كل الإسلاميين قبل ثورة الغضب المصري وبعدها وحتى اليوم،على إصرارهم أنه لو اقترب أحد من المادة (2) بالدستور الموضوع 1971 من القرن الماضي، فإنهم سيحيلون شوارع مصر إلى أنهار من الدماء، وهو ما يعنى أبدية هذه المادة الباقية في أي دستور مقبل.
هكذا قول وهكذا إعلان تهديدي للدولة وللحكومة وللشعب، لو كنا شبة محترمين نعيش في دولة لها كرامة وسيادة،لكان هذا القول كفيلاَ بإدخال أصحابة إلى السجون تهذيباً لأرواحهم، وتأديباً لفكرهم الإجرامي، وإبعاداً لشرهم عن المجتمع.
سبق وقلت ولا زلت عند موقفي، إنى أرفض بالمطلق المشاركة في هزل يلعب بمصير الوطن كله، لأنه المكان الذي سأترك فيه عيالي، أرفض كمواطن تمثيلية الانتخابات النيابية قبل الدستور، كما أرفض أي وثائق دستورية قبل المجالس النيابية أو بعدها، دون تمثيل كل طوائف وألوان الطيف المجتمعي في وضع هذه الوثائق، أرفض أي تعديل لأي دستور سابق، المطلوب دستور جديد بالكامل، يراعى متغيرات هائلة أصبح معها دستور 1971 بردية حفرية.
لقد شاركت في الاستفتاء على تعديل 1971 رغم رفضي (وهو ما لا يتسق معا بعضه )، شاركنا على أمل الفوز الليبرالي الباهت في لحظة النشوة الثورية والامتلاء بالذات وبالوطن، التي تسمح لكل الأحلام بالظهور لتحلق في أمانيها وخيالها الذي يغذي الأماني ويعظمها، وجاءت نتيجة الاستفتاء معبرة عن مدى وعى شعبنا، وهزيمة مروعة ومفزعة للأمل الليبرالي، وأعادت المعايير الحقيقية الجميع إلى أرض واقعنا المر.
كانت المشاركة للمشاركة لذاتها، مع اللون البنفسجي على الإصبع السبابة، كانت فرحا لا يشعر به إلا من كابد الغربة في مجتمع وسلطان بلد مثل مصر مبارك، من عاش العمر كله حزناَ و نكدا وكمدا، وبعد الثورة التي هي الفخر والعز والكبرياء كله.. التي كانت فرحاً وطنياً (شرخته لافتات الإسلاميين خارج اللجان ما بين إيمان وكفر). كانت فرحة ذات طعم غير متكرر ونشوة وطنية بلغت أوجها وتلفحت بهالة القداسة، كانت فرحة لعودة المصري يحمل علم بلادة بعد أن كان يعتبره من الأوثان،) ورغم تعمق الشرخ برفع المواطن المصري لعلم السعودية)، فإن هذا لم يوقف الفرح يوم الاستفتاء لأننا كنا نشارك جميعا ولأول مرة في حياتنا البائسة المزرية في صياغة مستقبل بلادنا، وفرحة بمن صنعوا لنا هذا المجد والفخر من أولادنا، الذين كنا قد فقدنا كل أمل في حضورهم الوطني، وكنا نراهم مستقطبين بين متنافرين : قطب الجماعات الإسلامية حيث يتم تدمير العقل والوعي الفردي، وقطب ثراء الضياع والانكباب على حياة مادية صرف بلا علم ولا روح، وهو ما يتم فيه بدورة تدمير العقل بتعطيله عن العمل.
وكنت مفاجأتنا أن شبابنا هم الفرح الأسطوري والمهرجاني الذي كان كامنا، هم الفرح نفسه والأفراح من قبله ومن بعده فروع له لا تناظره فجاء بلا نظير ولا شبيه فليس كمثله شيء، كان يوم الاستفتاء عيدنا السعيد بجدارة نستحقها، بينما الإسلاميون بإعلامهم الهائل وأموالهم التي تؤلف قلوب الناس، كانوا يحولون الاستفتاء إلى امتحان في الإيمان، حولوه إلى ابتلاء واختبار لمدى إسلام المسلم، ليختار المسلم بين إيمان الجماعات وبين كفر العلمانيين.
الآن بعدما شاركنا أهلنا فرحنا، وذهبت السكرة وجاءت الفكرة، وأصبح الاستفتاء درساَ واضحاَ لكل الفرقاء، ورغم أن الدرس كان قاسياً فإن السياسيين غير الإسلاميين سواء شيوعيين أو ليبراليين أو قوميين أو أحزاب أو مرشحي رئاسة، كلها لا تجد الشجاعة لقول (لا) للمادة الثانية بالدستور، بدلا من أن تتسق مع مبادئها وقيمها وأسسها وتخلص لها، وتعلن بوضوح أن وجود هذه المادة يدمر مفهوم الدستور والمواطنة معاَ ويزرع الفرقة المجتمعية برعاية الدولة والقانون.
مصيبتي أن أرى أهلي وناسي وأحباء عمري الذين فيهم أساتذتي و زملائي و أبنائي في العلم والمعرفة، يعلنون أنهم يقبلون بهذه المادة الحمقاء والمدمرة والفاسدة مبنى ومعنى (وهو ما سنقيم علية الدليل مع سيرنا في هذا البحث) حدث هذا دون أن يتم توجيه دعوة لهم بإعلان هذا الاعتراف، ولم يسبق لأحدهم أن رفض هذه المادة من قبل ومن قبل القبل، سوى العبد الفقير الذي اعتبر هذه المادة معركته الدائمة التي لن يخرج من ميدانها إلا إذا خرجت معه، كان المطلوب بدلا عن إعلانهم البيعة للمادة (2)، أن يعلنوا جديدهم للناس وتبصيرهم بمصالحهم وصالح وطنهم، لا أن يصدروا بيانات توضيحية تعلن إيمانها بالانحناء للمادة الثانية الكريهة.
مصيبتي تتضاعف مع الكنيسة بعد طول عراك بيني وبين الإسلاميين على وجود هذه المادة، بعدها بزمن طويل بدأت الكنيسة فصرح بعض رجالها في آخر سنوات حكم مبارك على إستحياء بضرورة إعادة النظر في هذه المادة، مستنداً إلى ما قدمه شخصي المتواضع بهذا الشأن (دون ذكري بالطبع فهم يصفقون لي عن بعد لكنهم لا يتحملون تبعات الاقتراب مني ولو كمرجع للفكرة والمعلومة لأني منطقة حرام؟). وتقلبت الأيام وجاءت بما لم يكن بالحسبان، فجأة جاء الغضب وثورته المجيدة، وبالانكسار الروحي عندما انتهز الإسلاميون الفرصة ليسرقوا ثوار الغضب مجدهم ومستقبلهم، فما كان من كنيستنا الغراء إلا الإعلان عن مبايعتها وتأييدها لبقاء المادة المصيبة كعربون لحلف مع النظام الإسلامي القادم.
ويا لهول السقوط والتردي أمام أي بوادر تستدعي الرعب التاريخي الكامن، الذي يحيل الثورة إلى انكسار وتراجع ذليل، مع إعلان الكنيسة إن هذه المادة ستضمن تطبيق الشريعة الإسلامية للمسلمين، وفى ذلك صالح الأقباط، لأنهم بدورهم ستكون مرجعيتهم التشريعية هي الكنيسة بين بعضهم البعض، يعني كل واحد يبقى مع نفسه وكل وحده ومصيبته على قده، وهو ما استقبله الإسلاميون أحسن استقبال فهشوا له وبشوا و أعطوا الموافقة على تسليم المسيحيين للكنيسة مقابل استلامهم للمسلمين.
ولا يطيب لي أبداً، ولا يسعدني، بل يشعرني بالقرف، أن يعيش سيد القمنى عمره كله كعلماني صادق مع مبادئه، يحارب من أجل حقوق المواطنة الكاملة من حرية ومساواة وحقوق مدنية وسياسية للأقباط، فيكون رد كنيستنا الوطنية للجميل أن تطلب له ولزملائه ولأهله المسلمين العبودية والذل الكاملين. مع التضحية تماما بمصر وبالوطن وبأي أمل في تقدم وتحضر كان مأمولاَ. رضي لنا أهلنا الأقباط الهوان وطلبوه لنا مكافأة على عمر طويل من العطاء غير المسبوق وغير المنكور، لنعيش تحت قهر فقهاء الشريعة مقابل حصول الأقباط على العيش تحت قهر الكنيسة ويفوز كل بغنيمته، ويظل شعبنا فريسة الكاهن والشيخ بأسوأ مما كان قبل يناير الغضب. إن بنيامين قد عاد متحالفاً مع عمرو الفاتح ليفوز كل بنصيبه من العبيد، فيفوز ابن العاص بكرسي الحكم ويفوز ابن بنيامين بكرسي الكرازة. كلكم سادتي المعمين المقفطنين الملحتين الملتحفين السواد أو البياض كهنة أو مشايخ مسلمين، كلكم أزهراً أو كنيسة وإرهاباً، كلكم داخل نفس الجبة الطائفية القاسية، الناس في قواميسكم هم عبيد يؤدون لله حقوقه (يعنى إليكم)، أما هم فغير موجودين في البال ولا في الخاطر، وليس لهم أي حقوق.
كنيستنا العزيزة الغالية غلاوة الوطن، اصمتي عن الشأن السياسي ولا تكرري بيع عيال الله خشية أن يشارك الكنيسة في ولائهم أي ولاء آخر، حتى لو كان الوطن، لا تفسدا علينا يا كنيستنا المكرمة ما بذرناه عبر عمر من العذاب، أو كان العذاب قطعة منه، نحرث ونبذر ونروى ونكنس ونمسح وننظف ونطهر جروح متقيحة في العقل والروح والبدن، سكبنا فيها رحيق العمر وعصارة الأيام وخبرتها، في زمن كنت فيه يا كنيسة كامدة من طول الصمت حتى البكم، وكنا نحن من يقول بعلو الصوت الجهير، وكنا نحن دونكم من يتلقى الصعقات واسوأ النتائج والعقوبات المجتمعية، بل ومن زملاء لي ليبراليين يتاجرون أحياناَ. تحملت وحدي ساعات رهيبة مفزعة إن تأخرت طفلتي في العودة من مدرستها، أو يكون ابني في سيارتي التي أغرقوها في النيل أمام بيتي، ولكن هناك فرقاً بين من يدير خده للطم، وبين من يرفض أي جرح لكرامته الإنسانية ولو بالقول. وهو القول الطويل العريض الذي لم يترك في قائمة اتهاماته وتشهيره بالكذب الشيطاني شيئاً بشعاً لم ينسبه إلى شخصي الضعيف في تدمير منظم وحرق للكاتب وتخوينه وإقصاءه من مجتمعة، في عمليات تشهير وتجريس لم تحدث لكاتب غيري، فهي غير مسبوقة وربما غير ملحوقة.
كفوا عنا أذاكم سادتي كهنة الكنيسة وانشغلوا بالعبادة وتطهير النفوس، واتركوا لنا شئونا لا تفهمونها. لقد سبق لنا ولا زلنا وسنظل ما دام العمر، في عراكنا من أجل حصول كل المصريين من أي دين أو عنصر على كامل حقوقهم في المواطنة والمساواة أمام قانون واحد. عراك بدأناه في زمن كنتم فيه جثة بكماء مصابة بالشلل الرباعي، ولا تستطيع أن تكسر صمتها بصرخة. إن المسيحي يستحق حظوظاً مثل حظوظ المسيحيين في بلاد الحريات، لأنه ليس أقل من الذين حصلوا على عتقهم من الكنيسة، وعادت العلاقة بينهم علاقة صداقة ومحبة واختيار حر بلا قهر بحرفية النص، وهى لاشك الخطوة الأرقى من علاقة السيد والعبد، هي الانتقال من سلطان الشريعة والحرف النصي إلى علاقة المحبة التي تتساوى فيها كل الرؤوس ولا تنحني فيه رأس الإنسان لأي من كان، المسيح قد أكد أن الحرف يقتل وليس أنا من قال.
أن ما حدث في 25 يناير لمدة خمسة عشر يومياً مجيدة، أصبح علامة تاريخية في جسم وروح كل مصري، هم كل العزة والجلال المهيب، ورغم القسوة المرعبة التي مارسها نظام مبارك، فإن كل ما حدث وبعد الصمود الرائع أمام القذائف الحارقة والقتل العشوائي، كان كله بروفة ثورة، للثورة التي لم تبدأ بعد، بروفة ثورة ثقيلة التكاليف , ويا لوعة كبدي على شبابك يا ميدان، شباب كالورود تمزقوا أو خسروا أعضاء من أجسادهم ليصنعوا لمصر فخرها، ومات من مات بعد أن قلدنا أكاليل الغار، فلتتقطعا يا نياط قلبي ولتنفطر يا كبدي ولتتفجرا يا مصر غضباَ حتى لا تذهب غرغرات موت شبابنا هباء وعبثا، وحتى نستحق ما قدموه بأجسادهم وحياتهم التي لم يعيشوها، وقوداً وقربانا على مذبح الطريق نحو النور، حيث يعيش البشر سعداء منتجين مبهجين أحراراً كراماً في أوطان عزيزة الجانب.
قبل يناير الغضب، كان الطافي على سطح الفعل السياسي الإسلامي هو الإخوان المسلمون، ومع متغيرات العالم بعد معجزة بن لادن في سبتمبر 2001، والرد الأمريكي بإسقاط طالبان وصدام وحضور القوة العالمية في المنطقة، إضطر الإخوان أمام الدعوات وأحياناً الأوامر الدولية بالإصلاح الداخلي، إلى تسجيل تراجعات انتهت بقبولهم بمبدأ مدنية الدولة الديمقراطية، لكن على أن تكون ذات مرجعية إسلامية. وبهذا السبيل طارحناهم النقاش أخذاً ورداً ونقداً وتحليلاً، حول توجههم الديمقراطي وكيف جاز لهم أن يجمعوا بين المرجعية الدينية الربانية وبين المرجعية البشرية الشعبية الديمقراطية. وكان واضحاً كما شرحت في سلسلة طويلة من الدراسات إن هذا الموقف المنفتح على الديمقراطية، هو إعلان تقية والتفاف على زيادة انتشار الثقافة العلمانية والمبادئ الحقوقية، باستخدام الآلية الديمقراطية وليس الديمقراطية، باستخدام صندوق الاقتراع كآلية ديمقراطية، لأنهم العارفون بحال شعبنا الذي يستمتع بأنيابهم مغروسة في دماغه، وأنهم بهذا الشعب سيصلون إلى الحكم دون قتال واغتيالات، مؤجلين القتل والسحل إلى ما بعد التمكين الذي هل هلاله وظهرت بشائره، وأكدته على الأرض مليونية قندهار الشهيرة وبعدها بالأمس مليونية تورا بورا التي رفعت صور بن لادن قائدا للثورة، وبعد التمكين باستخدام الصندوق الديمقراطي كألية سلمية للوصول إلي السلطة، يطبقون المرجعية الإسلامية، التي ستلغي بالشرع أي مرجعية أخرى أمامها، فماذا ستقول المعارضة له؟ صبحي صالح صوت الأخوان العالي يقول “لن نرضى بغير الشريعة الإسلامية، ولن يرقد لنا جفن ولن تغمض لنا عين، حتى نرى الشريعة الإسلامية مطبقة كاملة غير منقوصة” أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نرى الإخوان، بل للنكاية والدهشة عندما نرى السلفيين الذين كانوا يكفرون الخروج على الحاكم، بل وزيادة في السواد الكوميدي عندما نرى الإرهابيين الذين لوثت أيديهم بالدم البرئ، يعلنون جميعاَ دخول اللعبة السياسية والقبول بالديمقراطية كوسيلة سلمية للوصول إلى السلطة.
أول ما يتبادر إلى الذهن هو السؤال : هل يعنى انخراط هؤلاء في العمل السياسي الديمقراطي، أنهم قد تمردوا على نظم الحكم التي أقرها الخلفاء الراشدون وعملوا بها؟ وبالطبع لا يمكن لأحد أن يزايد الهداة المهديين، ويدعى أنه قد وصل إلى نظام أفضل من نظامهم، هو الديمقراطية كطريقة أفضل من طرق الراشدين، بحسبانها الحل العالمي الذي أثبت نجاحه أينما طبق؟ لكن الإسلاميين كانوا يطلقون على القانون والدستور عند بلاد الحريات اسم الطاغوت، واليوم يتمسحون بأذيال هذا الطاغوت، وينسون أن كل البشرية التي طبقت الديمقراطية ليست أفضل من خير البشرية في قرن الراشدين، وبالتأكيد ليست أفضل من خير القرون زمن النبي (ص).
فأي إيمان لديكم وما هي معاييره؟ وهل السياسة والدنيا التي تصبغ فعلكم كله اليوم، تعنى إقصاء الله حسب ما نرى، أم تعنى حضوره كما نسمع في الشعارات فقط؟ فالله لا يظهر عندكم في الفعل والحراك الحزبي والسياسي والنقابي، إنما في الأقوال والشعارات وخطب الجمعة دون وجودة في واقع الحال.هذا علماً أن أخذهم بمبدأ مرجعية الديمقراطية هو أخذ لأمر عظيم يكاد يكون من الكبائر المعدودة أو هو أعظمها؟ لأن المرجعية الديمقراطية تعود إلى شعوب وثنية كديمقراطية أثينا ودستور وقوانين روما. وكانت أنظمة حكم تنظم تبادل السلطة بالسلام ويحصل فيها المواطن على حقوقه على التساوي مع أي فرد أخر في المجتمع. وعرفهم القرآن وتحدث عنهم فتحدث عن الإسكندر المقدوني وعن الروم وحروبهم وقياصرتهم، لكنه لم يأخذ عنهم لا الديمقراطية ولا الدستور ولا القانون.
قرر أهل الإسلام المخلصين الانخراط في اللعبة الديمقراطية، لأنها لا شك أصبحت في نظرهم أصلح من الآليات الراشدية، والدليل اختيارها وتخليهم عن الأصول عند كواكب الهدى الذين إذا اقتدينا بهم اهتدينا بأوامر نبوية، ورفض إسلاميو مصر الاقتداء بالهداة الراشدين وفضلوا الديمقراطية على أسلوب الخليفة الصديق، وطريقة الفاروق عمر، وإدارة ذي النورين عثمان، ونظام مكرم الوجه على بن أبى طالب.
لماذا إذن لا يمدون الحبل على استقامته ويأخذون ببقية هذا الأفضل، وإيداع الإسلام مكانه الأمين في قلوب المؤمنين، إيقافا لنهر الدم الآتي. الإسلام هنا ليس أكثر من ركوبة يرضى عنها جمهور الغوغاء والدهماء كطريقة للوصول الحكم، وهم غير الموجودين عند الإسلاميين بالمرة.هم مجرد وسيلة. قال الإخوان : ” لو رشحنا حمار ميت الناس هاتنتخبه “… إنهم يعلمون أن الناس ستعطى صوتها لحمار ميت، ويعلمون أن الناس تستحق كل هذا الاحتقار والازدراء لدرجة أنها تنتخب حماراً، هم على يقين بأنهم عمموا الحمرية على شعبنا الغلبان حتى أصبحت الحمرية داء وطنياً، وسيصوت الشعب الحمار لأبناء فصيلته من حمير الإخوان بالضرورة القومية.
مصر أمام دولة دينية آتية تخزق العيون وتخرق بصيرة من يقومون من بيننا كليبراليين يعطونهم الشرعية بمواءمات سياسية. كل من قبل بالانتخابات قبل الدستور إنما يعطى للناجحين شرعية نجاحهم بما لا يسمح له مستقبلاً بالطعن في شرعيتهم، المؤاءمات السياسية لا تخدم مصلحة الدولة المدنية إنما تصب في معامل إنتاج الطاقة الإسلامية، وتضخ الأصوات في صناديقهم.
إن اعتراف الليبرالي بمادة تفرق في رعويتها بين مواطنيها حسب دينهم أو ألوانهم أو ثقافاتهم هو كارثة تصيب المبدأ الليبرالي في قلبه. هذا رغم أن الإسلاميين أسفروا عن خبيئتهم بوضوح في إقامة دولة إسلامية تطبق الشريعة.
حجة الليبراليين أنه لماذا يترك للإسلاميين وحدهم الساحة ليكتسحونها إذا لم نشاركهم؟ وإن المادة (2) ليست مجال نقاش فهي مجرد مادة ديكورية لا تضر ولا تنفع.يعني نترك لهم عظمتهم لأنها مادة ليس لها فعل في الواقع.
إذن ما هذا الذي كان يحدث ولا زال يحدث من مصادرة الصحف وغلق المراكز البحثية وتخوين غيرها ومصادرة الكتب والروايات ودواوين الشعر وإيقاف الإعلاميين ومحاكمة المفكرين والكتاب والصحفيين ومطاردة الشيعة واضطهاد البهائيين وقهر الأقباط، ألا يبدو كل هذا تفعيلاَ للمادة الثانية؟
إن هذه المادة نالت منى في اغتيال توأم روحي، الرجل في زمن عز فيه الرجال (فرج على فودة)، وفى صديقي الراحل (نصر حامد ابو زيد) الذي مات ولم يبلغ غاية تألقه بعد،وفى صديقي وأخي، الذي ينسكب حناناً مصرياً وتشم فيه رائحة الخير المصري أحمد صبحي منصور، أصابتني في صديقي الشاعر حلمي سالم وفى المناضلة الدكتورة نوال السعداوي، وفى الأعز أحمد عبد المعطى حجازي، كلها إصابات استندت إلى المادة الثانية بالدستور، هذا ناهيك عن إصابتي الشخصية التي كانت معاناة مستمرة لي ولأسرتي. هل هذه مادة ديكورية؟ فإذا حدث كل هذا وهى ديكورية فماذا يحدث بعد أن نكشف أنه ديكور متحرك وجهه غير قفاه؟ وهو ليس ديكوراً باليقين وسأدلل على ذلك.
إن المادة الثانية الديكورية ستكون حجر الأساس في خراب مصر، ولأنهم عندما يركبون ويتملكون لن تعود ديكورية، لأنها اليوم وقبل أن يركبوا أصبحت في شعاراتهم مادة فوق دستورية تعلو على كل دستور وكل قانون ولا يعلى عليها.
إذن إصرار الإسلاميين على وجود هذه المادة طوال السنوات الماضية وحتى الآن، هو كما عدنا وزدنا منذ ما يزيد على عشرين عاما، لأنها السبيل التي ستنتهي بهم إلى ساحات القطع والجلد والسحل، أما الركوبة التي ستحملهم مع شريعتهم إلى موقع سلطة الفعل، فهي الشعب المتدين ودينه الذي سيدفعه ليعطى صوته لحمار إخواني ميت.
elqemany@yahoo.com
* القاهرة
قبل الفزع الأكبر (1) في البداية شكراً السيد القمني على القراءة الدقيقة لواقع الحال في مصر الان..ولا بد من الرد على فارق عيتاني حيث يبدو انه لا يفهم ما يقرأ وهذا ما يقال عندما يكون القارئ من الدهماء! ليس القمني من كفرك أنت من يكفر ويلغي واعتبرت ان لا صوت له وربما فرج فوده ايضا وامثالهم…ان من السهل ان تغرد مع السرب يا عيتاني، فلا تستهتر بشجاعة من قال كلمة حق عند من يهدد بقطع الرؤوس ويريد ان يحكم بهذا!!!! ببساطة لا يريد السيد القمني أن تحكمني في سنة ٢٠١١ بشريعة وقانون حكم قبل اكثر من ١٠٠٠ سنة ولك ان… قراءة المزيد ..
قبل الفزع الأكبر (1) سيد القمني صورة عن صوت أصولي ،يفصل و يرتب ب80 مليون مصري على قياسه.هو كالمذنب لا شيىء يصنع من نفسه شيئا.سيد القمني نموذج اشيه بنعمة الله ابي نصر اللبناني، مشكلته دوما مع الاخر الغريب ، وهو دوما العربي او الاسلام.يزعم انه علماني 100% ، وهذا رأيه عن نفسه، لكنه يعادي من ليس مثله، يكفره إن جاز القول.هو دوما فزعا . يحسب انه في خطر و هناك من يريد قتله ،إغتياله تصفيته … الخ.ومع ذا ولانه صوت من لا صوت لهم ولن يكون لهم صوتا ،ومن قبيل الديمقراطية التي يرفضها هو و اقبله انا بها ، لا… قراءة المزيد ..