صدر مؤخرا للدكتور محمد كــلاوي كتابا جديدا تحت عنوان “المغرب السياسي على مشارف الألفية الثالثة”. ويقع الكتاب الذي طبع بمطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء في 236 صفحة من الحجم المتوسط. ويحتوي على قسمين الأول يحمل عنوان الانتقال الهادئ، حيث يضم عدة محاور: استحالة العقد الاجتماعي، سلطة الملكية، التطهير السياسي، ملك متنور والتناوب طريق نحول الديمقراطية. أما القسم الثاني المعنون بدخول التناوب حيز التطبيق، فقد ضم محاور منها معنى وقوة المفهوم الجديد للسلطة، التوافق كتناوب نحو الديمقراطية، المغرب في ظل التيار الإسلامي، السؤال الأمـازيغي، النساء في الواجهة، وبين الإنصاف والمصالحة. ويحاول الكاتب التعمق من خلال ملامسة مجموعة من الأسئلة والاستفهامات الكبرى من قبيل: ما هي الطبيعة الحقيقية للسلطة الموضوعة من طرف الملك محمد السادس؟ وما هي مؤسساتها النظرية؟ وهل يشكل الحكم الجديد قطيعة أو استمرارية بالنسبة لإرث حوالي أربعين سنة من حكم والده؟ ويقدم الدكتور كــلاوي دراسة معمقـة مبنية على تحليل علمي لمختلف الأحداث السياسية التي ميزت الفترة التاريخية الممتدة من بداية التسعينات إلى السنة الماضية (1990-2006). ويـأتي اختيار هذه المرحلة السياسية لكونها شهدت انطلاقة ما سمى بالانفتاح السياسي وبالأساس لأنها كانت المنطلق لوضع لبنات انتقال العرش الذي أراده الملك الراحل أن يكون انتقالا هادئا وسليما. وقد أرد الأستاذ كلاوي كجامعي ومحلل سياسي أن يبسط رؤيته للنظرة التي تؤسس بها المؤسسة الملكية كفاعل سياسي رئيسي داخل النسق السياسي ذاتها وكيفية تطابقها مع الممارسة الفعلية بالاعتماد على الخطب الملكية دون استثناء بقية الفاعلين خاصة الأحزاب السياسية ومختلف التيارات سواء تلك التي تنشط داخل الحقل السياسي الرسمي أو خارجه.
كما حاول الوقوف عند غالبية الكتب التي تناولت “العهد الجديد” سواء منها تلك التي كتبت من طرف أجانب أو مغاربة، مع العلم أن أغلب هذه المؤلفات كان أصحابها إما صحافيين أو أصحاب مواقف معينة من النظام السياسي المغربي. ومن شأن هذا العمل الفكري أن يشكل أرضية للنقاش الأكاديمي والسياسي نظرا لقيمته العلمية ولمكانة مؤلفه داخل الساحة العلمية. ويذكر أن الدكتور محمد كلاوي يشغل أستاذا للعلوم السياسية بكلية الـحقوق بالدار البيضاء ويرأس شعبة القانون العام بنفس الكلية، وصاحب مؤلفات منها “المجتمع والسلطة”..، إضافة إلى كونه فاعلا مدنيا داخل حقل النقد السينمائي، حيث يرأس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب.