قتل 21 شخصا على الاقل واصيب 101 اخرون في تفجيرات استهدفت خمس كنائس في ولاية كادونا في نيجيريا واعمال شغب اعقبتها استهدف خلالها شبان مسيحيون مسلمين في ضاحية ذات غالبية مسيحية في الولاية.
وصرح مسؤول في وكالة ادارة الطوارىء الوطنية ان “الارقام الرسمية من العاملين الطبيين حول العدد الاجمالي للقتلى من التفجيرات والاحتجاجات بلغ 21 قتيلا و101 مصاب”.
وذكر شهود عيان ومسؤولون ان خمسة تفجيرات استهدفت الاحد كنائس مسيحية في شمال نيجيريا، في حين اعلن فرض حظر للتجول في كادونا شمال البلاد.
وبعد ذلك قامت مجموعة من المسيحيين الغاضبين باعمال ثارية استهدفت مسلمين في ضاحية ذات غالبية مسيحية لمدينة كادونا، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه.
وكانت ثلاثة تفجيرات استهدفت في وقت سابق الاحد كنائس مسيحية في شمال نيجيريا موقعة عددا غير محدد من الضحايا في منطقة تهزها باستمرار اعمال عنف تنسب الى جماعة بوكو حرام الاسلامية.
وافاد مسؤول في اجهزة الاسعاف ان تفجيرين اخرين استهدفا الاحد كنيستين في مدينة كادونا، ما يرفع الى خمس عدد الكنائس التي تعرضت لهجمات في هذه المنطقة بشمال نيجيريا.
وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية للاسعافات الطارئة علي محمد لفرانس برس “وقع هذا الصباح هجومان تفجيريان متزامنان على كنيستين في اثنين من الاحياء (ذات الغالبية المسيحية) في جنوب مدينة كادونا. لا نزال ننتظر الحصول على معلومات عن عدد الضحايا المحتملين”.
وقال المتحدث باسم شرطة الولاية امين لوان ان “هجمات انتحارية استهدفت كنائس في حيي وساسا وسابونغاري في (مدينة) زاريا وكذلك في منطقة تريكانيا في كادونا”.
وفرضت سلطات ولاية كادونا شمال نيجيريا حيث وقعت الهجمات الخمسة ضد كنائس الاحد، حظرا للتجول لمدة 24 ساعة في المنطقة، كما اعلنت الحكومة المحلية والشرطة.
واعلن المتحدث باسم الحكومة المحلية روبن بوهاري ان “الحكومة وافقت على حظر التجول لمدة 24 ساعة بمفعول فوري في كل الولاية (…)”.
واكد المتحدث باسم الشرطة امين لوان ان “حظرا للتجول لمدة 24 ساعة دخل حيز التطبيق في كل الولاية”.
واعلنت وكالة الدولة لادارة الاوضاع الطارئة وسكان ان الانفجارات وقعت في قطاعين من المدينة التي شهدت في الماضي هجمات نفذتها جماعة بوكو حرام الاسلامية.
واعلن المتحدث باسم الوكالة يوشاو شعيب في بيان ان “ادارة الاوضاع الطارئة تؤكد وقوع انفجارين في واساسا ودابون-غاري في مدينة زاريا في ولاية كادونا. وتوجه الى مكان الانفجارين مسعفون وعناصر امن”.
واعرب سكان عن خشيتهم من ان يكون عدد كبير من المصلين لقي مصرعه في التفجيرات التي استهدفت كاتدرائية يسوع الملك الكاثوليكية وكنيسة البشارة الانجيلية.
وبعيد ذلك، اعلن مسؤولون ان هجوما استهدف كنيسة في كادونا عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه والتي تبعد حوالى بضعة كيلومترات من زاريا.
ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن التفجيرات على الفور، لكن جماعة بوكو حرام الاسلامية التي نفذت في السابق عددا من الاعتداءات ضد المسيحيين، اعلنت اخيرا انها ستواصل مهاجمة الكنائس.
وفي زاريا، قالت مصلية من حي واساسا ان “الكثير من الناس في الكنيسة اصيبوا بجروح”، لكنها اضافت انها لم تشاهد قتلى.
وفي سابونغاري، في المدينة نفسها، روى احد السكان ان الكنيسة تضررت كثيرا. وقال محمود حمزة لوكالة فرانس برس “من الواضح ان هناك قتلى نظرا لحجم الاضرار والنيران”.
واضاف احد السكان انه “تم سحب جثث من الكنيسة شوهدت من بعيد”.
والاحد الماضي، استهدفت اعتداءات تبنتها بوكو حرام كنيستين في وسط وشمال شرق نيجيريا ما اوقع اربعة قتلى بينهم انتحاري واصابة نحو خمسين شخصا بجروح.
وكان متحدث باسم الاسلاميين اعلن ان هدف هذه الهجمات هو اظهار ان الجماعة تبقى ناشطة على الرغم من العمليات التي تشنها قوات الامن ضدها.
وقال ان “الدولة النيجيرية والمسيحيين هم اعداؤنا وسنشن هجمات ضد الدولة وجهازها الامني وكذلك ضد الكنائس الى ان نحقق هدفنا وهو اقامة دولة اسلامية مكان الدولة العلمانية”.
وتكثف جماعة بوكو حرام منذ منتصف 2009 الاعتداءات التي تستهدف المسؤولين الحكوميين وقوات الامن والاقليات المسيحية في مدن الشمال النيجيري حيث الغالبية من المسلمين. وقد اسفرت اعمال العنف هذه عن مقتل اكثر من الف شخص منذ ذلك التاريخ.
ونيجيريا الدولة الاكثر عددا للسكان في افريقيا مع حوالى 160 مليون نسمة، مقسمة بين شمال غالبيته من المسلمين وجنوب حيث الغالبية من المسيحيين الاكثر ثراء بفضل النفط.