قالت مصادر ليبية مطلعة لـ”الشفاف” أن الشيخ علي الصلابي وعبد الحكيم بلحاج طلبا، يوم أول أمس، من رئيس المجلس الإنتقالي، الشيخ مصطفى عبد الجليل، “التعلّل بالمرض” لتأجيل زيارة الرئيس نيقولا ساركوزي ورئيس حكومة بريطانيا دافيد كاميرون إلى ليبيا، وذلك لكي يكون حاكم قطر، الشيخ حمد، أول زائر أجنبي يطأ طرابلس وبنغازي بعد التحرير!
وقد رفض الشيخ مصطفى عبد الجليل الطلب. وبالفعل، تمّت زيارة المسؤولين الأوروبيين اليوم “رغم اعتراض وغضب دولة قطر”!
يُذكر أن الشيخ علي الصلابي مقرّب من “الإخوان المسلمين” وعضو في “الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين” الذي يترأسه الشيخ القرضاوي. وكان الشيخ الصلابي قد لعب دوراً أساسياً في إقناع “الجماعة الإسلامية المقاتلة” بالقيام بـ”مراجعات فكرية” أعقبها الإفراج عنهم من السجون الليبية إبتداءً من العام 2004. ولكنّ مصادر تعتبر أنه بات الآن أقرب إلى “الفكر الجهادي” منه إلى فكر “الإخوان المسلمين” الذين تبرّأوا مؤخراً من بعض مواقفه.
وبالإجمال، يُعتبر الشيخ علي الصلابي الآن “الذراع السياسي” لـ”الجماعة الإسلامية المقاتلة”.
أما بالنسبة لطموحات قطر لتبوّء “المركز الأول” في ليبيا، فإن عدة مصادر تشير إلى الدعم القطري لجماعات الإسلاميين في تونس ومصر. وهذا عدا محاولة فاشلة، قبل أسبوعين، لإنشاء “مجلس إنتقالي سوري”. وكانت قطر، ممثّلة بعضو “الكنيست” السابق عزمي بشارة قد دعت معارضين من الداخل ومعارضين من الخارج بينهم برهان غليون إلى اجتماعات عقدت في “الدوحة”، ولكنها فشلت في التوصّل إلى اتفاق.
وتعليقاً على طموحات قطر غير المتناسبة مع حجمها، كشفت مصادر فرنسية لـ”الشفاف” أن الشيخ حمد، في بداية تسلّمه الحكم، قد طلب من الرئيس شيراك أن يوفد ضبّاطاً فرنسيين ليكونوا “حرس الأمير”! وقد رفض الرئيس شيراك طلب صديقه الشيخ حمد “لأنه ليس لائقاً للشيخ حمد أن يكونوا محاطاً بحرس أجنبي”!
ساركوزي: صراع الشرق والغرب ليس حتمياً
ميدانياً،
قام ساركوزي وكاميرون بزيارة استمرت ساعة الى مستشفى طرابلس حيث استقبلا بالترحاب والتقيا بعض الجرحى. وجالا في اروقة المستشفى الحديث الذي لم يتضرر كثيرا من جراء المعارك بينما احتشد عدد كبير من الفضوليين لرؤيتهما. ودخلا الى ثلاثة غرف وتكلما مع جرحى واطباء.
وقال ساركوزي مرات عدة للصحافيين الذين كانوا يرافقونه “عندما نحضر الى هنا لا داعي للتساؤل لماذا اتينا“. ولدى سؤاله ما اذا كانت الشعارات الحماسية التي انطلقت منذ وصوله ترحيبا به تروق له، رد بالقول “الامر ليس ما يروق لي. انه من المؤثر رؤية شباب عرب يلتفتون نحو دولتين غربيتين كبريين للتوجه بالشكر اليهما” مضيفا ان “هذا يثبت ان الصراع بين الغرب والشرق ليس حتميا”.
وكانت فرنسا وبريطانيا اول دولتين شاركتا في العملية العسكرية للحلف الاطلسي في منتصف اذار/مارس والتي ادت الى سقوط نظام القذافي المتواري عن الانظار منذ 23 اب/اغسطس.
وصرح وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان لاذاعة “فرانس اينفو” انه “نجاح دبلوماسي وعسكري ونجاح تصور معين للحرية ودور ومكانة فرنسا في العالم”.
وشدد على ان الزيارة “اشارة قوية وهي لحظة تاريخية، تماما كاللحظة التي حلقت فيها الطائرات الاولى فوق قوات القذافي والثوار معا. ان زيارة ليبيا اليوم لحظة تاريخية”.
واوضح “نقول ببساطة ان السياسة تغيرت. في السابق كنا نقول “في اي بلد عربي هناك اما دكتاتورية او تطرف اسلامي. لكن الامر اختلف وبات هناك اتجاه ثالث هو الديموقراطية واوروبا تدعم هذه الديموقراطية من خلال تقديم السلاح لتحرير الشعوب وتقديم الدعم الديموقراطي، وهذا هو الدافع وراء الزيارة”.
وكان وزير الشؤون الاوروبية الفرنسي جان ليونيتي اعلن في وقت سابق لشبكة “اي- تيليه” التلفزيونية ان “اوروبا تدعم الديموقراطية” و”هذا الدافع وراء زيارة ديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي”.
وتابع ان اوروبا تدعم هذا البلد لانها تقول له “سنساعدكم على التطور نحو دولة ديموقراطية”.
وفي طرابلس، اشار مراسل لوكالة فرانس برس الى انتشار امني كثيف استعدادا للزيارة الخميس. وتولى عناصر حماية فرنسيون امن الطرقات المحيطة بفندق “كورينثيا” وداخله بالاضافة الى انتشار عناصر امن على الاسطح القريبة من الفندق.
كما لوحظ ان عناصر الامن الليبيين يحملون بطاقات عليها العلم الليبي الجديد وعلما فرنسا وبريطانيا.