ذكرت جريدة “الكنار أنشينيه” الفرنسية أن الرئيس أوباما سمح بتسليم أسلحة “ثقيلة” للثوار السوريين. بشرط أن تعطى الأسلحة لـ”وحدات موثوقة”، ومنضبطة، ومستقلة عن أية جماعات إسلامية”، حسب تعبير ديبلوماسي فرنسي في واشنطن. ويضيف الديبلوماسي الفرنسي بأن الرئيس أوباما يرد بذلك على اتهامات “الضعف” التي وجهها له خصومه الجمهوريون.
تضيف “الكنار أنشينه” أن البيت الأبيض والبنتاغون يخشيان من وقوع الأسلحة بين أيدي مقاتلين جهاديين موجودين في سوريا، أو في أيدي شركائهم من “القاعدة” (٩ كتائب تضم كل منها ٣٠ إلى ٥٠ رجلاً، حسب أجهزة الإستخبارات الفرنسية) . وبسبب هذا الحذر الأميركي فإن الجيش السوري الحر، رغم ادعاءاته، لا يملك بعد صواريخ أرض-جو تسمح له بإسقاط الحوامات والمقاتلات- وهي من نوع “ألباتروس” تشيكية، وميغ ١٧ وميغ ٢٣ روسية- التي تصطاد عناصره بدون عائق. ومن المؤكد أن الأميركيين لم يسمحوا للقطريين والسعوديين بتسليم مثل هذه المعدات المتطورة للثوار.
ويقول ضابط إستخبارات فرنسي ساخراً: “تتم عمليات التزوّد بالأسلحة بصورة غير متكافئة في هذه الحرب”. فما يوفّره فلاديمير بوتين لصديقه بشّار أهم بكثير مما يوفّره للثوار تحاتلف الملكيات النفطية السنّية، واميركا، وفرنسا، وتركيا… وهذا ما اتاح للدبابات والمدافع الروسية أن تدمّر أحياء من دمشق وحمص وحلب على مدى ١٧ شهراً بدون أن تنقصها الذخائر. علاوة على ذلك، ساعد فنّيون روس، وباسداران ايرانيون، وأعضاء في حزب الله في اعمال القمع بصفة مستشارين للوحدات المؤيدة للنظام.
تضيف “الكنار أنشينيه” أن حلف الأطلسي وهيئة الأركان الفرنسية يتساءلان ما اذا كان مفيداً تسريع الدعم للثوار للسوريين. وهنالك بداية جواب على هذا التساؤل في جنب تركيا. وتحديداً في القاعدة السرّية التي أقامتها “السي آي اي” في يونيو الماضي قرب مدينة “أضنة”، وعلى مسافة ١٠٠ كلم من الحدود السورية.
وفي القاعدة المذكورة يقوم ضباط من “السي آي أي” وضباط من جهاز الإستخبارات الخارجية الفرنسية، وضباط أتراك وبريطانيون، بتدريب السوريين على استخدام أجهزة إتصالات مشفّرة، أو على أإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وغيرها. وحيث أن القاعدة السرية مجاورة لقاعدة “إنجيرليك” التي تؤجرها تركيا للولايات المتحدة وحلف الأطلسي، فإن ذلك يسمح بهبوط طائرات نقل تحمل أسلحة من قطر والسعودية، أو من مصادر أخرى.
إن مدينة “شارناغ” التركية الصغيرة، على الحدود مع سوريا، تمثّل “مدخل” العون اللوجستي، العسكري او الطبي، الذي سيتم إرساله إلى سوريا.
علاوة على ما سبق، وفي كردستان العراق، فإن وحدة من الثوّار السوريين تتلقى تدريباً مكثّفاً على أيدي مدرّبين أميركيين. ويضفي هؤلاء طابع السرية على تحركاتهم لأن الأتراك يشعرون بحساسية خاصة إزاء كل ما هو “كردي”. وهنالك عمليات تدريب مشابهة يؤمنها مستشارون أميركيون لوحدة من الثوار السوريين في “كوسوفو”.
ترجمة “الشفاف”