هل أصدرت “محكمة إسلامية” في مقاطعة “كتالونيا” بإسبانيا حكماً بالإعدام على فتاة مغربية بتهمة “الزنا”؟ هذا ما تؤكّده شرطة “كتالونيا” التي اعتقلت، في يوم 14 نوفمبر، 10 أشخاص من أصول مغربية ما زال 7 منهم في السجن بتهمة المشاركة في ما يسمّيه المحققون الإسبان “محكمة شرف إٍسلامية”؟
القضية (التي نشرت تفاصيلها جريدة “لوموند” الفرنسية) تعود إلى ما قبل 8 أشهر، أي إلى شهر مارس حينما “انعقدت” في “فالس” قرب “تاراغون” محكمة إسلامية لمحاكمة شابة مغربية، كانت حاملاً في حينه، بعد اختطافها من الشارع. وقد احتجزت الفتاة في مبنى مهجور حيث “حاكمها” 20 رجلاً وأصدروا ضدها حكماً بالإعدام. ولكن الفتاة، وعمرها 30 سنة، نجحت في مغافلة آسريها والفرار إلى “بار” مجاور، حيث أبلغت الشرطة بالحادثة.
وقد أنكر جميع الرجال الذين اعتقلتهم الشرطة مشاركتهم في “المحاكمة”، ولكن يمكن أن تصدر بحقهم أحكام تصل إلى 23 عاماً في حال ثبتت الإتهامات ضدهم.
وحسب مصادر قريبة من الشرطة ومصادر صحفية، فـ”القضاة” ينتمون إلى “الحركة السلفية” التي تمارس نفوذاً متزايداً في مساجد “كتالونيا”، حيث تعيش جالية إٍسلامية كبيرة.
وقد أثارت القضية إستهجان جميع مسؤولي الجمعيات الإسلامية في إسبانيا. وصرّح “عبد النور برادو”، الذي ينتمي إلى “المجلس الإسلامي لكتالونيا” أن ما حدث “لا يمثّل تطبيقاً للشريعة الإسلامية بل ممارسات تعود إلى القرون الوسطى لم تعد مطبّقة في أي مكان، وهي أقرب إلى جريمة الشرف”، خصوصاً أن “أي جماعة سلفية لم تعلن تطالب بإمامة محاكم إسلامية في إسبانيا حتى الآن”!
“مطوّعة” أم “باسيج” في إسبانيا؟
وحسب شهادات عديدة، فإن جماعات أصولية تتعرّض للنساء اللواتي لا ترتدين الحجاب، أو اللواتي تتردّدن على المقاهي. وتقوم هذه الجماعات بالضغط على والد الفتاة أو زوجها.
وفي حادث وقع مؤخراً، تعرّض مراهق مغربي لاعتداء لأنه شارك في لعبة كرة قدم مع شبان غير مسلمين من قريته.
وصرّح مسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب لصحيفة “إل بيريويكو” أنه “مع أن الكثير من الضحايا يتردّدون في رفع شكاوى قانونية، فنحن نعرف أن إعتداءات “فرق الأخلاق” آخذة بالتكاثر”!
من جهتها، تحمّل جمعيات إٍسلامية في “كتالونيا” المسؤولية للسلطات العامة التي لم تأخذ تحذيراتها على محمل الجدية.
ويقول “محمد علمي”، وهو رئيس “جمعية أصدقاء الشعب المغربي”: “منذ 3 سنوات ونحن نندّد بالمتطرفين الذين يستخدمون القوة من أجل فرض آرائهم الدينية. ولكن حكومة كتالونيا سمحت لدعاة هذه المفاهيم الإسلامية المغالية في تطرّفها بالعمل بكل حرية”!
Un “tribunal” islamique aurait jugé une femme pour adultère en Catalogne
3 تعليقات
قبل إستفتاء المآذن: “محكمة إٍسلامية” بإسبانيا أصدرت حكم إعدام على فتاة مغربية بتهمة الزنا!
يا أخ يا محمود
mahmoud
أنت تفكر بعقلية عالمنا العربي حيث الصحافة موجهة يديرها المحرر او السلطة السياسية.
في الغرب تتعامل الصحافة مع الخبر تعامل آخر. فهذا الحدث أي الحكم الشرعي على امرأة بالزنا ضمن قوانين الشريعة، امر يخرق حقوق الأنسان وحق المواطنة في احترام القانون.
هؤلاء مجموةعة خارجة على القانون. أن كانوا يحكمون بأسم الأسلام أو بأسم البوذية ، فهم قد أرتكبوا جرما على القضاء ان يتعامل معهم وللناس كامل الحق في معرفة الحدث.
أنت تقول انّ الخبر لا علاقة له بالأسلام. وربما من فهمك للأسلام أن ذلك لا يجوز. لكن الأسلام ليس واحدا.. الأسلام تأويلات ومذاهب ومدارس. وليس من حقك ان تسلبهم فهمهم للأسلام. لكن القانون له الحق في ان يعاملهم كمجرمين حسب دستور وانظمة البلد.
لا توجد خلفيات غير صحفية تتعمد تشويه الأسلام كما تدّعي. لو كانت هناك جهات غربية تتعمد تشويه الاسلام لما قبلوا الملايين من المسلمين يقيمون في القارّة ويمنحونهم حرية ممارسة دينهم.
نحن الذين نشوه الأسلام بنقله بشريعته البدوية الى عصرنا..
ولو استطعنا أن نؤمن ان الأسلام بأصداره المحمدي قد انتهى ويبقى الاسلام بأصداره الألهي كدين بلا سيف ولا سياسه، لما عانينا من هذا الأسلام الذي يسبب لنا كل خجل وعار ودمار واشكالات ..
اما نقدك لكاتب المقال فهذا يجعلني اشكك بما تقول… فأنت شخص غير نزيه لا تحترم الحقيقة وتريد ان تخفي رأسك كالنعامة لأن الحقيقة ليست من صالحك..
لذا انصحك ان لا تقرأ الشفاف فأن فيها الحقيقة التي تسيء لمشاعرك. ودعنا نرى الحقيقة في الشفاف لانها هي التي ستغيرنا وتنورنا..
اشكر الشفاف على هذا الخبر.. وياحبذا لو وضعت الشفاف روابط للخبر بلغه اوروبية …هذا ما اتمناه دائما لان الشفاف هي الارقى في اختيار الخبر واحترام عقول القراء…
بارك الله بمحررها وبمن يساهم في دعمها …
قبل إستفتاء المآذن: “محكمة إٍسلامية” بإسبانيا أصدرت حكم إعدام على فتاة مغربية بتهمة الزنا!
أرسل لي مراسل هيئة الإذاعة السويسرية (سويس انفو) القسم العربي، رسالة بدا خلالها مرتاعاً عن حملة قام بها اليمين لمنع بناء المنارات بجنب المساجد.
وتشير الأنباء إلى أن نحو 57.5 في المئة من الناخبين في سويسرا صوتوا تأييداً لمشروع قانون يقضي بحظر بناء المآذن في البلاد.
قال الرجل في تساؤله إن حملة ضمت توقيع 113 ألف سويسري لحمل الحكومة على قرار منع بناء المآذن.
ومضى الأخ في خيالاته أن الدور قادم على المساجد!
وهذا يعني أن إقامة الحجارة أهم من مخيم الأفكار، والطوب أهم من القلوب.
ولأن المسلمين حين يبنون المساجد يرفعون المنارات، فينشرون الذعر بين الأوروبيين، بمساجد هائلة تهبط عليهم ببراشوتات من سماء البترودولار كما قال جارودي يوماً، وأن الأفضل للأوروبيين الدخول إليهم ليس من النوافذ، ولا من بارشوتات المآذن، بل الفكر الإنساني الخالص.
وبين المسلمين والفكر الإنساني الخالص مسافة المجرة أندروميدا..
فأجبته أنه لو أردت رأيي لربما تطرقت إلى مسألة بناء لمساجد، وليس المآذن، لأنها تثير هلع الأوروبيين.
وهذا لا يعني معارضتي لبناء المساجد، بل أنا شخصياً أميل إلى بناء مراكز إسلامية متواضعة جداً، كما فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم ببناء مسجده من سعف النخيل وأرضه من رمل، وبدون منارة!
فلم تأت المنارات إلا لاحقا! وهو أمر يستحق البحث مستقلًا.
وهي في سويسرا لا مانع بكرتون وخشب بسيط مضغوط، بشرط العزل الجيد والأناقة الخفيفة والجمال والتواضع حلية المتقين.
ومن المهم قدرته على احتواء أكبر عدد من المهتمين، وليس على غرف هائلة، وسقف من رخام ومرمر، وسقف عليها يعرجون، وزخرفاً وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين.
ومن المهم في هذه المراكز عدم إزعاج الجوار بأصوات توقظ النيام وترعب الأيقاظ، وتضع كل ذات حمل حملها، كما هو الحاصل عندنا فيصدم المؤذن الآذان بـ 140 ديسبل، مما يهدد بشق غشاء الطبل والصيوان وتفجير عظيمات السمع، بصوت مجلجل، ثم مواعظ مرعبة عن عذاب القبر، ومنكر ونكير.
وعلينا القيام بدعوة إنسانية بين الغربيين في التبادل الثقافي، أكثر من الوعظ من طرف واحد، فلهم دين ولنا دين، ومن المهم فهم شروط الفعالية عندهم لنقلها إلينا، أكثر من نشر نموذج شرقي بين أظهرهم، مشلول لا يقدم ولا يؤخر، أبرص أصم أعمى؛ فنزيدهم خبالاً فوق الخبال.
ومن تعاطف معكم انطلق من مبادئ التسامح التي نادى بها من قبل جان لوك قبل 300 عام منذ انفجار عصر التنوير في أوروبا، والقضاء على الإقطاع والكنيسة، وبزوغ العمل والأحرار ورأس المال والصحافة والبرلمان والمراقبة المتبادلة بين مجتمع البشر… الذين يتبعون أهواءهم لا يلوون…
ولو أتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن.
ولذا كانت الديمقراطية والمراقبة المتبادلة هي سفينة النجاة، وإيانا والمراهنة على طيبة الإنسان، وهو من عالم السنوريات… فلا أمان له إلا المراقبة.. ومن راهن على التقوى فإن له معيشة ضنكا.
العبرة في المفاهيم الإسلامية إذن هي نقل الجيد والايجابي أكثر من رفع شاهق الحجارة، كما أراد فرعون يوما أن يبني صرحا يبلغ الأسباب، ومحاولة تنقيح التراث من مفاهيم خطيرة؛ تتعلق بالمرأة والمساواة، وحق الآخر في البقاء، وما يقال عن حد الردة، وما يدور حول المحرم وتحريم الفن والموسيقى، وما شابه من الأمور التي تكون غالباً مثار جدل، التي تحرر منها السويسريون منذ أمد بعيد؛ فلعلنا إن تتلمذنا على أيديهم تعلمنا منهم، لأن الجهل ليس عيبا بل الاستكبار عن التعلم..
وسيصرف الرب عن طريقه كل متكبر جبار..
قبل إستفتاء المآذن: “محكمة إٍسلامية” بإسبانيا أصدرت حكم إعدام على فتاة مغربية بتهمة الزنا!
يبدو لنا أن مثل تلك العناوين المثيرة لا تخدم قضية التقدم البشري على المدى القريب والبعيد . فالقول بأن محكمة إسلامية اختطفت امرأة في الثلاثين من عمرها لتحكم عليها بتهمة الزنا , ناسبة الفعل الى الإسلام هو قول باطل ومسيئ للصحافة والإعلام وللإسلام والمسلمين , وهذا عيب غير مقبول إسلامياً ..والفعل لا يتعلق بالإسلام والتشريع الإسلامي الذي لا ينظر عملياً الى كل علاقة جنسية بين اثنين(رجل وامرأة) كعلاقة زنا , حتى وإن كان هناك حمل ظاهر , فالإسلام يفرض في هذه الحال (إعلان زواجهما الشرعي ـ أي القانوني) ولا يفرض أي عقاب ؛ أما وقد قام بهذا الفعل جماعة متأسلمين يتظاهرون بالإسلام بهدف الإساءة إليه عمداً وذلك في محاولة لتشويهه في أعين الأوربيين وفي أعين غير المسلمين , فإن نشر الخبر يصبح محل نظر , باعتبار خلفيات غير صحفية تقف وراء ترويج هذا التشويه المتعمد للإسلام .
ومع أنه لا يستحق الذكر , فإن إبرازه على هذه الصورة بعناوين كبيرة ـ ومضمون فارغ ـ ليدعو الى التساؤل عن مدى الصدق والنزاهة لدى كاتب المقال تجاه قضايا السلام والإنفتاح في الشرق الأوسط والعالم ..