إسلام أباد – جمال إسماعيل الحياة
خرج اجتماع وزراء خارجية سبع دول إسلامية بينها السعودية، بدعوة مشتركة أمس، إلى حل الأزمة «الخطيرة» المتمثلة ببرنامج إيران النووي عبر الطرق الديبلوماسية، في حين طالبت اسلام أباد التي استضافت الاجتماع بـ «ضرورة اتخاذ مبادرة جديدة لتسوية نزاعات» الشرق الأوسط.
وحرص المجتمعون على تأكيد أن لقاءهم لا يأتي في اطار تشكيل جبهة «سنية» مناوئة للسياسات الايرانية في المنطقة، على رغم قول وزير الخارجية الباكستاني خورشيد قصوري إن الدول المشاركة «تفكر بطريقة واحدة». وللتأكيد على ذلك، اتصل قصوري قبل الاجتماع بنظيريه الايراني منوشهر متقي والسوري وليد المعلم، في حين اتصل رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز بنظيره اللبناني فؤاد السنيورة، بحسب مصادر رسمية.
عزيز وإحسان أوغلو يتوسطان وزراء خارجية الدول السبع في إسلام اباد أمس. (أ ف ب)
وكان هذا الاجتماع الذي استُثنيت منه ايران وسورية، وحضره وزراء خارجية باكستان والسعودية والأردن ومصر وتركيا وماليزيا وإندونيسيا، اضافة الى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو، ناقش أيضاً الملف اللبناني والوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية والانقسامات الطائفية في العالم الإسلامي بسبب الوضع في العراق.
وجاء في البيان الختامي للاجتماع الذي تلاه وزير الخارجية الباكستاني خورشيد قصوري أن «الوزراء ناقشوا بقلق عميق التصعيد الخطير للتوتر خصوصاً في شأن البرنامج النووي الايراني». وأكد البيان ضرورة «حل كل المسائل من خلال الديبلوماسية، وعدم اللجوء الى القوة»، مشيراً الى ضرورة «تخفيف التصعيد بدلاً من تأزيم الوضع والمواجهة في منطقة الخليج. ويجب على كل الدول العمل من أجل تحقيق هذا الهدف».
وأكد البيان أيضاً أهمية حل القضية الفلسطينية تجنباً لمزيد من المشاكل والعنف في المنطقة والعالم، لكن المجتمعين رفضوا كشف اقتراحاتهم للقمة الإسلامية الاستثنائية التي ستعقد في مكة المكرمة. وتابع أن «وزراء الخارجية أكدوا مجدداً وجهة النظر القائلة إن المسألة الفلسطينية هي المشكلة المركزية والاساسية في الشرق الاوسط، ولا بد من حلها دون تأجيل». كما أبدى «الوزراء قلقهم حيال استمرار احتلال اسرائيل وتصرفاتها غير القانونية بما في ذلك الانتهاك الاخير ضد المسجد الاقصى».
ورفض وزير الخارجية الباكستاني القول إن عدم دعوة إيران وسورية والجانب الفلسطيني الى لقاءات اسلام أباد، قد يزيد من حال الانقسام، وخصوصاً مع مخاوف إيرانية من تمهيد اجتماع اسلام اباد لتكتل إسلامي (سني) موال لأميركا، ومناوئ للسياسة الإيرانية في المنطقة وتنامي دور طهران فيها.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني أن دول اجتماع إسلام أباد لا تشكل محوراً ولا تكتلاً جديداً، لافتاً الى اتصاله بنظيريه السوري والإيراني، فيما اتصل الرئيس الباكستاني برويز مشرف برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاطلاعه على نتائج هذا الاجتماع.
وفي ختام مؤتمره الصحافي، قال الوزير الباكستاني إن اتصالات مكثفة ستتم بين الدول الإسلامية من أجل تقريب وجهات نظرها في القضايا التي طرحت على الاجتماع، مشدداً على أن الدول الأعضاء في منظمة «المؤتمر الإسلامي» يجب أن يكون لها ثقل في ما يجري على الساحة الدولية، وخصوصاً أوضاع المنطقة ومستقبلها.
وأشار وزير الخارجية الباكستاني رداً على سؤال لـ «الحياة» عما يمكن أن تقدمه الدول الإسلامية من مبادرات لحل القضية الفلسطينية، الى خطورة الوضع في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً الاقتتال الأخير بين أنصار حركتي «المقاومة الاسلامية» (حماس) و «فتح» في غزة، والذي راح ضحيته أكثر من مئة قتيل. وأضاف أن «الوضع متدهور في الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن أن نقول إنه طالما الجانب الآخر لم يتعاط ايجابياً مع مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فاننا سنترك الأمور على ما هي عليه. ليس لدي أي فكرة عما يمكن أن يتخذه القادة من قرارات، لكننا نريد من الدول الإسلامية أن تتحاور مع الدول الكبرى، وأن تنقل إليها وجهات نظرنا. نرى تدهور الحال وهذا إنذار لنا، وهو أحد أسباب اجتماعنا».
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير سليمان عواد في مؤتمر صحافي في القاهرة ان اجتماع اسلام اباد لا يمثل بداية حلف سني ضد اتجاه آخر، واضاف إن «ذلك غير وارد على الإطلاق، فمنظمة المؤتمر الإسلامي تعنى بدول يجمعها الإسلام، ولم تفرق في ميثاقها التأسيسي وفي اجتماعاتها أو في نشاطاتها خلال السنوات الأخيرة ما بين الإسلام السني أو الشيعي. ولا اعتقد على الاطلاق بأن هذا الحديث مفيد». وأكد أنه «من قبيل الصدفة المحضة أن الدول الست المشاركة في الاجتماع الوزاري في باكستان اليوم، دول سنية»، مشيراً الى أن «الرئيس الباكستاني برويز مشرف حدد هذه الدول عندما طرح مبادرته وفكرته على الرئيس مبارك وعلى خادم الحرمين الشريفين خلال جولته الماضية في المنطقة».
http://www.alhayat.com/world_news/asiastralia/02-2007/Item-20070225-fa7ce5a5-c0a8-10ed-0090-db328a067014/story.html