قصيدة وطنيّة، ربّما

0

ناحَ الحَمامُ على

فَرْعٍ، فَقُلتُ لهُ:

ماذا دَهاكَ،

خَلَطْتَ الحُزْنَ بِالغَرَدِ؟

*

قالَ: افْتَقَدْتُ هَدِيلِي،

إذْ ألَمَّ بِهِ،

فِي الشّامِ مَضْبَعَةٌ

فِي هَيْأَةِ الأُسُدِ.

*

ثُمَّ انْحَنَى، وَنِثارُ

الدّمْعِ يَسْبقُهُ.

يَبْكِي عَلى وَلَدٍ،

يَبْكِي عَلى

بَلَدِ.

*

وَاسْتَجْمَعَ الرّيحَ

فِي أطْرافِ خاصِرَةٍ

وَطارَ يَرْسِمُ آهاتٍ

عَلَى فَقَدِ.

*

حَتّى تَوارَى وَراءَ

التّلِّ مُنْطَلِقًا.

فَعُدتُ أبْحثُ

عَمّا طارَ مِنْ كَبِدِي.

*

وَجَفَّ دَمْعِي عَلَى

ما ناحَ مِنْ مِحَنٍ.

لَمْ يُبْقِ لِي كَبِدًا

يَبْكِي عَلَى أحدِ.

*

فَرُحْتُ أَسْألُ

عَنْ جارٍ يُسامِرُنِي.

حَتّى وَقَفْتُ عَلَى دارٍ

بِها وَسَدِي.

*

وَحِينَ يَغْرَقُ

قُرْصُ الشّمْسِ فِي حَمَأٍ،

تَطْفُو عَلَى اللّيْلِ

نَغْماتٌ لِمُنْفَرِدِ

*

عَزْفًا بِعُودٍ، إذا ما

رُحْتَ تَسْألُهُ،

يَسْتَنْطقُ الرُّوحَ

فِي الأَخْشابِ وَالجَمَدِ.

*

حَتّى مَزَجْتُ لَهُ راحًا عَلَى

قَلَقٍ، وَما عَلِمْتُ

بِأنَّ الرُّوحَ فِي العَدَدِ.

*

يَوْمًا يَكيلُ لِيَ الصّفْراءَ

مِنْ عِنَبٍ.

يَوْمًا أَصُبُّ لَهُ الشّقْراءَ

مِنْ مَدَدِي.

*

حَتّى رَأيْنا نُجُومَ

الظُّهْرِ فِي حَلَكٍ،

راحٌ تَلأْلَأُ فِي كَأْسٍ

بِلا قَعَدِ.

*

لَوْ كانَ مِنْ وَطَنٍ

ما كُنتُ أتْرُكُهُ.

لكِنّنِي وَطَنٌ

قَدْ زُجَّ بِالجَسَدِ.

*

من جهة أخرى

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading