علق احد المطلعين على لقاء بكركي الرباعي الذي جمع اليوم اربعة قادة موارنة برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بأن الإنتخابات النيابية المقبلة عام 2013 قد تشهد تحالفا إنتخابيا بين النائب سليمان فرنجية و”القوات اللبنانية” نظرا لجو الود والتآلف الذي ساد اللقاء!
فرنجية كان اول الواصلين الى بكركي، حيث عقد فور وصوله إجتماعا مع البطريرك الراعي، أعقبه الدكتور جعجع والرئيس امين الجميل. أما آخر الواصلين فكان العماد عون. وفور إكتمال النصاب، انتقل عون وجعجع والجميل برفقة المطران ابو جودة الى الصالون الكبير حيث كان البطريرك الراعي وفرنجية في الانتظار، فتصافح الجميع وتبادلوا التحية بطريقة طبيعية، ما شكل بداية إذابة جبل الجليد للمرة الاولى بين فرنجية وجعجع منذ العام 1978.
اللقاء حصل على طاولة مستديرة ترأسها البطريرك الراعي وجلس الى يمينه الرئيس الجميل والدكتور جعجع والمطرانان رولان ابو جودة ويوسف بشارة والى يساره عون وفرنجية والمطرانان سمير مظلوم وبولس مطر. وفي مقابله جلس الراهب الحبيس في “دير طاميش” يوحنا الخوند، الذي غادر “المحبسة” خصيصا ليشارك البطريرك الراعي في رعاية اللقاء.
البداية كانت مع صلاة وعظة روحية تلاها الراهب الخوند واستمرت مدة خمسة واربعين دقيقة! ثم افتتح البطريرك الراعي اللقاء بدعوة المجتمعين الى التبصّر في الوضع المسيحي اللبناني، وفي الشرق، في ضوء المستجدات التي تعصف بالمنطقة، وضرورة الالتزام ـ”شرعة العمل السياسي” التي اقرتها الكنيسة واعتمادها في التخاطب بين الافرقاء المسيحيين.
وذكرت معلومات من المجتمعين ان الامور والخلافات الشخصية لم يتم التطرق اليها بما يشبه اتفاقا غير معلن بين الجميع على دفن هذه الخلافات وعدم نبش قبورها اعتبارا من اليوم. ما يعني عمليا طي صفحتين من تاريخ الانقسام المسيحي ساهمتا في شرذمة المسيحيين وإستضعافهم: الاولى، مقتل النائب طوني فرنجية، والثانية “حرب الالغاء”، التي شنها العماد عون لشطب القوات اللبنانية من المعادلة السياسية اللبنانية، وذلك للمرة الاولى ومن دون شروط.
وتأكيدا لطي صفحة الخلافات الشخصية، ابلغ الدكتور سمير جعجع وسائل الاعلام التابعة للقوات اللبنانية بضرورة التعاطي مع تيار المردة والتيار العوني على غرار التعاطي مع اي قوة سياسية اخرى في البلاد.
الاعلاميون في الصرح البطريركي نقلوا اجواء الارتياح والود التي سادت اللقاء حيث تبادل المجتمعون المزاح والنكات بدون ان يظهر عليهم ما يشير الى وجود اي خلاف لا سابق ولا مستجد، كما نقل إعلاميون ان المجتمعين اتفقوا على الاختلاف وليس الخلاف. كما اتفقوا على تبني المطالب التي تخص الطائفة المارونية في النظام السياسي اللبناني و التي لا خلاف عليها، مثل التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات وضرورة إقتراع المغتربين، وإعادة الهوية اللبنانية للمغتربين الذين فقدوها، فضلا عن اعتماد اللامركزية الادارية.
اللقاء انتهى بالاتفاق على ان لا يكون الاخير، وان يلتقي قادة المسيحيين كلما دعت الحاجة. وفي ختام اللقاء اصدر المجتمعون بيانا تلاه المسؤول الاعلامي للصرح البطريركي وليد غياض ابرز ما جاء فيه:
أكد البيان، “ان الاجتماع كان اخويا ووطنيا بامتياز، ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة، وقد تمت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الاساسية”.