في الشكل، الروس مرتاحون، لا بل سجلوا نجاحاً حين جاءهم وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى عقر دارهم لبحث ملف النزاع السوري كأحد أبرز المواضيع، وحين جرى الإعلان، من موسكو، أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة حث الحكومة السورية والمعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة. الروس كانوا على الدوام يعتبرون أن بيان جنيف، الذي صدر في حزيران الماضي، هو المنطلق للحل السياسي الذي يبدأ بالحوار بين النظام والمعارضة وينتهي بانتقال سلمي للسلطة عبر حكومة كاملة الصلاحيات. تمّ وضع بيان جنيف في ثلاجة الانتظار نتيجة الاختلاف على تفسير بنوده، والمتعلقة بما إذا كان تنحي الأسد شرطاً أم نتيجة للحوار المنشود. شكّل الاختلاف في التفسير حجّة تلطت خلفها كل الأطراف المعنية بالنزاع. وفي الوقت الضائع، تعامل معه كل طرف وفق أجندته وحساباته ومصالحه وأولوياته.
وفي الشكل أيضاً، ومع زيارة كيري وما ترتب عنها من نتائج، ظهر أن ملف النزاع السوري قفز إلى الواجهة، وأن هناك تلاقياً في المصالح الروسية – الأميركية. في اجتماع جنيف الثاني، افترق الفريقان الروسي والأميركي من دون تحقيق أي تقدم في عملية التفسير. اليوم خرجا متفقين على محاولة لعقد مؤتمر دولي حول سوريا بأسرع ما يمكن، يُشكّل حسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تطويراً لمؤتمر جنيف. إلا أن تساؤلات عدة برزت في ضوء ما تكشّف من معلومات حول لقاءات الدبلوماسي الأميركي في موسكو، في مقدمها: هل أن الوقت حان فعلاً لتسوية النزاع السوري بعدما أدرك الجميع خطورة تداعيات استمراره، أم أن التقارب الأميركي – الروسي حيال الملف استوجبته ملفات أكثر تعقيداً وأهمية للبلدين، أم أنها لعبة تقطيع وقت؟
في المعلومات أن الجانبين اتفقا على تشكيل فرق عمل من اختصاصيين بغية السعي للعمل على إيجاد تفسير مشترك لبنود بيان جنيف، ومن ثم العمل على وضع الآليات التطبيقية لها ، والسعي إلى إدراجها في ورقه مشتركة يتم تقديمها إلى المشاركين في المؤتمر الذي حددا موعداً مبدئياً له نهاية الشهر الجاري. وستكون تلك الورقة خارطة الطريق للحل السياسي. وهذا يعني، وفق المطلعين، أن كلا الجانبين سيعود إلى الجهات التي يمثلها للتشاور والتوافق على السقوف والشروط والمطالب قبل أن يجلس الفريقان، الروسي والأميركي، لإعداد ورقة اعتبرها كيري أنها يجب ألا تكون ورقة بسيطة ودبلوماسية لا معنى لها، بل يجب أن تُمهّد الطريق نحو سوريا جديدة. غير أن هذه المهمة أمامها صعوبات كبيرة، نظراً إلى تداخل الأطراف المنغمسة في النزاع السوري، ما يدفع بالمتابعين إلى عدم المبالغة في توقع نتائج إيجابية ملموسة، على الرغم من المخاوف التي عبّر عنها الدبلوماسي الأميركي من أن «البديل للتسوية السلمية في سوريا هو مزيد من العنف، وسوريا تقف على حافة الهاوية، إن لم تكن قد وقعت فيها فعلاً. والبديل أيضاً هو تصاعد الأزمة الإنسانية، وقد تتفكك سوريا إلى أجزاء، وقد يكون هناك عُنف طائفي وأعمال تطهير عُرقي، ما يُهدّد أمن واستقرار المنطقة كلها».
لكن أمراً ما في الاتفاق الأميركي – الروسي حول عقد المؤتمر الدولي بدا أنه يُقلق الروس من الوقوع في الفخ، وفق أوساط اطلعت على محاضر الاجتماعات وعلى التقييم الروسي للاتفاق، إذ كشفت عن مخاوف تعتري الجانب الروسي من فكرة توسيع حلقة المشاركين في المؤتمر ليضم مختلف أفرقاء الصراع الإقليميين، والتي لكل منها تأثير مباشر على الأفرقاء السوريين، ذلك أن الإتيان بمختلف تلك الأطراف مع تضارب مصالحهم وحساباتهم قد يؤول إلى تفجير المبادرة برمتها، وإفشال المؤتمر، وإن كان الجانب الروسي يُعوّل على عمل الاختصاصيين من البلدين للخروج بورقة مشتركة تُرفع إلى المؤتمر سعياً لإنجاحه. وبدا من الخشية الروسية أن موسكو كانت تميل أكثر إلى أن يَنصَبّ الجهد الروسي – الأميركي على اتفاق ثنائي مستند إلى بيان جنيف، بحيث يعمل كل من الجانبين على الإتيان بطرفي النزاع في سوريا إلى طاولة المفاوضات تحت رعايتهما.
غير أن المناخات الإيجابية في المواقف السياسية بين واشنطن وموسكو لا يُرتقب أن تتم ترجمتها على الأرض، على أقله من الآن وحتى موعد انعقاد المؤتمر، بل ثمة توقعات جدّية بأن تشهد هذه الفترة الفاصلة تأججاً للمعارك على الساحة السورية بغية تحسين كل طرف من أطراف الصراع قاطبة مواقعه في لعبة التفاوض المُرتقب، ذلك أن الموازين العسكرية على الأرض تترك صداها في أروقة المفاوضات وترسم المسار التفاوضي ونتائجه وتغيير المعادلات. ويصبّ الانغماس القوي لحلفاء النظام، وفي مقدمهم حزب الله وإيران، في المعارك في هذا الإطار، فيما يتوقع أن تنال المعارضة في الأسابيع المقبلة إمداداً من الأسلحة والعتاد، منعاً لتغييرات وتبدّلات كبرى على الأرض والمناطق الجغرافية ذات الأبعاد الاستراتيجية.
إنه الميدان الذي هو الحَـكَم عشية كل حوار. مشهدٌ يتكرّر في كل النزاعات والحروب والصراعات، والأمثلة كثيرة عاشها اللبنانيون مع كل جولة حوار كان يُحضّر لها بين المتصارعين.
rmowaffak@yahoo.com
إعلامية لبنانية
اللواء
قلق روسي من فخ إشراك لاعبين إقليميين في المؤتمر الدولي حول سورياخطوط حمراء ثم صفراء ثم خضراء.السؤال الهام والذي انتبه له اكثر الكتاب والمحللين والمخلصين للشعب السوري وثورته ضد الاستبداد والفساد هو: هل نجح النظام السوري الارهابي السرطاني الخبيث مع النظام الايراني الفارسي الطائفي الاستعماري الحاقد والنظام الروسي واعداء الشعب السوري في صناعة القاعدة (جبهة النصرة) واعطاء الانتصارات الوهمية والمسرحيات لهذه الجبهة الارهابية كما فعل النظام الارهابي السوري سابقا بصناعة رجل القاعدة ابو القعقاع المخابراتي السوري الذي عمل على تدمير العراق بأوامر من الطاغية بشار الاسد السفاح والنظام الايراني؟ ان النظام السوري واعداء الشعب السوري ارادوا منذ البداية تحويل الثورة… قراءة المزيد ..