كتب – المحرر الثقافي:
انتقد مثقفون قرار مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق بشأن العروض التي قدمت خلال مهرجان (ربيع الثقافة) ووصفوا توجهات بعض النواب بانها محاولات لعودة «فترات تكميم الأفواه» و»كارثة ثقافية».
وقال الروائي أمين صالح «العقل يقف مشدوها ومذهولا بمنطق عاجز عن فك وحلحلة أبسط القضايا البرلمانية التي من الأجدى لهم أن يسعفوها بشيء من المعرفة والاجتهاد في درس التقدم بهذا الوطن نحو الأمام لا الخلف».
وتساءل: «كيف لنا أن نتعايش أو أن نتعامل كمبدعين مع جملة من القوى الظلامية»، فيما قال الفنان التشكيلي راشد العريفي إنّ خطوة هذه التيارات تهدف «للرجوع بنا لفترات تكميم الأفواه». وأضاف: «المجتمع البحريني مجتمع متسامح، ومجتمع تقدمي وطوال تاريخه كان مؤمناً بأن التقدم هو الصورة الصحيحة التي تسير من خلالها الحياة، ولم يكن للأفكار الظلامية موقع تتغلغل فيه داخل مجتمعنا البحريني». وقال الشاعر كريم رضي ان «البحرين بتاريخها الفكري والثقافي لا يمكنها أن تخضع لمثل هذا المنطق الذي أقل ما يمكن أن يوصف به هو الرجعية». وانتقد الشاعر إبراهيم بو هندي محاولات مصادرة الثقافة أو فرض السلطة عليها، وقال «إن فرض مثل هذه السلطة على الثقافة تعد كارثة».
فخرو ينتقد «النظرة الضيقة» للنواب .. الحاجي ضد «التصعيد» .. المسقطي: لا لمحاربة الإبداع
شوريون يدعون لعدم تسييس الثقافة ورفع القيود عنها
طالب دعا عدد من أعضاء مجلس الشورى إلى عدم تسييس الثقافة، وطالبوا النواب بعدم إشغال الساحة المحلية بقضايا ليست ذات أولوية، كما أكدوا حاجة المملكة لنهضة ثقافية تتحقق من خلال التزواج والتلاقح مع حضارات وثقافات الدول الأخرى. جاء ذلك في استطلاع لرأي بعض الأعضاء بشأن قرار مجلس النواب في جلسته أمس الأول بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في العروض المصاحبة لمهرجان ربيع الثقافة الذي تنظمه حالياً وزارة الاعلام.
فمن جهته، قال النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو أن مهرجان ربيع الثقافة هو أكبر تظاهرة ثقافية نفتخر بها في البحرين، وعلق على قرار مجلس النواب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأنه، بقوله: «عليهم إذا أرادوا أن يفتحوا تحقيقاً أن يسألوا في هذا التحقيق، لماذا لم تنجح مهرجانات أخرى مثل ربيع الثقافة، وليحققوا في أسباب نجاح المهرجان».
وأضاف فخرو «بدلاً من احباط عزائم الناس كان من الأجدر بالنواب دعم هذا المشروع العظيم، والذي رفع مكانة البحرين عاليا». وتسائل «لماذا يعارض النواب كل ما لا يتناسب مع أفكارهم، ألا يعلمون أنهم بهذا الأسلوب لن يدعون أحداً يعمل وينتج وينجح ويبدع».
وواصل فخرو «إن مسألة ربيع الثقافة هي ليست مسألة رقصة، فهذه نظرة ضيقة لموضوع كبير، وهذا المهرجان شارك فيه مبدع بحريني وموسيقي عربي كبير، والانتاج الثقافي الذي تم عرضه لا تراه إلا في الدول المتقدمة والمتحضرة، ولا يجوز تحويل وتحوير هذه العملية إلى عملية ساقطة أو تصويرها على أنها إسفاف، بل أن هذا فن راق». وقال فخرو: «المشكلة ليست في تسييس الثقافة، بل هي مشكلة جمعيات ومجتمع ظلامي لا يريد للآخرين في المجتمع أن يتنور وينفتح، فلماذا يحطمون كل مشروع ناجح؟».
الشاعر قاسم حداد
ودعت عضو مجلس الشورى د. بهية الجشي إلى عدم تسييس الثقافة، مؤكدة أهمية بقاء القطاع قائم بذاته. وقالت «بصراحة، فإن البحرين بحاجة إلى نهضة ثقافية يعززها تقديم فعاليات متنوعة». وأضافت «يجب ألا نضع على الثقافة قيوداً، وننغلق على العالم، بل نحن بحاجة للانفتاح ثقافياً وعلى التيارات الثقافية المختلفة في العالم». كما أشادت الجشي بمهرجان ربيع الثقافة، ووصفته بالجهد الجميل والمشكور، واعتبرته يمثل نقلة ثقافية تحتاج لها المملكة.
كما أكد العضو فؤاد الحاجي أهمية التلاقح الثقافي بين مختلف دول العالم، وذلك في الوقت الذي أكد فيه أهمية توائم العروض الثقافية مع ثقافة البلد، وابتعادها عن الابتذال، لتمثل فنوناً راقياً. ونوه بأن البحرين بحاجة لنهضة ثقافية، خاصة وأنها كانت تمثل مركز إشعاع ثقافي وحضاري في المنطقة العربية بأسرها، وليس فقط في منطقة الخليج.
وقال الحاجي «لفت النظر والنصح واجب، لكن يجب أن يكون ذلك بعيداً عن التصعيد كتشكيل لجنة تحقيق، أو مساءلة برلمانية، وكان يمكن أن يتم الاكتفاء بتوجيه رسالة معينة فقط». ودعا الحاجي لعدم إحباط القائمين على قطاع الثقافة، واصفاً «ربيع الثقافة» بالعنوان الجميل. ومؤكداً ضرورة أن تأخذ البحرين دورها الريادي في الثقافة كما كانت في السابق، وذلك لامتاع الناس واستقطاب السياح.
ومن جانبه، طالب العضو خالد المسقطي بإبعاد الثقافة بكافة فنونها ومكوناته عن «المهاترات السياسية»، أو إقحامها في دائرة الاختلافات الفكرية. وشدد على أهمية الحاجة إلى فنون راقية تنهض بالحياة الثقافية في المملكة، وتمثل إشعاعاً حضارياً. وأكد «أنا مع ربيع الثقافة»، ومع المهرجانات التي تطلعنا على ثقافات وحضارات الدول الأخرى، لأن ذلك من شأنه تعزيز التلاقح الفكري والثقافي بين الأمم. وأضاف «هناك موضوعات وقضايا تهم المواطنين بشكل أكبر، ينبغي الالتفات إليها بدلاً من محاربة الابداع الثقافي والمثقفين».
وأكدت العضو دلال الزايد «نرحب بأية تظاهرة ثقافية وحضارية منقولة من دول أخرى، لكن لا بد أن تتناغم مع عادات وتقاليد البلد، فيما بعض العروض قد تتطلب «لفت نظر».
أما العضو أحمد بهزاد «نائب سابق» فقال: «قد يكون للقائمين على المهرجان مرئيات تثبت حسن النية، ووجود خطأ في أحد العروض لا يعني أن القائمين كانوا على علم ويوافقون على ما حدث، ووجود اللجنة أو توجيه سؤال للوزارة سيكون من أجل استيضاح ماهية ما حدث، وما إذا كان مقصوداً أم أنه جاء بشكل اعتراضي».
وأكد بهزاد «لا بد للجنة أن تتوصل إلى نتائج تثبت ما إذا كان القائمين على المهرجان لديهم ما يدافعون عنه ضد الإدعاءات من قبل طالبي تشكيل اللجنة، ولا يعني تشكيلها أن الجهة مسؤولة أو مدانة عما حدث».
(نقلاً عن “الأيام”)
http://www.alayam.com/ArticleDetail.asp?CategoryId=17&ArticleId=240230