسيا اليوم” (في ١٨ أبريل ٢٠١٥):
”توقّفَ إنتاج صواريخ “إس- 300” من نموذج ب. م. أو-1، ولا يزال من غير الواضح إن كانت إيران ستوافق على استلام نموذج آخر معدل، فقد سبق أن رفضت عروضا من هذا القبيل.”
”ومن الصعب تسليم منظومات كانت حيز الخدمة في الجيش الروسي، إذ سيكون من الضروري تعديلها تعديلا كبيرا، والقيام بذلك خلال فترة ما مقبولة، ليس بالأمر الممكن واقعيا.”
ويضيف: “هنالك مشكلات تتعلق بطلبات توريد منظومات “إس- 400″ الأحدث. فالمصانع الروسية لن تتمكن بسهولة من إنتاج هذه المنظومات اعتمادا على قدراتها الحالية”، لأن كل إنتاجها مخصص لإعادة تسليح الجيش حتى العام 2020!
ويرى الخبير الروسي أن شحنات السلاح في هذه الحال” قد تؤجل 8 – 10 سنوات”!
ويبقى السؤال: كيف سيردّ فريق روحاني-ظريف-رفسنجاني على زيارة سليماني لموسكو؟ أي على “الحلف الروسي-الحرسي” الذي سيكون له دوره في التوازنات السياسية داخل إيران نفسها؟
مسؤول إيراني: قائد فيلق القدس زار روسيا في خرق لحظر سفره
لندن (رويترز) – قال مسؤول إيراني يوم الجمعة إن قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي يخضع لحظر سفر تفرضه الأمم المتحدة التقى بمسؤولين روس كبار في موسكو. ويفرض مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حظر سفر على سليماني منذ عام 2007 وهو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.لكن المسؤول الإيراني الذي طلب عدم نشر اسمه قال إن سليماني قام بالزيارة في النصف الثاني من يوليو تموز حيث أجرى محادثات تناولت القضايا الإقليمية والثنائية وتسليم إيران صواريخ أرض جو من طراز اس-300 وأسلحة أخرى.كانت قناة فوكس نيوز قد ذكرت يوم الخميس أن سليماني وصل إلى موسكو يوم 24 يوليو تموز والتقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قبل أن يغادر روسيا بعد ذلك بثلاثة أيام.لكن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن متحدث باسم الكرملين نفيه أي لقاء بين سليماني وبوتين.غير أن مسؤولين أمريكيين أمنيين قالا لرويترز يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تعتقد أن اجتماعا جرى بين بوتين وسليماني.وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور إنه يتعين على جميع الدول الامتثال للحظر. وقالت باور للصحفيين بعد اجتماع حول سوريا عقد بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “هذه تقارير مقلقة للغاية لكننا مازلنا نتحرى عن الحقائق.”
وتدعم روسيا وإيران الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة في الحرب الأهلية. وثمة مؤشرات على جهود دبلوماسية جديدة لإنهاء الحرب بعد توقيع الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الست الشهر الماضي.
ويقول دبلوماسيون إن روسيا وإيران تقفان وراء الجهود الدبلوماسية الأخيرة بعد التوصل للاتفاق النووي في 14 يوليو تموز.
*اجتماعات موسكو
وقال أحد المصدرين الأمنيين الأمريكيين إن سليماني أجرى أيضا عدة اجتماعات أخرى في موسكو في يوليو تموز.
وذكر مسؤول أمريكي كبير في واشنطن أن العقوبات الأمريكية على سليماني ستظل قائمة رغم التوصل لاتفاق بين إيران والقوى العالمية الشهر الماضي لتقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عن طهران.
وقال المسؤول “سنواصل العقوبات على الحرس الثوري وفيلق القدس وقيادته بمن في ذلك قاسم سليماني وشبكته بالكامل.”
وأدرجت الولايات المتحدة فيلق القدس في 2007 على قائمة الجماعات الراعية للإرهاب. وفعل الاتحاد الأوروبي نفس الشيء في 2011. والدول الاعضاء في الأمم المتحدة مطالبة بمنع دخول الأشخاص المدرجين على القائمة السوداء.
وتتهم حكومات غربية وإسرائيل فيلق القدس بتسليح جماعات متشددة متنوعة في الشرق الأوسط.
ويقاتل فيلق القدس بقيادة سليماني تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وتأتي زيارته إلى موسكو في وقت تدعو فيه روسيا إلى تحالف إقليمي واسع في الشرق الأوسط لمحاربة التنظيم المتشدد.
وقال إيجور كوروتشينكو وهو خبير أمني روسي تربطه صلات وثيقة بوزارة الدفاع الروسية إنه لا يمكنه الجزم بزيارة سليماني لموسكو لكن موسكو وطهران حليفتان وثيقتان في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف “تتعاون روسيا مع السلطات الإيرانية لوقف تمدد تنظيم الدولة الإسلامية. أي اجتماعات تساعد هذه الجهود ستكون جيدة.”
وتستعد روسيا أيضا لتزويد إيران بأنظمة صواريخ متطورة