إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
هدَدَّوا وتوعدوا وذكروا مراراً وتكراراً أن غياب المجلس سيعني تفشي الفساد واقتحام أبناء الأسرة الحاكمة للبيوت الآمنة وذلك كوسيلة للتغرير بالسذج واستمرار تكسبهم من العقود والمصالح والصفقات المالية الضخمة التي كان يمثلهم ويساعدهم فيها بعض الاعضاء السابقين، ومن ثم لم يكن مجلس الأمة بالنسبة لهم إلا دجاجة تبيض ذهباً في أحضانهم…
***
وقد رفضنا في حينها تلك الأكاذيب، مستشهدين بحقائق جلية لا تخطئها العقول النيرة والضمائر الحرة، وهي أن علاقة أبناء الأسرة الحاكمة بالشعب الكويتي تمتد لـ 4 قرون لم نرَ خلالها منهم الا كل ما يُسر، كما لم نشهد ما يدعونه من أكاذيب إبان حل مجلسَي 76 و86، كما لم يحدث في الدول الخليجية التي لا برلمانات فيها نظراً للعلاقات الأبوية والأسرية بين الحاكم والمحكوم فيها،
.أما بالنسبة للشفافية وتفشّي سرقة الأموال العامة، فلم نشهدهما بعد حل مجلسي 76 و86 وإن شهدها الشعب الكويتي بشكل سافر إبان مجالس الثلاثة عقود الماضية التي كان بعض المشرعين وبعض الكذبة من المناضلين المنافقين هم المستفيد الأول منها…
***
آخر محطة:
مع خطاب الجمعة التاريخي ومع الإجراءات الحازمة اللاحقة التي أوقفت مسار انحدار الكويت الذاهب بنا للخراب والدمار وإلحاقنا بالدول العربية التي أحرقتها الانسدادات السياسية والانهيارات الاقتصادية وانعدام الأمن، ظننت -وبعض الظن إثم- وبعضه غير ذلك، أن المحذرين مما سيحدث حال غياب المجلس سيتجهون وثرواتهم الحرام التي جمعوها من الارتزاق والعقود والصفقات للمطار، حفاظاً على دمائهم وأموالهم وأعراضهم (كذا) ما داموا يؤمنون بما كانوا يسوِّقون له من انعدام للأمن سيحل مع غياب المجلس، الا اننا فوجئنا بأن بوصلتهم قد تغيرت بمقدار 180 درجة من دون خجل أو وجل و… عجبي!