جمود مفاجئ طرأ على الوفد الإيراني… لم يفهمه الأميركيون
وفي اللحظة الاخيرة، تراجع الايرانيون ولم يوقعوا وثيقة الاتفاقية النووية النهائية مع مجموعة دول خمس زائد واحد، وساد ارتباك. ولم يفهم الحاضرون سبب الجمود الذي سيطر على الوفد الايراني، فخرج وزير الخارجية جون كيري الى الاعلام، مساء الخميس، وبدلاً من أن يعلن خبر التوصل لاتفاق، ادلى بتصريح غير مفهوم قال فيه ان الوفود ليست في عجلة لاتمام المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه لن تفاوض الى ما لا نهاية.
هكذا، رحل وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا لوران فابيوس وفيليب هاموند عن فيينا بعدما كانا حضرا الى العاصمة النمسوية وهما يعتقدان ان حضورهما هو لمصافحة الايرانيين والاعلان عن التوصل لاتفاقية. وهكذا، اعتبر الوفدان الاميركي والايراني ان اقامتهما تم تمديدها حتى مساء اليوم.
المصادر الاميركية غير الحكومية الموجودة في فيينا، نقلت عن المسؤولين الاميركيين انهم لم يفهموا سبب تردد الايرانيين عن التوقيع في اللحظة الاخيرة. ولفتت الى ان وزيري الخارجية والطاقة جون كيري وارنست مونيز كانا حصلا على موافقة الرئيس باراك أوباما حول مسودة الاتفاقية النهائية اثناء حديثهما معه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مساء الخميس.
ونقلت المصادر الاميركية عن الوفد ان واشنطن كانت تشعر، منذ الاعلان عن اتفاقية لوزان في الثاني من ابريل الماضي، ان طهران تحاول التملص من التفاهم، تارة باعلان ان التفاهم لا يعني شيئاً، وطوراً باضافة شروط جديدة لم تكن ايران تحدثت عنها من قبل.
ومن الشروط الايرانية المستحدثة، حسب المصادر الاميركية، وضع مرشد الثورة علي خامنئي «خطوطا حمراء» جديدة مثل منع موافقة ايران على البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل والذي يقضي بالسماح للمفتشين دخول المواقع النووية الايرانية «في أي مكان وفي أي وقت». ومنها أيضاً رفض اجراء المفتشين الدوليين مقابلات مع علماء نووين ايرانيين.
ويلفت الوفد الاميركي المفاوض في فيينا أن واشنطن «ابدت مرونة» في الأمرين، فأطلت عليهم طهران بشروط جديدة تقضي بوجوب الرفع الفوري لحظر الامم المتحدة المفروض على استيرادها الاسلحة.
حتى هذا الشرط الجديد، أبدى الاميركيون مرونة حوله، وصار جلياً أن النص النهائي للاتفاقية صار جاهزا للتوقيع، وأخذ الوفد الاميركي موافقة أوباما، وأعلن الوفد الايراني للصحافيين ان صباح الجمعة (أول من أمس) سيشهد موعد الحفل الختامي، وتم الاتصال بوزراء خارجية مجموعة دول خمس زائد واحد للحضور، ووصل فابيوس وهاموند على وجه السرعة الى فيينا.
ومساء الخميس، اعتصم الوفد الايراني في الجناح المخصص له، وتجاهل تواصل الوفود الغربية معه، وهو ما حدا بكيري الى الخروج والادلاء بتصريحه المرتبك الذي اعلن فيه تمديد المفاوضات ورفضه تمديدها الى ما لا نهاية في جملة واحدة.
هكذا، تعتبر المصادر الاميركية ان الوفد الاميركي بقي في فيينا، ولكنه لا يعرف ما المطلوب منه وكيف يمكن دفع الايرانيين نحو التوقيع.
ختاماً، تقول المصادر الاميركية ان «الفصل الأخير في فيينا» قد يتمحور حول محاولة كل من الوفدين، الاميركي والايراني، الانسحاب من دون الظهور بمظهر من انسحب ليعطل، وفي الوقت نفسه القول ان التوقيع لم يتم لأن شروطه لم تستوف. من الآن وصاعداً، تقول المصادر الاميركية، يبدو أن الباقي هو «تصميم الخطوات السياسية والصورة التي يرغب كل من الوفود المشاركة ان تظهر عليها بعد عامين من المفاوضات…لا يبدو أن لدى الايرانيين النية على التوصل الى خواتيمها».
هل كان يعرف أوباما انه مهما قدم تنازلات، فان الايرانيين لن يوقعوا؟ وهل كان يرغب أوباما في احراج الايرانيين ودفعهم الى خط النهاية ليظهر للعالم انهم هم سبب استمرار الأزمة النووية والسياسية؟ ساعات قليلة تفصل العالم عن الحصول عن الاجابات لهذه الاسئلة.
“الرأي“