لأول مرة تتحدث المعارضة الإيرانية المدنية عن تذمر داخل الجيش الإيراني الذي حرص النظام دائماً على استبعاده عن السياسة لصالح “الحرس الثوري”. فحتى بعد 30 سنة من الثورة، ما يزال النظام يأخذ على الجيش النظامي أنه “منظم على الطريقة الأميركية” مثلما كان في عهد الشاه، علماً أن الشاه كان قد ألغى هيئة الأركان خوفاً من أن يفكر كبار الضباط بالإنقلاب عليه.
البيان ليس مفاجأة حقيقية حيث أن شائعات “إنقلاب” باسداراني ضد أحمدي نجاد منتشرة في إيران. بل إن مناقشة البرلمان الإيراني لملف “فساد نائب أحمدي نجاد” اعتُبِر في إيران بمثابة بداية العد العكسي لإقالة أحمدي نجاد، ولكن المرشد خامنئي تدخّل طالباً من البرلمان التوقّف عن نقاش ملف نائب الرئيس! وإذا صحّ أن قيادات الجيش تتذمر من أحمدي نجاد، فإنه يظل غير واضح ما إذا كان الحرس الثوري يحكم قبضته على قوات “الباسيج” التي أوصلت أحمدي نجاد إلى السلطة، أو ما إذا كانت هذه “الميليشيا” قادرة على اتخاذ موقف مستقل، علماً أن الباسيج أكبر عدداً بكثير من الحرس الثوري ولكنهم أقل تسليحاً.
البيان التالي نشره موقع “النداء الأخضر للحرية” المقرّب من مير حسين موسوي، والترجمة للعربية لا تخلو من الأخطاء التي يقع فيها الإيرانيون حينما يكتبون بالعربية و”الشفاف” ينشره مع أخطائه اللغوية”
*
إندار من الجيش للديكتاتور
عدد من قادة الجيش الايراني اصدروا بيانا مهما بمناسبة الثالث من شهر خرداد الشمسي ذكرى تحرير مدينة خرمشهر من يد الاحتلال العراقي وطرحوا وجهات نظرهم حول الاوضاع المستجدة للبلاد.
النص الكامل للبيان الذي ارسل نسخة منه “للنداء الاخضر للحرية” كما يلي:
باسمه تعالي
نبارك يوم الثالث من خرداد الذكرى السنوية للحماسة العظيمة لتحرير خرمشهر للشعب الايراني الغيور. هذا التحرير من دون شك نتيجة لمجاهدات و نضال جميع الشعب في جميع الاراضي الايرانية العزيزة و في هذا الاطار الدور البلا بديل لقوات جيش الجمهورية الاسلامية لا يمكن نكرانه.
ايها الشعب الايراني المناضل
الدفاع عن الدولة و الشعب في مواجهة التهديدات المختلفة هو واجب ابنائكم في جيش الجمهورية الاسلامية و يمكن خلاصة هذه التهديدات في العنصرين الاجنبي – الاستعمار- و الداخلي – الاستبداد- .و لهذا ابنائكم في الجيش يترصدون عوامل هذه التهديدات و يحفظون يقضتهم بالاتكال على الله تعالى في حين أن كادر الجيش مبتلى بجميع المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية التي يعاني منها جميع الشعب.
من المسلم أن هذه المشاكل نتيجة لسوء الادارة و عدم كفائة بعض المسئولين في الجمهورية الاسلامية و واضح للجميع أن هذه العدم كفائة و سوء الادارة التي شهدها البلد في السنوات الاخيرة ناتجة عن سيطرة التصرفات الناشئة من السلائق الشخصية و تفسير الدستور على غرار الاراء الشخصية. لهذا فأن الكادر الخدوم للجيش يعلن قلقه العميق من سوء استفادة بعض المسئولين لمناصبهم بغية تحقق اهدافهم الشخصية و الجناحية و ننذر اصحالب السلطة الخارجين عن القانون أن ابناء الشعب في جيش الجمهورية الاسلامية لا يطيقون سوء الاستفادة من السلطة و القدرة و الثروة و السلاح ضد الشعب الايراني لتثبيت حكومتهم السلائقية و الديكتاتورية اكثر من هذا و ان استمرت هذه التصرفات الغير قانونية و الغير شرعية و الغير اخلاقية ضد الشعب الايراني فسوف يواجهون الغضب الثوري لابناء الشعب في جيش الجمهورية الاسلامية.
“فمن يتوكل على الله فهم حسبه”
23/5/2010
عدد من قادة جيش الجمهورية الاسلامية
إقرأ أيضاً:
مؤسّس حزب الله، محتشمي حذّر خامنئي من خطر إنقلاب يقوده “المصباحيون”