هل في الانجليز أي إنسانية أو عدالة أو رحمة؟ وهل هذه تشمل كذلك المسلمين، ام أن الانجليز انسانيون مع «النصارى» و «أهل الكتاب» والذميين وحدهم؟
قرأت ان الجوازات البريطانية التي ستمنح العام الحالي للمهاجرين إلى بريطانيا، ستكسر الرقم القياسي، وان عددها سيبلغ 220 ألفاً. وجاء في الصحف ان السلطات هناك قد وافقت خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي على 54 ألفا وفوقهن 615 من الطلبات للحصول على الجنسية البريطانية، بزيادة قدرها %57 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وان عدد المهاجرين الذين سيحصلون على جوازات السفر خلال العام الحالي سيكسر الرقم القياسي الذي سجل في العام 2007، والذي اقترب من 165 الف جواز! وأشارت الصحيفة الكويتية «أوان» يوم 2009/6/23، إلى ان الهنود والباكستانيين والعراقيين والصوماليين ومهاجري زيمبابوي، على التوالي، نالوا نصيب الأسد من الجنسية البريطانية خلال العامين الماضيين، والمعروف، ربما، هو ان الهنود والباكستانيين يشكلون القسم الاعظم من الحاصلين عليها بفضل الزواج من بريطانيين بالميلاد او المواطنة من ذوي الأصول الهندية والباكستانية.
البعض يشير دائما إلى التمييز ضد المهاجرين في بريطانيا وأوروبا! ولكن كم دولة اسلامية توافق على تجنيس الهنود المسلمين والباكستانيين والصوماليين والفلبينيين ومسلمي بنغلادش؟ ثم اين الوضع القانوني والمعيشي لمهاجري بريطانيا وأوروبا، مهما كانت، عن أوضاعهم في ديار الاسلام والعرب.. و«العمالة التائهة»؟
حتى دولة ديموقراطية، حليفة للغرب كالكويت، تمنع قوانينها صراحة وعلناً، وبافتخار الاسلاميين، وتعارض منح الجنسية الكويتية للمسيحيين وغير المسلمين عموماً!.
كنت أقرأ في موسوعة فقهية معروفة لأحد أساتذة كلية الشريعة في الكويت، فرأيته يقول صراحة، في موسوعته الصادرة عام 2000م مايلي: «لا يجوز لأحد من غير المسلمين أن يدخل دار الاسلام إلا بإذن من ولي أمر المسلمين، وإذا دخل فلا يجوز له أن يستوطن حتى يعقد له ولي أمر المسلمين الذمة، ولا يجوز له أن يستوطن الجزيرة العربية من دار الإسلام»..!!
ويعتبر هذا الاستاذ، بطريقة غير مباشرة الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا ضمن «دار الحرب». إذ تتحول دار العهد إلى دار حرب «إذا ناصرت دولتها أو أهلها أعداء المسلمين» (ص850) وأحكام التعامل مع مواطني هذه الدول أي «دار الحرب»، لابد أن تتصف «بالقطيعة الكاملة»! وذلك يتضمن: عدم اقامة المسلمين في دار الحرب، عدم اقامة أهل الحرب في ديار المسلمين، عدم شرعية الزواج بكتابية حربية ولا مسلمة مقيمة في دار الحرب، عدم جواز خروج الأموال من دار الاسلام إلى دار الحرب، الحربي لا يرث قريبه الذمي الذي مات في دار الاسلام، لا تجب على أي مسلم دية لمسيحي قتل على يد مسلم في اوروبا وأمريكا!
غير ان الاستاذ لا يرى بأساً في أن يرث المقيم في دار الاسلام قريبه المقيم في دار الحرب.. [ص132 من الموسوعة الفقهية الميسرة، د.محمد رواس قلعة جي، بيروت،2000].
هذه كلها نماذج فكرية وفقهية لغياب العرب والمسلمين عن زمانهم ومكانهم، والتفكير في القرن الحادي والعشرين بأدوات القرن العاشر.. وما قبل ذلك!
عشرات الالوف من الاسلاميين المتشددين يرسلون ابناءهم للدراسة في اوروبا وامريكا او يقيمون هم انفسهم هناك بين «الحربيين الكفار». عشرات البلايين من الدولارات تحولها البنوك والشركات الاسلامية الى اوروبا وامريكا وتسترجعها كل عام.. ولا احد يراجع فقه التعامل مع الآخر!! فمتى تزول عنا هذه الغيبوبة؟
* نقلا عن صحيفة “الوطن” الكويتية
لا إقامة.. ولا جنسية.. للنصارى!بالفعل ما زلنا متخبطين في وحال تخلف القرون الغابرة السحيقة. كل يوم وفي أدنى زوايا حياة المجتمعات الاسلامية يبرز هذا التخلف البدائي السحيق، متمظهراً في التشريع والممارسة السياسية والادارية والاجتماعية وفي التعليم والتطبيب، والفنون والتقنيات، وسجن حريات التعبير والكتابة والسفر، وحظر أي عمليات انتخابية وكسرها ببحار من الدماء في نوادر الحالات التي تجري ويهزم فيها الطاغية المحلي او العصابة المتسلطنة كما في ايران ومحاولات اغتيال الانتخابات اللبنانية إلخ… هذا الغيبوبة لن تزول إلا بزوال استعمال الاسلام كمخدّر جماعي، اي بزوال خلط الدين بالسياسة والاجتماع واعتبار القرآن قانوناً دنيوياً ابدياً ازلياً سرمدياً. ومن هنا ان يحصل ذلك،… قراءة المزيد ..