اللقاء الأول بين الرئيس فرنسوا أولاند والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في باريس، كان مختصراً جداً، الأمر الذي أثار استياء الضيف القطري! فقد رغب الرئيس الفرنسي الجديد بتوجيه رسالة إلى أمير قطر مفادها أن العلاقات بين البلدين لن تظل “محورية” كما كانت في عهد ساركوزي.
اللقاء الثاني، أمس الأربعاء، كان أفضل في الظاهر، ولكن التحفّظات ما تزال موجودة.
فقد نقلت جريدة “لوموند” أن الشيخ حمد والرئيس أولاند سجّلا “التوافق في وجهات نظرها وقررا تنسيق جهودهما” لتحقيق “إنتقال سياسي” في سوريا “بطريقة منظمة وبأسرع وقت”.
كما التقى وزير الدفاع الفرنسي، جان-إيف لو دريان، مع وزير الدفاع القطري (الذي يشغل منصب رئيس الأركان، كذلك)، ولكنه حرص على القول بأن فرنسا لن تحذو حذو قطر في تمويل مشتريات السلاح للثورة السورية. ففرنسا متمسّكة بسياسة توفير أجهزة عسكرية “غير قتالية” للثوار، مثل المناظير الليلية وأجهزة الإتصالات المشفرة، على غرار بريطانيا والولايات المتحدة.
وحسب جريدة “لوموند” فقد تركّزت محادثات الفرنسيين والقطريين على “ما بعد سقوط بشّار”. وقال مصدر فرنسي: “القطريون يملكون المعلومات الإستخباراتية، وهم يقومون بتسليم أسلحة للجيش الحر، ويعرفون حاجاته”.
مع ذلك، تضيف “لوموند”، فإن تدخّل قطر في الملف السوري يثير مشاعر مختلطة وقدراً من التحفّظ في فرنسا. فقطر تلعب بدون تحفظ “الورقة السنّية” وتدعم جماعة “الإخوان المسلمين”، في حين تسعى فرنسا، ومثلها حلفاؤها الغربيون، لتشجيع المعارضة على تشكيل “حكومة إنتقالية” توفّر ضمانات للأقليات السورية. ويضيف مصدر فرنسا أن “قطر يمكن أن تلعب دوراً في المصالحة بين السوريين”.
وتضيف “لوموند” أن الحوار الفرنسي مع قطر الآن يتم بالتوازي مع التنسيق الأميركي الوثيق مع تركيا.