قدّم “الشفاف” لقرائه أمس ترجمة كاملة لما نشرته “جريدة الأحد” الباريسية حول “الشبكة اللبنانية” التي تقوم بـ”تبييض أموال المخدرات المكسيكية والكولومبية”. وقلنا في التقديم أنه “ترد أسماء المحامي اللبناني الباريسي “بشاره طربيه” و.. فهد وسعد الحريري! علماً أنه يصعب تصديق أن يكون لآل الحريري صلة بمثل هذا الملف!”
لماذا؟ أولاً، لأن جهاز مكافحة المخدرات الأميركي “يتهم المبيّضين” بأنهم جزء من شبكة تابعة لحزب الله. أي أن الإتهامات لآل الحريري صادرة عن أعضاء في حزب متّهم باغتيال رفيق الحريري! ولأنها صادرة عن أعضاء في حزب متّهم، من اكثر من جهة دولية، بتبييض أموال “الكارتلات” الكولومبية وغير الكولومبية، أي ما يسمّى “الناركو” بلغة أميركا اللاتثينة! وثالثاً، لأنه لم يسبق توجيه اتهامات (أو حتى شائعات) لسعد الحريري في مثل هذه القضايا. ورابعاً، لان “المبالغ” التي تم تبييضها ليست “بالمستوى” اللائق “لكي يزغّر سعد الحريري عقله” للتعاطي بها! ويكفيه مثلاً أن يتوقّف عن الدفع لبعض “الطفيليات” المحيطين به، وما أكثرهم، لكي يوفّر أكثر من المبالغ التي تضمنها تقرير الصحيفة الفرنسية!
رغم ذلك، فقد صدرت”جريدة غير المغفور له الجنرال محمد ناصيف” (“الصادرة من بيروت”!)، صباح اليوم، بعنوان “مثير” يحوّل شبكة يتّهمها الأميركيون بالعمل لصالح حزب الله إلى اتهام واضح لسعد الحريري الذي “يرفض مواجهة” المجموعة التي تتّهمه!
برافو، حتى “غوبلز” لم يفعلها!
وقد أصدر مكتب سعد الحريري البيان التالي، وأهم ما فيه الكلمات الأربع الأخيرة:
“نشرت صحيفة السفير اليوم ما ورد في صحف فرنسية امس نقلا عن أفراد شبكة متهمة بتبييض أموال مخدرات عصابات كولومبية لصالح حزب الله، زعمهم أنهم سلموا اموالا الى المحامي الاستاذ بشارة طربيه زاعمين انه محامي الرئيس سعد الحريري وان المحامي طربيه أبلغهم ان الأموال ستسلم الى الرئيس الحريري.
وإذ يكرر المكتب الإعلامي للرئيس الحريري ما ورد في الصحافة الفرنسية في الوقت نفسه امس، من ان الاستاذ بشارة طربيه ليس محامي الرئيس الحريري ولا تربطه به اي علاقة شخصية او مهنية، وان مزاعم أفراد الشبكة المتهمين لا أساس لها من الصحة، فإنه لا يستغرب ان يلجأ هؤلاء الى اُسلوب النيل السياسي الرخيص من الشرفاء لحرف الأنظار عن الحقيقة عموما وحقيقة من يشغلهم خصوصا”.