وهيب اللوزي: كلنا شركاء
كشف المحامي اللبناني نبيل الحلبي، مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الانسان في لبنان، معلومات مثيرة عن الدور الأمني الذي تقوم به سفارة النظام في لبنان، وتورطها في الكثير من التجاوزات في دعم بعض الميليشيات اللبنانية، إلى اعتقال المعارضين السوريين وتسليمهم لسلطات النظام في سوريا بعد نقلهم بسيارات دبلوماسية.
وأوضح الحلبي في منشورٍ له اليوم على صفحته الشخصية في “فيسبوك” أنه عندما تمَّ افتتاح اول سفارة سورية في لبنان، لم يتم تعيين سفيراً بين البلديّن على غرار ما توجبه الأعراف الدبلوماسية بين الدول، وإنما تم انتداب شخصية من الاستخبارات العسكرية السورية ليعمل بصفة ملحق ثقافي في السفارة ببيروت.
وبعد ان اختار هذا الشخص المكان المناسب لإقامة السفارة تم انتداب قائم بالأعمال وهو شوقي الشمّاط، لكن بقيت تلك الشخصية الأمنية صاحبة السلطة الحقيقية في التشكيلات والمراسلات، حتى في إرسال التقارير عن الشمّاط نفسه، وهذه الشخصية الأمنية هي الرائد محمد أحمد الذي تمَّ ترفيعه مرتيّن إلى ان أصبح برتبة عقيد، لكنه في السفارة معروف كملحق ثقافي بمعنى انَّ له صفة دبلوماسية وما لها من حصانات تفرضها القوانين والاتفاقيات الدولية، بحسب الحلبي.
انتقل محمد أحمد إلى بيروت ومعه 15 كادراً أمنياً أي ما يفوق سفارات الدول العظمى في دول خصومها، ومن أبرز هؤلاء الأمنيين صهر اللواء رستم غزالة ويُدعى بشّار طلب.
وأشار المحامي اللبناني إلى أن محمد أحمد قام ببناء السفارة من الداخل كمفرزة أمنية وغرفة عمليات ضمن المربع الأمني للحزب السوري القومي الاجتماعي في شارع المقدسي في الحمرا، كما نسجَ علاقات أمنية مع عددٍ من الأحزاب اللبنانية والجبهة الشعبية القيادة العامة.
بعد تعيين علي عبد الكريم علي سفيراً للنظام السوري في لبنان بقي محمد احمد يتولّى المهام الأساسية حتى نهاية عام 2015، قبل أن يتم تعيين خلفاً له و هو ضابط امني آخر يُدعى نمير ديب.
تحويل السفارة إلى سجن
وتابع المحامي “الحلبي” مركزاً على مهمّات محمد أحمد أثناء ولايته، وأبرزها التنسيق مع الميليشيات في بيروت بعد انقلابها الشهير في 7 أيار 2008، واختطاف معارضين سوريين بالتنسيق مع أشخاص داخل أجهزة امنية لبنانية ونقلهم إلى داخل الأراضي السورية بسيارات تحمل لوحات دبلوماسية، ومنهم الأخوة جاسم الذين دعوا قبل شهر من اندلاع ثورة الحرية والكرامة الى مظاهرة للسوريين في بيروت تطالب بالتحوّل الديمقراطي في سوريا.
ومن المهمات التي أوكلت لأحمد أيضاً اختطاف نائب الرئيس السوري الأسبق المعارض شبلي العيسمي بالتعاون مع أحد ضباط القيادة العامة في مخيم برج البراجنة و نقله بسيارات دفع رباعي إلى داخل الأراضي السورية في 24 أيار/مايو عام 2011 .
وكذلك رصد نشاطات ولقاءات ناشطين معارضين أكراد سوريين في لبنان، وخطف إثنين منهم، الأول في محلة برج حمود والثاني في منطقة شتورا، وأيضاً التنسيق مع بلدية برج حمود لطرد الشباب الكرد السوريين من المنطقة ممن كانوا يشاركون في التظاهرة الأسبوعية امام السفارة السورية في بيروت.
وقامت السفارة برصد نشاطات تنسيقية لبنان لدعم الثورة السورية ومتابعة أعضائها ومنتسبيها، وتحول مبنى السفارة إلى زنزانة لاعتقال السوريين والتحقيق معهم وتعذيبهم، قبل ان نكشف منذ عاميّن عن هذه الاعمال التي سرعان ما نفاها علي عبد الكريم علي وأكدّها عدد كبير من النشطاء السوريين المعارضين في لبنان، بحسب تأكيدات مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الانسان في لبنان.