عمان (رويترز) – تعقد مجموعة من ابرز المثقفين في سوريا اجتماعا في دمشق يوم الاثنين سعيا لايجاد مخرج للازمة التي تمر بها البلاد لكن الناشطين المناهضين للحكومة يقولون ان الاجتماع قد يوفر غطاء سياسيا للرئيس بشار الاسد.
ويضم الاجتماع المقرر عقده في أحد الفنادق بدمشق منتقدين بارزين للاسد الذين يحظون بالاحترام في دوائر المعارضة بالاضافة الى بعض الاشخاص المعروفين بتأييدهم للاسد. ويبدو ان الاجتماع قد حظي بموافقة الحكومة.
وأرسل الاسد قوات لسحق المحتجين في انحاء البلاد في حين تعهد باجراء حوار وطني في محاولة لاحتواء انتفاضة تطالب بحريات سياسية تمثل اخطر تهديد لحكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما والذي بدأ تحت قيادة والده حافظ الاسد.
وتقول جماعات حقوقية ان 1300 مدني قتلوا في الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة شهور. وتقول الحكومة ان 250 من افراد قوة الامن قتلوا وتنحي باللائمة على متشددين مسلحين في اثارة الاضطرابات.
وقالت جماعات حقوقية ان قوات الامن قتلت بالرصاص خمسة مدنيين يوم السبت اثنان خلال جنازات تحولت الى احتجاجات وثلاثة خلال حملة اعتقالات في دمشق وبلدة القصير قرب الحدود اللبنانية. وجاء ذلك في اعقاب احتجاجات حاشدة يوم الجمعة عندما قال ناشطون ان قوات الامن قتلت ما لا يقل عن 15 شخصا.
ووصف منظمو مؤتمر يوم الاثنين بانه منبر لشخصيات مستقلة تبحث عن سبيل للخروج من دائرة العنف.
وقال المعارض عارف دليلة لرويترز عبر الهاتف من دمشق انه لا يوجد اي شخص يمثل النظام او المعارضة بصفة رسمية لكن النخبة المثقفة من واجبها ان تجتمع وتطالب بانهاء القمع العسكري والافراج عن السجناء السياسيين وارساء الحريات السياسية.
وقال دليلة وهو اقتصادي بارز سجن لمدة ثمانية اعوام بعد ان انتقد منح عقد في مجال الاتصالات لابن خال الاسد ان معظم المشاركين يطالبون بجدية كاملة اتخاذ اجراء للتحول الى نظام ديمقراطي.
وقال الكاتب لؤي حسين وهو من ناشطي المعارضة البارزين الذين سيحضرون الاجتماع ان الهدف هو مناقشة الوضع الذي يهدد البلاد والانتقال بطريقة امنة وسريعة نحو دولة ديمقراطية ومدنية تحقق المساواة والعدالة لجميع المواطنين دون تمييز.
لكن جماعة ناشطين تطلق على نفسها اسم اتحاد تنسيقات الثورة السورية نددت بالمؤتمر ووصفته بانه محاولة لاضفاء الشرعية على النظام. وفي اسطنبول حيث اختتم 150 من الناشطين الشبان السوريين مؤتمرا للمعارضة استمر لمدة يومين يوم الاحد انتقد المشاركون ايضا الاجتماع المزمع عقده يوم الاثنين.
وقال اياد قرقور وهو ناشط انتخب للجنة التنفيذية انهم يحترمون تاريخ اشخاص مثل دليلة وحسين لكن كون ان المؤتمر سيعقد في الوقت الذي تستمر فيه اعمال القتل هو تستر على اخطاء النظام.
وأضاف انه ايا كان ما سيقرروه فلن يكون له أي تأثير على المحتجين على الارض.
وكان دليلة وحسين ضمن مجموعة من اربعة ناشطين اجتمعوا مع مستشار للاسد قبل شهرين لمناقشة حوار وطني. وبعد الاجتماع قال الاربعة انه لا يمكن اجراء حوار في ظل استمرار قتل المتظاهرين وقيام قوات الامن باعتقال وتعذيب السوريين بالالاف.
واثار قمع الاسد للاحتجاجات ادانات غربية وتصاعدا تدريجيا لعقوبات اقتصادية تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على الزعماء السوريين. وتنحي السلطات في دمشق باللائمة في العنف على جماعات متشددة مسلحة.
ورغم اللهجة القوية ضد الاسد من الزعماء الغربيين فانه لا يوجد ما يوحي بانهم يعتزمون اتخاذ اجراء يفوق العقوبات الاقتصادية على غرار التدخل العسكري ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.