هذا الرقم، الذي قدمته في مقال الأسبوع الماضي، تقديراً لعدد السعوديين المطلوبين في لبنان، ضمن “القاعدة” و”فتح الإسلام”، يستحق التوقف عنده أكثر، لكونه مفاجأة ولا يتسق مع أجواء التحريض في بلادي والمحصورة باتجاه العراق.
وطالما التحريض العلني إلى لبنان كان ومازال غائباً، فإن علامات الاستفهام تطرح متسائلة عن الطريق الذي استدل به هؤلاء إليها، ويمكن القول إنه كان غائباً أيضاً في مواقع الإنترنت، وحتى خطابات الدكتور أيمن الظواهري عن لبنان لم تحظ بالتفاعل إلكترونياً حينها، ولم تتشكل صورة واضحة حول الحاجة إليها ملعباً جديداً يليق بهذه التنظيمات.
لكن ما لم يكن ظاهراً هو التجنيد الخفي عبر الانترنت، من خلال العلاقات المشكلة بين رواد مواقع “القاعدة”، وخاصة في خدمة الرسائل الخاصة، وهو ما يسهل فهم طغيان الفئة العمرية دون الثالثة والعشرين على مجموع السعوديين في لبنان.
بشكل دقيق ومباشر، غالبية السعوديين استدرجوا إلى غير الساحة التي أرادوها. أرادوا العراق فإذا هم في طرابلس. وما فعله من جنّد هؤلاء ليس أكثر من تنبيههم إلى أن البوابة السورية ليست على حالها السابقة، وأن الأمن السوري بدأ يضيّق على تدفق الانتحاريين القادمين من بلدانهم مباشرة إلى سورية، وتحديداً السعوديون منهم. فأخذوا ينصحونهم بالتحايل عبر لبنان، أن يقصدوها ويتدربوا فيها حتى ييسر لهم الطريق إلى سورية ومن ثم العراق، وبذلك يتجاوزون العامل الأمني في سورية.
وما جرى في مخيم نهر البارد أنه تم تدريب وتهيئة هؤلاء الجدد في انتظار النقل إلى العراق. لكنهم لا يملكون الوسيلة ولا القرار. كانوا رهائن طاعة قادتهم، وشيئاً فشيئاً تغيرت وجهة البوصلة، وقالوا لهم إن الطريق إلى القدس يبدأ من هنا. أوهموهم بالقدرة على العمل في الجنوب اللبناني لاستهداف الإسرائيليين. اختاروا حلم السعوديين الذي لم يحققه أسامة بن لادن في كل احتفالاته الإعلامية التحريضية، فخيل لهم أن النصر آت.
والسعوديون في لبنان ينقسمون إلى فريقين، فريق “فتح الإسلام” ومعظمهم محشور في مخيم نهر البارد منذ اندلاع المعركة، وفريق “القاعدة”، وهؤلاء الأخطر، يتوزعون في خلايا نائمة في غير مكان من لبنان. والسعوديون القادمون إلى لبنان مباشرة سلكوا الطريق إلى “فتح الإسلام”، والمحولون من سورية هم اليوم عصب “القاعدة” فيها.
ووجود نحو الثلاثمئة سعودي في لبنان، لا يعني أن الأجانب قد بلغوا الألف عدداً، فنوعية العناصر المنتقاة لتتواجد في هذه البلاد اختيرت بعناية، ولها أسباب عدة، لعل منها قابلية الشاب السعودي للانتحار المجاني والسريع أكثر من الشبان العرب الآخرين، فتنظيما “القاعدة” و”فتح الإسلام” كانا يخططان لتنفيذ عدد كبير من العمليات الانتحارية تستهدف المدنيين، كالفنادق ودور العبادة والمؤسسات الحكومية والدبلوماسية، ومنها السفارة السعودية بشكل خاص، تخيلوا شاباً سعودياً يفجر سفارة بلاده في بيروت. من هذا الهدف الأخير يمكن الذهاب إلى أسئلة سياسية كثيرة لا علاقة لها بمنهج وأولويات “القاعدة
*نقلا عن جريدة “الرياض” السعودية
كيف استُدرج 300 سعودي إلى لبنان؟يا سيد حزام لماذا انت تحوم حول نفسك في هذه المقالة بالرغم من علامات الأستغراب التي حوالت ان تدسها خجلا في ثنايا المقال ! لقد حوالت أن تقول بأن هؤلاء السعوديون لم يقصدوا لبنان بل كان لبنان المحطة الأولى للعراق وكأنه يحق لنا نحن السعوديين أن نستبيح أرض العراق. سيدي العزيز كن واضحا وقل الحقيقة بأننا تربينا أنت وأنا والآخرين من ابناء جلدتنا منذ الصغر على نحن على حق والآخرين مخطئون ونحن السعوديون أفضل الناس ونحن الأنقياء من المسلمين والعالم . تعال معي نعترف جميعاً وبجرأة بأخطائنا ونعالجها معتذرين للعالم أجمع ونعيد تربية أجيال مسخت… قراءة المزيد ..
كيف استُدرج 300 سعودي إلى لبنان؟
بالرغم من إحترامي لك ياسيد حزام إحترام ينبع من عمق درايتك بهذه الجوانب , إلا أن
ما أثار إستغرابي هو توجهك نحو العرض لا إلى المرض ثم سريت تهوم كمن يحوم
حول الحمى يوشك أن يقع فيه , ياحزام : مالم نكن صادقين مع أنفسنا ونجعل لنا تكأة
واحدة ونحزم أمرنا وإلا فبقاؤنا على تكأتين قد (يفشخنا )فنتفصل كما تفصل الذبيحة عند
ربعك وعندها كل يأكل والفطن من يعرف من أين تؤكل الكتف .ومن ثم نبقى حتى
يكسو الله عز وجل العظام لحمة..