ترجمة فاخر السلطان
قال آرون ديفيد ميلر، العضو البارز في “مؤسسة كارنيغي”، وهو من أشد المعارضين لسياسات دونالد ترامب الصارمة ضد النظام الإسلامي في إيران، في مقال تحليلي مطول نُشر في 14 أغسطس في مجلة “فورين بوليسي”، في إشارة إلى صفقة الستة مليارات دولار مقابل إطلاق السجناء بين واشنطن وطهران، أنه “لا توجد صفقات جيدة مع إيران، بل هناك صفقات سيئة وصفقات أسوأ”.
وفي تحليله للوضع في الشرق الأوسط، أكد ميلر أنه ليس فقط حكومة بايدن، وإنما جميع الحكومات في الولايات المتحدة لديها مشكلة استراتيجية مع الجمهورية الإسلامية، في المقابل لا يوجد لديها حل استراتيجي.
يؤكد ميلر أن الوضع العالمي عبارة عن “لوحة مليئة بالمتاعب لجميع الحكومات في أمريكا، بدءا من أوكرانيا وروسيا إلى الصين ثم حملة إعادة انتخاب الرئيس. لذا فإن محاولة منع حدوث أزمة خطيرة بشأن برنامج إيران النووي هو خطوة ذكية ومسؤولة. فآخر شيء تحتاجه إدارة بايدن هو أزمة في الشرق الأوسط بسبب برنامج إيران النووي غير الخاضع للرقابة والذي يخصب اليورانيوم إلى مستويات تصلح لصنع الأسلحة”.
الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تتعامل مع نظام استبدادي وقمعي يسجن ويعذب ويقتل مواطنيه، كما كتب ميللر. ولدى هذا النظام نفوذ واسع في أربع عواصم عربية على الأقل (بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد). في الوقت نفسه، يدعم النظام الهجمات ضد القوات الأمريكية ويلعب الآن دورًا مهمًا في دعم العدوان الروسي على أوكرانيا. وإلى كل ذلك يجب إضافة الملف النووي.
ببساطة، أمريكا لديها مشكلة استراتيجية مع إيران، لكن ليس لديها حل استراتيجي. كل جهود واشنطن – بدءا من الاتفاق النووي عام 2015 إلى آخر جهد لخفض التصعيد من خلال سلسلة من التفاهمات – كلها صفقات مؤقتة وليست تغييرات في الحلول المؤقتة أو مسعى لحل نهائي. وفي الوقت نفسه أصبحت هذه الجهود الدبلوماسية غير فعالة.
ويؤكد ميلر في مقاله أن إيران الآن دولة في طور امتلاك السلاح النووي، مما يعني أن لديها القدرة على تطوير جميع العناصر اللازمة لصنع قنبلة، بما في ذلك القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاحين نوويين على الأقل. وهذا لا يعني أن البلاد في طريقها إلى امتلاك الأسلحة النووية، أو حتى أنها قررت القيام بذلك. لكنها تمتلك المعرفة والتكنولوجيا والموارد اللازمة التي، وفقًا للبعض، يمكّنها من الوصول إلى السلاح النووي في غضون عامين.
يمضي ميلر في توضيح أن الطريقة الوحيدة لضمان عدم امتلاك إيران مطلقا للأسلحة النووية هي تغيير النظام الحالي إلى نظام لا يحتاج أو لا يرغب في امتلاك هذه الأسلحة، وأن يكون أقل عداء للغرب، وأكثر اندماجا في المنطقة، ولا يسعى لنشر فكره الثوري خارج حدوده. ويضيف: “بصراحة، من الصعب تخيل ذلك في أي وقت قريب، أو ربما على الإطلاق”. البديل المحتمل للنظام الحالي هو حكومة يسيطر عليها الحرس الثوري الإسلامي، الأمر الذي سيكون في غاية الخطورة. وعلى أي حال، فإن تحديد من سيحكم إيران يتجاوز قدرة واشنطن. يجب أن يبقى هذا القرار في يد الشعب الإيراني كما ينبغي”.
ويؤكد ميلر أنه “باستثناء تغيير النظام، فإن جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك الدبلوماسية، والضغط الاقتصادي والسياسي، ليست سوى حلول مؤقتة. حتى استخدام القوة العسكرية فإنه في أفضل الأحوال قد يؤخر برنامج إيران النووي، ووفقا لتامير هيمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، فإن استخدام القوة سيزيد من رغبة النظام الإيراني في صنع قنبلة”.
ويوضح ميلر كذلك أن استمرار العقوبات الاقتصادية، حتى بطريقة مستدامة، وزيادة الضغط السياسي ووجود خيار عسكري صحيح، ما هو إلا حل يعتمد على الوقت لتأخير الصراع النهائي. ووفقا له، انخرطت إسرائيل وإيران في لعبة خطيرة من المواجهات المتبادلة لسنوات على الجبهات الجوية والبرية والبحرية والسيبرانية في سوريا ولبنان والعراق وفي الخليج الفارسي (العربي)، ولاشك أن قدرة التسامح الإسرائيلية لرفض قيام الجيش بعمل عسكري ضد إيران، خاصة تجاه برنامجها النووي، أقل بكثير من الولايات المتحدة.
وفي إشارة إلى أنه لا توجد فرصة تقريبا لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (استعادة الاتفاق النووي)، شدد ميلر على أن “نهج حكومة بايدن يجب أن يُفهم في سياق الخيارات السيئة (مقابل الأسوأ)”. وفي الوقت الحالي، لا يملك بايدن أي وسيلة أقل سوءا من هذه الصفقات والتفاهمات الشفهية.
في جزء آخر من مقاله، كرر ميلر على أنه “لا توجد صفقة جيدة مع النظام الإيراني، سواء كانت مكتوبة أو غير مكتوبة”، وأكد أن اتفاقا نوويا آخر أو تفاهما نوويا آخر مع الجمهورية الإسلامية غير مجدٍ أيضا ولن يقلل من احتياطيات إيران من اليورانيوم ولا من أنشطة النظام، ولن يوقف إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، لكن الجمهورية الإسلامية سيكون لديها المزيد من الوقت لتقوية مواقعها النووية.
وفي النهاية أكد ميلر أن “نهج بايدن تجاه النظام الإيراني ليس جريئًا أو جميلًا، ولا يمكنه التعامل بشكل استراتيجي مع مشكلة إيران والولايات المتحدة. وأكد أن هذا النهج له جوانب سلبية ويواجه انتقادات شديدة من الجمهوريين. لكن في عالم قاس لا يرحم، فإن التعامل مع جمهورية الإسلامية، حيث الخيارات بين السيئة والأسوأ، يصعب تخيل حل بديل أفضل.
There Are No Good Deals With Iran
المعضلة الإستراتيجية الأميركية ـ الإسرائيلية تكمن فقط في : هل تريد أميركا و إسرائيل رؤية الأطباق مكسرة أم تنتظران زمن آخر ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدهاء الأسطوري الأيراني و سياسة حياكة السجاد أوصلت النووي الأيراني إلى معادلة تحاكي معادلة أطباق شرودنغر ” هي مكسورة و غير مكسورة في آن واحد وذلك حتى يتم فتح الخزانة ” إستخدام القوة سيزيد من رغبة النظام الإيراني في صنع قنبلة” كما يقول تامير هيمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية . وعدم إستخدامها يعني قبول حقيقة أن أيران دولة في طور امتلاك السلاح النووي و لديها كل مقومات صنعها و ذلك بإنتظار فتوى . هذه هي المعضلة التي… قراءة المزيد ..
الدهاء الأسطوري الأيراني و سياسة حياكة السجاد أوصلت النووي الأيراني إلى معادلة تحاكي معادلة أطباق شرودنغر ” هي مكسورة و غير مكسورة في آن واحد وذلك حتى يتم فتح الخزانة ” إستخدام القوة سيزيد من رغبة النظام الإيراني في صنع قنبلة” كما يقول تامير هيمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية . وعدم إستخدامها يعني قبول حقيقة أن أيران دولة في طور امتلاك السلاح النووي و لديها كل مقومات صنعها . هذه هي المعضلة التي لا حل خارجي لها والحل الداخلي لا يستقيم بفتوى للخامنئي و إنما بتحول ديمقراطي للنظام الأيراني وهنا تكمن المشكلة لأن البديل الوحيد للملالي حالياً هو الحرس الثوري… قراءة المزيد ..
تحليل منطقي..الحكومة الايرانية تتنازع على بقائها بعد تمرد أكثر من ٨٠ مدينة على شرعية حكم ولابة الفقيه وحرق علم الجمهورية بعد مقتل مهسا اميني..! التغير حتمي وسوف يكون من الداخل..!!