أعلن الحوثيون أمس أن زعيمهم الروحي السيد محمد عبد الملك الشامي توفي أمس في طهران متأثراً بإصابته في تفجير مسجد الحشحوش الذي قتل فيه عدد من المصلين في العشرين من شهر آذار الفائت، وأعلن تنظيم “داعش” الارهابي تبنيه للتفجير.
أما المفاجأة غير المتوقّعة فكانت من بيروت مع انتشار الدعوات من قبل مناصري حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو جمهور المقاومة الى المشاركة في وداع الشامي الذي سوف يشيّع غدا في الضاحية الجنوبية الساعة الثالثة عصرا، ويدفن الى جوار “الشهيد عماد مغنية” في جبانة روضة الشهيدين.
هذه المفاجأة تجعلنا نطرح أكثر من سؤال: لماذا لم يدفن الشامي في اليمن موطنه الأصلي؟ أو في إيران حيث كان يعالج من آثار التفجير قبل أن يتوفى؟ولماذا الإصرار على دفن هذا “الشهيد” اليمني في لبنان؟!
من أجل الإجابة عن تلك التساؤلات لا بدّ أن نجيب أولا عن سؤال أساسي: من هو عبد الملك الشامي؟
فبحسب المعلومات فإن الشامي هاجر قبل 17 عاماً إلى سوريا للدراسة في حوزة الخميني في دمشق بترشيح من مؤسس الحركة الحوثية الصريع حسين الحوثي. وعمل الشامي خلال دراسته في دمشق على استقطاب طلاب يمنيين للدراسة في الحوزات، وكان يتولى توزيعهم على كل من لبنان وسوريا وإيران، وإعادة إرسالهم للعمل ضمن تشكيلات الحركة الحوثية.
وتقول المصادر إن الشامي كان بمنزلة المبعوث الخاص لزعيم الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي إلى رجال الدين الشيعة في لبنان وسوريا وإيران، وكان يعد لتأسيس مدارس في اليمن، تكون فرعاً لمدارس المصطفى في بيروت، إضافة إلى تشكيل إطار إداري موحد للحوزات والمدارس الشيعية في اليمن، ويكون هو المشرف عليها بتكليف من عبد الملك الحوثي.
وكان الشامي ضابط الإرتباط الذي يثق به الحوثيون والإيرانيون على حدّ سواء، وكان بمنزلة المبعوث الخاص لعبدالملك الحوثي إلى رجال الدين الشيعة في لبنان وسوريا وإيران”. والمعروف ان حزب الله اللبناني هو من يتولّى التعامل المباشر مع كلّ امتدادات إيران العسكرية والأمنية والعقائديّة في المناطق العربيه، وما الاصرار على دفنه في بيروت في المقبرة ذاتها التي دفن فيها القياديان في حزب الله عماد مغنية وهادي نصر الله، الّا تأكيد أن الشامي الزعيم الروحي للحركة الحوثية في اليمن والموثوق من قبل ايران وحزب الله كان يتم إعداده ليكون المرجع الشيعي للطائفة في اليمن، وهو تأكيد أيضا على ما يبث من ادعاء عن وحدة المسار والمصير الشيعي من لبنان الى سوريا الى العراق فاليمن وذلك تحت لواء ولاية الفقيه الايرانية، وهي العقيدة التي تسهر ايران على تعبئتها في نفوس مناصريها من المذهب الحعفري لتصبح في وجدان هؤلاء أن “القضيّة الشيعيّة” واحدة، وهي فوق كل اعتبار وطني أو قومي وحتى إنساني.