(صورة المقال من “الفيغارو”: مظاهرة في بيروت احتجاجاً على احتجاز الكتائبي “بطرس خوند” في سجون علي المملوك(.
*
خاص بـ”الشفّاف”: نفت مصادر خاصة ومطلعة لـ”الشفاف” أن يكون الإجتماع الذي انعقد في دمشق بين الجنرال “علي المملوك” والفرنسي “باتريك باراكوان” قد تمّ بغطاء رسمي من أي نوع! وقالت المصادر أن الإجتماع، الذي كشفه الصحفي “جورج مالبرونو” في جريدة “الفيغارو” قبل يومين تم فعلاً بمبادرة من “رجل أعمال مغامر لا يحظى بتقدير الأجهزة الفرنسية”!
وكان الخبر الذي نشرته الفيغارو قد أثار “لغطاً” لدى عدد من الحكومات المعنية بالملف السوري، والتي استغربت حدث لقاء “مخابراتي” فرنسي-سوري بعد تنديد الرئيس أولاند بزيارة برلمانيين فرنسيين إلى دمشق واجتماعهم مع الديكتاتور السوري، ورغم تنديد رئيس الحكومة مانويل فالس بالزيارة التي اعتبرها “خطيئة أخلاقية”!
وأضافت المصادر: إذا كان “باتريك باراكوان” قد “تطوّع” لتقديم “تقرير” للأجهزة الأمنية عن زيارته، فذلك لا يعني أنه يحظى بتقديرها أو بأي غطاء رسمي.
وأضافت المصادر أن الشخصية الأهم بين الثلاثي الذي ذكره جورج مالبرونو في مقاله بجريدة “الفيغارو” هو “ستيفان رافيون”. ولفتت إلى أن “رافيون” كان قد أسّس “غرفة التجارة الليبية -الفرنسية ” في عهد معمّر القذافي، لكي تكون بمثابة “لوبي ليبي” في فرنسا! أيأنه عمل لصالح معمر القذافي قبل أن يعمل لصالح بشار الأسد ويتولى تنظيم رحلة البرلمانيين الفرنسيين الأربعة إلى دمشق.
كما أشارت المصادر إلى أن “ستيفان رافيون” ربما كانت متوّرطاً في قضية “كليرستريم” للتحويلات المصرفية التي تم تسريبها بعد “إضافة أسماء معينة” إليها، بينها إسم الرئيس السابق نيقولا ساركوزي الذي كان في حينه مرشّحاً لرئاسة الجمهورية!
مما يعني أن سمعة “ستيفان رافيون” ليست ممتازة لدى الأجهزة الأمنية أوالرسمية.
زيارة ضمن الزيارة
وكان جورج مالبرونو في مقال بجريدة “الفيغارو” قد كشف عن “زيارة ضمن الزيارة” التي قام بها برلمانيون فرنسيون إلى دمشق. وكتب: كانت زيارة “سرية جداً مخخصصة لمكافحة الإرهاب وتحظى سرّاً بموافقة الإستخبارات الفرنسية. فعلى هامش الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها ٤ برلمانيين فرنسيين إلى دمشق قبل أسبوعين، التقى “باتريك باراكوان”، وهو مراقب عام (سابق) في وزارة المالية وضابط احتياط سابق بالجنرال علي المملوك، المسؤول عن منظومة الأجهزة الأمنية السورية. وقد تحقّقنا من المعلومات من حاشية “باتريك باراكوان” ومن مصدر مطلع في دمشق. وكان “باتريك باراكوان” ووسيطان آخرن هما “ستيفان رافيون” و”جيروم توسان” قد رافقا البرلمانيين الأربعة أثناء زيارتهما لبشار الأسد في ٢٥ فبراير. ولكن البرلمانيين لم يكونوا على علم باللقاء الذي كان الهدف منه معرفة أي مستوى من التعاون الأمني يمكن استئنافه بين البلدين رغم إقدام باريس على قطع العلاقات الديبلوماسية في فبراير ٢٠١٢ احتجاجاً على القمع الدموي للمعارضين. ”
وأضاف مقال “الفيغارو”: “قبل اجتماعه مع الجنرال علي مملوك، قامت حاشية باتريك باراكون بإطلاع جهاز الإستخبارات الداخلي الفرنسي ومسؤول في في جهاز الإستخبارات الخارجي. ولم يضع الجهازان الأمنيان أي “فيتو” على اللقاء. ويقول مصدر في الإستخبارات “نحن نعمل تقنياً. السياسيون لديهم أجندتهم، والمهم بنظرنا هو تقليص التهديد الذي تتعرض له بلادنا بسبب رحيل جهاديين شبان إلى سوريا”.
وأضاف: “تطرق النقاش مع المملوك، الذي استغرق ساعة، إلى الجهاديين الفرنسيين الموجودين في سوريا، والجهاديين الموجودين في سجون النظام، وجوازات السفر التي وقعت بأيدي النظام السوري، وكذلك إلى الواقع العملياتي للمعارك، لأنه إذا ما قررنا يوماً أن نضرب “داعش”، فسنكون بحاجة إلى معلومات ميدانية”.
وأضاف: “إن أيا من الجانبين لم يرغب في الإفصاح عن المزيد، ولكن اللقاء، بعكس اللقاءات السابقة، لم يكن عديمة الجدوى. ويخلص أحد الوسطاء (الفرنسيين) إلى “آننا رغبنا في فتح الأبواب، وبعد ذلك تقرّر الأجهزة الأمنية (الفرنسية) ما إذا كانت ترغب في متابعة الموضوع أم لا”!
وحسب معلومات ”الشفاف”، فجواب ”الأجهزة” سلبي جداً إزاء اللقاء، وإزاء تغطية ”الفيغارو” التي تعتبرها ”مضللة كلياً”.
لا تغيير، إذاً، في الموقف الفرنسي من نظام الأسد. وما زال على “الجنرال (مملوك) أن ينتظر رسالة” من باريس!
مقال “الفيغارو”: