كدنا ندبّج آيات التبجيل والتقدير لمعالي وزير الداخلية والبلديات “الجنرال” مروان شربل لأنه تجرّأ على زراعة “اليمّونة” مع أنها محسوبة على “الدويلة” وليس على “الدولة”! وأعجبنا كثيراً أن يعد المزارعين بتعويضات على إتلاف زراعاتهم، فهذا حق للمواطن الذي لا تعامله”الدولة” إلا معاملة “الطفّار” وتنسى أن تؤمن له زراعات بديلة، ووظائف، ومدارس، وخدمات إجتماعية! وراودنا الأمل في أن لا يعتبر “الجنرال” وزير الداخلية أن زيارته “تعزّز” ترشيحه المعلن لرئاسة الجمهورية مع أن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين لا تريد “جنرالاً” آخر للرئاسة بعد “أبو إميل لحّود”، و”أبو الميش عون”، وبعد ميشال سليمان! يكفينا “جنرالات”!
ولكن عبارة قالها وزير الداخلية جعلتنا “ننقز”!
فماذا قصد “الجنرال” مروان شربل حينما قال مخاطباً أهالي “اليمّونة”: “الذي تعرفونه أعرفه والذي تشكون منه أشكو منه أيضا”؟ ما الذي يعرفه الوزير وأهالي اليمّونة، ويشكون منه، ولا يعرفه المواطن اللبناني العادي: “هناك مسائل يمكن الحديث عنها أمام محطات التلفزة وأخرى لا يمكن الحديث عنها”!!
ولماذا أقحم رئيس بلدية “اليمونة” الوطن والجيش والمقاومة في قصة “حشيشة” حينما ردّ على خطاب الوزير قائلاً: اليوم ندرك خطورة ما يتعرض له هذا الوطن وسائر دول المنطقة من احداث وحملات وحروب اقليمية أتت لمصلحة العدو الاسرائيلي. كما اننا ندرك ما يتعرض له وطننا الحبيب من خلال استهداف أشرف مؤسساته وأقدسها مؤسسة الجيش اللبناني الباسل، وكذلك حماة الوطن وكرامته المقاومة الشريفة، وبالتالي فان إيماننا راسخ بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة”.
هل هنالك
“قطبة مخفية” مثل “القطبة المخفية” التي “أجبرت الدولة” على مداهمة منزل نوح زعيتر في الكنيسة ودار الواسعة في حملة استخدم فيها الجيش المروحيات، وذلك في كانون الأول/ديسمير ٢٠٠٨. وفي حينه، قال لنا أحد الضباط المعنيين أن حزب الله ظل يضغط على الدولة طوال أشهر حتى “اضطرت” لمداهمة نوح زعيتر ورفاقه!!
وفي حينه، نشر “الشفاف” المقال التالي الذي نقتطف منه ما يلي لأن قصة آل جعفر قد تكون من نوع قصة آل زعيتر:
“ضغوط حزب الله أثمرت والجيش داهم منزل نوح زعيتر في “الكنيسة” بالبقاع
الاثنين 29 كانون الأول (ديسمبر) 2008
الحملة العسكرية التي شنّتها السلطات اللبنانية ضد المهرّب “نوح زعيتر” اليوم ترتبط بخبر من كولومبيا أوردته وكالات الأنباء قبل شهرين وجاء فيه:
“قالت السلطات الكولومبية الثلاثاء إنها ضبطت شبكة لتهريب المخدرات وغسل الاموال في عملية دولية شملت القبض على ثلاثة اشخاص يشتبه بقيامهم بارسال اموال إلي مقاتلي حزب الله.
وقال مكتب النائب العام في بيان إن أكثر من 100 مشتبه بهم القي القبض عليهم في كولومبيا وخارجها بتهم تهريب المخدرات وغسل الاموال لحساب عصابة نورتي ديل فالي الكولومبية وميليشيات محظورة في شبكة تمتد من اميركا الجنوبية الى اسيا.
وقال البيان “التنظيم الاجرامي استخدم طرقا عبر فنزويلا وبنما وغواتيمالا والشرق الاوسط واوروبا لجلب الاموال من بيع هذه المواد”.
واضاف البيان ان بين اولئك الذين القي القبض عليهم في كولومبيا ثلاثة اشخاص يشتبه بانهم كانوا ينسقون عمليات لتهريب المخدرات لارسال بعض ارباحها الى جماعات مثل حزب الله.
وقال البيان دون ان يذكر تفاصيل ان اولئك المشتبه بهم، وهم شكري محمود حرب وعلي محمد عبد الرحيم وزكريا حسين حرب، استخدموا شركات وهمية لارسال اموال المخدرات إلى الخارج.
بعد نشر هذا الخبر، بدأت ضغوط “حزب الله” على السلطات اللبنانية لاعتقال “نوح زعيتر” وتبييض سمعة حزب الله.
وحسب معلوماتنا، فإن الحزب كان في الماضي شريكاً لنوح زعيتر في عمليات تهريب المخدّرات واستفاد منه مالياً، كما كان النظام السوري يؤمّن له التسهيلات الضرورية لتمرير بضائعه الثمينة.
بعد شهر تشرين الأول/أكتوبر، طلب الحزب من السوريين التضييق على نوح زعيتر، خصوصاً أن نفوذه بدأ يضايق الحزب الذي لا يريد له منافساً في الوسط الشيعي.”
مداهمة “تجارة” نوح زعتر وقعت في تشرين الثاني وكانون الأول ٢٠٠٨، فهل يعيد التاريخ نفسه في قصة اليمّونة وآل جعفر؟
للحديث بقية..
الشفاف
*
شربل التقى أهالي اليمونة وجوارها وأقنعهم بفتح الطريق: سأطرح في مجلس الوزراء غدا التعويض على المزارعين ولن أتنازل عن ذلك
وطنية – بعلبك – 5/8/2012 تمكن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، من فتح طريق اليمونة وإزالة الخيم وفك الاعتصام الذي بدأه الاهالي منذ صباح أمس، بعد وعده ببحث ملف التعويضات على المزارعين وعلى الذين تلفت أراضيهم المزروعة بالحشيشة خلال جلسة مجلس الوزراء غدا.
وكان شربل قد وصل إلى مكان الاعتصام عند مدخل اليمونة الشرقي، الساعة الثانية إلا ربعا، وترجل من سيارته، رافضا الحديث الى وسائل الإعلام، وقد استقبله الأهالي بنثر الورود والأرز، ثم أفسحوا المجال لموكبه للمرور باتجاه البلدة، وقد وصل الى حسينية اليمونة عند الساعة الثانية وعشر دقائق، حيث التقى الأهالي في حضور رئيس البلدية محمد شريف وفاعليات بلدية وأهلية من البلدات المجاورة وممثلي العشائر.
شربل
وفي الحسينية ألقى شربل كلمة استهلها بالقول للحضور: “سأبدأ حديثي في هذا الشهر الكريم بالقول أهلا وسهلا بكم في ضيعتي اليمونة، أهلا وسهلا بكم ليس في اليمونة فقط، بل في منطقة البقاع كلها، في هذه المنطقةالمنسية ليس من البارحة او الآن، بل منذ عشرات السنين”.
أضاف: “في الحقيقة جئت إليكم من تلقاء نفسي لأني بكل صراحة أحسست ان هناك شيئا يربطني بكم. وأنا لم أرض منذ ان استلمت وزارة الداخلية بأن يحل أي شيء بالقوة، فأنا لا أحب ان تكون الدولة قوية على أولادها، ولا أحب ان أسمع كلاما يجرح وكأن الدولة غير موجودة، بل الدولة والقوى الامنية كلها لكم”.
وتابع: “سأتحدث معكم بكل صراحة، فقد جئت اليكم على مسافة ساعتين، هذا النهار هو الوحيد الذي أرى فيه عائلتي، فجئت لأراكم أنتم. وأتمنى أن تأخذوا كلامي ثقة، فأنا أعيش وضعكم شخصيا منذ ثلاثين سنة، أعيش وضع من يزرع المخدرات، وقد أعددت تقريرا منذ عام 1978 حول كيفية معالجة زراعة المخدرات آنذاك، إذ أن العسكري وقتها كان يتلف المخدرات التي زرعها والده. يجب معالجة هذه المشكلة وان نجد طريقة لا يموت فيها الذئب ولا يفنى الغنم”.
وأردف بالقول: “غدا هناك جلسة لمجلس الوزراء، لذلك أتيت إلى هنا، لأقول لكم انني سأطرح موضوعكم على هذه الجلسة، وأنا بكل صراحة كوزير داخلية أقف مع مسألتين: مع الدولة ومع الشعب الذي يقف أمامي. وانا أتعهد لكم بأن القضية ستأخذ المنحى الجدي اعتبارا من صباح الغد الساعة العاشرة والنصف، ولن أترك هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال”.
وتابع: “أنا لا أضحك على أحد، ولا غاية لي ولا هدف، وسأظل أصارع في هذا الموضوع أكثر منكم، وعندما أرى أي تلكؤ او تأجيل مواعيد سأتصل برئيس البلدية وأضعه في الأجواء”.
وأعلن شربل أنه سيطرح 3 أفكار في جلسة مجلس الوزراء غدا، مشيرا إلى أنه لن يكشف عنها “وإنما سأذكر فكرة واحدة لن أتنازل عنها، وهناك وزراء معي في هذه الفكرة، بأن يتم التعويض على من تلفت زراعاته خلال الأيام السابقة ومن ستتلف أرضه لاحقا. أريد منكم إعطائي مهلة، لدراسة الأفكار واتخاذ القرار بأن يتم التعويض على المزارعين وتلف المخدرات، وبذلك نكون تجاه الرأي العام العالمي قد أنجزنا مهمة تلف المخدرات، وتجاه المزارعين سنعوض عليهم الأرباح التي كان يمكن تحقيقها”.
ولفت إلى ضرورة تأليف لجنة وإعداد خطة، وبعد ذلك يتم دفع التعويضات من قبل الدولة، وإيجاد زراعات بديلة بمساعدة مهندسين مختصين زراعيين يكشفون ميدانيا “والدولة ترى ما هو الصالح وما هو غير الصالح”.
وطالب بفتح الطريق “وألا يبقى أي حجر يعيق المرور”، وقال: “هناك مسائل يمكن الحديث عنها أمام محطات التلفزة وأخرى لا يمكن الحديث عنها. وأنا لا أريد ان أكشف عن كل ما في قلبي أمام التلفزيونات، لا أريد أن أزايد عليكم، ولا تزايدوا على أي موقف، الذي تعرفونه أعرفه والذي تشكون منه أشكو منه أيضا”.
وختم قائلا للحضور: “لم آت إلى هنا حتى أعطيكم كلاما فقط، ولو لم أكن أعرف ان مجيئي مفيد ما كنت أتيت، ولكنني أقول لكم اطمئنوا، المفروض اعتبارا من الغد ان يتم تأليف لجنة للبحث في التعويضات، وأتمنى عليكم الهدوء، وانا عندما كنت ضابطا لاحظت ان 90 في المئة من المطلوبين هم من المطلوبين بمذكرات توقيف مخدرات، فتساءلت لماذا أحرج المواطن حتى يزرع مخدرات وبعد ذلك نعد له مذكرة توقيف، فيصبح مطلوبا لا عمل له، يتوارى في النهار عن أنظار القوى الامنية، ويطمئن في الليل على عائلته، وأحيانا يقوم بأعمال سرقة او غير ذلك، فيكون جرمه صغيرا ويصبح كبيرا. أنا معكم، لا تحرجوني ولا تجعلوني أضطر الى الحديث أكثر من ذلك، فاعتبارا من الغد سترون النتيجة الايجابية ومعكم 30 وزيرا في الحكومة”.
ومع إنهاء شربل كلمته، تم فتح الطريق وإزالة العوائق.
شريف
وألقى رئيس بلدية اليمونة كلمة رحب في بدايتها بوزير الداخلية شربل والوفد المرافق “في بلدتهم اليمونة التي طالما افتقرت الى مثل هذه الزيارات الرسمية”، كما رحب بالفاعليات البلدية والأهلية، وقال: “إن بلدة اليمونة قد شهد لها تاريخها ولم تزل خير مثال لنموذج العيش المشترك من خلال المواقف المشرفة لأهالي هذه البلدة. أما اليوم اننا ندرك خطورة ما يتعرض له هذا الوطن وسائر دول المنطقة من احداث وحملات وحروب اقليمية أتت لمصلحة العدو الاسرائيلي. كما اننا ندرك ما يتعرض له وطننا الحبيب من خلال استهداف أشرف مؤسساته وأقدسها مؤسسة الجيش اللبناني الباسل، وكذلك حماة الوطن وكرامته المقاومة الشريفة، وبالتالي فان إيماننا راسخ بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة”.
وعما حصل في البلدة مؤخرا، قال شريف: “ان الاحداث التي مرت خلال اليومين الاخيرين في بلدة اليمونة حاولت بعض وسائل الاعلام استغلالها وتصويبه كأن هناك معركة ضد الجيش اللبناني. وهذا ما نربأ به ونرفضه، فنحن آل شريف وسائر العائلات في المنطقة في دير الاحمر وعيناتا وشليفا الى دار الواسعة وبوداي وسائر القرى، نضحي بأرواحنا وفلذات أكبادنا في سبيل الدفاع عن كرامة هذه المؤسسة التي نفتخر ونعتز بها. فقد استنفرت بلدة اليمونة وجميع فاعلياتها من اجل الحد من الاصطياد في الماء العكر، وقامت البلدية بمساع وجهود دؤوبة، وبادرت بصفتي رئيسا للمجلس البلدي بالاتصال بالمسؤولين والمعنيين كافة من شخصيات رسمية وأحزاب ووضعهم في صورة وخطورة الموقف وما يستتبعه من تداعيات لتجنب المخاطر المحدقة التي لا تحمد عقباها”.
وشكر، باسمه وباسم المجلس البلدي وعائلة آل شريف وممثلي العشائر والبلدات المجاورة، كل “من ساهم في الحد من هذه المخاطر”، كما أثنى “على حكمة قيادة الجيش اللبناني في معالجتها لهذه المعضلة، والتي التقت مع حكمة العائلة وفطنتها”.
وأوضح أن “الاعتصام السلمي الذي قامت به العائلة وفق ما هو متاح دستوريا وقانونيا”، لم يكن “من اجل المطالبة بتشريع زراعة الحشيشة إنما من أجل إطلاق الصرخة في وجه الدولة اللبنانية التي كانت وما تزال غائبة عن تحمل مسؤولياتها تجاه بلدتنا والبلدات المجاورة وسائر بلدات منطقة بعلبك – الهرمل، ومن أجل المطالبة بتحقيق وعد من الوعود التي كانت تنهال علينا من قبل الدولة دون جدوى ودون تحقيق وتنفيذ أي وعد من الوعود التي كنا ننتظرها، وما زلنا حتى الآن ننتظر دون جدوى”.
وختم بالقول: “نحن مجلس البلدية وعائلة آل شريف وعائلات المنطقة، نحذر بعض وسائل الاعلام من نقل أي خبر لا يتلاءم مع الواقع بصلة او يساهم بتغذية الفتنة حتى وصل الامر الى الزج بأسماء اشخاص رهنوا حياتهم من اجل الدفاع والذود عن أرض وطنهم لبنان، وذلك بهدف تشويه ولائهم السياسي، فنطلب من معاليكم أخذ هذه المسألة بعين الرعاية والاهتمام من جانبكم”.
وفي ختام اللقاء غادر شربل والوفد المرافق من المدخل الشرقي لبلدة اليمونة، وكانت قد أزيلت الخيام وتم فك الاعتصام.
ونقل مندوب الوكالة الوطنية للاعلام محمد أبو اسبر، عن الأهالي، تلويحهم بالعودة إلى الإعتصام “إذا استؤنفت حملة تلف الحشيشة قبل دفع التعويضات”.
إقرأ أيضاً:
“إشكالات” في البقاع بعد تهجّم أهالي على برّي ونصرالله على خلفية موضوع .. الحشيشة!!
عشيرة آل جعفر: “الشعب يريد زراعة الحشيش”!
ضغوط حزب الله أثمرت والجيش داهم منزل نوح زعيتر في “الكنيسة” بالبقاع