أكدت قوى 14 آذار وجود اختلاف واضح في وجهات النظر وقراءة سياسية مختلفة جذريا مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، لكنها رأت انه من المبكر جزم الامور والقول بان هناك طلاقا بين جنبلاط والاطراف الاخرى في 14 اذار.
واشار منسق الامانة العامة فارس سعيد، في أحاديث صحافية، الى أنه حصلت اتصالات عدة مع قياديين في التقدمي الاشتراكي، الذين أكدوا ان جنبلاط لا يزال في قوى 14 آذار، وما قاله يدخل في سياق النقد الذاتي داخل مؤتمر حزبي ضيق، موضحاً انه “من الآن وصاعدا لا يمكن ان نبني حساباتنا السياسية والرقمية والانتخابية والوزارية من بعد كلام جنبلاط كما قبل كلامه”.
وفندّ سعيد نقاط الاختلاف. فأشار إلى أن جنبلاط يرى في قضية القرار الظني للمحكمة الدولية أن السلم الأهلي أهم من العدالة، معتبرا أن ذلك يتم تحت ضغط يمارسه الأمين العام ل “حزب الله” حسن نصر الله بالقول إن الضاحية الجنوبية مقابل تل أبيب، وإن بيروت بوجه المحكمة الدولية”.
وأضاف سعيد أن “التباين الثاني مع جنبلاط هو استعادته لاءات الخرطوم الثلاث في ما يتعلق بموقف لبنان من الصراع في المنطقة، فيما نحن ننادي بموقع لبنان ضمن المنظومة العربية ضمن السلام العربي الشامل”.
ورأى سعيد أن جنبلاط اختار اليوم أن يضع الأمور في العلن ويذهب إلى خطاب لم يعد لديه جمهور، مشيرا إلى أن “لبنان ليس في مرحلة إدارة الدولة لنختلف حول حقوق الطبقة العاملة، بل في مرحلة تحديد شكل هذه الدولة”.
وأشار سعيد إلى ان موقف جنبلاط يضع امام الرأي العام اللبناني وامام الطبقة السياسية علامات استفهام كبرى حول إمكان احتساب أصوات نواب “اللقاء الديموقراطي” من ضمن فريق 14 آذار في المجلس النيابي ومن ضمن فريق 14 آذار في الحكومة.
ورأى سعيد أن جنبلاط يقول “إما أن تتكيف الأكثرية معي أو أن أذهب إلى الوسط”، مستبعدا أن ينتقل جنبلاط إلى “8 آذار”، بل أن يسعى إلى منطقة الوسط أملا أن يلاقيه هناك رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل الكتلة الوسط الداعمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
واعتبر أن محاولة خلق كتلة وسطية في الشارع المسيحي فشلت بسبب إعطاء “حزب الله” أصوات الشيعة إلى العماد ميشال عون في الانتخابات فأصبح الرئيس بلا نواب.
واذ رفض سعيد الدخول في سجال، أو الذهاب في خلاف علني، لم ينكر لجنبلاط “أياديه البيضاء في ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال.
وأكد سعيد ان قوى 14 آذار “مستمرة في ثوابتها ومبادئها، وهي في صدد اعادة النظر في كل حركتها السياسية، وموقع جنبلاط يظل محفوظا كي يشغله ساعة يريد”.