وجدي ضاهر – بيروت
“نحن اكبر من طائفة ابعد من وطن “
هذا ما تصدر الصفحة الاولى لصحيفة السفير البيروتية، كعنوان للقاء اجراه رئيس تحريرها طلال سلمان،مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، بعد اسابيع عدة من الخروج الاسرائيلي من لبنان سنة 2000، تنفيذا لجزء كبير واساسي، من القرار الدولي 425.
حينها وصف المراقبون كلام نصرالله، بانه محاولة لاعطاء عمقين عربي واسلامي،لانجاز بدأته احزب لبنانية علمانية متعددة،في مقدمها الحزب الشيوعي اللبناني، قبل ان تصادر سلطات الوصاية السورية المقاومة الوطنية اللبنانية الجامعة، وتقدمها ضحية على مذبح المصالح السورية الايرانية هدية لمنظمة حزب الله، حسب ما نقل عن الامين العام للحزب الشيوعي الراحل جورج حاوي في آخر لقاء له مع ممثل سلطة الوصاية السورية في لبنان اللواء غازي كنعان.
بعد اكثر من ثمان سنوات على هذا التصريح، وما جرى خلالها من احداث لبنانية واقليمة و عالمية، وضعت الحزب وزعيمه وسط عاصفة مستمرة على لبنان والمنطقة، يبدو ان الحزب اصبح اليوم اكثر جاهزية واستعدادا لتطبيق هذا العنوان.
مصدر مقرب من قيادة حزب الله، ذكر ان مجلس شورى القرار،اصبح قاب قوسين او ادنى من اعلان تغيير جوهري في التسلسل الهرمي لقيادة الحزب. فبعد انتهاء المؤتمر التنظيمي الشهر الماضي، يرتقب ان تعلن القيادة عن التشكيلة الجديدة للحزب.
لكن المفاجاة الكبيرة طبقا لما نقل المصدر ان امينا عاما جديدا للحزب، سيحل مكان نصرالله. وعلى الارجح هو الرجل الثاني في الحزب وإبن خالته هاشم صفي الدين الذي سيخلف نصرالله في منصب الامين العام لحزب الله اللبناني.
اما السيد نصرالله، وعلى خلاف ما يشاع من انه سيتم ابعاده عن الحزب ومراكز القرار، فهو سوف يستلم منصب القائد العام لامة حزب الله التي يصبح معها لبنان احد اقطار هذه الامة التي يقودها حسن نصرالله.
امام هذا التحول، واذا ما صحت معلومات المصدر، فان لبنان والمنطقة سيدخلان على الارجح مرحلة صعبة وخطيرة من التصعيد. والسبب ان السيد نصرالله على ما يبدو قد اتخذ قراراً بإخراج حزب الله من اطار عمله اللبناني، الى الملعب الاقليمي، ضمن اطار تنظيمي يتجاوز حدود الوطن الصغير بنظر نصرالله وحزبه، الوطن الذي لم يعد يفِ بأجندة نصرالله وسلطات الوصاية الايرانية، والطائفة الشيعية، بعد ان تجمعت لديه كل المعطيات التي تساعده على القيام بهذا الدور.
وفي هذا السياق يصيف المصدر ان الحزب وامينه العام يرتكزان الى عوامل عدة في هذا التحول المرتقب:
اولا، قدرة الحزب على الصمود في حرب تموز التي استطاع إعلامه ان يحولها الى انتصار اسبغ عليه صفه الالوهة، في لحظة احباط وعجز عربيين؛
وثانيا: احداث السابع من ايار الماضي في لبنان، حيث استطاع نصرالله فرض شروطه على قوى الاكثرية اللبنانية واستخدام السلاح، من دون اي رد فعل عربي او دولي لردعه، ويحد من استهتاره وحزبه بكرامات اللبنانيين، وخصوصا بعدما فشل الاعلام العربي في اثارة النعرات المذهبية من اجل اسقاط العمق العربي السني للحزب الشيعي، الذي قاد عملية الاحتلال الثانية للعاصمة اللبنانية بيروت بعد ان احتلها الجيش الاسرائيلي سنة 1982؛
ثالثا عملية التشويه، التي قادتها المؤسسات التابعة او الحليفة للحزب ضد القوى اللبنانية والدول المتحالفة معها، واتهامها بالمذهبية والعمالة، والتعامل مع العدو الصهيوني، وتغطية حرب تموز، من اجل القضاء على المقاومة
فيما يبقى المحور الاساسي، الذي سيعتمد عليه التحول، في هرم القيادة الحزب الهية، الشأن العراقي وهذا بيت القصيد. اذا انه يكرس لنصرالله وحزبه دوره الاقليمي الذي يطمح اليه، وان كان لا يعدو كونه ورقة تضاف الى الاوراق الايرانية في مفاوضاتها مع الاميركيين والعرب.
فمنذ اسقاط نظام البعث في العراق، ووصول سلطة شيعية للحكم هناك، يصر السيد نصرالله على تبني الجماعة الشيعية التي تطلق على نفسها تسمية “المقاومة”، وعدم الاعتراف بهذه السلطة. كما حاول تبني ما قال إنها المقاومة الشريفة، وبلغ به الامر، في بعض الاحيان حد اتهام قيادات شيعية عراقية دينية بالعمالة للولايات المتحدة.
وامام هذه المعطيات يصبح قرار الحزب تسمية زعيمة حسن نصرالله قائدا عاما لامة حزب الله، بمثابة قرار استباقي بالمواجهة في حال تعثرت فرص التفاهم مع الادارة الامريكية الجديدة، او في حال اتخذت هذه الادارة خيار الانسحاب من العراق والعودة الى مواقعها التقليدية قبل إسقاط نظام طالبان في افغانستان. فيصبح من السهل على ايران استخدام سماحة القائد العام كوجه عربي مناضل في سياق سياستها الرامية لملء الفراغ الذي قد يحدثه اي انسحاب اميركي من العراق والمنطقة دون ان تثير حساسيات شعبية قد تعجز انظمة الحكم العربية من تحريكها ضد الامين العام نصرالله نظرا للرصيد الشعبي الذي يتمع به مع حزبه.
حزب الامة، الذي يتجه مجلس شورى حزب الله الى الاعلان عنه سوف يمثل نسخة اممية لتنظيم قرر اعلان مواجة مفتوحة يصبح فيها لبنان بأسره مربعا امنيا وغزة معسكرا للتدريب، فيما يتحول العراق ميدان المواجهة المباشرة بين نصرالله والولايات المتحدة، التي تتهم الحزب ومن خلفه ايران بالقيام بنشاطات معادية ضد جنودها داخل العراق حسب ما ذكر المصدر المقرب من قيادة الحزب.
وهذا يعني، طبقا لما ذكر المصدر، ان على الزعماء اللبنانيين ان يعتادوا اعتبارا من يوم اعلان هاشم صفي الدين امينا عاما لحزب الله بان السيد نصرالله يتعامل مع لبنان القطر من باب الاشراف فقط، لان الملف نقل الى صفي الدين، وبان عليهم ان ينتبهوا الآن للادوار وللاحجام. فما هم الا رعايا، ليس داخل دولة حزب الله، بل ضمن قطاعات الامة التي سوق يقودها نصرالله.
ويختم المصدر بان التغيرات في بنية حزب الله الهرمية ما هي إلا قرار ايراني بادخال شريك عربي في معركة السيطرة على المنطقة، وادخالها العصر الفارسي بجدارة بعد ان اظهر العرب عجزهم عن الاخذ بزمام المبادرة لمعالجة الازمات المتنقلة التي تفتعلها ايران على الساحات العربية المختلفة من لبنان الى غزة وسوريا والعراق وسواها.
قيادة حزب الله المقبلة: نصرالله قائدا لـ”الأمّة”، وهاشم صفي الدين للبنانلا حول ولا قوة الّا بالله. لم يطغى الحكام العرب ويتجبرون ويتوهمون باسلوب دونكيشوتي انهم سيفتحون الدنيا ان استطاعوا ان ينجزو انتصار بسيطا؟ والانتصار نسبي. فقد تضرر لبنان من صبيانيات حزب الله أكثر من ضرر أسرائيل. والآن يريد نصر الله ان يقود الثورة العربية الشيعية ضد امريكا وأسرائيل. وهذا بحد ذاته تهوّر يستفز امريكا وأسرائيل. وسيؤذي العرب وشعوبهم وستخرج ايران بلا أذى كالعادة فيما لو اراد العدو أن يلقن حزب الله درسا ليكسر شوكته… نصر الله صعد نجمه واصابه الغرور مثل صدّام. وكالعادة سيذوق الويل مثل الطاغية العراقي. ولكن كالعادة… قراءة المزيد ..