حالياً بمعرض الكتاب بالقاهرة
كتاب كمال غبريال “العولمة وصدمة الحداثة” الصادر عن دار دَوِّنْ للنشر
يجمع بين هذه السطور توجهها نحو مقاربة حالة المواجهة الراهنة بين الشرق والغرب (إن جاز ذلك التصنيف) مقاربة فكرية، تنطلق من الظواهر والأحداث الراهنة، لتغوص في الأعماق، محاولة الوصول إلى جذور حالة الصدام الراهنة بين طرفين، يكاد المراقب أن يتصورهما ينتميان إلى كوكبين أو جنسين مختلفين من الكائنات.
هي محاولة للتحليل والتشخيص بالأساس، ولا يختلف أحد بأن التشخيص السليم والموضوعي هو الخطوة الأولى الضرورية، لأي محاولة جادة للبحث عن حل لأي إشكالية، وقد يوقعنا مثل هذا التشخيص في الحيرة، حين لا يقدم حلولاً سهلة متاحة، وقد يدفع البعض لليأس، حين يدرك عمق الهوة بين أطراف الصراع، وبأن ما تراكم بيننا وبين العالم خلال قرون طويلة، قد يتطلب إزالته قروناً أخرى. . وقد نجد في معرض بحثنا أن هناك ما يمكن بيسر أن ننجزه، لتجسير فجوة نكتشف أنها زائفة ومصطنعة، وأن الإنسان هنا لا يمكن أن يختلف جذرياً عن الإنسان هناك، وأنه باليسير من الرغبة الصادقة، والقدرة على التأقلم مع متغيرات الحياة، يمكن أن نغادر مواقع لم نتصور يوماً أننا يمكن أن نغادرها، وأن نفتح أحضاننا لأفكار وشعوب، لم نتصور يوماً إلا أن نكن لها كل البغض والعداء.
ربما ككل من يخط سطوراً، نزعم لما ورد في سطورنا هذه الالتزام بتحليلات موضوعية، قد يصادق عليها البعض، فيما قد يذهب البعض الآخر لوصفها بأوصاف أخرى نتوقعها، كما قد يترك البعض السطور ذاتها، ويمسك بتلابيب كاتبها، يشبعه اتهاماً وتخويناً، وكل هذا قد تعودنا عليه في بلادنا، حتى صار كما لو كان طقساً من طقوس القراءة، لكنني أزعم أن كل تلك القراءات المتوقعة أمر جيد، فلقد بدأنا في البحث والتنقيب في أحوالنا، ومن الطبيعي أن تثور زوابع وعواصف، لابد أن تهدأ يوماً، لنكتشف أننا قد وجدنا طرقاً جديدة، وأن لا أحداً فينا كان يمتلك الحقيقة المطلقة منذ البداية.